
بهيرة الدالاتي (1909 – 1989)، زوجة الرئيس شكري القوتلي وسيدة سورية الأولى من آب 1943 وحتى آذار 1949 ومجدداً من أيلول 1955 وحتى قيام الوحدة السورية المصرية في شباط 1958.
البداية
ولِدت بهيرة الدالاتي في دمشق وهي كريمة المجاهد سعيد الدالاتي الذي تَعرّف على الوطني الشاب شكري القوتلي في السجن خلال نضالهم المشترك ضد الدولة العثمانية في زمن الحرب العالمية الأولى.
الزواج
اقترنت بهيرة الدالاتي بشكري القوتلي وهو منفي في مصر سنة 1928 وسافرت إلى القاهرة دون معرفة مسبقة بزوجها.
وقد زُينت محطة القطار عند وصولها لاستقبال الملك أحمد فؤاد الأول، فقال لها القوتلي: “لقد زُيّنت مصر من أجلك.” وقد أنجبت منه ستة أولاد، توفي أكبرهم هيثم وهو طفل، أما بقية الأولاد فهم حسّان ومحمود وهدى وهناء وهالة القوتلي.
نضالها الوطني
شاركت بهيرة الدالاتي في معركة الاستقلال ضد الفرنسيين وبتهريب السلاح والمؤن لثوار غوطة دمشق خلال الثورة السورية الكبرى. كما قدمت دعماً نفسياً ومادياً لعائلات الشهداء والجرحى أيام الإضراب الستيني الذي قاده زوجها ضد الانتداب الفرنسي، وكان لها نشاط ملحوظ في كافة الجمعيات الخيرية السورية.
سيدة سورية الأولى
وأصبحت بهيرة الدالاتي سيدة سورية الأولى يوم انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية يوم 17 آب 1943. لعبت دوراً هاماً في دعم القضية الفلسطينية وفي تأمين اللاجئين الفلسطينيين القادمين إلى سورية بعد احتلال بلادهم سنة 1948. وقد غادرت دمشق مع زوجها بعد وقوع الانقلاب الأول سنة 1949 واستقرت مع عائلتها في مصر بعد إقامة وجيزة في مدينة جنيف السويسرية.
ثم عادت إلى سورية وباتت سيدة أولى مجدداً بعد عودة الرئيس القوتلي إلى الحكم في أيلول 1955. وقد سافرت معه في رحلته الشهيرة إلى آسيا عام 1957 والتقت مع زوجات رؤساء الباكستان والهند وكانت إلى جانبه خلال زيارته الأولى إلى موسكو خلال العدوان الثلاثي في تشرين الأول 1956 وعند اعلان الوحدة مع مصر سنة 1958.
غادرت بهيرة الدالاتي دمشق مع الرئيس القوتلي في منتصف الستينيات واستقرت في بيروت حتى وفاة زوجها عام 1967.

الوفاة
توفيت بهيرة الدالاتي في العاصمة الفرنسية باريس يوم 3 نيسان 1989 ونقل جثمانها إلى مسقط رأسها بدمشق ليوارى الثرى في مقبرة الباب الصغير، إلى جانب الرئيس شكري القوتلي.(1)