عبد الرحمن بن محمد سليم سلام (1868 – 29 حزيران 1941)، شاعر ولغوي لبناني من بيروت. أقام مدة من حياته بدمشق مدرساً في مدرسة مكتب عنبر، وكان أحد أعضاء مجمع اللغة العربية من سنة 1922 وحتى وفاته.
البداية
ولد عبد الرحمن سلام في بيروت وكان والده كاثوليكياً من مدينة صفد الفلسطينية أسلم في بيروت سنة 1816، وعاش في كنف آل سلام في منطقة البسطة واتخذ نسبهم وتزوج من عمّة زعيمهم سليم علي سلام، والد رئيس الوزراء اللبناني صائب سلام. درس عبد الرحمن سلام في مدارس بيروت الحكومية وقرأ على يد شيوخ المساجد قبل تعيينه قاضياً شرعياً في قلقيلية من سنة 1896 ولغاية عام 1900.
عاد إلى بيروت لتأسيس المدرسة العلمية وإطلاق جريدة “روضة المعارف” مع زميله محمد علي قباني سنة 1908، كما سمّي رئيساً لكتّاب محكمة بيروت الشرعية. وفي سنة 1910 ترأس جمعية السلام لتعليم الفقراء والأيتام، وأطلق في 5 آب 1911 جريدة “القلم العريض” الفكاهية التي لم تستمر طويلاً.
بين دمشق والقدس
انتقل عبد الرحمن سلام إلى دمشق للعمل في التدريس والخطابة والإمامة سنة 1912، وافتتح متجراً لبيع الكتب والمخطوطات في سوق المسكية مقابل الجامع الأموي. بعدها بسنتين، ذهب إلى حمص وأصبح مدرساً لمادة الأدب العربي في الكلية الوطنية، ثم إلى القدس للعمل في المدرسة الصلاحية. عارض سياسة التتريك التي بدأت في عهد جمعية الاتحاد والترقي وأيد الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجاز ضد الدولة العثمانية سنة 1916. أعتقل بأمر من جمال باشا ونُقل مخفوراً إلى سجن القلعة بدمشق. بقي عبد الرحمن سلام سجيناً لغاية دخول القوات العربية دمشق وتحريرها من الحكم العثماني سنة 1918، وبعد مبايعته الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية سمّي مميِّزاً لأوقاف دمشق.
دخل الهيئة التدريسية في مكتب عنبر، مدرساً لمادتي علم البلاغة والعروض، وكان أحد أشهر طلابه الشيخ علي الطنطاوي الذي وصفه بالقول: “كان نادرة الدنيا في طلاقة اللسان، وفي جلاء البيان، ولقد عرفتُ من بعده لُسُن الأدباء، ومصاقع الخطباء، فما عرفت لسانًا أطلق ولا بيانًا أجلى”.وفي 13 حزيران 1922، أنتخب الشيخ عبد الرحمن سلام عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وفي ردهته ألقى محاضرتين: الشعر وتأثيره في الأخلاق (1921) والشعر أو حرفة الأدب (1922).
العودة إلى بيروت والوفاة
ومع اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925 عاد الشيخ عبد الرحمن سلام إلى بيروت وأصبح مدرساً في الكلية الإسلامية أولاً ثم في مدارس المقاصد الخيرية التي كان يديرها سليم علي سلام. وفي سنة 1927، عين أميناً للفتوى في الجمهورية اللبنانية وظلّ يشغل هذا المنصب حتى وفاته في 29 حزيران 1941.
مؤلفاته
من مؤلفاته قصيدة الأذواء التي زيد عن 3000 بيت من قافية واحدة وبحر واحد، جاء لشرح الخلاف بين النصارى والمسلمين ـ أضافة لأعمال أخرى ومنها:
- دفع الأوهام بقلم ابن سلام (المطبعة الأدبية، بيروت 1899)
- النظم المفيد في علم التجويد (بيروت 1889)
- الرياضة البدنية (تحقيق – وزارة المعارف، دمشق 1922)
- ديوان النابغة الذبياني (المطبعة الأهلية، بيروت 1929)