فنانون

عبد اللطيف فتحي

فنان سوري

عبد اللطيف فتحي
عبد اللطيف فتحي

 عبد اللطيف بن محمد علي فتحي القصبللي (1916 – 8 آذار 1986)، مخرج وممثل وكاتب سوري من الرواد، عمل في المسرح والإذاعة والتلفزيون، وهو مهندس عملية “تشويم المسرح” ونقله من اللهجة المصرية إلى العامية الدمشقية. عمل في عدة فرق مسرحية وأسس فرقة خاص به، حملت اسمه من سنة 1946 ولغاية عام 1956. شارك في تأسيس إذاعة دمشق سنة 1947 وفرقة المسرح الحر ثم فرقة مسرح العرائس التي أسسها وأدارها في زمن الوحدة مع مصر، قبل انتقاله إلى التلفزيون السوري سنة 1966. في عام 1971 كان أحد أبطال مسلسل صح النوم مع دريد لحام ونهاد قلعي، حيث ظهر بشخصية “بدري أبو كلبشة” التي أوصلته إلى النجومية في العالم العربي.

البداية

ولد عبد اللطيف فتحي بسوق ساروجا وكان والده ضابطاً في الجيش العثماني. دَرَس في مدارس دمشق الحكومية ولم يُكمل تحصيله العلمي للتفرغ للفن. انضم سنة 1934 إلى نادي إيزيس الفني الذي كان يرأسه جودت الركابي ومنه انتقل إلى فرقة حسن حمدان أولاً ثم إلى فرقة عطيّة محمد المصريّة التي كانت تُقدم عروضاً غنائيّة واستعراضية في سورية ولبنان. بالتعاون مع الشاعر الشعبي عبد الغني الشيخ أسس فتحي فرقة خاصة سنة 1936، أطلق عليها اسم “الميوزك هول” ثم التحق بفرقة أمين عطا الله المصريّة الشهيرة، ممثلاً ومساعداً للمخرج مراد أصلان. وفي معظم العروض المسرحية كان يظهر بدور “عثمان السفرجي النوبي،” وكانت كل حواراته باللهجة المصرية.

فرقة عبد اللطيف فتحي

كانت نقطة التحول في حياة عبد اللطيف فتحي سنة 1946 عندما تخلى عن شخصية “عثمان السفرجي” وأسس فرقة مسرحية باسم “فرقة عبد اللطيف فتحي” ضمّت عدداً من الفنانين المعروفين مثل سعد الدين بقدونس وأنور المرابط. ومنها بدأ فتحي عملية “تشويم المسرح” والتخلي التدريجي عن اللهجة المصريّة الرائجة في المسرح العربي يومها لصالح اللهجة الدمشقية المحكية.

قدمت فرقة عبد اللطيف فتحي عشرات المسرحيات، كانت معظمها على خشبة مسرح النصر في سوق الحميدية (الذي هُدم سنة 1983)، وفيها كانت بداية تعويذته الشهيرة: “هرّوا…هرّو…هرّو” التي كان يُطلقها فتحي قبل ظهوره على المسرح، مع عبارته الشهيرة “يا ساتر.” حققت الفرقة بإشرافه نجاحاً باهراً وكتبت عنه الصحف الدّمشقيّة وأطلق عليه لقب “سيّد المسرح السوري.” ومن المسرح انتقل فتحي إلى إذاعة دمشق عند تأسيسها سنة 1947 وقدم العديد من التمثيليات الفكاهية كانت جميعها من إخراج مازن لطفي.

فرقة المسرح الحر سنة 1956

جاءت فكرة المسرح الحرّ نظراً لحاجة الفنانين السّوريين لمسرح خاص بهم، يُحررهم من استغلال أصحاب الصالات الكبرى، الذين كانوا يتقاضون مبالغ كبيرة من المال، لا تُبقي للفنان إلّا ربح زهيد من عائدات شبّاك التذاكر. أطلقوا فرقة المسرح الحرّ سنة 1956 وأقاموا لها مسرحاً خاصاً في شارع العابد، وظلّ عبد اللطيف فتحي يعمل بها حتى سنة 1960 تاريخ انتقاله إلى المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة في زمن الوحدة مع مصر.

مسرح الستينيات

ومن رحم المسرح القومي ولِدت فرقة أُميّة للفنون الشعبيّة ومسرح العرائس الذي عُيّن عبد اللطيف مديراً له. قدم عشر مسرحيات للأطفال، كانت كلها من إخراجه، وتعاون مع خبراء من يوغوسلافيا وبلغاريا لغاية انتقاله مجدداً، وهذه المرة إلى فرقة المسرح الشعبي، حيث قدم أشهر أعماله مثل “أزمة عصبية” و”بين ساعة وساعة” و”يوم من أيام الثورة السورية” التي عرضت على خشبة معرض دمشق الدولي في أيلول 1961 وكتب ألحانها الموسيقار صلحي الوادي. وفي سنة 1964 كانت مسرحية الملحمة السورية التي تضمنت لوحة الشيخ سعدو مع الفنان أنور البابا وأصبحت من كلاسيكيات الفن السوري. وفي سنة 1968 أعاد إخراج وتمثيل مسرحية “صابر أفندي،” التي كان قد شارك في عرضها الأول عام 1958 وكانت من تأليف القاص الشعبي حكمت محسن.

مسرح شكسبير

بعد نجاح مسرحية “صابر أفندي” المدوي، قرر عبد اللطيف فتحي خوض تجربة جديدة بعيداً عن الكوميديا وشارك في عملين تراجيديين للكاتب العالمي وليام شكسبير: ترويض الشرسة من إخراج يوسف حرب ومسرحية الملك لير، من إخراج علي عقلة عرسان. لعب دور البطولة في الملك لير التي عرضت بدمشق يوم 30 كانون الأول 1976 وفي ختانها، قلدته وزير الثقافة الدكتورة نجاح العطار وسام الاستحقاق السوري نيابة عن رئيس الجمهورية حافظ الأسد.

وزير الثقافة الدكتورة نجاح العطار تقلد عبد اللطيف فتحي وسام الاستحقاق سنة 1976.
وزير الثقافة الدكتورة نجاح العطار تقلد عبد اللطيف فتحي وسام الاستحقاق سنة 1976.

مسلسل صح النوم

أما شهرة عبد اللطيف فتحي العربيّة فقد جاءت عبر مشاركته في المسلسل الكوميدي صح النوم، مع دريد لحام ونهاد قلعي سنة 1971، والذي قدم فيه شخصيته المعروفة “بدري أبو كلبشة.” لم يكن فتحي من أسرة العمل في حلقاته الأولى، ولكنّه دخل عليه مُتأخراً بعد انسحاب الفنان فهد كعيكاتي من دور رئيس المخفر، فقدم الدور عبد اللطيف فتحي ببراعة، وقام بتطوير ملامح شخصيته بالتعاون مع كاتب المسلسل نهاد قلعي. أدخل عليها عدّة جمل ربطت باسمه من يومها، مثل “أنفي لا يخطئ” و”أنا يلي دوخت موسوليني.”

عبد اللطيف فتحي بشخصية بدري أبو كلبشة
عبد اللطيف فتحي بشخصية بدري أبو كلبشة

شخصية “بدري أبو كلبشة” كانت أحد أسباب نجاح مسلسل صح النوم وانتشاره عربياً، وهو العمل الذي كتب عنه النقّاد وقالوا إنه “خلّد كلّ من شارك فيه.” ونظراً لنجاح المسلسل الباهر، جاءت تمثيلية متممة بعنوان ملح وسكر سنة 1973 وجزء ثاني مع فيلم سينمائي حمل نفس الاسم عام 1976. دخلت شخصية “أبو كلبشة” كل بيت سوري، مع غوار الطوشة وحسني البوراظان، ظهرت أقنعة برسمه تباع للأطفال في أسواق دمشق، مع وضع بدلته العسكرية ضمن مقتنيات مكتبة الأسد الوطنية عند افتتاحها. وكان كلما رأى نهاد قلعي من بعدها يقول له: “سامحك الله، هل يعقل بعد أربعين سنة مسرح الناس لا تناديني في الشارع إلا بدري أبو كلبشة؟”

في السينما

كان عبد اللطيف فتحي مقلاً في أعماله السينمائية والتلفزيونية، نظراً لتفرغه شبه التام للمسرح. آخر عمل تلفزيوني له كان سنة 1977 أما في السينما فقد شارك في بطولة فيلم موعد من الأمل مع النجم اللبناني فيلمون وهبة سنة 1968 ومع دريد ونهاد بطولة فيلم عندما تغيب الزوجات سنة 1980.

عبد اللطيف فتحي مع الفنان زياد مولوي.
عبد اللطيف فتحي مع الفنان زياد مولوي.

الوفاة

توفي عبد اللطيف فتحي عن عمر ناهز 70 عاماً يوم 8 آذار 1986 وكرمته الدّولة السّورية بإصدار طابع بريدي يحمل رسمه وفي سنة 2008 منحه الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق مجدداً – من الدرجة الممتازة هذه المرة – في احتفاليات مدينة دمشق عاصمة للثقافة العربية. صدرت سيرته في كتاب ظرفاء من دمشق للمؤرخ أكرم العلبي سنة 1996 وفي عام 2019 وضع الباحث أحمد بوبس كتاباً مرجعياً عن حياته بعنوان عبد اللطيف فتحي: رائد المسرح الشعبي.

في دور الملك لير سنة 1976.
في دور الملك لير سنة 1976.

الأعمال المسرحية

  • البدوية الجميلة (1932)
  • التعويذة (1935)
  • القادم من أمريكا (1954 – تأليف وإخراج وبطولة)
  • بالمقلوب (1956 – إخراج وبطولة)
  • وصية المرحوم (1956 – إخراج وبطولة)
  • صابر أفندي (1958 – إخراج وبطولة)
  • حرامي غضب عنو (1958 – إخراج وبطولة)
  • طريق النصر (1961 – إخراج وصفي المالح)
  • يوم من أيام الثورة السورية (1961 – إخراج وبطولة)
  • علي بابا والأربعين حرامي (مسرح العرائس 1961 – تأليف وإخراج)
  • ليلى والذئب (مسرح العرائس 1961 – تأليف وإخراج)
  • أفرام باشا (1961 – إخراج وبطولة)
  • بنت الطحّان (مسرح العرائس 1962 – تأليف وإخراج)
  • طاسة الرعبة (1962 – إخراج وبطولة)
  • سمبو سمكة (1962 – تأليف وإخراج وبطولة)
  • استفتاحية مباركة (1962 – تأليف وإخراج وبطولة)
  • علاء الدين والفانوس السحري (مسرح العرائس 1963 – تأليف وإخراج)
  • عربة سندريلا (مسرح العرائس 1963 – تأليف وإخراج)
  • مرتي قمر صناعي (1963 – إخراج وبطولة)
  • ساحر الغابات (مسرح العرائس 1964 – تأليف وإخراج)
  • الملحمة السورية (1964 – إخراج وبطولة)
  • السمكة الذهبية (مسرح العرائس 1965 – إخراج)
  • صح النوم (1965 – إخراج وبطولة)
  • الحطاب (مسرح العرائس 1966 – إخراج)
  • المريض (مسرح العرائس 1966 – إخراج)
  • أزمة عصبية (1966 – تأليف وإخراج وبطولة)
  • بين ساعة وساعة (1966 – إخراج وتمثيل)
  • صابر أفندي (1968 – إخراج وبطولة)
  • الملك العاري (1969 – إخراج أسعد فضة)
  • مسرحية السعد (1971 – إخراج أسعد فضة)
  • مبارك ما أجاك (1971- تأليف وإخراج وبطولة)
  • بدي شوف لطوف (1971 – إعداد وتمثيل)
  • سكينة المطبخ (لم تنتج، 1971 – تأليف)
  • مطلوب ع الجندية (1972 – تأليف وإخراج وبطولة)
  • مجرم غصب عنو (1972 – إخراج فقط)
  • أذكى غبي في العالم (1974 – إخراج فقط)
  • ترويض الشرسة (1974 – إخراج يوسف حرب)
  • البخيل (1975 – لإخراج حسين الإدلبي)
  • عيد الشحّادين (1975، إخراج أسعد فضة)
  • الملك لير (1976 – إخراج علي عقلة عرسان)
  • التعويذة (1976 – إخراج وبطولة)
  • الأرملة والمليون (1980 – إخراج يوسف حرب، تأليف وبطولة عبد اللطيف فتحي)
  • البحث عن لطوف (1981 – تأليف وبطولة)
  • تعال نضحك (1983 – تأليف وبطولة، إخراج يوسف حرب)

الأعمال التلفزيونية

الأعمال السينمائية

الأعمال الإذاعية

الاشكتشات الغنائية

المصدر
1. أكرم العلبي. ظرفاء من دمشق (دمشق 1996)، 742. نفس المصدر، 773. نفس المصدر4. نفس المصدر، 84

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !