
ليلى العابد (1909 – غير معروف)، ناشطة سورية من دمشق، عملت في منظمة الهلال الأحمر في كل من سورية ومصر، ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكانت مديرة مراقبة البريد الأجنبي في فرنسا الفيشية خلال السنوات 1940-1944، وهي بنت رئيس الجمهورية محمد علي العابد ومطلقة رئيس الدولة صبحي بركات.
البداية
ولدت ليلى العابد في فرنسا سنة 1909 بعد نفي والدها وجدها أحمد عزت باشا العابد إثر الانقلاب جمعية الاتحاد والترقي على السلطان عبد الحميد الثاني. كان جدها كبير أمناء السلطان عبد الحميد وقد عمل والدها سفيراً للدولة العثمانية في واشنطن قبل عزله سنة 1908. أمّا والدتها زهراء اليوسف، فهي شقيقة أمير الحج عبد الرحمن باشا اليوسف.
الزواج
عادت أسرة العابد إلى سورية بعد فرض الانتداب الفرنسي سنة 1920 وتم أرسال ليلى إلى مدرسة القديس يوسف ببيروت. وفور تخرجها، تزوجت من رئيس الدولة السورية صبحي بركات سنة 1924، عندما كان والدها وزيراً في حكومته الأولى. ولكن زواجها منه لم يستمر ولم ترزق بأولاد. وبعد طلاقها من صبحي بركات، تزوجت العابد من الوجيه الدمشقي ممدوح مردم بك.
رئاسة أبيها (1932-1936)
بعد انتخاب والدها محمد علي العابد رئيساً للجمهورية سنة 1932، نشطت ليلى العابد في صفوف الهلال الأحمر السوري، وسافرت إلى مصر لمساعدة الأهالي على مكافحة وباء السفلس الذي كان قد انتشر في ضواحي القاهرة. كما عملت في عدة جمعيات نسائية كانت تديرها أمها، مثل جمعية نقطة الحليب وجمعية يقظة المرأة الشامية.
العمل مع حكومة فيشي في فرنسا
وعند استقالة والدها من رئاسة الجمهورية في كانون الأول 1936، سافرت ليلى العابد إلى مدينة نيس الفرنسية للعيش مع أسرتها. وعند وفاة الرئيس العابد في 11 تشرين الثاني 1939، تطوعت ليلى في الصليب الأحمر الفرنسي، حيث تعرفت على زوجة المارشال فيليب بيتان، أحد قادة فرنسا العسكريين الكبار في الحرب العالمية الأولى. وعند سقوط باريس في يد الجيش الألماني سنة 1940 وتنصيب المارشال بيتان حاكماً موالياً لأدولف هتلر، قام بتعيين العابد مراقبة على البريد الأجنبي في حكومة فيشي. وقد حافظت على هذا المنصب الحساس لغاية تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، لتعود بعدها وتيش في دمشق حتى وفاتها.