عسكريون

محمد ناصر

آمر سلاح الطيران في الجيش السوري (1949-1950)

العقيد محمد ناصر
العقيد محمد ناصر

محمد ناصر (1914 – 31 تموز 1950)، ضابط سوري من جبلة، كان أحد مؤسسي الجيش السوري وخاض حرب فلسطين الأولى سنة 1948، ضابطاً في جيش الإنقاذ ثم في القوات السورية النظامية. شارك في الانقلاب العسكري على الرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949 وانقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم في 14 آب 1949. سمّي عضواً في مجلس العقداء وقائداً للسلاح الطيران، وكان معارضاً لسياسات العقيد أديب الشيشكلي. اغتيل سنة 1950 واتهم الشيشكلي بمقتله.

البداية

ولد محمد ناصر في قرية عين شقاق القريبة من جبلة ودرس في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي كلية الحقوق في الجامعة السورية، وعند تخرجه سنة 1932 التحق بكلية حمص الحربية. انتسب إلى جيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي وانشق عنه في 29 أيار 1945، إبان العدوان الفرنسي على مدينة دمشق. وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945 كان المقدم محمد ناصر في طليعة ضباطه.

حرب فلسطين الأولى

تطوع للقتال مع فوزي القاوقجي في جيش الإنقاذ نهاية عام 1947، وعندما دخل الجيش السوري أرض المعركة في 15 أيار 1948، عاد ناصر إلى صفوفه. تعرف يومها إلى رئيس الأركان حسني الزعيم وشاركه النقمة على الطبقة السياسية الحاكمة بدمشق التي حمّلت العسكريين وزر هزيمة الجيش السوري في فلسطين. حضر اجتماع برئاسة الزعيم في مدينة القنيطرة يوم 13 شباط 1945 تقرر فيه رفع عريضة إلى رئيس الجمهورية شكري القوتلي تطالب باعتقال ومحاكمة النائب فيصل العسلي، نظراً لتهجمه المتكرر في المجلس النيابي على قائد الجيش وأعوانه.

في عهد حسني الزعيم

وعندما رفض القوتلي الاستماع إلى مطالبهم، شارك محمد ناصر بالانقلاب العسكري الذي أطاح به يوم 29 آذار 1949، بقيادة حسني الزعيم. عينه الزعيم عضواً في مفاوضات الهدنة مع إسرائيل، التي شُكلت برعاية الأمم المتحدة، ولكنّ فراقاً حلّ بينهما عندما حاول الزعيم تجاوز الوفد المفاوض والتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون.

الخلاف مع أديب الشيشكلي

وفي 14 آب 1949 شارك العقيد ناصر في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم وعُيّن رئيساً للشعبة الثانية وعضواً في مجلس العقداء. كان خارج البلاد يوم وقوع الانقلاب الثالث في 19 كانون الأول 1949، الذي قاده العقيد أديب الشيشكلي ضد قائد الجيش اللواء سامي الحناوي. عارض طموحات الشيشكلي السياسية والعسكرية، وفكر الأخير بتسريحه ولكنّه لم يفعل، نظراً لشعبية محمد ناصر بين الضباط. فضّل إبعاده عن دمشق وأمر بتعينه ملحقاً عسكرياً في السفارة السورية في إيران. وعندما أمسك الشيشكلي بزمام الأمور، استدعاه من طهران وعينه آمراً لسلاح الطيران، علماً أن محمد ناصر كان ضابط مشاة، لا علم له بشؤون الطيران الحربي.

حادثة الاغتيال

وفي 31 تموز 1950 أطلق مجهولون النار على سيارة محمد ناصر عند مفرق كيوان وهو عائد من مركز قيادته في منطقة المزة. أصيب إصابة بالغة نُقل على أثرها إلى المستشفى الفرنسي. وأمام حشد من الضباط، ومنهم توفيق نظام الدين، أدخل أصبعه في فمه، الذي كان يسيل فيه الدم بغزارة، وكتب بدمه أسماء الجناة على سرواله العسكري: المقدم إبراهيم الحسيني، مدير الشعبة الثانية، ومعاونه عبد الغني قنوت، وكلاهما كانوا من رجال الشيشكلي الأوفياء. بعدها بدقائق، فارق محمد ناصر الحياة وهو في السادسة والثلاثين من عمره. شيّع من الجامع الأموي بموكب رسمي تقدمه رئيس الحكومة ناظم القدسي والشيشكلي ردُفن في مسقط رأسه في جبلة.

المحاكمة

شكّلت محكمة خاصة للتحقيق في الجريمة، برئاسة القاضي إسماعيل قولي، قررت تبرئة الحسيني وقنوت، بتدخل مباشر من الشيشكلي. وقيل يومها إن الشيشكلي أراد التخلص من محمد ناصر لأنه كان يشكل خطراً حقيقياً على شعبيته داخل المؤسسة العسكرية وسيكون عقبة في سعيه للوصول إلى الحكم، الذي تحقق بالفعل في تشرين الأول 1951، أي بعد سنة وأربعة أشهر من اغتيال محمد ناصر.

العائلة

تزوج محمد ناصر من نعمت الأيوبي، وهي سليلة عائلة دمشقية معروفة، وله منها بنت واحدة، الدكتورة صبا ناصر، التي كانت سفيرة سورية في فرنسا سنة 2002.

المناصب

آمراً لسلاح الطيران (19 كانون الأول 1949 – 31 تموز 1950)
  • سبقه في المنصب: العقيد عبد الوهاب الحكيم
  • خلفه في المنصب: العقيد راشد الكيلاني (بالوكالة)

 

المصدر
1. عبد اللطيف يونس. مذكرات الدكتور عبد اللطيف يونس (دمشق، 1992)، 266-2672. هاني الخيّر. أديب الشيشكلي: البداية والنهاية (دمشق 1994)، 70-773. نفس المصدر4. نفس المصدر5. مجلة الحوادث (3 آب 1951)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !