مدارس الآسية الخاصة في حي باب توما في دمشق القديمة، تأسست في القرن السابع عشر في المقر البطريركي للروم الأرثوذوكس، وهي من أقدم وأعرق المدارس التي ما زالت قائمة حتى اليوم. اشتق اسم مدرسة الآسية من شجر الآس الموجود في باحة بنائها، ويعني في اللغة العربية الفصحى الدعامة والبناء المحكم أساسه، وكذلك الطبيب المحسِن.
التاريخ
تأسست مدارس الآسية الخاصة في دمشق على يد البطريرك أفتيموس كرمة عام 1635، وأعيد تنظيمها عام 1840 على يد الخوري يوسف حداد في بناء تابع للوقف. وفي عام 1851 أنشئت فيها أكاديمية لاهوتية ومدرسة أكاديمية للموسيقى البيزنطية نافست أكاديميات روسيا واليونان، وتخرج منها حينها طلاب منهم مطران اللاذقية ملاتيوس الدوماني ومطران بيروت غفرئيل شاتيلا.
أحداث عام 1860
تعرضت للدمار والتخريب أثناء أحداث عام 1860، واستشهد الخوري يوسف حداد ومعظم أساتذتها، في حين عمل الأمير عبد القادر الجزائري على حماية مئات الطلاب الذين كانوا فيها واستضافهم لديه. وحالت هذه الأحداث دون تحويلها إلى جامعة كما كان مخطط الخوري حداد.
طلاب الأسية
وحتى بدايات القرن العشرين كانت تنافس بمناهجها أهم المدارس والجامعات في المنطقة، إذ كانت تدرّس مواد فروع جامعية هي الطب والصيدلة والهندسة والتجارة واللغة العربية واللغات الفرنسية والإنكليزية واليونانية والروسية والإيطالية والتركية. ودرّس فيها شخصيات كبيرة مثل الأديب اللبناني عيسى إسكندر معلوف، وقسطنطين زريق، الذي أصبح رئيساً للجامعة السورية سنة 1949، والأديب ميشيل الله وردي، الذي ترشح لجائزة نوبل سنة 1951، وفائز الخوري، الذي عُيّن وزيراً للخارجية سنة 1941، وقد تولّى شقيقه الرئيس فارس الخوري إدارة المدرسة الأسية سنة 1899.
مدرسة الآسية اليوم
تراجعت المدرسة أثناء الحرب العالمية الأولى كما هو حال كافة المدارس الأرثوذوكسية نتيجة موقف الحكومة العثمانية من الطائفة على اعتبارها موالية لروسيا القيصرية واليونان، ثم استعادت ألقها في السنوات اللاحقة. تضم المدرسة اليوم كافة المراحل من الروضة وحتى الثالث الثانوي بشقيه العلمي والأدبي. وفي عام 2002 افتتحت مدرسة الآسية – جرمانا (شرق دمشق) في عهد البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم، لمواكبة التوسع العمراني والسكاني في دمشق.