مقام الصحابي دِحْيَة الكلبي، يقع ضمن مقبرة المزة القديمة، بين شارع الوليد بن عبد الملك شمالاً (المعورف بشارع الشيخ سعد اليوم) وشارع سيّدنا يحيى جنوباً. وهو عبارة عن مشيّدة مجدّدة، تضمّ ضريح الصحابي دِحْيَة بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي الذي ذكره ابن كثير وقال إنه كان جليلاً وجميل الصورة. أرسله رسول الله ﷺ بكتابه إلى عظيم بصرى ليوصله إلى هرقل عظيم الروم، وكان على رأس كتيبة في معركة اليرموك قبل أن ينزل دمشق ويقيم في منطقة المزة حيث تُوفِّي زمن في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 670. والجدير بالذكر أن هناك ضريح آخر في فلسطين، يُقال أنه أيضاً للصحابي نفسه في قرية الديس الواقعة قرب مرج ابن عامر.
وصف المقام
المقام ذو مسقط شبه مستطيل (8,30×6,50م)، بُنيت جدرانه من الحجر الغشيم والطوب اللبني، وكُسيت باللياسة والرشّة الإسمنتية. وقد غُطّي بسقف إسمنتي في وسطه قبّة هرمية واسعة ذات قمّة مستوية يتّوجها الهلال، وللمقام أربع واجهات شبه متناظرة:
الواجهتان الشرقية والغربية: وهما واجهتان متماثلتان، ينصّف كل واحدةٍ منهما شباكان مستطيلان، كلّ واحد منهما له ساكف ذو عقد مثلثي (منكسر)، وهو مغطّى بالزخارف المعدنية.
الواجهتان الشمالية والجنوبية: فهما متناظرتان، وتتوزّع فيهما ثلاث فتحات مماثلة لشبابيك الواجهتين السابقتين غير أن الفتحة في الطرف الغربي للواجهة الشمالية تُشكّل مدخل المقام.
أما مدخل المقام تعلوه مظلّة إسمنتيّة بسيطة، ويحتوي على باب معدني حديث، تعلوه لوحة رخامية مكتوب عليها: ” لا إاله إلا الله محمد رسول الله، هذا مقام الصحابي الجليل سيدنا دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه.” ولكن اللوحة لم تذكر تاريخ الوفاة ولا حتى زمن إقامة هذا المقام أو تجديده. يفتح على قاعة المقام المغطّاة جدرانها بالطلاء الأبيض، والتي يتوسطها قبر الصحابي المبني من طبقتين مستطيلتين مكسوّتين بالرخام الأبيض؛ الطبقة الأولى مستوية، والثانية سنامية، وقد وُضعت شاهدة حجرية أثرية في الطرف الغربي للقبر، نُحت عليها النص الآتي:
الفاتحة، هو الحي الباقي الجامع للمخلوقات يوم التلاقي، هذا قبر الصحابي الجليل سيدنا دحية ذو الوجه الجميل، من كان يهبط بصورة جبريل على النبي عليهما الصلاة والسلام. جُدد في سنة 1071 ه (1770 ميلادي)