وجيه بن سليم بيضون (25 آب 1901 – 20 أيلول 1969) كاتب وناشر سوري من مدينة دمشق ومؤسس مطبعة ابن زيدون التي قامت بطباعة مناشير الثورة السورية الكبرى سنة 1925 وأصدرت عدداً كبيراً من الكتب الأدبية والتاريخية، ومنها مذكرات الزعيم الوطني فخري البارودي ومجموعة خطابات رئيس الحكومة السورية لطفي الحفار.
البداية
ولِد وجيه بيضون بدمشق ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة العلوية والثانوية في المدرسة العازارية في منطقة باب توما. ولكنه أُجبر على ترك الدراسة مبكراً لمساعدة عائلته في تأمين قوتها اليومي فعمل في مطبعة الترقّي في حي القيمرية طيلة اثني عشرة سنة، تعرف خلالها على أعمال الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وتأثر بها كثيراً. بدأ يكتب المقالات الأدبية والسياسية في جريدتي المقتبس وألف باء، تحت اسم “ابن زيدون” المستعار، تيمناً بالشاعر الأندلسي ابن زيدون، عاشق ولّادة بنت المُستكفي.
مع ابن زيدون
وعندما جمع قليلاً من المال قام بشراء مطبعة صغيرة في بشارع الأمين، أطلق عليها اسم “مطبعة ابن زيدون.” فيها طُبعت مناشير الثورة السورية الكبرى سنة 1925 وبعد تحرير سورية من الانتداب الفرنسي سنة 1946 تعاقدت مع الحكومة السورية لطباعة جميع الطوابع الصادرة عم مؤسسة البرق والبريد، بعدما كانت سابقاً تُطبع في باريس. وفي سنة 1954 نُقلت “مطبعة ابن زيدون” من شارع الأمين إلى محلّة القنوات، بعد شراء وجيه بيضون لقصر صديقه فخري البارودي وانتقاله إليه للسكن والعمل معاً.
نشاطه في الماسونية
انتسب وجيه بيضون في شبابه إلى عشيرة البنائين الأحرار وفي سنة 1936 أصدر مجلّة شهرية ناطقة باسم المحافل الماسونية السورية بعنوان “الإنسانية،” تلتها دورية ثانية بعنوان “كل جديد،” صدرت من سنة 1946 ولغاية عام 1948.
وصف وجيه بيضون
وصفه زميله وجيه الحفار، صاحب جريدة الإنشاء قائلاً: “كاتب ومفكر وعامل مخلص من عمال القضية الوطنية، تعرفت إليه من خلال فكره وقلمه، فإذا أنا أقرأ أبحاثاً أدبية لكاتب يوقع بـ”إبن زيدون”، عليها مسحة من أدب المنفلوطي وفكره وأسلوبه.”
مؤلفاته
وضع وجيه بيضون عدداً من المؤلفات في حياته منها:
- العبر (دمشق 1924)
- فن الحياة للكاتب الفرنسي أندريه موروا (ترجمة – دمشق 1941)
- الشيوعية في المزيان (دمشق 1953)
- ذكربات لطفي بك الحفار (دمشق 1955)
- صراع مع الحياة – مذكرات وجيه بيضون (دمشق 1958)
- فن النجاح (دمشق 1962)
- الإسكندر الصغير للكاتب الفرنسي أناتول فرانس (دمشق 1963)
- بين الصناديق: خمسون عاماً في رحاب المطابع ومع أهل الفكر (دمشق 1963)
- الصوت الخفي (دمشق 1964)
- صباح ومساء (دمشق 1965)
الوفاة
توفي وجيه بيضون إثر عمل جراحي عن عمر ناهز 68 عاماً في 20 أيلول 1969.