سياسيون ورجال دولة

إحسان الشريف

سفير ونائب وأحد مُشرعي دستور عام 1928

إحسان الشريف
إحسان الشريف

إحسان الشريف (1893-1963)، سياسي سوري من دمشق، كان أحد مؤسسي حزب الشعب مع عبد الرحمن الشهبندر سنة 1925 والكتلة الوطنية مع هاشم الأتاسي سنة 1927. انتُخب مشرّعاً في الجمعية التأسيسية سنة 1928 وعُيّن محافظاً على مدينة حلب عام 1944، ثم وزيراً مفوضاً في تركيا في مطلع عهد الاستقلال.

البداية

ولِد إحسان الشريف في دمشق ودرس في مكتب عنبر، حيث قاد ثورة طلابية على المدير العثماني لأنه حاول إلزام الطلاب بالتحدث باللغة التركية بدلاً من العربية. عُوقِب بالفصل والالتحاق المبكر بالجيش العثماني قبل أن يبلغ السن القانوني للخدمة الإلزامية. تعاطف الشريف مع الشعب الأرمني ودافع عن قضيته في ظلّ المذابح التي تعرض لها في العهد الحميدي، فصَدر أمر باعتقاله ولكنه هرب إلى فرنسا عن طريق أحد أقربائه في الجيش، وهو الضابط يوسف العظمة، وبقي مقيماً في باريس لنهاية الحرب العالمية الأولى حيث درس الحقوق في جامعة السوربون.

مع حزب الشعب والثورة السورية سنة 1925

عاد إحسان الشريف إلى دمشق سنة 1919 وفَتح مكتباً للمحاماة مع صديقه المحامي فوزي الغزي، وتشارك معه ومع عبد الرحمن الشهبندر في تأسيس حزب الشعب في حزيران 1925. كان هذا الحزب مناهضاً للانتداب الفرنسي الذي فُرض على سورية سنة 1920، وقد حُلّ ولوحق أعضاؤه بسبب موقفهم الداعم للثورة السورية الكبرى التي انطلقت من جبل الدروز سنة 1925. ألقت سلطات الانتداب القبض على الشريف بسبب موقفه الداعم للثورة وظلّ معتقلاً في قلعة أرواد لغاية عام 1927، حتى صدر أمر بنفيه إلى بيروت.

تأسيس الكتلة الوطنية عام 1927

في 20 تشرين الأول 1927، عقد اجتماع في بيروت دعا له رئيس الحكومة الأسبق هاشم الأتاسي، تقرر فيه تأسيس تنظيم سياسي جديد بدلاً من حزب الشعب، أطلق عليه اسم الكتلة الوطنية. كانت الكتلة تهدف إلى تحرير البلاد ومحاربة الانتداب الفرنسي بالطرق السياسية لا العسكرية، وقد خاضت أولى معاركها السياسية في انتخابات المؤتمر التأسيسي سنة 1928، الذي شُكّل لوضع أول دستور جمهورية في سورية.

دستور عام 1928

فازت الكتلة الوطنية بغالبية مقاعد الجمعية التأسيسية وانتخب إحسان الشريف مشرعاً مع شريكه في مكتب المحاماة فوزي الغزي الذي تولّى مهمة صياغة الدستور. أنهوا عملهم في فترة قياسية لم تتجاوز الأسبوعين ووضعوا دستوراً عصرياً مُستلهماً من الدساتير الأوروبية، مؤلفاً من 115 مادة ليس فيها أية إشارة إلى نظام الانتداب أو اعتراف بشرعيته. اعترضت فرنسا على مسودة الدستور وطلبت إضافة مادة خاصة بالانتداب، ولكن رئيس المؤتمر هاشم الأتاسي رفض الاستجابة. فصدر قرار من المفوض السامي بتعطيل الدستور واللجنة الدستورية إلى أجل غير مسمّى، وفي سنة 1930، فُرِض الدستور المعدل دون استشارة المشرعين السوريين.

محافظ حلب 1944-1946

في سنة 1932 انتخب إحسان الشريف نائباً في البرلمان على قوائم الكتلة الوطنية، وجدد له في انتخابات عام 1936. وعندما وصل شكري القوتلي إلى الحكم سنة 1943، عينه محافظاً على مدينة حلب ورئيساً لبلديتها. وقد بقي الشريف في هذا المنصب من سنة 1944 ولغاية جلاء الفرنسيين عن سورية عام 1946. في أثناء عمله في حلب، وضع إحسان الشريف أساسات مشروعات مهمة عدة مثل الملعب البلدي والحديقة العامة وشارع الملك فيصل الواصل بينها وبين حديقة السبيل. ولكنّ معظم هذه المشروعات افتُتحت بعد انتهاء ولاية إحسان الشريف، ونُسبت لاحقاً إلى خلفه في رئاسة البلدية مجد الدين الجابري. ومن مآثر الشريف كان الدعم الكبير الذي قدمه للعلّامة خير الدين الأسدي وإقناعه بإهداء مكتبته القيمة إلى دار الكتب الوطنية في حلب.

وزيراً مفوضاً في تركيا 1946-1949

في عهد الاستقلال، عُيّن إحسان الشريف وزيراً مفوضاً في أنقرة سنة 1946، ولكنه عُزل سنة 1949 بسبب رفضه تأييد الانقلاب الأول الذي قاده حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي. دافع عن شرعية حكم القوتلي وقال إنه ضد تدخلات العسكر في الحياة السياسية. انتظر الزعيم برقية تأييد من المفوضية السورية من أنقرة ولكنها لم تصل، فبعث رسالة إلى إحسان الشريف مُعاتباً وقال: “لم تردنا برقيتكم” أجابه الشريف بحزم: “لأننا لم نُرسلها!” كان هذا  الرد كافياً لإقصائه عن المنصب واستدعائه إلى دمشق، مع صدور قرار بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي. بعد سقوط حكم الزعيم في 14 آب 1949، حاول إحسان الشريف العودة إلى العمل السياسي وأسس الحزب الجمهوري الديمقراطي، الذي حُلّ بأمر من اللواء فوزي سلو بعد نجاح الانقلاب الرابع سنة 1951.

الوفاة

اعتزل إحسان الشريف العمل السياسي من يومها، وتوفي في دمشق عن عمر ناهز 70 عاماً سنة 1963.

المناصب

محافظ حلب 1944-1946
المصدر
1. سامي مروان مبيّض. فولاذ وحرير (باللغة الإنكليزية - دار كيون، الولايات المتحدة الأميركية، 2005)، ص 333-3342. نفس المصدر3. فيليب خوري. سورية والإنتداب الفرنسي (اللغة الإنكليزية - جامعة برينستون، 1987)، ص 144-1454. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، ص 3365. فيليب خوري. سورية والإنتداب الفرنسي (اللغة الإنكليزية - جامعة برينستون 1987)، ص 144-1456. أسعد كوراني. ذكريات وخواطر مما رأيت وسمعت وفعلت (دار رياض نجيب الريّس، بيروت 2000) ص 647. عمرو الملاح. خير الدين الأسدي: مسيرة حياة8. سامي مروان مبيّض. فولاذ وحرير (باللغة الإنكليزية - دار كيون، الولايات المتحدة الأميركية، 2005)، ص 333-3349. نفس المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !