الأمير جعفر الحسني الجزائري
مدير عام الآثار ونائب رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق
الأمير جعفر ابن الأمير طاهر الحسني الجزائري (14 أيار 1895 – 7 تموز 1970)، عالم سوري من أصول جزائريّة، كان مُديراً عاماً للآثار ونائباً لرئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، وهو حفيد الأمير عبد القادر الجزائري وابن الأمير طاهر الجزائري، عضو مجلس شورى المملكة السورية سنة 1920.
البداية
ولِد الأمير جعفر الجزائري في دمشق ودَرَس بداية في مدرسة الآباء العازاريين في منطقة باب توما، ثمّ في مدرسة اللاييك ببيروت. ظروف الحرب العالمية الأولى منعته من إكمال تحصيله العلمي، فقد نفيت أُسرته إلى الأناضول بسبب موقفها الداعم للثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجاز ضد الدولة العثمانية سنة 1916. وبعد انتهاء الحرب سنة 1918 وانهيار الحكم العثماني في سورية، عاد الأمير جعفر إلى دمشق وشارك في رفع علم الثورة العربية فوق دار البلدية في ساحة المرجة مع ابن عمّه الأمير محمد سعيد الجزائري، الذي تولّى زمام الأمور بعد انسحاب الجيش التركي وعيّن نفسه حاكماً عربياً على مدينة دمشق.
متحف دمشق الوطني
وفي أيلول 1920، عُيّن الأمير جعفر أميناً على المتحف العربي بدمشق، الذي أنشئ في عهد الملك فيصل وكان تابعاً من الناحية الإدارية والمالية لمجمع اللغة العربية. أوفدته الحكومة السورية إلى فرنسا لدراسة آثارها القديمة، وحصل على شهادة من متحف اللوفر ودَرس اللغات السامية القديمة في جامعة باريس، ليعود بعدها إلى سورية سنة 1924.
عمله في الآثار
في سنة 1928، عُيّن الأمير جعفر مُحافظاً (مديراً) على متحف دمشق، قبل تحويله سنة 1936، إلى متحف دمشق الوطني القائم حتى اليوم على ضفاف نهر بردى، بالقرب من التكية السُّليمانيّة. وفي 25 أيلول 1944 عيّنه رئيس الجمهورية شكري القوتلي مديراً عاماً للآثار في سورية، حيث أشرف على ترميم قصر الحير الأموي وكنيس صالحية الفرات (دورا أروبوس) والمدفن التدمري، مع ترميم أجزاء من مدينة تدمر ومسرح بصرى الشّام. وأشرف الأمير جعفر على حفريات أثرية في تربة جوبر اليهودية، وتربتي طفس وخسفين، ومثّل الحكومة السورية في مؤتمر الآثار المُنعقد في القاهرة سنة 1937. وكان له الفضل في عقد مؤتمر مُماثل بدمشق سنة 1947، بدعوة من جامعة الدول العربية.
العمل السياسي
تقاعد الأمير جعفر الحسني الجزائري سنة 1950، ولكنه عاد إلى العمل الحكومي نزولاً عند رغبة رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي، الذي عيّنه محافظاً على جبل الدروز لمدة وجيزة سنة 1951. وكان الأمير جعفر قد انتسب في هذه المرحلة من حياته إلى حزب الشعب الداعي لإقامة وحدة سورية – عراقية، وانتُخب أميناً لفرعه بدمشق، وترشّح لعضوية المجلس النيابي سنة 1943.
مجمع اللغة العربية
وفي صيف عام 1956، انتُخب أميناً للسر في مجمع اللغة العربية، ثم نائباً لرئيسه الدكتور حسني سبح. وفي سنة 1970 اجتمع بوزير الدفاع حافظ الأسد وتحدّث معه مطولاً عن مقتنيات المكتبة الظاهرية ومخطوطاتها، مُبدياً تخوّفِه من تعرضها لأي مكروه لو ظلّت في مقرها الرئيسي داخل مدينة دمشق القديمة. وقد نُقلت هذه المخطوطات بالفعل إلى مكتبة الأسد الوطنية يوم افتتاحها سنة 1984، ولكن بعد وفاة الأمير جعفر بسنوات طويلة.
الوفاة
توفي الأمير جعفر الحسني الجزائري بدمشق يوم 7 تموز 1970 عن عمر ناهز 75 عاماً. وفي سنة 2015 رمّم حفيده الأمير جعفر طاهر الحسني الجزائري قصر آل الجزائري في زقاق النقيب، خلف الجامع الأموي، وحوّله إلى مؤسسة للثقافة والتراث حَملت اسم جدّهم الأكبر، الأمير عبد القادر الجزائري.