السراي الكبير، دار الحكومة في ساحة المرجة، شيّد في عهد الوالي العثماني حسن ناظم باشا سنة 1900. يقع مدخل البناء مقابل نهر بردى ويفصل بينهما جادة الحكومة الممتدة من المرجة إلى شارع سعد الله الجابري. وقد ظلّ السراي الكبير مقراً للولاة العثمانيين حتى سقوط الحكم العثماني في دمشق سنة 1918. دخله الأمير سعيد الجزائري وعيّن نفسه حاكماً على مدينة دمشق في الفترة الانتقالية ما بين انسحاب القوات العثمانية في 26 أيلول 1918 ودخول الحلفاء وجيش الشريف حسين في 1 تشرين الأول 1918.
بقيت السراي داراً للحكم في عهد الملك فيصل وطوال مرحلة الانتداب الفرنسي وصولاً إلى عهد الاستقلال. ثم بدأ نقل الوزارات من داخلها بشكل تدريجي ابتداء من وزارة الخارجية سنة 1949 ولغاية نقل رئاسة مجلس الوزراء بأكمله إلى بناء حديث خلف ساحة السبع بحرات في منتصف الستينيات. وقد ضعت من يومها دار الحكومة، أو السرايا، تحت تصرف وزارة الداخلية لغاية تفجير الكبير الذي دمّر أجزاء من البناء وجعله غير قابل للاستخدام بعد سنة 2012.
وقد بني السراي فوق حديقة البلدية القديمة على الضفة الجنوبية من نهر بردى، وكان على الطراز الأوروبي مع مسحة إغريقية. له سقف هرمي يعلو منتصف واجهته دائرة كانت تحوي على الطرة العثمانية (توقيع السلطان عبد الحميد الثاني)، أزيلت في عهد الاستقلال وتم استبدالها بفتحة للتهوية.