مخرجونممثلون

تيسير السعدي

فنان سوري

تيسير السعدي
تيسير السعدي

تيسير بن حمدي السعدي (1917 – 11 تشرين الأول 2014)، ممثل ومخرج سوري من دمشق وأحد مؤسسي إذاعة دمشق. شكل ثنائي فني مع زوجته صبا المحمودي في برنامج صابر وصبرية، أحد أنجح المسلسلات الإذاعية السورية وأشهرها في مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين. عمل في القاهرة مع يوسف وهبي ونجيب الريحاني، وشارك في بطولة فيلم الهانم مع فاتن حمامة سنة 1948. لقّب بعميد الفنانين السوريين، وشيخ كار الممثلين الإذاعيين، واستمرت مسيرته المهنية طيلة ستة عقود ونيّف وكانت آخر مشاركاته الفنية كرواي في مسلسل الزير سالم سنة 2000، وقبلها كممثل في مسلسل أيام شامية الشهير مع المخرج بسام الملّا سنة 1992.

البداية

ولد تيسير السعدي في حيّ ساروجا، وكان والده يعمل خبازاً ويملك فرنين، الأول بسوق الخيل والآخر بمحلّة السنجقدار. أما جده يوسف السعدي فقد أتى إلى دمشق من الأناضول وتسلّم فيها مشيخة الطريقة السعدية. درس تيسير السعدي في كتّاب سوق الحرير القريبة من قصر العظم، وكان يتردد على الزاوية السعدية في منطقة الميدان مع أبيه لإقامة حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم. التحق بمدرسة البحصة الحكومية وأكمل دراسته في مكتب عنبر أولاً ثم في مدرسة اللايك، قبل الانضمام إلى المدرسة التجارية الإيطالية في منطقة عرنوس.

 

تيسير السعدي في طفولته
تيسير السعدي في طفولته

كان منزل آل السعدي في سوق ساروجا محاطاً بالمقاهي والمسارح وخيمة “الكراكوز” التي كان يعمل فيها “الكراكوزاتي” علي حبيب، معلّم رائد المسرح السوري أبو خليل القباني. ووسط هذه الأجواء نشأ السعدي وأُغرم بفن “الكراكوز” وخيال الظل. تتلمذ على يد أبناء الكراكوزاتي علي حبيب، وكان يحضر باستمرار فصول خيال الظل منذ كان في السابعة من عمره وحتى الرابعة عشرة.

وفي مدرسة اللاييك تعرف السعدي على المسرح الغربي والفن التشكيلي والموسيقى الكلاسيكية، كما أتقن اللغة الفرنسية. وفي سنة 1934، زارت فرقة فرنسية مدينة دمشق لتقديم مسرحية أوديب ملكاً، من بطولة النجم الفرنسي جان أوليفير، واختير السعدي، وهو طالب في المرحلة الإعدادية في مدرسة اللايك، للمشاركة في العرض مع الممثلين الفرنسيين.

مجنون ليلى

أنضم بعدها إلى فرقة عبد الوهاب أبو سعود المسرحية ثم إلى نادي الفنون الجميلة الذي كان يديره الفنان وصفي المالح، وفي سنة 1943، كانت له بطولة مطلقة في مسرحية مجنون ليلى الغنائية لأمير الشعراء أحمد شوقي. لعب السعدي دور قيس ابن الملوح وقدّمت الممثلة ماري البغدادي دور حبيبته ليلى العامرية. عُرضت المسرحية في صالة سينما عائدة خلف السراي الحكومي في ساحة المرجة، واستغل الفنانون المشاركون بالعرض حضور رئيس الحكومة سعد الله الجابري ونائب دمشق فخري البارودي للفت انتباه الدولة السورية إلى معاناتهم وحاجاتهم. وبعد انتهاء العرض، دعاهم الرئيس الجابري لمقابلته ووعد بتلبية كل مطالبهم. وأتخذ رئيس الجمهورية شكري القوتلي يومها قراراً بإرسال السعدي إلى القاهرة، مع كل من وصفي المالح والرسام نصير شورى، لكي يستفيدوا من تجربة الفنون في مصر.

التجربة المصرية

عجزت السفارة السورية في القاهرة على تأمين مستلزماتهم المادية، فقام الرئيس القوتلي بتمويل البعثة بنفسه، وقدم لهم 500 ليرة سورية نفقات سفر وراتب شهري مقداره 300 ليرة سورية للشخص الواحد. تولّى رعايتهم جميل مردم بك، الذي كان يتنقل بين القاهرة والإسكندرية للإشراف على تأسيس جامعة الدول العربية، وطلب من أحد موظفي السفارة، وهو الشاعر الشاب نزار قباني، أن يرافقهم ويعرفهم على كبرى الأستوديوهات والفنانين والمخرجين المصريين. كان نزار مولعاً بالمسرح وكانت تربطه بالنجم المصري يوسف وهبي علاقة متينة، فتوسط لديه لكي ينضم السعدي إلى فرقته، فرقة رمسيس، الأشهر في القاهرة يومها، ثم إلى فرقة نجيب الريحاني في دار الأوبرا المصرية. وفي مصرتتلمذ السعدي في المعهد العالي لفن التمثيل على يد الدكتور طه حسين وتعلّم منه تاريخ المسرح اليوناني.

وأثناء تواجده في القاهرة، تعرف على المنتجة اللبنانية – المصرية آسيا داغر، صاحبة شركة لوتس للإنتاج، التي عينته مساعد مخرج في فيلم الهانم سنة 1947 وأسندت إليه دوراً رئيسياً إلى جانب فاتن حمامة ومحمد عبد القدوس. وفي هذه الفترة من حياته، عمل السعدي في صالة بديعة مصابني وكازينو دي باري لمدام مارسيل، إضافة لعمله في شركة لوتس.

وعن تجربته في مصر يقول السعدي:

في العام 1945 سافرت بالقطار إلى مصر لمتابعة الدراسة الأكاديمية الفنية، وأذكر وقتها أن الأديب شكيب الجابري أعطاني كتاب توصية لصديقه الممثل سليمان نجيب مدير الأوبرا المصرية آنذاك، وعندما قابلته وأعطيته الكتاب قام بالاتصال مع مدير المسرح زكي طليمات من أجل الاهتمام بي، ومن الفنانين الذين كانوا أثناء دراستي فاتن حمامة، سميحة أيوب، سعيد أبو بكر. طبعا خلال فترة الدراسة التي استمرت أربع سنوات لم يكن عندي المال الكافي مما اضطرني للعمل كومبارس لسد احتياجاتي.

الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى

وبناء على تجربته الناجحة في فيلم الهانم عاد السعدي إلى دمشق للمشاركة في فيلم نور وظلام، كفنّي فقط وليس كممثل، وهو ثالث فيلم روائي سوري طويل، أنتج سنة 1948 وكان من إخراج نزيه الشهبندر. كما شارك في تأسيس “الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى” مع ممتاز الركابي وعبد الهادي الدركزللي، التي استمرت حتى سنة 1972 وخرّجت نجوم كبار مثل أنور البابا ونجاح حفيظ ورفيق السبيعي. قدّمت الفرقة مئات من العروض المسرحية، مثل “أم كامل في الجبهة” سنة 1948 و”يوم من أيام الثورة” عام 1961. ويسجّل لصالح الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى أنها عكست في أعمالها المتغيرات الاجتماعية والسياسية في مرحلة ما بعد الاستقلال، وقدّمت لأول مرة العرض المسرحي المتكامل، بعد أن كان المسرح يُقدّم كفاصل كوميدي قصير يلي فقرات الغناء والرقص والمونولوغ، كما أنها في فترة الخمسينيات تأثرت بالأفكار الاشتراكية، وتناولت مشكلات الشرائح الاجتماعية المسحوقة.

صابر وصبرية

انتقل بعدها تيسير السعدي إلى إذاعة الشرق الأدنى البريطانية في يافا، وانضم إلى إذاعة دمشق، ممثلاً ومخرجاً. وفي سنة 1953 قدم عبر أثير إذاعة دمشق مسلسل صابر وصبرية الشهير، الذي ذاع صيته بدمشق وحقق نجاحاً جماهيرياً كاسحاً، وكان من إخراجه، وقد شاركته البطولة زوجته الفنانة صبا المحمودي بدور “صبرية.” شغل منصب رئيس دائرة المنوعات في إذاعة دمشق، لكن نشاطه الأكبر كان في التمثيل والإخراج، بعد أن شكل ثنائي فني مع القاص الشعبي حكمت محسن وقدما معاً أعمالاً مميزة، لم تقل نجاحاً ورواجاً عن صابر وصبرية، مثل “يا آخذ القرد على مالو” و”نهاية سكير.”

في مسلسل أيام شامية سنة 1992.
في مسلسل أيام شامية سنة 1992.

في التلفزيون

وبعد انطلاقة التلفزيون السوري في زمن الوحدة مع مصر سنة 1960، أنتقل السعدي إلى الشاشة الصغيرة. شارك في الجزء الثاني من مسلسل صح النوم مع الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي سنة 1973، وعند مرض نهاد قلعي أثناء عرض مسرحية غربة اختير السعدي للعب دوره – دور البطولة – إلى جانب دريد لحام. ومن أعماله التلفزيونية كان مسلسل تجارب عائلية مع المخرج علاء الدين كوكش سنة 1981، ومسلسل الطبيبة مع المخرج فردوس الأتاسي عام 1988. تنوعت أدواره بين الكوميدية والدرامية التاريخية، وفي سنة 1979 لعب دور عبد الرحمن الداخل في مسلسل صقر قريش. وفي العام 1992 قدم آخر أدواره، “أبو ظاهر المنجد” في مسلسل أيام شامية، الذي أسس لمرحلة أعمال ما عُرف بأعمال البيئة الشامية وكان من إخراج بسام الملّا. وكانت آخر مشاركاته الفنية قبل الاعتزال في دور الراوي في مسلسل الزير سالم، من إخراج حاتم علي سنة 2000.

الوفاة

توفي تيسير السعدي في منزله بدمشق عن عمر ناهز 97 عاماً صباح يوم 11 تشرين الأول 2014. وكان قبل وفاته قد كرّم ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2018، حيث صدر كتاب عن حياته بعنوان تيسير السعدي: ممثل بسبعة أصوات للدكتورة ميسون علي. وفي سنة 2010 صدر كتاب ثان بعنوان تيسير السعدي: ذاكرة القرن العشرين للكاتب وفيق يوسف. وفي تشرين الثاني 2010، نال جائزة أدونيا السورية لمسيرته الفنية، والتي قدمها له الفنان دريد لحام.

تيسير السعدي في أيامه الأخيرة.
تيسير السعدي في أيامه الأخيرة.

الأعمال المسرحية

  • مسرحية أتاتورك (1938 – إخراج أنور المرابط)
  • مسرحية جريمة الآباء (1938 – إخراج وبطولة)
  • مسرحية أم كامل في الجبهة (1948)
  • مسرحية زوجتي رقم 2 (1949 – إخراج وبطولة)
  • مسرحية شقة للإيجار (1960 – إخراج وبطولة)
  • مسرحية يوم من أيام الثورة السورية (1961 – إخراج وبطولة)
  • مسرحية الكرسي المخلوع (1967 – إخراج وبطولة)
  • مسرحية غربة (1976، إخراج دريد لحام)

الأعمال الإذاعية

  • مسلسل يا آخذ القرد على مالو (1952 – إخراج وبطولة)
  • مسلسل نهاية سكير (1952 – إخراج وبطولة)
  • مسلسل صابر وصبرية (1953 – إخراج وبطولة)
  • مسلسل تحت الشباك (1954 – إخراج)
  • مسلسل يا مستعجل وقف لقلّك (1954 – إخراج وبطولة)

الأعمال التلفزيونية

الأعمال السينمائية

المصدر
بوسطةالسينما.كومCNNالشرق الأوسطe Syriaالبيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !