حكومة جميل مردم بك الأولى، جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي في يوم 21 كانون الأول 1936. كان ذلك في مطلع عهد الكتلة الوطنية وكانت مهمتها الرئيسية تطبيق المعاهدة السورية – الفرنسية المبرمة قبل أشهر بين رئيس وزراء فرنسا ليون بلوم وهاشم الأتاسي. وكانت معاهدة عام 1936 قد وسّعت من صلاحيات الحكومة السورية وسمحت لها باستعادة منصب وزير الخارجية، الملغى منذ سنة 1920، وكذلك منصب وزير الدفاع، علماً أن الجيش الوطني ظلّ محظوراً على السوريين حتى نهاية الانتداب الفرنسي. وقد استمرت الحكومة المردمية في العمل لغاية 26 تموز 1938.
التشكيلة الوزراية
- جميل مردم بك (الكتلة الوطنية – رئيساً للحكومة ووزيراً للاقتصاد)
- سعد الله الجابري (الكتلة الوطنية – وزيراً للخارجية والداخلية)
- شكري القوتلي (الكتلة الوطنية – وزيراً للدفاع الوطني والمالية)
- الدكتور عبد الرحمن كيالي (الكتلة الوطنية – وزيراً للعدلية والمعارف)
واجهت حكومة مردم بك الأولى انتقادات مباشرة بسبب تشكيلتها الحزبية، حيث ذهب كل الحقائب إلى زملاء رئيس الحكومة من قادة الكتلة الوطنية. استقال شكري القوتلي من منصبه في 22 آذار 1938، احتجاجاً على تفرّد رئيس الحكومة في القرارات المتعلقة بالسياسة المالية للدولة السورية، وتجديده لاتفاق مصرفي مع فرنسا دون العودة إليه بصفته وزيراً للمالية. وفي 14 أيار 1937، عاد الدكتور عبد الرحمن الشهبندر من مصر بعد غياب إجباري قارب اثني عشر عاماً، وقاد حملة شرسة ضد حكومة مردم بك والمعاهدة السورية – الفرنسية، معتبراً أنها أعطت فرنسا الكثير ولم تأخذ بالمقابل تعهداً صريحاً بالاستقلال. طالب الشهبندر باستقالة الحكومة المردمية ومحاسبة رئيسها على التفريط بحقوق سورية السيادية، فردّ مردم بك بفرض الإقامة الإجبارية عليه ومنعه من ممارسة العمل السياسي. وعندما تقدم الشهبندر بطلب لإحياء حزب الشعب، التي كانت فرنسا قد حلّته سنة 1925، جاء رد الحكومة المردمية بالرفض.
على الرغم من محاولاته الحثيثة، إلا أن جميل مردم بك لم يتمكن من تطبيق معاهدة عام 1936 بسبب رفض البرلمان الفرنسي المصادقة عليها، تحسباً لوقوع نزاع مسلح جديد في أوروبا بين فرنسا وألمانيا النازية. سافر مردم بك إلى باريس للتفاوض مع الفرنسيين، وقام بالتوقيع على عدة ملاحق إضافة للمعاهدة، فيها ضمانات للأقليات وتنازلات فيما يتعلق بالتنقيب عن النفط في سورية، ولكن كلّ ذلك لم ينفع في إقناع الفرنسيين بقبول المعاهدة التي بقيت حبراً على ورق.
ومن أهم الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:
- مصادقة البرلمان السوري على المعاهدة في 27 كانون الأول 1936.
- عودة عبد الرحمن الشهبندر من مصر في 14 أيار 1937.
- عقد مؤتمر بلودان في 8-9 أيلول 1937.
- استقالة وزير الدفاع والمالية شكري القوتلي في 22 آذار 1938.
- ضم دولة العلويين ودولة الدروز إلى سورية.
معلومات عامة
- رئيس الجمهورية: هاشم الأتاسي
- رئيس الحكومة: جميل مردم بك
- مدّة الحكم: سنة وستة أشهر
- سبقها في الحكم: حكومة عطا الأيوبي الأولى
- خلفها في الحكم: حكومة جميل مردم بك الثانية