أدباء وكتابأعلام وشخصياتصحافيون

خير الدين الزركلي

أديب وصحفي

خير الدين الزركلي (25 حزيران 1893 – 25 تشرين الثاني 1976)، أديب وصحفي وشاعر سوري من دمشق، عمل في ميادين الصحافة والسياسة وحقق نجاحاً عربياً واسعاً في النصف الأول من القرن العشرين. أسس جريدة الأصمعي بدمشق في نهاية الحكم العثماني وتبعها بجريدة لسان العرب في عهد الملك فيصل الأول، ثم بجريدة المفيد التي ظلّت تصدر لغاية فرض الانتداب الفرنسي على سورية سنة 1920.

عمل بعدها صحفياً في فلسطين ثم مديراً لديوان الأمير عبد الله بن الحسين في عمّان، قبل انقلابه على الأسرة الهاشمية وتعيينه مستشاراً للملك عبد العزيز آل سعود. عُيّن سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية أولاً ثم في المغرب، وبعد تقاعده سنة 1963 وضع مؤلفات عدة عن حياة ابن سعود وكتاب مرجعي عن مشاهير العرب والمسلمين بعنوان الأعلام، صدر على مراحل في السنوات 1954-1970.

البداية

وُلِد خير الدين الزركلي في بيروت وهو سليل أسرة دمشقية معروفة عملت بالتجارة في لبنان وفلسطين. درس في مدارس دمشق الحكومية وانضم إلى حلقة الشيخ طاهر الجزائري الفكرية التي أدخلته عالم الصحافة. أسس جريدة أسبوعية باسم الأصمعي في 18 آذار 1912 التي ظلّت تصدر حتى مطلع الحرب العالمية الأولى سنة 1914. حققت الأصمعي نجاحاً كبيراً في الأوساط الأدبية السورية ولفت انتباه شخصيات سياسية كبيرة مثل حقي العظم، الذي وجه له كتاباً مفتوحاً لخير الدين الزركلي، ووصفه بالشاعر “الثائر.”

في العهد الفيصلي

وبعد تحرير دمشق من الحكم العثماني وقيام حكومة عربية برئاسة الأمير فيصل بن الحسين سنة 1918، أطلق الزركلي صحيفة جديدة مؤيدة للحاكم الجديد باسم لسان العرب، مستلهماً عنوانها من إحدى خطابات الأمير فيصل حينما قال: “نحن عرب قبل أن نكون سوريين.” توقفت لسان العرب لأسباب مالية مطلع العام 1919 وجاءت بعدها جريدة المفيد التي بقيت تصدر من دمشق لغاية انهيار الحكم الفيصلي وفرض الانتداب الفرنسي على سورية سنة 1920. أصدرت سلطات الانتداب أمراً باعتقال الزركلي فهرب إلى إلى مملكة الحجاز ووضع نفسه تحت تصرف الشريف حسين بن عليّ، والد الملك فيصل.

المرحلة الأردنية

منحه الشريف حسين الجنسية الحجازية وأرسله إلى إمارة شرق الأردن لمساعدة نجله الأمير عبد الله على إرساء قواعد حكمه الوليد في عمّان. عُيّن مفتشاً في دائرة المعارف ثم رئيساً لديوان الحكومة الأردنية وعاد إلى دمشق بعد صدور عفو فرنسي عنه سنة 1923 ولكنّه أجبر على المغادرة ثانية عند إندلاع للثورة السورية الكبرى نظراً لموقفه المويد لقائدها العام سلطان باشا الأطرش.

في القدس

أقام الزركلي مدّة في القدس وأطلق صحيفة يومية باسم “الحياة،” ولكنها أُغلقت بأمر من سلطات الانتداب البريطاني فعاود التجربة مع صحيفة “يافا” التي توقفت لنفس الأسباب ولم يصدر منها إلّا عدد واحد فقط.

خير الدين الزركلي واقفاً خلف الملك سعود بن عبد العزيز في إحدى حواراته التلفزيونية.
خير الدين الزركلي واقفاً خلف الملك سعود بن عبد العزيز في إحدى حواراته التلفزيونية.

العمل مع آل سعود

طاردته السلطات البريطانية في فلسطين فتوجّه الزركلي إلى السعودية للعمل مع الملك عبد العزيز آل سعود. كان هذا القرار مفصلياً في مسيرته المهنية نظراً، وقد جاء في أوج التوتر الشديد القائم بين الأسرة الهاشمية وابن سعود، بعد حربه على الشريف حسين وإسقاط حكمه في الحجاز سنة 1924.  كان قراراً مؤلماً بالنسبة للزركلي، فيه تخلٍّ واضح عن ماضيه السياسي ونسف لعلاقته الوطيدة مع الشريف حسين وأولاده.

عينه الملك عبد العزير مستشاراً لدى السفارة السعودية في القاهرة، وفي سنة 1946 أصبح الزركلي مديراً لوزارة الخارجية السعودية ومستشاراً لنجله الأمير فيصل بن عبد العزيز. وفي سنة 1951، عيّنه الأمير فيصل سفيراً في جامعة الدول العربية في مصر، وبعدها بسنوات، سفيراً في المغرب.

المؤلفات

بعد تقاعده من العمل الحكومي عاش الزركلي في بيروت وتفرغ لوضع كتاب مرجعي بعنوان شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز،” صدر سنة 1970، تلاه كتاب بعنوان الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز. وله مذكرات عن مشاهداته وأعماله المبكرة بعنوان ما رأيت وسمعت، صدر في مصر سنة 1923، إضافة لمذكرات عن فترة عمله بالأردن بعنوان عامان في عمّان. ولكنّ أشهر مؤلفات الزركلي على الإطلاق كان كتاب الأعلام الذي صدر على مراحل ما بين 1954-1970 وفيه تراجم لمشاهير العرب والمسلمين.

الوفاة

توفي خير الدين الزركلي في القاهرة عن عمر ناهز 84 عاماً يوم 25 تشرين الثاني 1976. أطلقت وزارة التربية السورية اسم خير الدين الزركلي على إحدى مدارس دمشق وسمّي شارع باسمه في مدينة الرياض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !