أساتذة وتربويونأعلام وشخصيات

رضا سعيد

الرئيس المؤسس لجامعة دمشق (1923-1936)

الأستاذ الدكتور رضا سعيد
الأستاذ الدكتور رضا سعيد

رضا سعيد الأيتوني (1876-1946)، طبيب سوري من دمشق وأحد مؤسسي معهد الطب العربي، أنتُخب رئيساً للجامعة السورية عند تأسيسها سنة 1923 وسمّي وزيراً للمعارف في زمن الثورة السورية الكبرى. بعد زوال الحكم العثماني شارك في تعريب المناهج السورية ويعود له الفضل في حصول الجامعة على اعتراف دولي بشهاداتها الطبية. ارتبط اسمه بالعصر الذهبي للجامعة السورية، ويعد رئيساً المؤسس، ما جعله أيضاً من الآباء المؤسسين للدولة السورية الحديثة.

البداية

ولِد رضا سعيد في دمشق ودرس في مدارسها الحكومية وفي الكلية الطبية العسكرية في إسطنبول. وعند تخرجه سنة 1902 انتقل إلى فرنسا لدراسة طب العيون والعمل في مستشفى أوتيل ديو في باريس. ومع بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914، عاد إلى دمشق وعُيّن مديراً للدائرة الطبية في الخط الحديدي الحجازي وطبيباً في المشتشفى الحميدي، الذي عُرف في عهد الاستقلال بمشفى الغرباء.

عميداً لمعهد الطب العربي (1919-1923)

وفي عهد الملك فيصل الأول سنة 1919 شُكلت هيئة علمية من الأطباء لتعريب مناهج معهد الطب العثماني بدمشق، الذي تغير اسمه وبات يُعرف بمعهد الطب العربي. وكان المعهد قد أغلق بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى سنة 1918 ليعاد فتحه في 23 كانون الثاني 1919، وسمّي رضا سعيد عميداً له. استقطب خيرة الأطباء السوريين للعمل معه، مثل الدكتور مصطفى شوقي الذي أصبح مدرساً لمادتي للأنسجة والتشريح، والدكتور أحمد منيف العائدي الذي كلّف بتدريس مادتي طب الأطفال والفيزيولوجيا. أوكل إلى الدكتور مرشد خاطر مهمة تدريس عِلم الأمراض وعيّن الدكتور سامي الساطي مدرساً لمادة الطب الباطني، والدكتور إبراهيم الساطي لمادة الأمراض النسائية.

ومع فرض الانتداب الفرنسي على سورية سنة 1920، تصدى الدكتور رضا سعيد لكل محاولات إغلاق معهد الطب العربي من قبل المفوض السامي الجنرال هنري غورو، وترأس المساعي الوطنية للحصول على اعتراف عربي ودولي بالشهادات الصادرة عنه. وأرسل عدد من طلابه المتفوقين للتخصص في باريس مثل أنسطاس شاهين الذي التحق بجامعة السوربون، وأحمد شوكت الشطي الذي انتسب إلى جامعة مونبيلييه.

رئيساً للجامعة السورية (1923-1936)

في حزيران 1923، صدر مرسوم من رئيس الدولة صبحي بركات بدمج معهد الطب مع معهد الحقوق في مؤسسة تعليمية واحدة في منطقة البرامكة، أطلق عليها اسم الجامعة السورية. ترشح رضا سعيد لرئاسة الجامعة، وفاز على منافسيه محمد كرد علي، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، وعبد القادر العظم، عميد معهد الحقوق. وفي عهده افتتحت مطبعة الجامعة ودشّن مدرج الجامعة الكبير، مع إطلاق المجلّة الطبية الصادرة عن كلية الطب، التي ترأس تحريرها الدكتور مرشد خاطر. وفي عهده أيضاً فتحت الجامعة السورية أبوابها للطالبات وكانت أولى الخريجات الدكتورة لوريس ماهر، التي نالت شهادة من كلية الطب سنة 1930.

وزير المعارف رضا سعيد مع رئيس الحكومة عطا الأيوبي سنة 1936.
وزير المعارف رضا سعيد مع رئيس الحكومة عطا الأيوبي سنة 1936.

رضا سعيد وزيراً للمعارف

وفي 10 كانون الأول 1924، عُيّن رضا سعيد وزيراً للمعارف في حكومة صبحي بركات الثانية وجدد له في حكومة بركات الثالثة والأخيرة حتى 21 كانون الأول 1925. جمع سعيد بين مهامه عمله الحكومي ورئاسة الجامعة السورية، وفي عهده الوزاري وقع العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 18 تشرين الأول 1925. أمر الوزير رضا سعيد بإغلاق المدارس السورية كافة، خوفاً على سلامة الطلاب ولكنّه رفض إغلاق الجامعة السورية، على الرغم مع ازدياد المظاهرات الطلابية المعارضة لفرنسا قائلاً: “كلّما تعلمتم أكثر، كلّما خافوا منكم أكثر.”

التقاعد والوفاة

غادر منصبه الوزاري نهاية العام 1925 وبقي رئيساً للجامعة حتى بلوغه سنّ التقاعد سنة 1936. غاب بعدها عن أي نشاط سياسي وظل يدرس في كلية الطب لغاية وفاته سنة 1946. أطلق اسمه على شارع رئيسي وسط العاصمة السورية وسمّيت قاعة كبيرة في الجامعة على اسمه. وقد صدرت عدة كتب وأبحاث عن حياته، كان أبرزها رضا سعيد مؤسس الجامعة السورية للسفير الدكتور صباح قباني. قرأ شقيق المؤلف – الشاعر نزار قباني – مسودة الكتاب وكتب عنه قائلاً:

الإطار الروائي الذي أحاط به المؤلف حياة الدكتور رضا سعيد جعل منه بطلاً إغريقيًّا يصارع أقداره واحدًا بعد آخر، ولولا هذا الإطار الدرامي الذي اختاره لما اختلف الكتاب عن أي سيرة ذاتية عادية. كما أن المؤلف خلع على الدكتور سعيد عباءة من قصب الثقافة لم يكن ليخلعها عليه سواه.

عائلة رضا سعيد

بعد وفاته بسنوات، اشتهر ابنه وفيق رضا سعيد في عالم المصارف والأعمال، وحقق نجاحاً كبيراً في السعودية وبريطانيا، وموّل ترميم قاعات جامعة دمشق. وفي سنة 2007 عُيّن حفيده الدكتور رضا سعيد وزيراً للصحة في حكومة المهندس محمد ناجي العطري.

المناصب

عميد معهد الطب العربي (1919-1923)
  • سبقه في المنصب: لا يوجد
  • خلفه في المنصب: لا يوجد
عميد كلية الطب (1923-1932)
  • سبقه في المنصب: لا يوجد
  • خلفه في المنصب: الدكتور محمد الساطي
رئيس الجامعة السورية (1923-1936)
وزيراً للمعارف (10 تشرين الأول 1924 – 21 كانون الأول 1925)

 

 

المصدر
1. سامي مروان مبّيض. فولاذ وحرير (باللغة الإنكليزية - دار كيون، الولايات المتحدة 2005)، ص 484-4842. سامي مراون مبّيض. تاريخ دمشق المنسي (دار رياض نجيب الريّس، بيروت 2015)، ص 159-1603. نفس المصدر، ص 159-1604. نفس المصدر5. نفس المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !