سوق مدحت باشا، أحد أسواق دمشق العريقة، أنشأ في عهد الوالي العثماني مدحت باشا سنة 1879 وسمّي قبلها بالسوق الطويل. يقع فوق الشارع الروماني المعروف بالشارع المستقيم وهو وموازي لسوق الحميدية وممتد من باب الجابية غرباً حتى سوق البزورية، وفيه عدد من الخانات والأزقة المتعرجة والأسواق الفرعية كسوق النسوان وسوق القطن وسوق الصوف. وقد تعرض قسم من السوق لضرر كبير خلال العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 18 تشرين الأول 1925، خلال الثورة السورية الكبرى.
وصف السوق
الجزء الأول من السوق كان ولا يزال مسقوفاً، وتنتشر على جانبيه الحوانيت والمحلات التاريخية وعدد من الخانات والمساجد الأثرية والدور الدمشقية الفخمة. وفي الجزء المكشوف من سوق مدحت باشا وقبل الوصول إلى باب شرقي الأثري يوجد العديد من الكنائس العريقة والهامة مثل كنيسة حنانيا والتي تعود للعصر البيزنطي ومقدسات تعود لبدايات المسيحية. وفي وسط السوق تقريبا تقع منطقة مئذنة الشحم، حيث ولد الشاعر نزار قباني، والمصلبة وتلّة السماكة. والممرات الجانبية في هذا القسم من مدحت باشا تصل بك إلى حارات عريقة حولت العديد من بيوتها إلى مطاعم شرقية ومعارض للفن الحديث. ومن أشهر الشخصيات التي عملت في سوق مدحت باشا كان أمين دياب، أحد تجاز خان الزيت الذي كان أحد شركاء الشركة الخماسية سنة 1946.
قصة الاسم
حاول مدحت باشا عند تعيينه والياً سنة 1878 تعريض الطريق الضيق الفاصل بين المتاجر الصغيرة في السوق الطويل، لكنّ أصحابها رفضوا الإغلاق ريثما تتم أعمال الصيانة. نشب حريق كبير بعدها، يُعتقد أنه مفتعل من الوالي نفسه، ما أجبرهم على الإغلاق ؤيثما تتمع أعمال الصيانة والتوسيع، ومن بعدها أطلق على السوق اسم مدحت باشا سنة 1879 وهو لا يزال يعرف بهذا الاسم حتى اليوم على الرغم من تغيير أسماء عدد من الأحياء والشوارع التي حملت أسماء شخصيات عثمانية بعد سقوط الحكم العثماني سنة 1918.
أبرز السلع في السوق
يشتهر سوق مدحت باشا ببيع الصناعات النسيجية، والعباءات الرجالية المذهبة، والكوفيات، والأقمشة الحريرية، والصناعات المحلية المميزة، والشراشف، والديباج، والمناشف، والستائر ومحلات للبيع بالجملة، وكذلك محلات لصنع وبيع المشغولات النحاسية والموزاييك والمصدفات، ومحلات بيع القهوة والبن، والمكسرات، ومحلات للعطارة والأعشاب ومحلات صنع وبيع التحف والهدايا والسيوف والمصنوعات والمشغولات الشرقية الدمشقية الشهيرة.
