أعلام وشخصياتحقوقيون وقضاةسياسيون ورجال دولة

عارف النكدي

رئيس مجلس شورى (1946-1947) - محافظ جبل الدروز (1948-1949)

عارف النكدي
عارف النكدي

عارف بن أمين النكدي (13 كانون الثاني 1877 – 23 آذار 1974)، قاضٍ وسياسي وأديب من جبل لبنان، تولّى رئاسة مجلس الشورى وقيادة الشرطة السورية في عهد الرئيس شكري القوتلي ثمّ أصبح محافظاً على جبل الدروز سنة 1948.

البداية

ولِد عارف النكدي في بعبدا بجبل لبنان وتعود نسبته إلى آل نكد، وهم عشيرة درزية معروفة تنتسب إلى قبيلة تغلب العربية المشهورة. درس في مدارس بيت الدين قبل تخصصه بالقانون وحصوله على رخصة للمرافعة أمام المحاكم اللبنانية سنة 1911. عُيّن كاتباً في محكمة الاستئناف ومستنطقاً لدى الهيئة الاتهامية ثمّ عضواً في محكمة الجنايات. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 أصبح قاضياً أولاً في بعبدا إضافة لعمله في الصحافة حيث أصدر مجلّة الميثاق الشهرية، وبعدها مجلّة اليوم.

العمل القضائي

بعد سقوط الحكم العثماني وإقامة حكومة عربية بقيادة الأمير فيصل بن الحسين سنة 1918، توجه عارف النكدي إلى دمشق بدعوة من وزير العدل جلال زهدي وعُين معاوناً للمدعي العمومي في محكمة الاستئناف ومُفتشاً في وزارة العدل السورية. وفي شباط 1928 عينه الوزير صبحي نيّال مديراً للأمور القانونية في وزارة العدل لغاية عام 1937، تاريخ تسلمه إدارة الوزارة.

مديراً لمعرض دمشق

وعمل النكدي في جريدة الأيام  الناطقة بلسان الحركة الوطنية في سورية ورئيساً لتحرير صحيفة اليوم البديلة التي كانت تصدرها الكتلة الوطنية كلما عُطّلت الأيام من قبل الرقابة الفرنسية. وكان محاضراً في كلية الحقوق بالجامعة السورية. وعند انتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية سنة 1932 قرر إنشاء معرض سنوي خاص للصناعات السورية، وعُيّن الأمير مصطفى الشهابي مديراً وسمّي عارف النكدي وكيلاً ونائباً لمدير المعرض.

افتُتح المعرض في مدرسة التجهيز يوم 31 أيار 1936 وكان تحت رعاية الرئيس العابد وبحضوره. شاركت به دول عدة، منها تركيا وإيران ومصر وتونس والجزائر والمغرب والمملكة العراقية والهند والصين، إضافة لبعض الشركات الأميركية والبريطانية. قلّده الرئيس العابد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة لدوره في إنجاح المعرض، وشكّل لجنة مؤلفة من النكدي والشهابي، ومعهم رئيس غرفة الصناعة خالد العظم لترتيب مشاركة سورية في معرض باريس الدولي لعام 1937.

المناصب السياسية

اعتقل عارف النكدي سنة 1939 بسبب مواقفه المتشددة ضد الانتداب الفرنسي وسجن في لبنان . وفي سنة 1945، عينه رئيس الجمهورية شكري القوتلي مديراً للشرطة والأمن العام، قبل تسميته رئيساً لمجلس الشورى في 1 آب 1946، وبعدها جاءت تسميته محافظاً على جبل الدروز في تشرين الثاني 1948 وتكليفه بإنهاء النزاع القائم يومها بين آل الأطرش وخصومهم المدعومين من قبل رئيس الحكومة جميل مردم بك. وبعد أيام من وصول حسني الزعيم إلى الحكم، صدر مرسوم بتسمية عارف النكدي نائباً للحاكم العسكري في السويداء ابتداء من 9 نيسان ولغاية إحالته على المعاش في 31 تموز 1949.

محافظ جبل الدروز

بذل النكدي جهده لنشر العلم في طائفته، ففتح عدداً كبيراً من المدارس في القرى الدرزية وأنشأ لها مجلة “الضحى.” وكان قبلها قد أنشأ في بيروت سنة 1941 بيت اليتيم ثم نقله إلى بلدة عبيه، ثم أنشأ بيتاً آخر في السويداء تركه للحكومة السورية بعد إحالته على المعاش سنة 1949. وفي لبنان جدد مدرسة الداودية الدرزية وربط بها 33 مدرسة ابتدائية، وأنشأ مدرسة للبنات في عبيه أسماها المدرسة التنوخية، ومدرسة مختلطة في بيروت أسماها المدرسة المعنية.

العمل المجمعي

تقاعد النكدي يومها وكرّس بقية حياته للتأليف والنشر والعمل في مجمع اللغة العربية الذي كان قد انتخب عضواً عاملاً فيه منذ 26 آذار 1923. أولى محاضراته في المجمع كانت سنة 1921 قبل انتخابه عضواً عاملاً فيه وجاءت بعنوان “القضاء والإسلام،” تلتها محاضرة عن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز سنة 1927 وأخرى بعنوان  “الأندلس عبرة وذكرى.” شارك في أعمال المؤتمر الأول للمجامع اللغوية العلمية المنعقد في دمشق سنة 1956، حيث ألقى محاضرة بعنوان “الفصحى والعامية” وفي سنة 1966 كلّف بالإشراف على مطبوعات المجمع.

المؤلفات

ترك النكدي ثلاثة كتب مطبوعة هي: “الموجز في علم الاجتماع” و”القضاء في الإسلام” وكتاب “معضلة الشرق” الذي ترجمه عن الفرنسية سنة 1920.

الوفاة

عاش عارف النكدي سنواته الأخيرة في لبنان وتوفي في عبيه عن عمر ناهز 88 عاماً يوم 23 آذار 1974. تكريماً لمنجزاته أطلقت وزارة التربية السورية اسم “عارف النكدي” على إحدى مدارس حيّ الميدان وسمّي شارع باسمه وسط مدينة السويداء.

المناصب

مدير الشرطة والأمن العام (15 تشرين الأول 1945 – 8 آب 1946)
رئيساً لمجلس الشورى (8 آب 1946 – 2 كانون الثاني 1948)
محافظ جبل الدروز (11 تشرين الثاني 1948 – 31 تموز 1949)
المصدر
1. عبد الغني العطري. عبقريات من بلادي (دار البشائر، دمشق 1998)، 113-1192. مروان البواب. أعلام مجمع اللغة العربية بدمشق في مئة عام 1919-2019 (مجمع اللغة العربية، دمشق 2019)، 1033. نفس المصدر4. سامي مروان مبيّض. عبد الناصر والتأميم (دار رياض نجيب الريّس، بيروت 2019)، 3315. نفس المصدر6. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، 628

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !