عبد الوهاب بن عبد الله شوقي أبو سعود (1897-1951)، فنان فلسطيني برع في التمثيل والإخراج والرسم وكان أحد رواد المسرح في سورية. بدأ مسيرته الفنية في عهد الملك فيصل الأول يوم لعب دور جمال باشا في مسرحية من تأليف الروائي معروف الأرناؤوط سنة 1919 ويعود له الفضل في وضع أول منهاج علمي لتعليم الرسم في المدارس الإعدادية في سورية.
البداية
ولِد عبد الوهاب أبو سعود في نابلس وكان والده ضابطاً في الجيش العثماني. دَرس في مدارس صيدا وبيروت وسافر إلى مصر للالتحاق بجامعة الأزهر، تلبية لرغبة أبيه. وفي القاهرة تعرف على عالم المسرح، واحتضنه النجم اللبناني جورج أبيض وعلّمه أصول التمثيل والغناء والعزف على العود. عمل أبو سعود ممثلاً في فرقته، عاد بعدها إلى دمشق ليؤسس مع أصدقائه فرقة مسرحية على غرار فرقة جورج أبيض، كانت أولى عروضها مسرحية “شهداء الغرام” على مسرح قصر البلور سنة 1914، وكانت من تأليفه وبطولته.
مسرحية جمال باشا السفاح
بعد زوال الحكم التركي سنة 1918، قرر أبو سعود تقديم مسرحية سياسية ساخرة عن جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية أيام الحرب العالمية الأولى. طلب من الروائي معروف الأرناؤوط كتابة نص المسرحية وحضر حفل الافتتاح في صالة زهرة دمشق حاكم سورية الجديد الأمير فيصل بن الحسين. لعب أبو سعود دور جمال باشا بنفسه وحققت مسرحية “جمال باشا السفّاح” نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً، حوله إلى أشهر ممثل في سورية.
أوعز الأمير فيصل إلى وزير المعارف ساطع الحصري أن يستفيد من موهبته، والتعاقد معه لإعطاء دروس تمثيل مدفوعة الأجر في مدرسة الملك الظاهر في باب البريد ومدرسة مكتب عنبر ومدرسة التجهيز الأولى، التي ظلّ يُدرس فيها حتى الثلاثينيات وكان من طلابه الفنان نهاد قلعي. كلفه الحصري بوضع رسومات الشخصيات التاريخية في الكتب المدرسية، مثل صلاح الدين الأيوبي وهارون الرشيد وطارق بن زياد، وأثناء عمله في وزارة المعارف وضع أول منهاج علمي لتعليم الرسم في المدارس الإعدادية في سورية.
احتراف الرسم
ترك أبو سعود وزارة المعارف وعمل في مؤسسة البرق والبريد قبل أن ينفك عن العمل الحكومي ويتفرغ للرسم وتمثيل. أسس نادي الكشاف الرياضي مع توفيق العطري ووصفي المالح، من المحافظة على فرقة عبد الوهاب أبو سعود المسرحية التي ظهر فيها الفنان تيسير السعدي. وفي سنة 1933 شارك في تأسيس نادي التمثيل والألحان. وفي هذه الأثناء بدأت تظهر موهبته كرسام وكانت رسوماته تنشر في مجلّة المضحك المبكي. أرسلته الحكومة السورية إلى فرنسا لدراسة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة حيث تخصص بالزخارف الإسلامية وتخرج سنة 1937.
رسم الكثير من اللوحات، أشهرها المستوحى من التاريخ العربي مثل لوحات طارق بن زياد وخالد بن الوليد وفتح الأندلس ومعركة اليرموك وغيرها. ورسم لوحات مأخوذة عن الطبيعة من القرى المحيطة بدمشق، والتكية السليمانية، وقصر الحمراء في الأندلس، إضافة لرسم الحكواتي الدمشقي (وهي اللوحة الموجودة في مقهى النوفرة إلى اليوم). وفي سنة 1950، وشارك في أول معرض جماعي للرسامين السوريين أقامته وزارة المعارف في متحف دمشق الوطني، كلفته الوزارة برسم لوحات القاشاني في قصر العظم.
الوفاة
قدّم عبد الوهاب أبو سعود عدداً كبيمممراً من المسرحيات، لم يبقى منها أي أثر مصور أو مُسجل، وتوفي بعد حضوره عرضاً فنياً لمجموعة من طلابه في الكنيسة الإنجيلية ببلودان سنة 1951.
بعض أعماله المسرحية
- جمال باشا السفاح (1919 – إخراج وتمثيل)
- حمدان الأندلسي (1928 – إخراج وإعداد وتمثيل)
- قيس وليلى الجديدان (1944 – إخراج وتمثيل)
- هملت
- معتصماه
- جابر عثرات الكرام
- عنترة بن شداد
- فتى العصر
