أعلام وشخصياتصناعيون وتجار

عثمان الشرباتي

صناعي سوري

الحاج عثمان الشرباتي
الحاج عثمان الشرباتي

عثمان الشرباتي (1878 – 22 كانون الثاني 1950)، صناعي سوري من دمشق وأحد أبرز مموليّ الحركة الوطنية المناهضة للانتداب الفرنسي.

البداية

ولِد عثمان الشرباتي في حيّ الصالحية بدمشق ودَرس القرآن الكريم فيه كتّابه. بدأ عمله في سوق البزورية مع التاجر رشدي الركابي السكري واستطاع أن يجمع رأس مال جيد مكنه من تأسيس مصنعاً للتبغ في منطقة البرامكة سنة 1921. أنتج مصنع الشرباتي عدة أصناف من الدخان، مثل إكسترا، جوكي كلوب، وسجائر “خانم” المُخصصة للنساء، قبل إضافة ماركة “بافرا” لذوي الدخل المحدود. عَمِل في استيراد الحديد وتصدير الفواكه من غوطة دمشق إلى بلدان الوطن العربي كافة. أصبح راعياً لأهالي الصالحية وفتح لهم فرناً وداراً للأيتام، وحمام سوق خصصت فيه أيام محددة للفقراء والمحتجين.

العمل السياسي

رفض الانضمام إلى أي حزب سياسي وكان على مسافة واحدة من الكتلة الوطنية وحزب الشعب، على الرغم من صداقته المتينة مع رئيسه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر. وفي نيسان 1922 تعاون مع الشهبندر على ترتيب زيارة الدبلوماسي الأمريكي شارل كراين إلى دمشق، للوقوف على أوضاع الشعب السوري ومعاناته تحت الحكم الفرنسي. وعند اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 عقد اجتماعاً سرياً في داره مع الشهبندر، تقرر فيه نقل المعارك من جبل الدروز إلى مدينة دمشق وريفها. شارك بتهريب المؤن والسلاح إلى الغوطة الشرقية وفي 1 أيلول 1925 أمرت سلطات الانتداب باعتقاله في سجن أرواد.

السنوات الأخيرة

اعتزل عثمان الشرباتي العمل السياسي بشكل جزئي إبان اغتيال الشهبندر سنة 1940 وغاب عن المشهد بشكل تام بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية يوم 17 نيسان 1946. ذهبت زعامة الأُسرة من بعده – سياسياً واقتصادياً – إلى نجله أحمد الشرباتي، الذي انتخب نائباً عن دمشق وتسلّم حقائب وزارية في عهد الرئيس شكري القوتلي، منها المعارف والدفاع والاقتصاد الوطني.

الوفاة

توفي عثمان الشرباتي في دمشق عن عمر ناهز 72 عاماً يوم 22 كانون الثاني 1950 ونعته صحيفة ألف باء بالقول: “غاب فقيد دمشق الذي كان ركناً من أركان الوطنية والصناعة في سورية.”

المصدر
1. سامي مروان مبيّض. صانعوا سورية الحديثة (باللغة الانكليزية - لندن 2018)، 5-72. حسن الحكيم. مذكراتي: صفحات من تاريخ سورية الحديث (دار الكتاب الجديد، بيروت 1965)، 373. سامي مروان مبيّض. الرسائل المفقودة (دار البشائر، دمشق 2015)، 374. نصوح بابيل. صحافة وسياسة: سورية في القرن العشرين (دار رياض نجيب الريّيس، لندن 1987)، 52

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !