أعلام وشخصياتسياسيون ورجال دولة

علي عبد الكريم الدندشي

مؤسس وقائد كشاف سورية

علي عبد الكريم الدندشي

 

علي عبد الكريم الدندشي (1907 – 8 شباط 2000)، مؤسس الحركة الكشفية في سورية، انتُخب نائباً عن مدينة تلكلخ في المجلس النيابي، وكان رئيساً للجنة الأولمبية السورية ومديراً إدارياً لجيش الإنقاذ في حرب فلسطين عام 1948.

البداية

وُلِد علي عبد الكريم الدندشي في قرية باروحة القريبة من مدينة تلكلخ، وهو سليل عائلة سياسية معروفة قادت ثورة مسلّحة ضد الانتداب الفرنسي. التحق بالكلية الإسلامية في بيروت، حيث انتمى إلى الكشّاف المسلم العثماني، أول تنظيم كشفي في الوطن العربي، المتعارف عليه دولياً منذ عام 1922.

كشاف سورية (1927-1946)

عند عودته إلى دمشق لدراسة الحقوق في الجامعة السورية، نقل معه التجربة الكشفية وأسس “كشّاف الغوطة” في تموز 1927. عرّف الكشفية بأنها: “المؤسسة القومية لشباب الأمة، المحافظة على القيم والأخلاق والأهداف الوطنية، والمتميزة بالفضائل والقدرة على حسن التكييف.” حفاظاً على استقلالية منظمته الفتية، رفض الدندشي ربطها بالكتلة الوطنية، فأطلق زعيمها فخري البارودي تنظيماً كشفياً منافساً باسم “كشّاف أميّة.” لكنه سرعان ما قرر الدندشي الاندماج مع كشاف الكتلة وشاركا معاً في المؤتمر الكشفي العالمي في هولندا عام 1937. بعدها بعام، أقام أول مؤتمر كشفي عربي في بلودان، برعاية رئيس الحكومة جميل مردم بك.

حصل “كشّاف الغوطة” عام 1929 على اعتراف من منظمة الكشّاف المسلم في بيروت، ما فتح أمام الدندشي باب تمثيل سورية في المؤتمرات الكشفية الدولية، وفي عام 1931، أسّس اتحاد الكشّاف السوري وانتُخب رئيساً له. بلغ عدد المنتسبين إلى التنظيمات الكشفية في سورية 3000 عضو عام 1933، ثم ارتفع إلى 15 ألفاً بعد فتح أبواب المنظمة الكشفية أمام المسيحيين واليهود. ومع نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، توسّع النشاط الكشفي في سورية، وأنشئ فرع للأشبال (7-12 سنة) ليصبح عدد أعضاء الكشّاف السوري 38 ألف عضو منظّم.

النشاط السياسي

انتسب علي عبد الكريم الدندشي في شبابه إلى عصبة العمل القومي التي ظهرت عام 1933 بقيادة ابن عمّه عبد الرزاق الدندشي. وبعد تراجع نشاط العصبة إثر وفاة مؤسسها عام 1935، انضم إلى صفوف الكتلة الوطنية وشارك في تنظيم الإضراب الستيني عام 1936.  أثناء العدوان الفرنسي على دمشق في 29 أيار 1945، تسلل الدندشي مع كشافته إلى قلعة دمشق، ونجحوا في نزع أسلحة الجنود السنغاليين والاستيلاء على ذخيرتهم وآلياتهم العسكرية.

وبعد جلاء القوات الفرنسية في 17 نيسان 1946، عُيّن مديراً للتربية البدنية في سورية (التابعة آنذاك لوزارة المعارف)، ومنحه رئيس الجمهورية شكري القوتلي الدرجة الأولى من وسام الاستحقاق. وفي كانون الأول 1947 انضم إلى جيش الإنقاذ في حرب فلسطين، وعُين مديراً إدارياً له ومعاوناً لقائده العام فوزي القاوقجي.

العمل النيابي والتشريعي

انتُخب علي عبد الكريم الدندشي نائباً عن تلكلخ مرتين: الأول عام 1949 والثانية عام 1954، حيث شارك في صياغة قانون الكشّاف، وفي وضع المرسوم التشريعي له رقم 119، الذي نظّم الحركات الكشفية والرياضية في سورية. وقد نال عدة أوسمة كشفية، أبرزها “الصقر الذهبي” و”الذئب البرونزي.”

رئيساً للجنة الأولمبية

انتُخب رئيساً للجنة السورية الأولمبية عام 1948، وكان مديراً لنادي الفروسية. وفي عام 1951، أصبح أول عربي يُنتخب في اللجنة الكشفية العالمية، مرسخاً تقليد تمثيل الدول العربية فيها. كما ترأس اللجنة الكشفية العربية، وعمل مفوضاً إقليمياً لكشافي البلاد العربية، ثم رئيساً لمجلس رعاية الشباب، وعُيّن وكيلاً لوزارة المعارف .

الوفاة

تُوفي علي عبد الكريم الدندشي في 8 شباط 2000، عن عمرٍ ناهز 93 عاماً، ودُفن في مسقط رأسه في تلكلخ.

 

 

 

المصدر
1. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1956)، 2492. فيليب خوري. سورية والانتداب الفرنسي (باللغة الإنكليزية – جامعة برينستون، 1987)، 4073. نفس المصدر.4. نفس المصدر، 4085. نفس المصدر6. نفس المصدر، 4737. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1956)، 249

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !