أعلام وشخصياتسياسيون ورجال دولة

فيضي الأتاسي

أحد مؤسسي حزب الشعب في سورية

فيضي الأتاسي
فيضي الأتاسي

فيضي بن طاهر الأتاسي (1898-1982)، سياسي سوري من حمص، كان عضواً في الكتلة الوطنية أيام الانتداب الفرنسي وأحد مؤسسي حزب الشعب سنة 1948. نادى بالوحدة مع العراق وتولّى أرفع المناصب الحكومية، فكان وزيراً للمعارف والعدل في زمن الانتداب ثم وزيراً للاقتصاد والدفاع وزيراً للخارجية ثلاث مرات في عهد عمّه الرئيس هاشم الأتاسي.

البداية

ولد فيضي الأتاسي في مدينة البصرة العراقية، وهو سليل الأسرة الأتاسية العريقة. دَرَس في مدارس البصرة وإسطنبول، وعاد إلى سورية عند انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918 ليعمل في بلدية حمص، التي أصبح رئيساً لها. وقد شهدت رئاسته تدشين عدة مشاريع ضخمة، منها جرّ المياه من المحلّة الجديدة وفتح شارع ابو عوف. وفي سنة 1923 انتخب  عضواً عن مجلس دمشق التثميلي الذي كان يضم ممثلين عن مدينة حمص.

وزيراً في زمن فرنسا

انتسب فيضي الأتاسي إلى الكتلة الوطنية التي كانت برئاسة عمّه هاشم الأتاسي وفي سنة 1936 انتُخب نائباً في البرلمان السوري، ممثلاً عن مدينته. عُيّن وزيراً للمعارف في حكومة الرئيس حسن الحكيم الأولى سنة 1941، وعند وفاة رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني في كانون الثاني 1943، شُكّلت حكومة انتقالية للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، سمّي فيها فيضي الأتاسي وزيراً للعدل والمعارف والشؤون الاجتماعية. وفي صيف العام 1943، عادت الكتلة الوطنية إلى الحكم مع انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية، وعاد الأتاسي إلى عضوية مجلس النواب، ممثلاً عن الكتلة الوطنية.

تأسيس حزب الشعب سنة 1948

وبعد جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان 1946، تم حلّ الكتلة الوطنية وإنشاء حزب جديد باسم الحزب الوطني، ضم معظم القادة الكبار إلّا هاشم الأتاسي الذي رفض الانتساب، وكذلك فعل معظم أفراد العائلة الأتاسية. وقد اتخذوا قراراً بدعم حزب جديد ظهر في مدينة حلب سنة 1948، سمّي يحزب الشعب، وكان برئاسة رشدي الكيخيا وناظم القدسي. جاء حزب الشعب رداً على سعي الحزب الوطني لتعديل الدستور وتجديد ولاية الرئيس القوتلي، وكان يهدف إلى تحقيق وحدة فيدرالية مع العراق، ما جعلهُ على خلاف شديد مع القوتلي، المقرب من الملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود، المعاديين للأسرة الهاشمية الحاكمة يومها في بغداد.

الانقلاب الأول (29 آذار – 14 آب 1949)

في 29 آذار 1949، وقع انقلاب عسكري في سورية بقيادة حسني الزعيم الذي قام باعتقال رئيس الجمهورية. دعا الزعيم قادة حزب الشعب إلى اجتماع وعرض عليهم التعاون، نظراً لموقفهم المعلن من العهد البائد. اختلف قادة  الحزب في موقفهم من انقلاب الزعيم، فقد رفض رشدي الكيخيا التعاون واعتبر الانقلاب محالفاً للدستور والشرعية والأعراف الديمقراطية، ولكن فيضي الأتاسي وافق وتم تعيينه وزيراً للمعارف في حكومة حسني الزعيم. فترة عمله مع الزعيم لم تستمر إلا ساعات محدودة، حيث استقال الأتاسي من منصبه في 18 نيسان 1949، احتجاجاً على تفرّد الزعيم في قراراته المصيرية وعدم دخوله في حلف مع العراق الهاشمي. وعندما اشتدت انتقادات الأتاسي لحسني الزعيم تم اعتقاله في مطلع شهر آب 1949، قبل أيام معدودة سقوط عهد الزعيم وإعدامه في 14 آب 1949. وكان مهندس الانقلاب الجديد سامي الحناوي محسوباً على العراق ومقرّباً من الأتاسي وقادة حزب الشعب.

عودة الحياة النيابية

توجه الأتاسي إلى مبنى الأركان العامة في دمشق لحضور اجتماع كبير كان اللواء الحناوي قد دعا إليه بعد ساعات من تصفية الزعيم، بحضور ومشاركة ممثلين عن كل القوى السياسية. وقد تقرر فيه عودة هاشم الأتاسي إلى الحكم للإشراف على انتخابات مجلس تأسيسي لوضع دستور جديد للبلاد بدلاً من الدستور القديم الذي كان الزعيم قد عطله قبل بضعة أشهر. وفي أول حكومة شكّلها هاشم الأتاسي يوم 14 آب 1949، سمّي فيضي الأتاسي وزيراً للاقتصاد. وفي نهاية العام، انتخب هاشم الأتاسي رئيساً للدولة وشُكّلت حكومة جديدة برئاسة الدكتور ناظم القدسي، عُيّن فيها فيضي الأتاسي وزيراً للدفاع والاقتصاد الوطني. وفي مطلع العام 1950، سمّي الأتاسي وزيراً للعدل في حكومة الرئيس خالد العظم، ثم وزيراً للخارجية في حكومة  حسن الحكيم الثانية والأخيرة من 9 آب 1951 ولغاية 28 تشرين الثاني 1951.

فيضي الأتاسي مع ملك العراق فيصل الثاني.
فيضي الأتاسي مع ملك العراق فيصل الثاني.

دخل حزب الشعب في مفاوضات مباشرة مع الحكومة العراقية لتحقيق وحدة فيدرالية بين البلدين، بدعم كامل من المؤسسة العسكرية ومن سامي الحناوي بصفته قائداً للجيش. ولكن هذا المشروع أجهض من قبل العقيد أديب الشيشكلي، الذي قاد انقلاباً أطاح بالحناوي في 19 كانون الأول 1949، وفي 28 تشرين الثاني 1951، أمر باعتقال رئيس الحكومة معروف الدواليبي، وهو من قادة حزب الشعب، ما أدى إلى استقالة هاشم الأتاسي من رئاسة الجمهورية. قام الشيشكلي بعدها بتعيين صديقه اللواء فوزي سلو رئيساً للدولة، وأمر بحلّ جميع الأحزاب، وفي مقدمتها حزب الشعب والحزب الوطني.

معارضاً لحكم الشيشكلي

انتقل فيضي الأتاسي عندها إلى صفوف المعارضة، وحضر اجتماعاً عقد في دار عمّه هاشم الأتاسي في حمص، تقرر فيه عدم الاعتراف بشرعية حكم الشيشكلي وتوحيد الجهود لإسقاطه. وبعد تولّيه الرئاسة رسمياً في تموز 1953، أمر الشيشكلي باعتقال فيضي الأتاسي مع عدد كبير من قادة حزب الشعب، قبل إسقاطه ونفيه خارج البلاد يوم 25 شباط 1954.

نهاية عهد هاشم الأتاسي

أطاح سراح كل المعتقلين السياسيين، وفي 1 آذار 1954 عاد هاشم الأتاسي إلى الحكم ليُكمل ما تبقى من ولايته الدستورية. وقد سمّي فيضي الأتاسي وزيراً للخارجية في حكومة صبري العسلي الأولى من آذار وحتى حزيران 1954، ثم في حكومة فارس الخوري الأخيرة من تشرين الأول 1954 ولغاية شباط 1955.

الأتاسي وعبد الناصر

وفي أول انتخابات أجريت بعد عودة الحياة النيابية إلى سورية سنة 1954، عاد فيضي الأتاسي إلى عضوية مجلس النواب، حيث صوّت لصالح الوحدة السورية – المصرية سنة 1958، على الرغم من تحفظاته على الطريقة التي أقيمت بها من قبل مجموعة من العسكريين، دون التنسيق لا مع وزير الدفاع أو مع شكري القوتلي، الذي كان قد عاد إلى الحكم، خلفاً للرئيس الأتاسي في أيلول 1955. أيّد فيضي الأتاسي الرئيس جمال عبد الناصر في بداية عهد الوحدة، ولكنه سرعان ما انقلب ضده بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي في أيلول 1958، الذي طال الكثير من أملاك آل الأتاسي. كما عارض قرار تأميم المصانع والمصارف الذي صدر في تموز 1961، قبل شهرين من انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول 1961، والذي أطاح بجمهورية الوحدة.

السنوات الأخيرة والوفاة

في مرحلة الانفصال، أعيد انتخاب فيضي الأتاسي للمرة الأخيرة نائباً في البرلمان السوري ورئيساً للجنة الشؤون الخارجية. اعتزل العمل السياسي بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في 8 آذار 1963 وصدور قرار نهائي بحلّ حزب الشعب من قبل مجلس قيادة الثورة. عاش بقية حياته متقاعداً ومتنقلاً بين دمشق وحمص حتى وتوفي عن عمر ناهز 84 عاماً سنة 1982.

المناصب

وزيراُ للمعارف (20 أيلول 1941 – 17 نيسان 1942)
وزيراً للعدل (25 آذار – 17 آب 1943)
وزيراً للمعارف (25 آذار – 17 آب 1943)
وزيراً للشؤون الاجتماعية (25 آذار – 17 آب 1943)

وزيراً للدفاع (24-27 كانون الأول 1949)

وزيراً للاقتصاد (4 آب – 27 كانون الأول 1949)
وزيراً للعدلية (27 كانون الأول 1949 – 4 حزيران 1950)
وزيراً للخارجية (9 آب – 28 تشرين الثاني 1951)
وزيراً للخارجية (1 آذار – 19 حزيران 1954)
وزيراً للخارجية (29 تشرين الأول 1954 – 13 شباط 1955)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !