معالم

قبة النسر

قبّة الجامع الأموي

قبّة النسر، أو قبّة الرصاص الكبرى لحرم الجامع الأموي، الأشهر في مدينة دمشق والعالم الإسلامي بأسره. ارتبطت بالعصر الأموي وعُمّرت مع الجامع في زمن الوليد بن عبد الملك وتعرضت إلى زلازل وكوارث عديدة في الأزمنة المختلفة، كان آخرها حريق عام 1893.

الدروس الدينية

اعتنى الدمشقيون بدراسة علم الحديث وتدريسه تحت قبة النسر عصر كل يوم من الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان، ويقوم بإلقاء هذا الدرس أعلم علماء دمشق، وأقدم من عُرف من المدرسين شمس الدين محمد الميداني الدمشقي، وقد وضع الشيخ جمال الدين القاسمي كتاباً تعريفياً بمن تولّى هذا الدرس بعنوان “اللف والنشر في طبقات المدرسين تحت قبة النسر،” وعرف بهم أيضاً الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه نتيجة الفكر فيمن درس تحت قبة النسر. ومن أشهر هؤلاء كان الإمام الغزالي والمحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني، آخر من تولّى هذا الدرس.
وقد وصف الشيخ محمد بهجة البيطار من يصلح للتدريس تحت قبّة النسر بأن يكون:

…حافظاً لحدود الله، قائماُ على إرشاد العقول، وتهذيب النفوس، وتصحيح المعتقدات، وإبانة سر العبادات، وإماطة ما غشي الأفهام القاصرة من غياهب الجهالة، وتراث الضلالة، واقفاً على مقاصد التشريع وحكمته، عالماً مواضع الخلاف والوفاق، سائساً لسامعيه بما يلائمهم من الأحكام، بل هو العامل الأكبر في إخراج الناس من ظلمات الجهالة إلى نور العلم، وتحريرهم من رق الخرافات والوهم، فهو كالسراج إن لم ينتفع بضوئه فلا فائدة في وجوده.

التسمية

أما عن سبب تسميتها، فقد كتب ابن بطوطة: “قبّة الرصاص التي أمام المحراب المسمّاة بقبّة النسر، وكأنهم شبهوا المسجد نسراً طائراً والقبّة رأسه، وهي من أعجب مباني الدنيا، ومن أي جهة استقبلت المدينة بدت لك قبّة النسر ذاهبة في الهواء منيفة على جميع مباني دمشق.” وذكر الدكتور عبد القادر الريحاوي: “أطلق العرب على المصلّى الحرم اسم النسر: القبّة رأسه والرواق جسمه والأروقة عن يمينه ويساره جناحاه.

وصف القبّة

ترتفع قبّة النسر عن أرض صحن الجامع الأموي 45 متراً ويبلغ قطرها 16 متراً، ويصفها ابن جبير فيقول:

وأعظم ما في هذا الجامع المبارك قبة الرصاص المتصلة بالمحراب وسطه، سامية في الهواء، عظيمة الاستدارة، قد استقل بها هيكل عظيم هو غارب لها، يتصل من المحراب إلى الصحن، وتحته ثلاث قباب: قبّة تتصل بالجدار الذي إلى الصحن، وقبّة تتصل بالمحراب، وقبّة تحت قبة الرصاص بينهما. والقبّة الرصاصية قد أغضت الهواء وسطه، وسعة هذا الغارب من جهة الصحن ثلاثون خطوة، فهم يعرفون الموضع من الجامع بالنسر لهذا التشبيه الواقع عليه. ومن أي جهة استقبلت البلد ترى القبة في الهواء منيفة على كل علو كأنها معلقة من الجو.

جددت القبّة في عهد نظام الملك السلجوقي عام 1075، وقام صلاح الدين الأيوبي بتجديد ركنين منها سنة 1179.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !