الشهر: يناير 2021

  • السنجقدار

     

    السنجقدار، منطقة سكنية في مدينة دمشق تقع بين ساحة المرجة  وقلعة دمشق، سمّيت نسبة إلى جامع السنجقدار الذي بُني في عصر المماليك على يد الأمير سيف الدين أرغون شاه وكلمة “السنجقدار” تركية تعني “حامل الراية” لأن السنجق الشريف (أي العلم) كان يُرفع في المحلّة قبل سفر محمل الحج الشامي إلى مكة. ويتناول العوام أسطورة مفادها أن الصحابي العباس ابن مرداس حامل راية رسول الله مدفون في شمال المسجد المذكور. ومن أشهر مساجد المنطقة أيضاً جامع تنكز، الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية للجيش البريطاني نهاية الحرب العالمية الأولى.

  • أحمد شوكت الشطي

    الدكتور أحمد شوكت الشطي
    الدكتور أحمد شوكت الشطي

    أحمد شوكت الشطي (1900-1978)، طبيب سوري من دمشق كان أحد مؤسسي الجامعة السورية عام 1923 وعُيّن أميناً عاماً لوزارة الصحة والإسعاف العام عند تأسيسها عام 1946. في عهد الاستقلال سمّي عضواً في حكومة الأمناء العامين التي شكّلها اللواء فوزي سلو سنة 1951. شارك في تأسيس  منظمة الهلال الأحمر السوري وكان أحد مؤسسي نقابة الأطباء في سورية.

    البداية

    ولِد أحمد شوكت الشطي في دمشق ودَرَس في معهد الطب العربي، الذي دمج مع معهد الحقوق ليشكلا ما بات يعرف لاحقاً بالجامعة السورية. وعند تخرجه سنة 1921 عمل في المستشفى الوطني بدمشق قبل توجهه إلى فرنسا لنيل ثلاث شهادات: في عَلم الصحة من جامعة مونبيلييه، في علم النسج والأجنة من جامعة باريس، ودبلوم ثالث في الطب الشرعي من جامعة ستراسبورغ.

    حياته المهنية

    عاد أحمد شوكت الشطي إلى سورية سنة ليعين مدرساً في الجامعة السورية، ويشغل كرسي التشريح المجهري والمرضى من سنة 1925 ولغاية تقاعده عام 1970. في عام 1926 أسس أول مخبر للنسج والجنين والتشريح المرضي في سورية، كما شارك في تأسيس منظمة الهلال الأحمر السوري سنة 1942 وانتُخب رئيساً لها، إضافة لمشاركته في تأسيس نقابة الأطباء. شارك في تأسيس منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء حرب فلسطين سنة 1948 وتطوع في مستوصف الهلال الأحمر بدمشق أثناء حرب 1967 أولاً ثم في حرب تشرين عام 1973.

    الأمانة العامة لوزارة الصحة السورية

    عُين الدكتور الشطّي أميناً عاماً لوزارة الصحة عند تأسيسها في عهد الرئيس شكري القوتلي سنة 1946 وتولّى مهام الوزارة كاملاً عندما شُكّلت حكومة الأمناء العامين من قبل رئيس الدولة فوزي سلو في 3 كانون الأول 1951.

    مؤلفاته

    وضع أحمد شوكت الشطّي 54 مؤلفاً عِلمياً في حياته، كان من ضمنها:

    • علم الأنسجة (دمشق 1926)
    • الطب عند العرب (القاهرة 1960)
    • الطب في سورية (دمشق 1960)
    • نظرات في طب ابن الطفيل الأندلسي (دمشق 1962)
    • ابن سينا وأثار طبه في العالم (دمشق 1962)
    • رسالة في تقدم العلوم الطبية في البلاد العربية خلال القرنين الآخرين (دمشق 1963)
    • مجموعة أبحاث عن تاريخ العلوم الطبيعية في الحضارة العربية الإسلامية والمجتمع العربي (دمشق 1964)
    • العرب والطب (دمشق 1970)
    • القانون في الطب لابن سينا (دمشق 1972)
    • رسالة الحضارة الإسلامية والسلام (دمشق 1978)
    • تاريخ الطب وآدابه وأعلامه (دمشق 1981)

    الوفاة

    توفي الدكتور أحمد شوكت الشطّي في دمشق عن عمر ناهز 79 عاماً سنة 1979.

    الأولاد

    اشتهر اثنان من أبناء الشطي في مجال الطب، وهما الدكتور راكان، والدكتور محمد إياد الشطي، الذي كان وزيراً للصحة في عهد الرئيس حافظ الأسد من سنة 1992 ولغاية عام 2003. أما ابنته مي الشطّي فهي فنانة تشكيلية مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

  • أحمد رفيق باشا الشمعة

    أحمد رفيق باشا الشمعة
    أحمد رفيق باشا الشمعة

    أحمد رفيق بن سليم الشمعة (1844-1915)، رجل دولة من دمشق، تولّى عدة مناصب رفيعة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، الذي عينه مُشيراً على مدينة دمشق ورئيساً لمجلس ولايتها. وكان الشمعة أميناً على الأموال السلطانيّة بدمشق ورئيس اللجنة المُشرفة على إعادة إعمار الجامع الأموي بعد الحريق الذي لحق به سنة 1893. وهو والد الأديب والنائب رشدي الشمعة،  أحد أبرز شهداء 6 أيار 1916.

    البداية

    ولِد أحمد رفيق الشمعة في دمشق وكان والده سليم أفندي الشمعة من الأعيان. دَرَس في مدارس دمشق الحكومية وعمل في مجلس ولاية سورية في مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر. وعند تولّي السلطان عبد الحميد الثاني العرش سنة 1876، ارتفع شأنه في دوائر الحكم العثماني في إسطنبول نظراً لقربه من السلطان الذي عيّنه عضواً في مجلس الأعيان ومنحه الباشوية من رتبة “بكلربكي و”بالا” (كبير الباشاوات).

    المناصب في عهد السلطان عبد الحميد

    في سنة 1878 عُين الشمعة رئيساً لمجلس ولاية دمشق، وانتخب عضواً في مجلسي الأوقاف والتعليم بدمشق، وكُلّف برئاسة دار الإصلاح لرعية الأيتام وتعليمهم، فصار يُعرف بلقب “كهف الأرامل واليتامى والفقراء” وذهبت إليه أيضاً رئاسة دار الصنائع المتخصصة بتعليم الصناعات اليدوية، ورئاسة دائرة الأموال السلطانية في دمشق.

    قصر أحمد باشا

    تحول قصره الكبير إلى سرايا حكم يقصدها الناس لقضاء حاجاتهم الحكومية. وكان منزل العائلة يمتد من حيّ القنوات إلى باب سريجة وباب الجابية، وله حديقة واسعة تُفتح يومياً للعوام. كان لهذا القصر أبواب عدّة وقد أحاطت به من كل الجهات بيوت لإخوة أحمد باشا، بحيث يقابل كل باب للقصر باباً لبيت فرد من أفراد العائلة. وعند زيارة إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني إلى دمشق سنة 1898، أقيمت له مأدبة غداء في قصر الشمعة، وفُرش السجّاد الأحمر في المنطقة الممتدة من سوق الحميدية حتى باب سريجة. وإلى جانب القصر كان هناك نُزل سمّي “خان أحمد باشا” وحديقة أطلق عليها اسم “حديقة الشمعة”.

    ترميم الجامع الأموي

    عندما شبّ حريق كبير في الجامع الأموي سنة 1893، شُكلت هيئة عليا لترميمه، ذهبت رئاستها إلى أحمد الشمعة، وكانت تضمّ أمير محمل الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف. وقد انبثق عنها لجنتان، الأولى للشراء برئاسة مفتي المدينة الشيخ محمود المنيني، والثانية للإنشاء برئاسة محمّد فوزي باشا العظم رئيس بلدية دمشق.

    عزله واعتقاله

    في عام 1900، حصل خلاف شديد بينه وبين السلطان عبد الحميد الثاني، كان سببه كثرة الوشايات بحق الشمعة، وقول بعضهم إنه وصل إلى سمعة وشعبية في دمشق كادت تهدد شعبية السلطان نفسه. وقد زاد من تخوف السلطان عبد الحميد أن بعض العوام أطلقوا على الباشا لقب “سلطان الشّام” وأنه لم يُمانعهم ولم يعترض على هذه التسمية.

    غَضِب السلطان عبد الحميد من كل هذا الكلام وأمر بعزل الشمعة عن مناصبه السياسية والإدارية كافة، قبل أن يصدر فرماناً باعتقاله ونقله إلى إسطنبول للمحاكمة. في مذكّراته، كتب السياسي السوري فخري البارودي عن هذه الحادثة قائلاً: “رأيت المارة يضطربون من دار الشمعة، فيثبتون أنظارهم إلى الأمام حتى لا يلتفتوا لفتة واحدة نحو باب الباشا، خوفاً من أن يحاسبوا على النظرات”.

    خرج بعض الأعيان لوداع الباشا قبل مغادرته دمشق، وكان في مقدمتهم صديقه الحميم الشيخ محمود أبو الشامات، شيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشّام، الذي نظَم قصيدة موجهة لأعداء الشمعة جاء فيها:

    والشام أمست خلوة الفساق    —-  من طفؤوا بزعمهم الشموع لِيفعلوا
    صبراً فسوف يرون سوء فعالهم   —- ويفوز بالنصر الرفيق الأفضل
    يا أحمد الأفعال لاتخشى الردى  —-  من يعتصم بالله ليس يَخْجَل
    أنت الغني عن المناصب كلها   —- بل منصب العلياء فيك يبجلُ

    وبعد وصول الشمعة إلى إسطنبول، جهّز أفراد الأسرة منزله بدمشق لمجلس العزاء، ظنّاً أن السلطان سوف يأمر بإعدامه. ولكن أحمد الشمعة عاد إلى دمشق سالماً ومنتصراً بعد أن نجح في إقناع السلطان عبد الحميد بأن كل ما نُقل عن لسانه من أقاويل كانت باطلة وعبارة عن كذب وافتراء ناتج عن حسد رهيب. احتفل أهله بعودته وانقلب مجلس العزاء إلى فرح، وخطب فيه الشيخ أبو الشامات قائلاً:

    نهنئ بك الأعياد يا روح جسمنا   —-  ويا أحمد الدنيا ويا شمعة الحمد

     الشمعة في زمن الاتحاد والترقي

    في صيف العام 1908، وقع انقلاب عسكري في إسطنبول، نفّذه ضبّاط من جمعية الاتحاد والترقي. فرضوا سلسلة من الإصلاحات المؤلمة على السلطان عبد الحميد قبل عزله نهائياً عن العرش في نيسان 1909. ومن ضحايا هذا الانقلاب كان معظم رجال العهد الحميدي المخلصين أمثال أمين سر السلطان أحمد عزت باشا العابد ومستشاره الشيخ أبو الهدي الصيّادي وأحمد رفيق باشا الشمعة الذي أُبعد عن الحياة السياسية بشكل تام ونهائي.

    الوفاة

    توفي أحمد رفيق باشا الشمعة بدمشق سنة 1915، بعد أشهر من اندلاع الحرب العالمية الأولى، وشيعته دمشق بموكب مهيب إلى مدافن الأُسرة في تربة الباب الصغير. وقد كُتب على قبره رثاء صديقه الشيخ محمود أبو الشامات، جاء فيه:

    “يمّمْ ضريحاً جلَّهُ بدرُ الجهابذة ِ اَلْعِظَام، إنسان عينِ الشّام تاجُ سُراتها السامي المقامْ، من كان شمعةَ عصره فضلاً وأحمدَه الهُمامْ، كهفَ الأرامِل واليتامى والفقير المستضامْ، لبى نداء مهيمنٍ يدعو إلى دار السلامْ، يا من يلوذ بعفوه يوم اللقا كلُّ الأنامْ، ما خاب راج، أرِّخوا لباك في حسن الختام.”

  • أحمد حمدي الخياط

    أحمد حمدي الخيّاط
    أحمد حمدي الخيّاط

    أحمد حمدي الخيّاط (1899 – 4 تموز 1981)، طبيب سوري من دمشق وأحد الآباء المؤسسين لكلية الطب في الجامعة السورية. شارك في تأسيس نقابة الأطباء وانتخب ثاني نقيب لها سنة 1944، إضافة لعمله مديراً لكلية الطب حتى سنة 1947.

    البداية

    ولِد أحمد حمدي الخياظ بدمشق وهو سليل عائلة من الطبقة الوسطى كان أبناؤها يعملون في الحفر على الخشب وتطعيمه بالصدف. دَرَس في المدرسة الكاملية بدمشق وفي معهد الطب العثماني. بعد انسحاب الجيش العثماني عن دمشق في أيلول 1918 عُين مشرفاً على مؤسسة المصل والجراثيم التي أنشأتها حكومة رضا الركابي على أنقاض مؤسسة حفظ الصحة العثمانية. سافر بعدها إلى باريس لإكمال اختصاصه العلمي في معهد لويس باستور، ثم انتقل إلى برلين لتعلّم اللغة الألمانية.

    مع الجامعة السورية

    ومع عودته إلى دمشق عُيّن مُدرساً لعلم الأحياء المجهري في معهد الطب العربي، وكان أحد المشاركين في تأسيس الجامعة السورية سنة 1923. كما أسس مخبراً خاصاً للفحوص المخبرية – كان الأول من نوعها في سورية – وشارك في تأسيس نقابة الأطباء وانتُخب ثاني نقيب لها سنة 1944. كان الدكتور خياط على رأس عمله يوم وقع العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 29 أيار 1945، وكان له الفضل في حَشد أطباء المدينة لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفى الإنكليزي في حيّ القصّاع. وبعد جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان 1946، أصبح مديراً لكلية الطب في الجامعة السورية حتى عام 1947.

    مؤلفاته

    عمل مع الدكتور مرشد خاطر على تعريب الكثير من الأبحاث الطبية وترجمة مصطلحات معجم كلير فيل الفرنسي. طُبع النص العربي لهذا المعجم في مطبعة الجامعة السورية سنة 1956، وقام بعدها وبالتعاون مع الدكتور خاطر أيضاً بتأليف “معجم العلوم الطبية” الذي كان يشمل كل المصطلحات الطبية المرتبة حسب أحرف الهجاء الفرنسية، وما يقابلها باللغتين العربية والإنجليزية.

    التقاعد والوفاة

    أحيل أحمد حمدي الخيّاط على التقاعد سنة 1958، واعتذر عن عضوية مجمع اللغة العربية ليتفرغ لأبحاثه الخاصة قبل وفاته يوم 4 تموز 1981.

    المناصب

    نقيب أطباء دمشق (1944-1947)
    • سبقه في المنصب: الدكتور جميل الميداني
    • خلفه في المنصب: الدكتور أمين رويحة
  • أحمد حمدي الجلّاد

    أحمد حمدي الجلّاد (1882-1961)، رئيس بلدية العاصمة في عهد الملك فيصل الأول ومدير شرطة دمشق من سنة 1920 ولغاية تسريحه من العمل واعتقاله سنة 1925.

    البداية

    ولد أحمد حمدي الجلّاد في دمشق لأسرة عريقة اشتهر أبناؤها بتجارة الحرير، وكان والده محمد رشيد الجلّاد رئيساً لغرفة تجارة دمشق في نهاية القرن التاسع عشر. دَرَس في المدرسة الرشدية العسكرية وفي المعهد الشاهاني الملكي في إسطنبول، وعند تخرجه عُيّن كاتباً في ديوان الخط الحديدي الحجازي ثم مأموراً للمالية في ولاية سورية.

    بداية العمل الإداري والسياسي

    في سنة 1911، عُيّن الجلّاد قائمقام على بلدة الزبداني بريف دمشق، ونُقل بعدها إلى مرجعيون في منطقة النبطية ثم إلى عكار، وصولاً لتعيينه وكيل متصرف مدينة نابلس عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى. انتسب إلى الجمعية العربية الفتاة، التي أُسست في فرنسا على يد مجموعة من الطلاب العرب المؤمنين بالقومية العربية وظلّ نشاطه مكتوماً لغاية عام 1916، عندما ذكر اسمه في التحقيقات الجارية في الديوان الحربي في عاليه، نتيجة التعذيب الذي تعرض له أحد أعضاء الجمعية المعتقلين. أستُدعي للمثول أمام جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية، وبعد التحقيق تم اعتقاله ونفيه إلى مدينة أنقرة التركية. وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة عام، وهرب بعدها إلى أزمير وتوارى عن الأنظار طيلة سنوات الحرب العالمية الأولى.

    في رئاسة بلدية دمشق    

    بعد تحرير دمشق من العثمانيين سنة 1918 عاد الجلّاد إلى مدينته وبايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية. عينه الأمير فيصل رئيساً لبلدية دمشق، التي كانت تُعاني من نقص حاد في مواردها المالية. أولى تحدياته كانت في إعادة الكهرباء إلى شوارع المدينة وتأمين نفقات إعادة تشغيل الخط الحديدي الحجازي الذي دُمر جزئياً أثناء الثورة العربية الكبرى.

    قامت البلدية بتعريب أسماء الشوارع في عهده فأطلقت على شارع جمال باشا اسم شارع النصر وغيّرت اسم الجادة الرشادية لتُصبح شارع خالد بن الوليد. استملك الجلّاد طرفي شارع النصر ووضع يده على بناء كامل في محلّة السنجقدار لتأمين نفقات ترميم سوق الحميدية وتعبيد الطرقات في منطقة القصّاع ومحلّة الخراب. ووضع أرصفة حديثة في منطقة البحصة وجادة الصالحية وبعض حارات باب توما.

    أشرف حمدي الجلّاد على مراسيم تتويج الأمير فيصل ملكاً على البلاد ف يوم 8 آذار 1920، ولكن حكمه لم يستمر طويلاً من بعدها وتم إسقاطه ونفيه خارج البلاد إبان معركة ميسلون في تموز 1920. وقبل مغادرته دمشق، عُيّن علاء الدين الدروبي رئيساً للوزراء، الذي نقل الجلّاد من بلدية دمشق إلى مديرية الشرطة والأمن العام. كانت المديرية تضم سلاحي الشرطة والدرك فتمّ الفصل بينهما وأسست مديرية مستقلة للشرطة، ذهبت رئاستها لحمدي الجلّاد.

    مديراً لشرطة دمشق  

    لعب الجلّاد دوراً محورياً في الحفاظ على أمن العاصمة خلال المرحلة الفاصلة بين خروج قوات الملك فيصل وبدأ الانتداب الفرنسي. وعند تقسيم سورية إلى دويلات، سمّي الجلّاد مديراً لشرطة دولة دمشق، ومسؤولاً عن مدينتي حمص وحماة. وصل عدد أعضاء سلك الشرطة في عهده إلى 300 عنصر، وزعهم على المدن والقرى بنسبة شرطي واحد لكل ألف شخص، إلا مدينة دمشق التي كانت حصتها شرطيان اثنان لكل ألف شخص.

    كانت مديرية الشرطة بحاجة إلى آليات وأجهزة فنية وأسلحة خفيفة، فقام بنقل مخلفات الجيش المنحل إلى ملاك الشرطة، واستحضر 350 مسدساً حديث من إنكلترا لتوزيعها على دوريات الليل، مع كلاب بوليسية وخيول ودراجات نارية. أسس مدرسة لفرسان الشرطة وشكّل فرقة خيّالة لضبط الأمن في أطراف العاصمة، وربط هاتفياً بين شرطة المرور، على قلّة عددهم يومئذ، ومديرية الشرطة والمخافر.

    سرّح 170 شخصاً من الخدمة، بين مفوض وشرطي، لم تعجبه سيرهم المسلكية، ووضع شروط صارمة لقبول أي متطوع جديد في سلك الشرطة، مع امتحان شفهي ومكتوب، يتم من خلاله تحديد ثقافة الشرطي وأناقته وأخلاقياته. وفي عهده اغتيل رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي في قرية خربة غزالة يوم 21 آب 1920، وجرت محاولة اغتيال الجنرال هنري غورو أثناء زيارته إلى القنيطرة في حزيران 1921.

    مجلّة الشرطة

    بعد عام على توليه المنصب، أسس الجلّاد مجلّة نصف شهرية للشرطة، بالتعاون مع الصحفي نجيب الريّس، تعنى بالمواضيع المسلكية والقانونية ونشر كل المراسيم المتعلقة بالشرطة. صدر العدد الأول من مجلّة الشرطة يوم 15 أب 1921 وعلى غلافه صورة المفوض السامي الفرنسي هنري غورو.

    العزل والاعتقال

    في 22 نيسان 1925، كفّت يد حمدي الجلّاد عن الخدمة، بعد اتهامه بسرقة أموال مخصصة لشق شارع بغداد وسط العاصمة. عُزل الجلّاد بأمر من رئيس الدولة صبحي بركات ومثل أمام محكمة الجنايات التي أصدرت حكماً عليه بالسجن ثلاث سنوات. أطلق سراحه بموجب عفو خاص من رئيس الدولة أحمد نامي يوم 11 كانون الثاني 1927 وغاب بعدها عن أي منصب وعاش متقاعداً في منزله بحيّ عين الكرش.

    أولاد حمدي الجلّاد

    اشتهر ابنه عرفان الجلّاد كأحد رجالات الاقتصاد السوري وكان عضوا بارزاً في غرفة تجارة دمشق في خمسينيات القرن العشرين.

    الأوسمة

    حمل حمدي الجلّاد وسام الاستحقاق العثماني من الدرجة الثالثة، ونوط السكة الحديدية الحجازية الذهبي، ووسام الأكاديمية الفرنسية برتبة “ضابط كبير.”

    الوفاة

    توفي أحمد حمدي الجلّاد بدمشق عن عمر ناهز 80 عاماً سنة 1962.

     المناصب

    مدير الشرطة والأمن العام (21 آب – 2 أيلول 1920)
    • سبقه في المنصب: جبرائيل حداد
    • خلفه في المنصب: أُلغي المنصب
    مدير شرطة دولة دمشق (2 أيلول 1920 – 22 نيسان 1925)
    • سبقه في المنصب: لا يوجد
    • خلفه في المنصب: نقولا شاهين (بالوكالة)
  • إحسان الشريف

    إحسان الشريف
    إحسان الشريف

    إحسان الشريف (1893-1963)، سياسي سوري من دمشق، كان أحد مؤسسي حزب الشعب مع عبد الرحمن الشهبندر سنة 1925 والكتلة الوطنية مع هاشم الأتاسي سنة 1927. انتُخب مشرّعاً في الجمعية التأسيسية سنة 1928 وعُيّن محافظاً على مدينة حلب عام 1944، ثم وزيراً مفوضاً في تركيا في مطلع عهد الاستقلال.

    البداية

    ولِد إحسان الشريف في دمشق ودرس في مكتب عنبر، حيث قاد ثورة طلابية على المدير العثماني لأنه حاول إلزام الطلاب بالتحدث باللغة التركية بدلاً من العربية. عُوقِب بالفصل والالتحاق المبكر بالجيش العثماني قبل أن يبلغ السن القانوني للخدمة الإلزامية. تعاطف الشريف مع الشعب الأرمني ودافع عن قضيته في ظلّ المذابح التي تعرض لها في العهد الحميدي، فصَدر أمر باعتقاله ولكنه هرب إلى فرنسا عن طريق أحد أقربائه في الجيش، وهو الضابط يوسف العظمة، وبقي مقيماً في باريس لنهاية الحرب العالمية الأولى حيث درس الحقوق في جامعة السوربون.

    مع حزب الشعب والثورة السورية سنة 1925

    عاد إحسان الشريف إلى دمشق سنة 1919 وفَتح مكتباً للمحاماة مع صديقه المحامي فوزي الغزي، وتشارك معه ومع عبد الرحمن الشهبندر في تأسيس حزب الشعب في حزيران 1925. كان هذا الحزب مناهضاً للانتداب الفرنسي الذي فُرض على سورية سنة 1920، وقد حُلّ ولوحق أعضاؤه بسبب موقفهم الداعم للثورة السورية الكبرى التي انطلقت من جبل الدروز سنة 1925. ألقت سلطات الانتداب القبض على الشريف بسبب موقفه الداعم للثورة وظلّ معتقلاً في قلعة أرواد لغاية عام 1927، حتى صدر أمر بنفيه إلى بيروت.

    تأسيس الكتلة الوطنية عام 1927

    في 20 تشرين الأول 1927، عقد اجتماع في بيروت دعا له رئيس الحكومة الأسبق هاشم الأتاسي، تقرر فيه تأسيس تنظيم سياسي جديد بدلاً من حزب الشعب، أطلق عليه اسم الكتلة الوطنية. كانت الكتلة تهدف إلى تحرير البلاد ومحاربة الانتداب الفرنسي بالطرق السياسية لا العسكرية، وقد خاضت أولى معاركها السياسية في انتخابات المؤتمر التأسيسي سنة 1928، الذي شُكّل لوضع أول دستور جمهورية في سورية.

    دستور عام 1928

    فازت الكتلة الوطنية بغالبية مقاعد الجمعية التأسيسية وانتخب إحسان الشريف مشرعاً مع شريكه في مكتب المحاماة فوزي الغزي الذي تولّى مهمة صياغة الدستور. أنهوا عملهم في فترة قياسية لم تتجاوز الأسبوعين ووضعوا دستوراً عصرياً مُستلهماً من الدساتير الأوروبية، مؤلفاً من 115 مادة ليس فيها أية إشارة إلى نظام الانتداب أو اعتراف بشرعيته. اعترضت فرنسا على مسودة الدستور وطلبت إضافة مادة خاصة بالانتداب، ولكن رئيس المؤتمر هاشم الأتاسي رفض الاستجابة. فصدر قرار من المفوض السامي بتعطيل الدستور واللجنة الدستورية إلى أجل غير مسمّى، وفي سنة 1930، فُرِض الدستور المعدل دون استشارة المشرعين السوريين.

    محافظ حلب 1944-1946

    في سنة 1932 انتخب إحسان الشريف نائباً في البرلمان على قوائم الكتلة الوطنية، وجدد له في انتخابات عام 1936. وعندما وصل شكري القوتلي إلى الحكم سنة 1943، عينه محافظاً على مدينة حلب ورئيساً لبلديتها. وقد بقي الشريف في هذا المنصب من سنة 1944 ولغاية جلاء الفرنسيين عن سورية عام 1946. في أثناء عمله في حلب، وضع إحسان الشريف أساسات مشروعات مهمة عدة مثل الملعب البلدي والحديقة العامة وشارع الملك فيصل الواصل بينها وبين حديقة السبيل. ولكنّ معظم هذه المشروعات افتُتحت بعد انتهاء ولاية إحسان الشريف، ونُسبت لاحقاً إلى خلفه في رئاسة البلدية مجد الدين الجابري. ومن مآثر الشريف كان الدعم الكبير الذي قدمه للعلّامة خير الدين الأسدي وإقناعه بإهداء مكتبته القيمة إلى دار الكتب الوطنية في حلب.

    وزيراً مفوضاً في تركيا 1946-1949

    في عهد الاستقلال، عُيّن إحسان الشريف وزيراً مفوضاً في أنقرة سنة 1946، ولكنه عُزل سنة 1949 بسبب رفضه تأييد الانقلاب الأول الذي قاده حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي. دافع عن شرعية حكم القوتلي وقال إنه ضد تدخلات العسكر في الحياة السياسية. انتظر الزعيم برقية تأييد من المفوضية السورية من أنقرة ولكنها لم تصل، فبعث رسالة إلى إحسان الشريف مُعاتباً وقال: “لم تردنا برقيتكم” أجابه الشريف بحزم: “لأننا لم نُرسلها!” كان هذا  الرد كافياً لإقصائه عن المنصب واستدعائه إلى دمشق، مع صدور قرار بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي. بعد سقوط حكم الزعيم في 14 آب 1949، حاول إحسان الشريف العودة إلى العمل السياسي وأسس الحزب الجمهوري الديمقراطي، الذي حُلّ بأمر من اللواء فوزي سلو بعد نجاح الانقلاب الرابع سنة 1951.

    الوفاة

    اعتزل إحسان الشريف العمل السياسي من يومها، وتوفي في دمشق عن عمر ناهز 70 عاماً سنة 1963.

    المناصب

    محافظ حلب 1944-1946
  • إبراهيم الساطي

    ابراهيم الساطي
    ابراهيم الساطي

    إبراهيم الساطي (1888-1948)، طبيب جرّاح سوري من دمشق تخصص بأمراض النساء والتوليد، وشارك في تأسيس معهد الطب العربي في عهد الملك فيصل الأول كما كان أحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية سنة 1923.

    البداية

    ولد إبراهيم الساطي في أسرة دمشقية عريقة ودَرس الطب في إسطنبول. وعند تخرجه سنة 1909 عمل مدرساً في معهد الطب العثماني بدمشق حتى سنة 1914.

    إنجازاته

    بعد انتهاء الحكم العثماني سنة 1918 كلف الساطي بإعادة افتتاح مدرسة الطب بعد تسميتها “معهد الطب العربي” وشارك في تعريب منهاجها وكل كتبها العلمية. عينه عميد المعهد الدكتور رضا سعيد مدرساً لمادة الطب النسائي باللغة العربية، وفي سنة 1923 كان الساطي أحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية مع شقيقه الطبيب سامي الساطي.

    شارك في إنشاء مستشفى التوليد الجامعي وفي تحويل مديرية الصحة والإسعاف العام إلى وزارة الصحة السورية سنة 1946. عُرف بطبيب النخب الدمشقية، ولكن وبالرغم من أجرة معايناته المرتفعة، كان الساطي إذ عالج امرأة فقيرة يضع لها مبلغاً من النقود تحت وسادتها بعد إتمام عملية الولادة.

    الوفاة

    توفي الدكتور إبراهيم الساطي في دمشق عن عمر ناهز 60 عاماً سنة 1948.

  • عارف الحلبوني

    عارف الحلبوني
    عارف الحلبوني

    عارف بن حسن الحلبوني (1872-1936)، تاجر سوري من دمشق انتُخب رئيساً لغرفة تجارتها سنة 1922 وكان أحد مؤسسي مشروع جر مياه نبع عين الفيجة من وادي بردى إلى العاصمة السورية.

    البدايات

    ولد عارف الحلبوني في حيّ القنوات وكان والده من الأعيان، بنى قصراً فاخراً لأسرته في زقاق المنلا غرب محطة الحجاز، وصارت المنطقة كلها تعرف من يومها بحيّ الحلبوني. عمل الحلبوني في تجارة الحرير الطبيعي وتزوّج من سيدة دمشقية من عائلة الدالاتي (عمّة بهيرة الدالاتي زوجة الرئيس شكري القوتلي).

    رئيساً لغرفة تجارة دمشق

    انتسب الحلبوني إلى غرفة تجارة دمشق وانتُخب رئيساً لها سنة 1922. افتتح عهده بتنظيم معروض باسم تجار الشّام، قُدّم إلى السلطات الفرنسية الحاكمة احتجاجاً على إلزام السوريين بعملة ورقية جديدة، بدلاً من الذهب العثماني، وعلى التعاريف الجمركية المفروضة على البضائع الصادرة من دمشق إلى فلسطين ولبنان.

    مشروع مياه عين الفيجة

    في سنة 1922، تعاون مع لطفي الحفار، نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، على إنشاء مشروع حيوي لجر مياه نبع عين الفيجة من وادي ىردى إلى العاصمة السورية. أسسوا شركة مساهمة لنقل وتوزيع المياه وشكلوا لجنة للحصول على الامتياز القانوني ضمّت الحلبوني والحفار ومعهم مستشار المشروع فارس الخوري ورئيس البلدية يحيى الصوّاف والتاجر مسلّم السيوفي ونائب رئيس الدولة في حينها الوجيه سامي باشا مردم بك. بدأت الأعمال الإنشائية سنة 1924 ولكنها توقفت لمدة ثلاث سنوات بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى ودشن المشروع بشكله النهائي في 3 آب 1932، بحضور رئيس الجمهورية محمد علي العابد.

    الوفاة

    توفي عارف الحلبوني في دمشق عن عمر ناهز 65 عاماً سنة 1936.

    المناصب

    رئيس غرفة تجارة دمشق (1922-1936)
    • سبقه في المنصب: حسن القوتلي
    • خلفه في المنصب: محمد خير دياب
  • جريدة الاستقلال العربي

    الاستقلال العربي، صحيفة يوميّة ظهرت بدمشق بعد ثلاثة أسابيع من انسحاب الجيش العثماني في نهاية الحرب العالمية الأولى. صدر عددها الأول في 14 تشرين الأول 1918 وجاءت على أنقاض جريدة الشرق الحكومية العثمانية التي كان يُصدرها جمال باشا في زمن الحرب.

    في عهد الأمير سعيد الجزائري

    بعد انسحاب الجيش العثماني في 26 أيلول 1918 استولى حاكم دمشق المؤقت الأمير سعيد الجزائري على مكاتب الشرق في حيّ السنجقدار وأعاد تسميتها بجريدة “الاستقلال العربي.” كُلّف صديقة الروائي معروف الأرناؤوط برئاسة التحرير وعُيّن الصحفي عثمان قاسم مديراً. بقيت الصحيفة تصدر حتى بعد إقالة الأمير سعيد عن الحكم في 1 تشرين الأول 1918 وكُتِب على ترويسة صفحتها الأولى: “جريدة من العرب للعرب.”صَدرت “الاستقلال العربي” بصفحتين من القطع المتوسط، وأصبحت بعدها تصدر بأربع صفحات لغاية توقفها في مطلع عهد الأمير فيصل في 18 شباط 1919. تفرغ يومها معروف الأرناؤوط لإصدار صحيفة خاصة به باسم فتى العرب، وأغلقت “الاستقلال العربي” أبوابها لغاية عام 1937، يوم اشترى الصحفي الفلسطيني توفيق جانا امتيازها وأعاد إصدارها بحلة جديدة.

    الاستقلال العربي في السنوات 1937-1948

    صدر عددها الجديد بأربع صفحات من القطع الكبير في 6 تشرين الأول 1936، حاملاً الرقم التسلسلي للعدد الأخير في 18 شباط 1919. أشرف جانا على سياسات الصحيفة وكلّف الأديب فؤاد الشايب بكتابة معظم افتتاحياتها. وبعد وفاة توفيق جانا سنة 1941 تسلّم ابنه عدنان إدارة “الاستقلال العربي” وعيّن الصحفي عزت حصرية رئيساً للتحرير لغاية عام 1946، عندما قرر الأخير الانفصال عنها لتأسيس صحيفة خاصة به. تولّى عدنان الملوحي رئاسة التحرير من بعده وفي عهده توقفت “الاستقلال العربي” عن الصدور بسبب تراجع حاد في الإعلانات التجارية في أعقاب حرب فلسطين عام 1948.

     

     

  • أحمد اللحام

    أحمد اللحام
    أحمد اللحام

    أحمد اللحّام (1883-1958)، ضابط سوري من دمشق تسلّم رئاسة مديرية أركان الجيش في عهد الملك فيصل الأول وكان عضواً في المجلس الحربي المُشرف على معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920. انتسب إلى الكتلة الوطنية وانتخب عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور سورية الجمهوري الأول عام 1928. وفي عهد الرئيس شكري القوتلي كان قائداً لشرطة دمشق سنة 1944.

    البداية

    ولِد أحمد اللحّام بدمشق ودرس في المدرسة الحربية في إسطنبول. التحق بالجيش العثماني وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى شارك في معارك الدردنيل شمال غرب تركيا. ومع نهاية الحرب وسقوط الحكم العثماني بمشق سنة 1918 عاد إلى مدينته وبايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية.

    مديراً لإدارة الأركان وعضو مجلس حربي سنة 1920

    شارك أحمد اللحّام في تأسيس الجيش السوري وعمل مع مجموعة من الضباط على تعريب الكتب العسكرية التركية. عينه الأمير فيصل مديراً لهيئة الأركان العامة التابعة لديوان الشورى الحربي وكان مسؤولاً عن شُعب العمليات والاستخبارات والتسليح. عيّن صديقه الضابط عارف التوّام مديراً للتسليح وجاء بضابط آخر من دمشق يُدعى شريف الحجار مديراً لاستخبارات الجيش. وعندما دخلت سورية في مواجهة مع فرنسا إبان إنذار الجنرال هنري غورو في 14 تموز 1920، شكل مجلس حربي بدمشق للإشراف على جاهزية الجيش، برئاسة الأمير فيصل الذي كان قد أصبح ملكاً على البلاد، وسمّي اللحام عضواً فيه مع وزير الحربية يوسف العظمة.

    أشرف المجلس الحربي على معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920، التي هُزم فيها الجيش السوري واستشهد الوزير يوسف العظمة. خلع الملك فيصل عن العرش وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، أما أحمد اللحام فحكم عليه بالإعدام من قبل الفرنسيين ولكنه هرب إلى فلسطين قبل أن يتمكنوا من إلقاء القبض عليه. ومن فلسطين، توجه إلى إمارة شرق الأردن وظل مقيماً فيها لغاية صدور عفو عنه سنة 1922.

    مع الكتلة الوطنية

    عاد أحمد اللحام إلى سورية وترشح لعضوية مجلس دمشق البلدي وفاز بها سنة 1924. وبعدها بثلاث سنوات شارك في تأسيس الكتلة الوطنية وفاز بعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع دستور سورية الجمهوري الأول سنة 1928. وفي سنة 1936، سمّي مستشاراً عسكرياً لدى وفد الكتلة الوطنية الذي توجه إلى باريس برئاسة هاشم الأتاسي وكانت له اليد العليا في مناقشة البنود المتعلقة بمستقبل الجيش والامتيازات العسكرية التي حصلت عليها فرنسا عند التوقيع على معاهدة عام 1936. عاد وفد الكتلة إلى دمشق في أيلول 1936 وفي الانتخابات التي جرت نهاية ذلك العام فاز اللحام بعضوية المجلس النيابي، ممثلاً عن مدينة دمشق. وفي سنة 1944 وبعد انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية، عُيّن قائداً لشرطة دمشق.

    في عهد الاستقلال

    مع جلاء الفرنسين عن سورية في 17 نيسان 1946 سمّي أحمد اللحام أميناً عاماً لوزارة الدفاع. بقي في منصبه على الرغم من تغير الحكومات وفي حرب فلسطين سنة 1948 اصطدم مع قائد الجيش حسني الزعيم الذي كان يَعُدُه مخادعاً ويُحذر الرئيس القوتلي منه. وعندما تسلم الزعيم مقاليد الحكم بعد انقلابه على القوتلي يوم 29 آذار 1949، كانت أولى قراراته طرد أحمد اللحام من وزارة الدفاع واعتقاله بعد أن رفض الاعتراف بشرعية الانقلاب.

    مؤلفاته

    تقاعد أحمد اللحام من العمل السياسي يومها وتفرغ للبحث في تاريخ الحروب الإسلامية. وفي سنة 1986 أصدر كتابًا بعنوان عبقرية خالد بن الوليد العسكرية الذي قدّم له الشيخ علي الطنطاوي. كما وضع مذكرات لم تُنشر، أودعت في عهدة وزير الدفاع مصطفى طلاس وانتقلت بعدها إلى مكتبة المؤرخ يوسف جميل نعيسة.

    الوفاة

    توفي أحمد اللحام عن عمر ناهز 75 عاماً سنة 1958.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !