أعلام وشخصياتسياسيون ورجال دولة

فوزي باشا البكري

أحد مؤسسي الجمعية العربية الفتاة وعضو المؤتمر السوري العام سنة 1919

فوزي باشا البكري
فوزي باشا البكري

فوزي بن عطا الله البكري (1883-1963)، سياسي سوري من دمشق، كان أحد قادة الجمعية العربية الفتاة وشارك في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين مع الشريف حسين بن عليّ. انتخب نائباً في المؤتمر السوري العام سنة 1919 وفي المؤتمر التأسيسي الذي وضع دستور سورية الجمهوري سنة 1928. وفي سنة 1920، سمّي وزيراً للداخلية في مملكة الحجاز.

البداية

ولِد فوزي البكري في دمشق وهو ابن عطا باشا البكري، أحد أعيان دمشق في العهد الحميدي. دَرَس في مدرسة مكتب عنبر بدمشق وفي المعهد الملكي في إسطنبول، حيث انتسب سراً إلى الجمعية العربية الفتاة مع شقيقه الأصغر نسيب البكري، بعد تراجع نفوذ العائلة بسبب الانقلاب الذي أطاح بحكم السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909.

الثورة العربية الكبرى 1916-1918

سيق فوزي البكري إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني، وعين مرافقاً عسكرياً للشريف حسين، أمير مكة المكرمة. ولدت صداقة بين فوزي البكري والأمير فيصل، ثالث أولاد الشريف حسين، الذي زار دمشق سنة 1915 ونزل ضيفاً في دار آل البكري، حيث جرى انتسابه إلى الجمعية العربية الفتاة. اتفق الأمير فيصل مع الأخوين نسيب وفوزي البكري على إطلاق ثورة عسكرية ضد الدولة العثمانية، بدعم عسكري من الحكومة البريطانية، وقال إنه سيرسل لهم برقية مشفّرة من مكة لإعلامهم بساعة الصفر.  عندما صلت هذه البرقية في 10 حزيران 1916 توجّه الأخوان البكري فوراً إلى الحجاز للانضمام إلى صفوف الثورة العربية الكبرى.

العهد الفيصلي 1918-1920

وبعد نجاح الثورة وتحرير دمشق من الحكم العثماني سنة 1918، بايع فوزي البكري الأمير فيصلاً حاكماً عربياً على سورية وانتخب عضواً في المؤتمر السوري العام سنة 1919. ولكن الحكم الفيصلي لم يستمر طويلاً وأُطيح به في 24 تموز 1920، بعد هزيمة الجيش السوري في معركة ميسلون. هرب الملك فيصل إلى أوروبا عند فرض الانتداب الفرنسي على سورية، وصدر أمر اعتقال فوزي البكري الذي فرّ إلى الحجاز للعمل مع الأمير عبد الله على تجهيز جيش من القبائل العربية لتحرير سورية من الفرنسيين.

مع الأسرة الهاشمية 1920-1922

ولكنّ قوات الأمير عبد الله توقفت في شرق الأردن، حيث أسّست إمارة هاشمية في عمّان بدعم من الحكومة البريطانية. عُيّن فوزي البكري مستشاراً للأمير عبد الله ونال رتبة الباشوية، ليصبح الباشا الوحيد بين أبناء عطا الله البكري. انتقل بعدها إلى مكة بطلب من الشريف حسين، الذي عيّنه وزيراً للداخلية في مملكة الحجاز في تشرين الأول 1920.

العودة إلى سورية

سقط حكم الشريف حسين في الحجاز سنة 1924، وعاد فوزي البكري إلى دمشق قبل أشهر من اندلاع الثورة السورية الكبرى. انضم مجدداً إلى صفوفها مع شقيقه نسيب فحَكمت عليهما فرنسا بالإعدام سنة 1926. هرب البكري إلى مصر وحصل على لجوء سياسي من الملك فؤاد الأول، وظلّ مقيماً في القاهرة لغاية صدور عفو عنه يوم 16 شباط 1928. في دمشق مجدداً انتسب إلى الكتلة الوطنية، التي كانت تنادي بتحرير سورية بطرق سياسية بعيدة عن المواجهة المسلحة. وفي سنة 1928 انتخب عضواً في الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع أول دستور جمهوري للبلاد، برئاسة هاشم الأتاسي.

سنواته الأخيرة والوفاة

في مطلع الثلاثينيات، تقاعد فوزي البكري من العمل السياسي وعمل على إدارة أملاك أسرته التي طالها قانون الإصلاح الزراعي ولم يبق منها إلّا القليل في زمن الوحدة السورية – المصرية سنة 1958. توفي فوزي البكري بدمشق عن عمر ناهز 83 عاماً في تشرين الأول 1963.

المصدر
1. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، 92-932. صبحي العمري. ميسلون: نهاية عهد (دار رياض نجيب الريّس، لندن 1991)، 653. سامي مروان مبيّض. فولاذ وحرير (باللغة الإنكليزية – دار كيون، الولايات المتحدة 2005)، 197-198

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !