صحافيون

عبد الغني العطري

مؤسس ورئيس تحرير مجلّة الدنيا (1945-1963)

عبد الغني العطري
عبد الغني العطري

عبد الغني بن محمد العطري (1918-23 شباط 2003)، صحفي سوري من دمشق أسس مجلّة الصباح الثقافية في أثناء الحرب العالمية الثانية وتبعها بمجلة الدنيا التي صدرت سنة 1944 واستمرت لغاية 8 آذار 1963. كانت الدنيا من أنجح المجلات السورية في مرحلة الخمسينيات وبعد توقفها عمل العطري مستشاراً في وزارة الإعلام السعودية وعند عودته إلى دمشق وضع سلسلة العقبريات عن مشاهير وأعلام سورية في القرن العشرين.

البداية

ولِد عبد الغني العطري بدمشق وكان والده من التجّار المعروفين. التحق بالكليّة العلمية الوطنية في سوق البزورية وبدأ الكتابة في مجلّة الرسالة المصرية ومجلّة المكشوف اللبنانية.

مجلّة الصباح

قبل أن يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره أطلق العطري مجلّة الصباح الأسبوعية الثقافية المنوعة وصدر عددها الأول في 6 تشرين الأول 1941. حققت “الصباح” نجاحاً كبيراً في الأوساط الأدبية السورية واستقطبت أسماء معروفة مثل الشاعر شفيق جبري والكاتب المسرحي عدنان مردم بك والأديب الدكتور عبد السلام العجيلي، إضافة للشاعر الشاب نزار قباني الذي بدأ مسيرته من “الصباح” وهو لا يزال طالباً في الجامعة السورية. توقفت “الصباح” سنة 1943 وعُيّن العطري رئيساً لتحرير جريدة الأخبار اليومية التي كان يُصدرها زميله بسيم مراد، وفي سنة 1945 تعاقد مع إذاعة الشرق الأدنى في يافا وقدّم عبر أثيرها سلسلة من البرامج الثقافية.

مجلّة الدنيا

أطلق عبد الغني العطري مشروعه الثاني والأنجح – مجلّة الدنيا – في آذار 1945. جاءت على غرار مجلّة الكواكب المصرية المعروفة وكانت مخصصة للشؤون الفنية والثقافية، تصدر بغلاف ملوّن وفيها أبواب مأخوذة عن الكواكب وكبرى المجلات الفرنسية. ومع نهاية العقد الرابع من القرن العشرين باتت الدنيا ثاني أقوى مجلّة في سورية، لا يضاهيها من ناحية السمعة والانتشار إلا مجلّة المضحك المبكي للصحفي حبيب كحالة.

عبد الغني العطري في لقاء صحفي مع أم كلثوم.
عبد الغني العطري في لقاء صحفي مع أم كلثوم.

ظلّت الدنيا تصدر بشكل أسبوعي دون انقطاع حتى سنة 1949 عندما أصدر حسني الزعيم أمراً بإغلاقها بعد رفض العطري تأييد انقلابه على رئيس الجمهورية شكري القوتلي. وأغلقت مرة ثانية في زمن الوحدة مع مصر بسبب انتقادات صاحبها المتكررة للمشير عبد الحكيم عامر، ممثل الرئيس جمال عبد الناصر في سورية. عادت إلى القرّاء بعد انهيار الوحدة سنة 1961 وتوقفت بشكل نهائي إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الانفصال في 8 آذار 1963.

ما بعد الدنيا

بعدها بأشهر توجه عبد الغني العطري إلى الرياض في كانون الأول 1963 وعُيّن مستشاراً لوزير الإعلام السعودي الشيخ جميل الحجيلان. عاد إلى الكتابة في مجلّة الفيصل ومجلّة العربي والمجلّة العربية، وفي مطلع السبعينيات انتقل إلى دمشق وسمّي مديراً للمكتب الصحفي في السفارة السعودية.

سلسلة العبقريات

أصدر عبد الغني العطري أولى مؤلفاته سنة 1970 بعنوان أدبنا الضاحك، وفي عام 1986 كان كتابه الثاني عبقريات شاميّة.  منه ولدت فكرة سلسلة العبقريات التي أصدرها العطري عبر دار البشائر بدمشق في الفترة ما بين 1996-2000. تناولت سير أهم الشخصيات السورية في السياسة والاقتصاد والفن والصحافة، وباتت من أهم المراجع في أدب التراجم بعد كتاب الأعلام لخير الدين الرزكلي. وفي سنة 1998 وضع مذكراته بعنوان اعترافات شامي عتيق، قبل جمع مقالاته بكتاب همسات قلب الصادر سنة 2001.

عودة الدنيا سنة 2002

بعد وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم والسماح للمطبوعات الخاصة أن تعود إلى سورية للمرة الأولى منذ انقلاب البعث سنة 1963، حصل العطري على رخصة لإعادة طباعة “الدنيا” بعد توقف دام قرابة الأربعة عقود. اتصل بما بقي حياً من كتاب الدنيا القدامى وطلب إليهم المشاركة في ولادتها الجديدة، ومنهم الوزير والنائب الأسبق منير العجلاني، المُقيم في السعودية منذ سنة 1963.

الوفاة

ولكنّ مشروعه لم ير النور وتوفي عبد الغني العطري في حادث سير يوم 23 شباط 2003.

 

 

المصدر
1. عبد الغني العطري. عبقريات وأعلام (دار البشائر، دمشق 1996)، 453-460

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !