الشهر: مارس 2021

  • جريدة الأسبوع الرياضي

    الأسبوع الرياضي، صحيفة متخصصة بالشؤون الرياضية كانت الثانية من نوعها في سورية بعد مجلة الميادين للصحفي الرياضي بكري المرادي. أسسها كامل البني سنة 1955 وما زالت تصدر حتى اليوم. بدأت الأسبوع الرياضي كملحق في جريدة الأيام الدمشقية سنة 1941، وكان يُشرف عليها البني بصفته أحد مؤسسي الاتحاد السوري لكرة القدم. وفي سنة 1955 قرر الانفصال عن الأيام وإطلاق صحيفة خاصة به باسم “الأسبوع الرياضي.” لم تُعطل ولم تتوقف في الأحداث السياسية التي مرت على سورية منذ تأسيسها وذلك لابتعادها عن أي موضوع سياسي، وظلّت تصدر بعد وفاة صاحبها سنة 1997.

  • كامل البني

    كامل البني
    كامل البني

    كامل بن محي الدين البني (1910 – 4 حزيران 1997)، صحفي سوري من دمشق وأحد مؤسس الصحافة الرياضية في سورية وصاحب جريدة الأسبوع الرياضي.

    البداية

    ولِد كامل البني في مدينة دمشق ودرس في مدارسها الحكومية. ذاع صيته في مرحلة الشباب كأحد أبرز مُنظمي الإضرابات الطلابية ضد الانتداب الفرنسي، حيث قد أصيب ذات مرة بثلاث رصاصات ظلّت عالقة في جسده وكان يعتبرها “وساماً مشرفاً” حتى الممات.

    بدأ حياته المهنية محرراً في جريدة الأيام سنة 1932، ونظراً لاهتمامه بشؤون الرياضة شارك في تأسيس عدد من النوادي الرياضية مثل نادي بردى سنة 1928. وفي سنة 1936 تعاون مع مجموعة من الرياضيين والسياسيين، ومنهم سهيل فارس الخوري، على إطلاق الاتحاد السوري لكرة القدم.

    جريدة الأسبوع الرياضي

    وفي سنة 1941، كلفه نصوح بابيل، رئيس تحرير الأيام، بإنشاء ملحق مخصص للأمور الرياضية والكشفية والسينمائية في سورية. ظلّ البني يُصدر هذا الملحق حتى سنة 1955 عندما انفصل عن الأيام وأسس صحيفة رياضية خاصة به، أطلق عليها اسم الأسبوع الرياضي. استقطب الأقلام الشابة للكتابة واعتمد على الصور والمقابلات والريبورتاج الميداني من الملاعب والأندية. وله يعود الفضل في تدريب وتأهيل عدد كبير من المُعلقين والحكّام والرياضيين السوريين، مثل الفارس معتز قباني والحكم عدنان بوظو.

    السنوات الأخيرة

    تعرض البني لحادث أليم يوم تفجير منزله في حيّ المهاجرين سنة 1982، ما أدى إلى إحراق أوراقه الخاصة ومذكراته، وكان ذلك في أثناء المواجهات الدامية بين الدولة السورية وتنظيم الإخوان المسلمين. وفي سنواته الأخيرة عُيّن مسؤولاً عن اللجنة المركزية لتوثيق وأرشفة الحركة الرياضية في سورية، التابعة للاتحاد الرياضي.

    الوفاة

    توفي كامل البني عن عمر ناهز 87 عاماً يوم 4 حزيران 1997.

     

  • جمال الفرا

    جمال الفرا
    جمال الفرا

    جمال بن توفيق الفرا (1911-2005)، دبلوماسي ومُهندس كيميائي سوري من دمشق، حمل مرتبة وزير في حكومة الأمناء التي شكلها حسني الزعيم وفي حكومة الأمناء الثانية التي جاءت في عهد الرئيس فوزي سلو سنة 1952، قبل تعيينه وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس بشير العظمة عام 1962. شغل الأمانة العامة لوزارة الخارجية  السورية من سنة 1949 ولغاية عام 1952، وعُيّن بعدها وزيراً مفوضاً في الاتحاد السوفياتي والسويد وإيطاليا، وفي ألمانية الغربية مرتين، كانت الأولى سنة 1961 والثانية عام 1964. وفي فترة الوحدة مع مصر كان سفيراً للجمهورية العربية المتحدة في البرازيل.

    البداية

    ولِد جمال الفرا في حيّ القنوات بدمشق وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة العصر الجديد والثانوية في مكتب عنبر. درس الكيمياء في جامعة السوربون وعند تخرجه سنة 1935 عاد إلى دمشق وعُيّن مُدرّساً للرياضيات في مكتب عنبر ثمّ للفيزياء في التجهيز الأولى، فمدير لمدرسة التجهيز الثانية في منطقة الحلبوني سنة 1937. وفي سنة 1945 سمّي مديراً للتعليم الثانوي في سورية وبعدها أميناً عاماً لوزارة المعارف.

    وزيراً في عهد الزعيم (آذار – نيسان 1949)

    وعند وقوع الانقلاب الأول في 29 آذار 1949، شكلت حكومة من الأُمناء العامين في كل وزارة، ترأسها حسني الزعيم وسمّي فيها جمال الفرا مسؤولاً عن حقيبة المعارف حتى 19 نيسان 1949. إضافة لعمله الحكومي، كان يشغل وقتها عضوية مجلس إدارة شركة الكونسروة التي أسسها شكري القوتلي مع نخبة من تجار دمشق قبل انتخابه رئيساً سنة 1943.

    بين الوزارة والسفارة

    وبعد زوال حكم الزعيم في 14 آب 1949 انتقل جمال الفرا إلى وزارة الخارجية وأصبح رئيساً للبعثة السورية في بلجيكا. ولكن هذا التكليف لم يستمر إلا أشهراً معدودة فقط حيث استدعي إلى دمشق وسمّي أميناً عاماً لوزارة الخارجية. وبعد نجاح الانقلاب الرابع في سورية وتنصيب اللواء فوزي سلو رئيساً للدولة نهاية العام 1951، شكلت حكومة جديدة برئاسته على غرار حكومة حسني الزعيم الأولى، تولّى فيها جمال الفرا حقيبة الخارجية حتى شهر حزيران من العام 1952. وفي سنة 1953 ومع انتخاب أديب الشيشكلي رئيساً للجمهورية، صدر قرار بتعيين الفرا وزيراً مفوضاً في السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وقد ظلّ يشغل هذه المناصب حتى الإطاحة بحكم الشيشكلي في شباط 1954.

    نقل بعدها سفيراً إلى ألمانية الغربية وفي سنة 1956، عينه الرئيس شكري القوتلي سفيراً لدى الاتحاد السوفياتي. وفي عهده كانت أول اتفاقية تبادل عسكري واقتصادي بين البلدين، التي وقعت في آب 1957. وعند قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958 كان جمال الفرا أول دبلوماسي سوري يتم تعيينه ممثلاً خارجياً عن الجمهورية العربية المتحدة، بمرسوم موقع من الرئيس جمال عبد الناصر. سمّي يومها سفيراً في البرازيل وظلّ يشغل هذا المنصب لغاية انهيار الوحدة إثر انقلاب عسكري يوم 28 أيلول 1961.

    وزيراً للخارجية سنة 1962

    في مطلع عهد الانفصال نقل الفرا إلى السفارة السورية في بون وفي حزيران 1962 ومع استقالة عدنان الأزهري من حكومة الرئيس بشير العظمة، عُيّن الفرا وزيراً للخارجية حتى تشرين الأول 1962. خلفه في حقيبة الخارجية الدكتور أسعد محاسن الذي قام بتعيينه سفيراً في روما، وهو المنصب الذي كان يشغله عشية انقلاب 8 آذار 1963.  بقي الفرا يعمل في الخارجية السورية، وكان آخر منصب له سفيراً في ألمانية الغربية مرة ثانية لغاية عام 1964، تاريخ تقاعده من العمل الحكومي وتفرغه للكتابة.

    المؤلفات

    وفي سنوات التقاعد أثبت الفرا إنه أديب فذ، وقد كتب عدة روايات وقصص وأبحاث، ومنها:

    • الراديو والتلفاز (دمشق 1935)
    • ثلاث سنين في بلد لينين (دمشق 1991)
    • دنيا المغتربين (بيروت 1962)
    • لؤلؤة مايوركا (دمشق 1990)
    • صدى السنين الحاكي (دمشق 1990)
    • أربع سنين في البرازيل (دمشق 1991)
    • الله يعمرك يا حي الوردات (دمشق 1992)
    • لقين في حياتهن عجبا: عشر قصص لعشر حسان عرفتهن في عشرة بلدان (دمشق 1992)
    • حيث تشرق الشمس في منتصف النهار (دمشق 1993)
    • أيام وليل في بلاد الشمال (دمشق 1994)
    • نجمة وهلال (دمشق 1997)
    • المكتوب على الجبين لازم تراه العين (دمشق 2003)

    الوفاة

    ومنذ منتصف الستينيات صار ينشر مقالاً أسبوعياً في مجلّة الأسبوع العربي حتى سنة 1978، حين اضطر إلى التوقف عن الكتابة بسبب اضطراب صدور المجلة إبّان الحرب الأهلية اللبنانية. عاش سنواته الأخيرة في مدينة كونستانس الألمانية وتوفي بدمشق عن عمر ناهز 94 عاماً سنة 2005.

    المناصب

    عضو في حكومة الأمناء، مسؤول عن شؤون المعارف (1-19 نيسان 1949)
    عضو في حكومة الأمناء، مسؤول عن الشؤون الخارجية (3 كانون الأول 1951 – 9 حزيران 1952)
    • سبقه في المنصب: هاني السباعي
    • خلفه في المنصب: سامي طيارة
    سفير سورية في الاتحاد السوفياتي (1956-1957)
    وزيراً للخارجية (20 حزيران – 17 أيلول 1962)

     

     

  • نظمي القباني

    نظمي القباني (1897-1980)، طبيب سوري من دمشق ومدرس في جامعتها، عُيّن وزيراً للصحة والإسعاف العام في حكومة الرئيس أديب الشيشكلي من 19 تموز ولغاية 25 شباط 1954 وكان رئيساً لجمعية الإسعاف الخيري من سنة 1945 ولغاية عام 1975.

    البداية

    ولِد نظمي القباني في أسرة دمشقية معروفة بدمشق وكان والده الحاج مصطفى القباني يعمل محاسباً في وزارة المعارف ورئيساً لجمعية الإسعاف الخيري. دَرس الطب في جامعة السوربون وعند تخرجه سنة 1921 عين مدرساً في جامعة دمشق ثم رئيساً لسريريات الشعبة الجراحية في المستشفى الوطني. نال مرتبة بروفيسور عام 1932 وحافظ على مقعده التدريسي طوال حياته، كما وضع العديد من المؤلفات العِلمية منها “الطب الجراحي” وكتاب “الجراحة الصغرى” تقديراً لجهوده العلمية قلّد وسام الاستحقاق السوري مرتين، كانت الأولى سنة 1934 والثانية عام 1949.

    وزيراً للصحة

    وفي 19 تموز 1953، سُمّي الدكتور نظمي القباني وزيراً للصحة والإسعاف العام في حكومة الرئيس أديب الشيشكلي، خلفاً للدكتور مرشد خاطر. كان نجله محمد آصف القباني مرافقاً عسكرياً للشيشكلي وخريج أكادمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية. ولكن نظمي القباني لم يستمر في منصبه إلّا أشهر معدودة بسبب استقالة الشيشكلي ومغادرته البلاد في شباط 1954. عاد الدكتور القباني إلى التدريس في جامعة دمشق وممارسة الطب في عيادته الخاصة في شارع العابد، إضافة لرئاسة جمعية الإسعاف الخيري لغاية عام 1975.

    الوفاة

    توفي الدكتور نظمي القباني عن عمر ناهز 83 عاماً سنة 1980 وأطلق اسمه على أحد شوارع منطقة كفرسوسة بدمشق.

    المناصب

    وزيراً للصحة والإسعاف العام (19 تموز – 25 شباط 1954)

    رئيساً لجمعية الإسعاف الخيري (1945-1975)

    • سبقه في المنصب: مصطفى القباني
    • خلفه في المنصب: بدر الدين الشلاح
  • نشأت التغلبي

    نشأت التغلبي
    نشأت التغلبي

    نشأت بن كمال التغلبي (1914-1995)، إعلامي سوري من دمشق وثاني مدير لأول إذاعة محليّة في زمن الانتداب الفرنسي سنة 1942، التي سبقت إذاعة دمشق الرسمية بقرابة الخمس سنوات. ترأس تحرير مجلّة الجندي وشارك في تأسيس جريدة الأحبار وأطلق مجلة أسبوعية خاصة به بعنوان “عصا الجنة،” قبل تعيينه مديراً للإذاعة الحكومية في عهد حسني الزعيم سنة 1949.

    البداية

    ولد نشأت التغلبي في دمشق وكان الدفعة الأولى التي تخرجت من مدرسة اللايك. بدأ حياته المهنية في جريدة الجزيرة التي كان يصدرها رجل الأعمال محمد رفيق الكزبري وانتقل بعدها إلى صحيفة القبس وعُيّن مديراً للتحرير. وفي عام 1931 كانت له تجربة فنية قصيرة كممثل هاوي في ثاني فيلم سينمائي أنتخ في سورية، تحت سماء دمشق مع المخرج إسماعيل أنزور.

    في عام 1942، عُيّن نائباً لمدير أول إذاعة محلية في ساحة النجمة أيام الانتداب الفرنسي، وكانت حدود بثها لا يتجاوز حدود العاصمة السورية. وعند استقالة مديرها المسؤول سامي الشمعة خلفه نشأت التغلبي حتى عام 1945.

    شركة الفنانين السوريين

    وفي سنة 1944، كانت للتغلبي تجربة فريدة مع المسرح عند تأسيسه “شركة الفنانين السوريين” لتنظيم العمل المسرحي بدمشق وتحويله من هواية إلى مهنة محترمة لها أرباح مادية للمثلين والمخرجين والإداريين القائمين عليها. اختار لنفسه إدارة الشؤون الفنية وجاء بصديقه الأمير يحيى الشهابي مديراً للتأليف والتنظيم المسرحي. موّلت شركة التغلبي أوبريت من الشعر الغنائي بعنوان “قيس وليلى الجديدان،” عُرضت على مسرح سينما أمبير في طريق الصالحية وكانت من بطولة نجيب السراج ورفيق شكري، وشارك بها الفنانين توفيق العطري وعبد الوهاب أبو سعود.

    العمل الصحفي

    تشارك نشأت التغلبي مع الصحفي بسيم مراد في إصدار جريدة الأحبار اليومية وأصبح رئيساً لتحرير مجلّة الجندي، وفي عام 1947، أطلق مجلّة أسبوعية بعنوان “عصا الجنة” كان هو رئيس تحريرها ومديرها المسؤول حتى توقفها في مطلع عهد الوحدة السورية المصرية سنة 1958.

    وبعد ساعات من نجاح انقلابه على الرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949 عيّنه حسني الزعيم مديراً لإذاعة دمشق الرسمية وله يعود الفضل بنقل مقرها من شارع بغداد إلى شارع النصر. وفي مرحلة الخمسينيات، عمل التغلبي مراسلاً لجريدة أخبار اليوم المصرية وشارك بتأسيس نقابة محرري الصحف في سورية.

    الوفاة

    رحل نشأت التغلبي إلى القاهرة بعد منع الصحافة الخاصة في سورية سنة 1963 وعمل محرراً للشؤون العربية في مجلّة الحوادث اللبنانية حتى وفاته في كانون الأول عام 1995.

     

  • نزيه مؤيد العظم

    نزيه مؤيد العظم
    نزيه مؤيد العظم

    نزيه مؤيد العظم (1890-1977) سياسي سوري من دمشق، كان أحد قادة الثورة السورية الكبرى وهو صهر الدكتور عبد الرحمن الشهبندر.

    البداية

    ولِد نزيه مؤيد العظم بدمشق وهو سليل أسرة سياسية عريقة، وكان والده تقي الدين مؤيد العظم من الملّاكين الكبار. دَرس في المدارس الدينية في سوق البزورية وأكمل تحصيله العِلمي في الجامعة الأميركية في بيروت. وعند تخرجه سنة 1913 سيق إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني وخَدم في بلدة عاليه بجبل لبنان ثمّ وفي اللد في فلسطين. خلال الخدمة العسكرية حَصل شجار بين نزيه مؤيد العظم وضابط عثماني أدّى إلى مقتل الأخير وهرب الأول إلى مصر قبل صدور قرار إعدام بحقه. وقد ظل مؤيد العظم مقيماً في القاهرة حتى سقوط الحكم العثماني في سورية مع نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918.(1)

    تحالفه مع الشهبندر

    في مطلع العشرينيات تعرّف مؤيد العظم على طبيب والده الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، فأُعجب به كثيراً وأصبح من مريديه وأنصاره. كانت تجمعهم معرفة قديمة من أيام الدراسة في جامعة بيروت الأميركية، وقد تزوّج الشهبندر من سارة مؤيد العظم، أخت نزيه نزيه مؤيد العظم، ما متّن التحالف بينهما عشيّة تأسيس حزب الشعب في حزيران 1925. أنتسب مؤيد العظم إلى حزب الشهبندر وفي شهر تموز من العام نفسه، حمل السلاح مع صهره وتوجه معه إلى جبل الدروز لمناصرة سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى.

    لعب مؤيد العظم دوراً محورياً في تهريب السلاح من السويداء إلى غوطة دمشق، وشارك في الكثير من المعارك بنفسه، فصدر قرار إعدام غيابي بحقه، أجبره على ترك سورية والهروب إلى الحجاز، بينما هرب الشهبندر إلى مصر. ومن مكة توجه مؤيد العظم إلى اليمن، حيث حصل على لجوء سياسي من الإمام يحيى حميد الدين.

    معارضة حكم الكتلة الوطنية

    عاد نزيه مؤيد العظم إلى دمشق بعد صدور عفو عنه في تموز 1930، وعَمل مع رئيس الوزراء السابق رضا باشا الركابي، الذي ترشّح لأول انتخابات رئاسية في سورية سنة 1932. وفي سنة 1937، صدر عفو عن الشهبندر وعاد إلى سورية ليقود المعارضة ضد حكم الكتلة الوطنية، الممثل بشخص رئيس الحكومة جميل مردم بك.(2) اعترض الشهبندر ومعه نزيه مؤيد العظم على معاهدة عام 1936 المبرمة بين رئيس الكتلة هاشم الأتاسي ورئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم، وقالوا إنها أضاعت حقوق سورية وأعطت فرنسا الكثير من الامتيازات دون أن تأخذ وعداً صريحاً بالاستقلال. ردّ الرئيس مردم بك على هذه الانتقادات بوضع الشهبندر قيد الإقامة الجبرية في داره وشدد المراقبة الأمنية على تحركات نزيه مؤيد العظم، الذي مُنع من المشاركة في أي اجتماع سياسي.

    اغتيال الشهبندر

    قُتل عبد الرحمن الشهبندر داخل عيادته الطبية بدمشق يوم 6 تموز 1940 وعلى الفور، وجّهت أصابع الاتهام إلى قادة الكتلة الوطنية: جميل مردم بك وسعد الله الجابري ولطفي الحفار. ذهب جوزيف جميّل، أحد رجالات الاستخبارات الفرنسية في سورية، إلى منزل نزيه مؤيد العظم وقال له بوضوح: “اقتلوا بالمقابل واحداً من الكتلة الوطنية!”(3)

    رُتب بعدها اجتماع سرّي بين الجناة ومدير شرطة دمشق صفوح مؤيد العظم، تقرر فيه توجيه الاتهام رسميّاً إلى زعماء الكتلة الوطنية، وقدّم نزيه مؤيد العظم ادعاء شخصي ضدهم نيابة عن شقيقته. هَرب مردم بك ورفاقه  إلى العراق وشُكلت محكمة خاصة لمحاكمتهم في دمشق، قررت تبرئتهم بعد عدة جلسات نظراً لعدم توفر أي دليل جنائي ضدهم.

    الوفاة

    غاب نزيه مؤيد العظم عن المشهد العام بعد جريمة مقتل الشهبندر، وعاش طويلاً من بعدها حتى وفاته عن عمر ناهز 87 عاماً سنة 1977. وقد جُمعت أوراقه الخاصة في متحف الوثائق التاريخية بدمشق وصدرت في كتاب سنة 2004، قامت بتحقيقه الدكتورة دعد الحكيم.

  • نازك العابد

    نازك العابد
    نازك العابد

    نازك بنت مصطفى العابد (1887 – 19 آب 1959)، سيدة سورية من دمشق وإحدى رائدات الحركة النسائية المبكرة في الشرق الأوسط، دعت لتحرير المرأة منذ سنة 1919 وأسست جمعية نور الفيحاء لتمكين المرأة وتبعتها بمجلة دورية تحمل نفس الاسم. ومن منجزاتها تأسيس جمعية يقظة المرأة الشامية ومدرسة لأبناء الشهداء بدمشق وفرقة النجمة الحمراء لإسعاف جرحى الحرب، التي شاركت في معركة ميسلون وحاولت إنقاذ حياة وزير الحربية يوسف العظمة يوم 24 تموز 1920.

    البداية

    ولِدت نازك العابد في دمشق في أسرة سياسية عريقة من حيّ الميدان. كان والدها مصطفى باشا العابد من الأعيان، تسلّم متصرفية الكرك ثم الموصل في العهد الحميدي، وعَمها أحمد عزت باشا العابد، كبير أمناء السلطان عبد الحميد الثاني. دَرَست في مدرسة أمريكية خاصة بحي سوق ساروجا وعند نفي والدها عن دمشق إبان الانقلاب على السلطان عبد الحميد سنة 1908 التحقت بالمدرسة الأمريكية في إزمير، حيث تَعَلّمت التصوير الضوئي والرسم، قبل التحاقها بالجامعة الأمريكية في إسطنبول، التي كانت تسمّى جامعة روبرت، أو جامعة البوسفور.

    العمل في الصحافة

    شاركت سنة 1911 في تحرير مجلة العروس مع الرائدة النسائية ماري عجمي، وهي أول مطبوعة سورية تنادي بحقوق المرأة. ومنها انطلقت العابد في مشروعها الخاص، جمعية نور الفيحاء لتمكين المرأة وتعليم البنات، والحقتها في كانون الثاني من العام 1920 بمجلّة شهرية تحمل نفس الاسم، ضمّت أبواباً متنوعة ومقالات عن نساء رائدات في الإسلام. عملت العابد رئيسة لتحرير المجلة، بالتعاون مع نائب رئيس الجمعية فطمة مردم بك، وأنفقت عليها من مالها الخاص.

    في عهد الملك فيصل الأول

    أصبحت نازك العابد من أبرز الوجوه النسائية في سورية، وفي سنة 1920 دعيت بمقابلة الملكة حزيمة بنت ناصر، زوجة الملك فيصل الأول، حاكم سورية الجديد بعد زوال الحكم التركي. قدمت له مشروعاً لتأسيس مَدرسة لبنات الشهداء، وطلبت منه الدعم المعنوي والمادي. من الدولة السورية. وافق فيصل على المقترح وقدم لها أرضاً في طريق الصالحية لإقامة المشروع، مع تخصيص معونة من القصر الملكي مقدارها 75 دينار شهرياً. وبعد افتتاح المدرسة، زارها الملك فيصل وبارك جهود نازك العابد وزميلاتها. أطلقت بعدها فرقة النجمة الحمراء، على غرار الصليب الأحمر الدولي، المعنية بإسعاف ومداواة جرحى الحرب العالمية الأولى. وفي العهد الفيصلي، دعيت العابد لمقابلة أعضاء لجنة كينغ كراين الذين أرسلوا إلى سورية من قبل الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، وظهرت أمامهم سافرت الوجه والرأس وطالبت باستقلال سورية التام وغير المشروط، رافضة فرض فكرة الانتداب الفرنسي على البلاد.

    نازك العابد يوم معركة ميسلون في 24 تموز 1920.
    نازك العابد يوم معركة ميسلون في 24 تموز 1920.

    معركة ميسلون

    بعد مغادرة أعضاء اللجنة الأمريكية، بدأ الجيش الفرنسي بالزحف نحو مدينة دمشق، قادماً من سهل البقاع لفرض الانتداب بقوة السلاح وخلع الملك فيصل عن العرش. تَطوعت العابد للذهاب إلى ميسلون مع الجيش السوري، بصفتها رئيسة  لفرقة النجمة الحمراء، وخرجت أمام الناس في شوارع دمشق بزيها العسكري وشبهها الناس بخولة بنت الأزور. شاركت في معركة ميسلون يوم 24 تموز 1924 وحاولت إسعاف وزير الحربية يوسف العظمة عند تعرضه لإصابة مباشرة من الفرنسيين، ولكنها لم تتمكن من إنقاذ حياته. وكان آخر قرار للملك فيصل قبل مغادرته دمشق إطلاق لقب “جنرال فخري” على العابد، على الرغم من معارضة الكثير من رجال الدين.

    العابد بعد احتلال دمشق

    بعد هزيمة الجيش السوري في ميسلون واحتلال دمشق من قبل الجيش الفرنسي، توارت نازك العابد عن الأنظار، متنقلة بين إسطنبول وعمّان. وعندما تأكدت من إسقاط بلاغ الاعتقال الصادر بحقها عادت إلى دمشق ونشطت مجدداً في الحقلين العِلمي والإنساني. فحاولت حكومة الانتداب استمالتها وعَرضت عليها مبلغ 100 جنيه إنكليزي شهرياً، دعماً لمدرستها (مدرسة بنات الشهداء) شرط أن تَعمل لصالحهم، ولكنها رفضت.

    رفض المنحة الأمريكية

    وفي نيسان 1922 عاد الدبلوماسي الأمريكي شارل كراين إلى دمشق، عضو لجنة كينغ كراين، للوقوف على أحوال الشعب السوري تحت حكم الانتداب. التقت به العابد مرة ثانية في دار أبيها وبحضوره مع الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وزير الخارجية الأسبق الذي عمل مترجماً لكراين أثناء زيارته الثانية. جددت العابد مطالبتها باستقلال سورية، وعرض عليها كراين منحة دراسية في الولايات المتحدة لإكمال تحصيلها الجامعي، ولكنها اعتذرت بسبب معارضة أبيها لفكرة السفر ورشحت بدلاً عنها إحدى مدرسات مدرسة بنات الشهداء من آل الرهونجي. اعتقلت السلطات الفرنسية الأنسة لمنعها من السفر واعتقلت الشهبندر بتهمة تقاضي أموال من دولة أجنبية بهدف قلب نظام الانتداب في سورية. خرجت العابد في مظاهرة نسائية حاشدة أمام قلعة دمشق، حاملة بيدها منديلاً أبيضاً وطالبت بإطلاق سراح الشهبندر ورفاقه.

    الزواج والانتقال إلى بيروت

    تزوجت نازك العابد من الوجيه اللبناني محمد جميل بيهم وانتقلت للعيش معه في بيروت. آخر نشاط لها في سورية كان كتابة مجموعة من المقالات عن تطوير الزراعة في الغوطة ورعاية الأبقار، كما أسست جمعية يقظة المرأة الشامية مع عادلة بيهم الجزائري وريما كرد علي (زوجة الدكتور بشير العظمة) سنة 1927. لم ترزق بأولاد وتبنت طفلة صغيرة من غوطة دمشق، علمتها في جامعة بيروت الأميركية. وفي المرحلة اللبنانية، أسست عصبة المرأة العاملة في بيروت وجمعية إخوان الثقافة، وبعد حرب فلسطين أنشأت جمعية تأمين اللاجئ الفلسطيني وانتخبت رئيساً لمجلس إدارتها.

    الوفاة

    توفيت نازك العابد في بيروت يوم 19 آب 1959، عن عمر ناهز 72 عاماً. صدر كتاب عن حياتها في لبنان سنة 1927 وضعه جرجي الباز، وجسدت شخصيتها في مسلسل حرائر سنة 2015 من قبل الممثلة لمى الحكيم.

     

  • جميل سلطان

    الدكتور جميل سلطان
    الدكتور جميل سلطان

    محمد جميل بن سليم سلطان (1909-1979)، شاعر وأديب سوري من دمشق، كان أحد أشهر المدرسين السوريين في النصف الأول من القرن العشرين وثاني مدراء مدرسة التجهيز الأولى، خلفاً لمديرها المؤسس جودت الهاشمي. عين مدرساً في الجامعة السورية وشارك في كتابة معظم الكتب المدرسية في اللغة العربية، وكان لفترة وجيزة مديراً لإذاعة دمشق سنة 1951.

    البداية

    ولِد جميل سلطان في دمشق وكان جده الأكبر سلطاناً على بلاد الداغستان الممتدة بين بحر قزوين والبحر الأسود. دَرَس في مكتب عنبر وفي الجامعة السورية، حيث نال شهادة بالقانون سنة 1932. عُيّن في بداية مسيرته المهنية مُدرساً للآداب واللغة والاجتماعيات في تجهيز أنطاكية، وتنقل بعدها بين ثانويات حلب وحمص ودمشق. أرسلته وزارة المعارف السورية إلى فرنسا لدارسة الأدب العربي في جامعة السوربون، وكانت أطروحة الدكتوراه عن كتاب نهج البلاغة لرابع الخلفاء الإمام علي بن أبي طالب.

    المسبرة المهنية

    وبعد عودته إلى سورية سنة 1940، عُيّن أُسْتَاذًا في مدارس درعا ثم مديراً للتعليم في حوران من سنة 1945 ولغاية عام 1949. عُيّن مدرساً في الجامعة السورية، وفي سنة 1951 سمّي مديراً لإذاعة دمشق. وفي منتصف الخمسينيات، أصبح مديراً لثانوية التجهيز الأولى، خلفاً لمديرها المؤسس جودت الهاشمي، ثم مسؤولاَ عن التعليم الابتدائي في وزارة المعارف وعضواً في معظم اللجان المخصصة بوضع المناهج والإشراف على امتحانات البكالوريا الأدبي في سورية.

    المؤلفات

    تقاعد جميل سلطان من الجامعة السورية سنة 1966 وتفرغ لأعماله الأدبية. وقد ضمّت قائمة مؤلفاته:

    الوفاة

    توفي الدكتور جميل سلطان في دمشق عن عمر ناهز 70 عاماً سنة 1979، وفي سنة 1992 كرمته وزارة التربية بإطلاق اسمه على إحدى مدارس حي ركن الدين بدمشق.

     

  • منير شورى

    الأستاذ الدكتور منير شورى
    الأستاذ الدكتور منير شورى

    منير بن صادق شورى (25 نيسان 1910 – 19 كانون الأول 2001) طبيب سوري من دمشق وأحد أشهر الأطباء السوريين في النصف الأول من القرن العشرين. أسس قسم الجراحة البولية في المستشفى الجامعي بدمشق وانتخب نقيباً للأطباء سورية وعميداً لكلية الطب في الجامعة السورية سنة 1964.

    البداية

    ولد منير شورى في دمشق وكان والده صيدلانياً معروفاً، أُطلق اسمه على طلعة شورى في منطقة المهاجرين، حيث كانت صيدليته. دَرس في مكتب عنبر وتخرج من كلية الطب في الجامعة السورية سنة 1933. انتقل بعدها إلى فرنسا  للتخصص بالجراحة البولية، وعند عودته إلى سورية أسس شعبة الجراحة البولية في المستشفى الجامعي، المعروف أيضاً بالمستشفى الوطني بحيّ البرامكة، وأصبح مدرساً في كلية الطب.

    حرب فلسطين سنة 1948

    عمل منير شورى على الجبهة سنة 1948 وله يعود الفضل في إنقاذ حياة عدد كبير من الجنود السوريين أثناء حرب فلسطين الأولى. بيديه العاريتين أجرى عشرات العمليات الجراحية الميدانية لاستخراج الرصاص من أجساد الجنود المصابين، ما أثّر على أصبعين بيده اليمنى أصيبوا بحروق دائمة. كما ساهم مع مجموعة من الأطباء في تأسيس الهلال الأحمر العربي السوري وانتخبت زوجته قمر قزعون رئيسةً لفرعه بدمشق. تقديراً لجهوده في إنشاء الهلال الأحمر أو أثناء حرب فلسطين، منحه رئيس الجمهورية شكري القوتلي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى سنة 1948.

    منجزاته الطبية

    وبعد انتهاء الحرب، عاد منير شورى إلى عمله بدمشق وأنشأ مثانة صناعية لمرضى سرطان المثانة، مصنوعة من جزء من الكولون، واخترع أداة لتفتيت الحصى في الكلية. أسس مستشفى خاص بدمشق من عشرة أسرّة خصصت ثلاثة منها لتكون مجانية بشكل دائم، وانتخب نقيباً لأطباء سورية في دورتين متتاليتين ابتداء من العام 1954 ولغاية سنة 1962. وفي سنة 1974 أطلق الجمعية السورية للجراحة البولية وكان رئيساً لقسم السريريات الجراحية في المستشفى الوطني، وعمل أيضاً في مستشفى الفرات. سمّي عميداً لكلية الطب سنة 1964 وظلّ يدرس في الجامعة السورية التي تحول اسمها إلى جامعة دمشق حتى سنة 1992.

    السياسة

    انتسب منير شورى إلى حركة التحرير العربي، التي أسسها العقيد أديب الشيشكلي سنة 1952، وبعدها بأشهر انتخب نائباً عن دمشق في البرلمان السوري وكان رئيساً للكتلة النيابية الأكبر في المجلس. ولكنه نشاطه السياسي ظل محدوداً وقد توقف مع سقوط حكم الشيشكلي سنة 1954.

    الدكتور منير شورى خطيباً بحضور العقيد أديب الشيشكلي في حفل جماهيري لحركة التحرير العربي بدمشق سنة 1953.
    الدكتور منير شورى خطيباً بحضور العقيد أديب الشيشكلي في حفل جماهيري لحركة التحرير العربي بدمشق سنة 1953.

    نشاطات أخرى

    إضافة لعمله الطبي المعروف، كان منير شورى محباً للرياضة وقد تميز بكرة القدم وكان هدّاف نادي بردى في شبابه. وفي سنة 1963، انتخب رئيساً للجمعية السورية للفنون ولعب دوراً كبيراً في تشجيع المواهب الشابة في التمثيل والغناء والرسم والنحت.

    الحياة العائلية

    وفي سنة 1940 تزوج منير شورى من قمر قزعون، الرائدة في الحقل النسائي، وله منها أربع أولاد: الدكتور وسيم شورى، المهندسة ميسان شورى، الأستاذ دارم والأستاذة رنا شورى.

    الوفاة

    توفي منير شورى في دمشق يوم 19 كانون الأول 2001 عن عمر ناهز 91 عاماً.

    المناصب

    نقيب أطباء دمشق (1955-1960)
    عميد كلية الطب في جامعة دمشق (1964-1968)
  • ملاتيوس الثاني الدوماني

    البطريرك ملاتيوس الدوماني
    البطريرك ملاتيوس الدوماني

     

    ملاتيوس الثاني الدوماني (8 تشرين الثاني1837 – 25 كانون الثاني 1906)، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وأول بطريرك عربي يعتلي سدة الكرسي الأنطاكي منذ عام 1724. تسلّم مهامه سنة 1899 وبقي في منصبه لغاية وفاته عام 1906. واهتم بتعزيز العِلم والآداب وعُرف عنه تأسيسه مدرسة دير سيدة البلمند البطريركي مطلع القرن العشرين.

    البداية

    ولد ميخائيل موسى الدوماني في دمشق ودرس في المدرسة البطريركية من ثم المدرسة الإكليريكية البطريركية في التي كانت تحت إشراف الكاهن يوسف مهنا (يوسف الدمشقي). سيّم ميخائيل الدوماني كاهناً في 22 أيار 1860 متخذاً اسم “ملاتيوس” وبعدها أصبح أسقف مدينة اللاذقية في 19 تشرين الثاني 1865. أسس الدوماني مدرسةً للذكور في المدينة عام 1867، وحاز سنة 1869على الوسام المجيدي من الدرجة الرابعة من السلطان السلطان عبد العزيز وعلى وسام المخلص الذهبي من جورج الأول ملك اليونان.

    وفي مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر، احتج الدوماني لدى الحكومة العثمانية على المضايقات التي تجري من قبل السلطات المحلية بحق مسيحيي اللاذقية، ما دفع بالبطريرك الأنطاكية إيروثيوس إلى عزله مع مطران طرابلس في 18 شباط 1873. إلا أن الأزمة لم تستمر طويلاً، وعاد من بعدها الدوماني مطراناً على طرابلس.

    تعريب الكرسي الأنطاكي

    في عام 1724 انشقت طائفة الروم الأرثوذكس في سورية العثمانية وظهرت طائفة الروم الملكيين الكاثوليك بقيادة كيرلس طاناس. وخوفاً من توسع الانشقاق وخسارة الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية لمزيد من رعاياها نتيجة الجهل المستشري بين أبنائها وتدخلات القوى الأجنبية وخاصة فرنسا والتي كانت تحمي وتدعم الكنائس الكاثوليكية في الشرق.

    طالب الشعب والإكليروس (رجال الدين) البطريركية المسكونية في القسطنطينية (إسطنبول) بتعيين بطريرك يوناني على سدة الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي، وتحقق ذلك بتعيين سيلفستروس القبرصي بطريركاً لأنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عام 1724.

    مع نهاية القرن التاسع عشر، عاد الشعب الأنطاكي (وخاصة ما سُمي بالفريق الوطني) للمطالبة بتولي بطريرك عربي سدة الكرسي الأنطاكي، وزاد من حدة هذه المطالب فظاظة البطريرك اليوناني اسبيريدون (الذي تولّى السدة البطريركية عام 1891) وسوء معامتله للرعية والإكليروس العرب. وفي حزيران 1897 حمل ناظم باشا والي سورية شكاوى الشعب الأنطاكي إلى السلطان عبد الحميد الثاني والذي وجه باجتماع المجمع الأنطاكي الأرثوذكسي لإيجاد حل للمشكلة.

    تدخل بطاركة القسطنطينية وأورشليم (القدس) والإسكندرية (وكلهم يونان) إضافة إلى الهيئات الثقافية والرعايا اليونان في سورية لصالح إسبيريدون الأول، بينما أُشيع عن تدخل روسي لصالح الفريق الوطني وبعد صد ورد ومداولات عديدة نال الوطنيون مطلبهم وقدم إسبيريدون استقالته في شهر كانون الثاني عام 1898.

    وفي منتصف عام 1899 انتخب المجمع الأنطاكي المقدس ملاتيوس بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس تحت اسم “ملاتيوس الثاني.” وفي 23 تشرين الأول 1899 أصدر السلطان عبد الحميد الثاني مرسوماً بقبول نتائج الانتخاب وتصديق تولي ملاتيوس السدة البطريركية.

    ملاتيوس بطريركاً

    عقب انتخابه، قام ملاتيوس الثاني بعقد مجمع لمطارنة أنطاكية للروم الأرثوذكس الذين قاموا بإقرار عدة بنود إصلاحية، ومنها تأسيس مدرسة في دير سيدة البلمند البطريركي عام 1900. وكان للدوماني فضل في تعزيز الآداب فأنشأ مكتبة ضمت 4000 كتاب واعتنى بمطبعة الدار البطريركية في دمشق وأسس الجمعيات الخيرية.

    الوفاة

    توفي ملاتيوس الثاني في إثر سكتة دماغية حادة أصابته في دمشق يوم 25 كانون الثاني 1906.

    المناصب

    بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس (23 تشرين الأول 1899-25 كانون الثاني 1906)

     

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !