أعلام وشخصياتسياسيون ورجال دولة

صفوح مؤيد العظم

أمين العاصمة (1940-1942)

صفوح مؤيد العظم
صفوح مؤيد العظم

 صفوح مؤيد العظم (1896-1962)، رجل دولة سوري من دمشق، تسلّم قيادة الشرطة سورية مرتين، كانت الأولى في السنوات 1937-1940 والثانية في عهد الرئيس تاج الدين الحسني عام 1942. وعُين محافظاً على مدينة دمشق من 9 حزيران 1940 ولغاية 1 تشرين الأول 1942. وهو عديل رئيس وزراء لبنان رياض الصلح، متزوج من جليلة بنت نافع باشا الجابري شقيق الرئيس سعد الله الجابري.

البداية

ولِد صفوح مؤيد العظم بدمشق وهو سليل أُسرة سياسية عريقة، حكم أبنائها دمشق طوال القرن الثامن عشر. دَرَس في المدرسة العازارية بدمشق وفي الجامعة الأميركية في بيروت، حيث انخرط في صفوف الحركة الوطنية، دعماً لابن عمّه شفيق مؤيد العظم، نائب دمشق في مجلس المبعوثان الذي أُعدم على يد جمال باشا سنة 1916. ونظراً لنشاطه المعادي للدولة العثمانية، نُفي صفوح مؤيد العظم إلى مدينة بورصة التركية ووُضع تحت الإقامة الجبرية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

مديراً للشرطة السورية

بعد عودته إلى دمشق سنة 1918 التحق صفوح مؤيد العظم بالعمل الحكومي وأصبح مديراً لسجن القلعة، وبعدها قائداً للشرطة السورية سنة 1937. حقق نجاحاً بارزاً في هذا المنصب وكان يَخرج بنفسه مع دوريات الليل لمطاردة اللصوص وقاطعي الطريق، ويدخل إلى الكهوف في جبل قاسيون لمفاوضتهم على رمي السلاح. كما كان رحيماً مع السجناء، وتحديداً المحكومين منهم بجرائم لا علاقة لها بالشرف.

في الأعياد، كان يختار مجموعة من السجناء المعتقلين بسبب سرقات صغيرة ويعرض عليهم إخلاء سبيل خلال فترة العيد، ليقضوا وقتاً مع أُسرهم، شرط أن يعودوا إلى السجن في ساعة محددة من تاريخ محدد. وكان يطلب من السجين أن يضع يده على شاربه، ويُقسم أن يلتزم بهذا الموعد، وإلا يُعتبر عديم شرف ووجدان. وعمل مؤيد العظم على مساعدة الثوار المعتقلين على الفرار من السجن قبل صدور حكم الإعدام بحقهم، وهذا ما فعله مع الشيخ مصطفى الجليلي، أحد قادة ثورة حوران ضد الانتداب الفرنسي.

محافظاً على مدينة دمشق

وفي حزيران 1940 سمّي صفوح مؤيد العظم محافظاً على مدينة دمشق، خلفاً لتوفيق الحيّاني. جاء إلى أمانة العاصمة في فترة توتر شديد ناتج عن سوء الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت الدولة السورية يومها تعاني من نقص كبير في مواردها المادية، فجعل من تأمين الإعاشة أولوية بالنسبة له والتأكد من تحقيق العدالة في توزيع المؤن على الفقراء والمحتاجين.

جريمة اغتيال الشهبندر

وبعد أسبوعين من تكليفه بمهام المحافظة، اغتيل الزعيم الوطني عبد الرحمن الشهبندر في عيادته الطبية وسط حيّ  الشعلان وتولّى مؤيد العظم التحقيق بالجريمة. تعاون مع صديقه وأحد أقربائه نزيه مؤيد العظم (صهر الشهبندر) على إلقاء القبض على المجرمين وقُدمت مكافأة مالية لمن يدلي بشهادة عن مكان إقامة الجناة، قدمها الصناعي الحاج عثمان الشرباتي.

أُلقي القبض على القاتل الرئيسي أحمد عصاصة في بساتين الميدان، وأشرف مؤيد العظم شخصياً على التحقيق معه نظراً لخبرته الطويلة مع التحقيق مع المُجرمين. وُجهت أصابع الاتهام يومها إلى جميل مردم بك ولطفي الحفار وسعد الله الجابري، وجميعهم كانوا على خصومة سياسية مع الشهبندر وكانت تربطهم بمؤيد العظم صداقة إضافة لقرابته مع سعد الله الجابري (عمّ زوجته). وفي أوراقه المنشورة بعد رحيله بسنوات طويلة، يقول جميل مردم بك إن رئيس الحكومة بهيج الخطيب اجتمع مع أحد الجناة، ويدعى خليل غندور، بحضور صفوح مؤيد العظم وأمره أن يتهم قادة الكتلة الوطنية ويقول إنهم طلبوا منه اغتيال الشهبندر.

العودة إلى مديرية الشرطة

وفي تشرين الأول 1941، عُيّن مؤيد العظم مديراً للشرطة السورية مرة ثانية عند تعيين تاج الدين الحسني رئيساً للجمهورية، ولكنّ ولايته هذه المرة لم تستمر طويلاً واستقال في نهاية كانون الثاني من العام 1942.

الوفاة

توفي صفوح مؤيد العظم بدمشق عن عمر ناهز 66 سنة 1962.

المناصب

مدير الشرطة والأمن العام (1937-1940)
أمين العاصمة (9 حزيران 1940 – 1 تشرين الأول 1942)

مدير الشرطة والأمن العام (1 تشرين الأول 1941 – 1 شباط 1942)

  • سبقه في المنصب: نافع مجيب الجابري
  • خلفه في المنصب: فؤاد محاسني
المصدر
1. ابراهيم غازي. نشأة الشرطة وتاريخها في سورية (دمشق 1999)، 1792. عبد القادر العظم . الأُسرة العظمية (دمشق 1960)، 683. محمد ناصح مؤيد العظم. سلالة آل العظم (مطبعة بريمافيرا، دمشق)، 2454. نفس المصدر5. سلمى مردم بك. أوراق جميل مردم بك (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت 1994)، 116

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !