أدباء وكتابمخرجونممثلون

علاء الدين كوكش

مخرج سوري

علاء الدين كوكش (1 تموز 1942 – 6 كانون الأول 2020)، مخرج وكاتب تلفزيوني ومسرحي سوري، ارتبط اسمه بأشهر أعمال الدراما السورية، مثل مسلسل حارة القصر (1970)، ومسلسل أسعد الوراق (1975) ومسلسل أبو كامل بجزئيه (1990-1993)، وهو مخرج أشهر مسرحيات سعد الله ونوس، مثل الفيل يا ملك الزمان، وحفلة سمر من أجل 5 حزيران. وصف كوكش بأنه مبتكر دراما البيئة الشامية، وقدّم أعمالاً درامية ترسخت في أذهان وذاكرة السوريين منذ مرحلة الأبيض والأسود.

البداية

ولد علاء الدين كوكش في حي القيمرية بدمشق وكان والده يعمل كتاجر جملة بسوق الهال. درس الحقوق في الجامعة السورية لمدة عام ثم تركها، وتخرج في قسم الدراسات الاجتماعية والفلسفية. بدأ حياته الفنية في التلفزيون السوري مساعداً للمخرجين جميل ولاية وسليم قطايا، قبل أن يُخرج أول تمثيلية تلفزيونية له سنة 1963 بعنوان “ثورة القرية” عُيّن بعدها رئيساً لدائرة المنوّعات وأوفد إلى ألمانيا الديمقراطية بدورة إخراج تلفزيوني عام 1966، وعند عودته إلى دمشق أخرج أول مسلسل له بعنوان “أرشيف أبو رشدي” المأخوذ من عن حكايا القاص الشعبي حكمت محسن، صاحب شخصية “أبو رشدي” في الدراما الإذاعية السورية. وفي سنة 1969 حوّل إحدى أشهر أعمال حكمت محسن الإذاعية مذكرات حرامي إلى مسلسل تلفزيوني بنفس الاسم.

حارة القصر وأسعد الوراق (1970-1975)

في سنة 1970 أخرج علاء الدين كوكش أولى مسلسلاته الدرامية بعنوان حارة القصر، عن قصة للأديب السوري عادل أبو شنب، والذي حقق نجاحاً باهراً في سورية. تلاه أسعد الوراق سنة 1975 المأخوذ عن قصة الله والفقر للأديب صدقي إسماعيل والذي حوله إلى مسلسل تلفزيوني بالتعاون مع الكاتب عبد العزيز هلال. مسلسل أسعد الوراق كان من بطولة منى واصف وهاني الروماني، وكان مشهده الأخير من روائع الدراما السورية ومن أكثرها رسوخاً في ذاكرة المشاهد. وأعبد انتاجه من قبل جيل جديد من الفنانين السوريين سنة 2010 – بموافقة علاء الدين كوكش – وكان من إخراج رشا شربتجي وبطولة تيم حسن

المرحلة العربية (1977-1983)

بناء على هذا النجاح، أوفد كوكش إلى صنعاء لمساعدة حكومتها على تأسيس تلفزيون اليمن المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة. بعد الانتهاء من مهمته في اليمن، أخرج علاء الدين كوكش مسلسل رأس غليص الذي ينتمي لنوع الدراما البدوية لصالح تلفزيون دبي سنة 1976، وأتبعه بمسلسل ثاني بعنوان ساري، صورت مشاهده في الصحراء ويحكي قصة وأسطورة الشاعر الشعبي عبد الله الفضل. وفي سنة 1978 انطلقت كاميرته لتصوير الجزء الأول من مسلسل حكايا بني هلال، الذي كتب أجزاءه الأربعة عبد العزيز هلال وكان من إنتاج تلفزيون دبي. وفي سنة 1980 كان مسلسل وضاح اليمن الذي صور في اليمن وكتب قصته وحواره عادل أبو شنب وكان تعاوناً مشتركاً بين التلفزيون السوري وتلفزيون اليمن. وفي سنة 1982 أنتج له تلفزيون دبي مسلسل الوحش والمصباح، وكان آخر عمل يشارك به الفنان الكبير فهد كعيكاتي، تلاه عدة مسلسلات منوعة وصولاً إلى مسلسل بيوت في مكة عام 1983، تأليف الدكتور وليد سيف.

مسلسل أبو كامل (1990-1993)

عاد كوكش إلى دمشق وقضى النصف الثاني من الثمانينات في إخراج عدد من المسلسلات المحلية الناجحة، وصولاً لمسلسل أبو كامل الاجتماعي سنة 1990، الذي تدور أحداثه في دمشق زمن الانتداب الفرنسي. كتب القصة الدكتور فؤاد شربجي وأدى دور البطولة فيه الفنان أسعد فضة، وهو العمل الذي حقق شهرة كبيرة لعدد من الممثلين الشباب، أمثال عباس النوري وسلوم حداد، وفيه كان الظهور الأول للفنانة مرح جبر. نجاح أبو كامل الكبير أدى إلى إنتاج جزء ثان له سنة 1993، بطولة نفس النجوم مع مشاركة من الفنان يوسف حنا.

الأعمال الأخيرة

دعي علاء الدين كوكش للإشراف فنياً على مسلسل باب الحارة الشهير، بجزئه الأول سنة 2006، باعتباره أول من قدم ما عرف بأعمال البيئة الشامية. وفي سنة 2007، أخرج مسلسل أهل الراية، ولكنه اعتذر عن جزئه الثاني بسبب ضعف النص وعاد بآخر مسلسل بيئة شامية له سنة 2011 بعنوان رجال العز، من بطولة قصي خولي. أما آخر أعماله التلفزيونية بالمطلق فكان مسلسل القربان سنة 2014، من تأليف رامي كوسا وبطولة رشيد عساف وأمل عرفة.

علاء الدين كوكش ممثلاً

في مطلع مسيرته الفنية، قرر علاء الدين كوكش خوض تجربة التمثيل ووقف للمرة الأولى أمام كاميرا غير كاميرته في مسلسل المطر والحياة سنة 1968، من إخراج زميله غسان جبري. تكررت التجربة في فيلم المخدوعون عن قصة “ما تبقى لكم” للكاتب الفلسطيني الكبير غسان كنفاني، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما سنة 1972. وفي سنة 1995 شارك ممثلاً في فيلم المتبقي مع المخرج الإيراني سيف الله داد، وهو مأخوذ عن قصة عائد إلى حيفا، أيضاً لغسان كنفاني، ونال على دوره شهادة تقدير في مهرجان دمشق السينمائي. وله تجارب تمثيلية أخرى، مثل مشاركته في مسلسل صلاح الدين الأيوبي مع زميله حاتم علي سنة 2003، وكان آخر عمل له كممثل في مسلسل شارع شيكاغو سنة 2020، مع المخرج محمد عبد العزيز.

التجربة المسرحية

بداية علاء الدين كوكش مع المسرح كانت سنة 1968 يوم تعاون مع الكاتب المسرحي الكبير سعد الله ونوس في احتفالية اليوم العالمي للمسرح وقدما عرضاً عن مسرح رائد المسرح السوري أبو خليل القباني. وفي سنة 1969، أخرج رائعة الفيل يا ملك الزمان، تأليف ونوس وبطولة عمر حجو وعبد الرحمن آل رشي، قبل تعيينه رئيساً مؤسساً للمسرح الجوال يوم 3 أيلول 1969. وفي سنة 1970، أخرج مسرحية حفلة سمر من أجل 5 حزيران التي حققت رقماً قياسياً في عدد عروضها، إذ قدّم 47 عرضاً متواصلاً في دمشق وحدها، إضافةً إلى عروض المحافظات السوريّة ولبنان. ثم جاءت مسرحية “لا تسامحونا” بالاشتراك مع المخرج العراقي فيصل الياسري سنة 1972، ومسرحية “الطريق إلى مأرب” تأليف محمد الشرفي، التي عُرضت في اليمن سنة 1976. انقطع كوكش عن المسرح من بعدها، ليعود ويقدم آخر مسرحية من تأليفه بعنوان “السقوط” للفنان دريد لحام وإخراج العراقي محسن العلي، التي افتتحت في الدوحة 15 كانون الثاني سنة 2011 ولم تُعرض بدمشق نظراً لبدء الأحداث السورية بعدها بشهرين.

المسرح مثّل حالة ثقافية ساحرة بالنسبة إلى جيلنا. كانت لدينا الطاقة والإمكانية والحماسة والإيمان بأن كل الفنون مرتبط بعضها ببعضها الآخر.

مؤلفاته

أنجز المخرج كوكش روايته الأولى “المخلوق الأخضر” سنة 2009 والتي سبقتها مجموعة قصصية بعنوان إنهم ينتظرون موتك (دار الرائي- دمشق 2006) ومجموعة مسرحيات بعنوان مسرحيات ضاحكة (دار اسكندرون- دمشق 2002) وكتاب السفر بعيداً ـــــ يوميات رحلة إلى تايلاند وماليزيا (المركز الثقافي العربي بيروت 2009)، إضافةً إلى قصص ومسرحيات نشرها في الصحف والمجلات العربية.

حياته الشخصية

تزوج علاء الدين كوكش من الفنانة ملك سكر سنة 1971، التي التقى بها يوم حضورها عرض مسرحية حفلة سمر من أجل 5 حزيران. شكل معها فيما بعد ثنائياً فنياً، حيث شاركته بطولة معظم أعماله، وأنجب منها ابنتهما الوحيدة سمر كوكش، مستوحياً اسمها من العمل الذي جمعه بأمها. درست سمر التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وشاركته عدداً من أعماله الأخيرة قبل أن تعتزل التمثيل. أما شقيقه رشاد كوكش فقد درس التمثيل في المعهد المسرحي وأصبح مخرجاً، وكذلك شقيقه أسامة كوكش، الذي كان يعمل مهندس إضاءة في التلفزيون السوري قبل أن يمتهن الكتابة الدرامية.

وفاته

عاش كوكش سنواته الأخيرة في دار السعادة للمسنين في منطقة المزة، بعد أن هجّر من بيته في مدينة المعضمية بريف دمشق الغربي نتيجة الحرب السورية، وكان آخر ظهور إعلامي له في مقابلة مع موقع فني بثّت عام 2018. توفي علاء الدين كوكش عن عمرٍ ناهز 78 عاماً صباح الإثنين، 7 كانون الأوّل 2020، ونعاه شقيقه أسامة كوكش، ونقابة الفنّانين السوريين. وكان قبل وفاته بمدة قد صدر كتاب مرجعي عن حياته سنة 2009 بعنوان علاء الدين كوكش: دراما التأسيس والتغيير، للكاتب والناقد الفني محمد منصور.

الأعمال التلفزيونية (مخرجاً)

الأعمال التلفزيونية (ممثلاً)

الأعمال السينمائية ممثلاً

الأعمال المسرحية

المصدر
CNNالجزيرةجريدة الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !