تشكيليون

غازي الخالدي

فنان تشكيلي سوري

غازي الخالدي (22 كانون الثاني 1935 – 20 كانون الأول 2006) فنان تشكيلي سوري من مواليد دمشق، حي الروضة. أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية (متحف دمشق الوطني / متحف دمّر / قصر الشعب) وضمن مجموعات خاصة. عمل في الحقل الفني منذ عام 1950، وله مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية والرسومات واللوحات في المجالات والموضوعات التراثية والوطنية والإنسانية التي وصلت للعالمية.

أقام معارض كثيرة منها المعارض الفردية والمشتركة في سوريا والدول العربية ودول العالم، ودعي لمؤتمرات عالمية لإلقاء محاضرات وعقد ندوات في مجال اختصاصه في الفنون التشكيلية، تقلد عدة مناصب إدارية وقيادية دوليا وفي سوريا، دعي لإقامة معرض عالمي في باريس لجميع أعماله منذ خمسون عاما، وبعدها تم ترشيحه لنيل جائزة اليونيسكو عام 1992.

حصل على الدكتوراه في علم الفن من الأكاديمية الملكية في لندن عام ،1996 وله اكثر من مئة معرض فردي داخل سورية وخارجها، وشارك في العديد من لجان التحكيم وكتب الكثير من المقالات في النقد التشكيلي في الدوريات العربية والعالمية.‏‏

البداية

أول من شجعه واهتم بفنّه منذ كان طفلاً كانت والدته السيّدة فطنت زنبركجي فقد أقامت له أوّل معرض لأعماله في البيت في 16 آذار 1950. حضر المعرض من الفنانين والزملاء (محمود جلال، صلاح الناشف، عيد يعقوبي، حتمل، صبحي المارديني، محمد العاقل، أحمد جفان، قصي عزاوي، عزيز شكري، محمد سلطي، رياض الأبرش، قتيبة الشهابي...)

شجّعه خاله الفنان مهندس الديكور فريد زنبركجي وأحضر له من مدريد أوّل علبة رسم كبيرة للألوان الزيتيّة، وتبرع له بإطار أنيق من الخشب لأوّل لوحاته الزيتيّة، وذلك في عام 1950 وبدأ يكلفه بلوحات ورسوم، وكان الخالدي يتردد على مرسم خاله باستمرار، وصار يعرض عليه كل رسومه الواحدة بعد الأخرى، ويستمع بكل اهتمام لملاحظاته. وكان في نفس المرسم يعمل الفنان رشاد قصيباتي أستاذ الخالدي في الرسم. وكان الفنان محمد العاقل أوّل من درّبه على استعمال الألوان الزّيتيّة في منزله عام 1950.

وفي ثانويّة التجهيز الأولى للبنين تتلمذ على يد مجموعة من الفنانين، أهمهم عبد الوهاب أبو السعود الذي اهتم به وشجّعه، وكان الخالدي معجبا به كل الإعجاب خاصة وأن أبو السعود كان شاعراً وكاتباً ومخرجاً مسرحياً، كما قام بتدريسه الرسم الفنان رشاد قصيباتي.

دراسته

درس الابتدائيّة في مدرسة عمر بن عبد العزيز في الجسر الأبيض في دمشق، ثم انتقل إلى مدرسة معاوية في المرجة وتخرج عام 1947. ثم تابع دراسته الإعداديّة في ثانويّة التجهيز الأولى للبنين (ثانويّة جودت الهاشمي فيما بعد) وحصل على شهادة الكفاءة عام 1953. ثم انتقل ثانية إلى ثانويّة أمية حيث قدم الثانويّة العامة باختصاص فرع آداب ولغات، وكان هذا النّظام مستحدثاً لأول مرة، حصل على شهادة الثانويّة العامة عام 1957.

في نهاية عام 1957 سافر إلى مصر بدعم من والدته، حيث اشترك في مسابقة الدخول إلى كليّة الفنون الجميلة بالقاهرة. وتخرج في كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان بمصر 1960، ثم عمل مدرسا لمادة التربية الفنية في الثانويات السورية.

مناصب تقلدها

  • عضو مجلس إدارة الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين في الاتحاد الأوروبي عن الشرق الأوسط منذ عام 1994
  • أول فنان عربي يتم اختياره من قبل الاتحاد الأوربي في عضوية (مجلس الفنانين لدول المجموعة الأوروبية)
  • أستاذ مادة علم الجمال في المعاهد العالية للفنون المسرحية والموسيقا والباليه في سورية
  • عضو ممثل لدول الشرق الأوسط في المنظمة الدولية للفنون التشكيلية ” اياب “
  • عضو في مجلس الاتحاد الدولي للفنانين
  • نقيبا للفنون الجميلة (1975 – 1978)
  • عضو قيادة منظمة طلائع البعث (1980 – حتى وفاته)

قالوا عنه

الدكتور “حيدر يازجي” رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين: «يقال عن الأستاذ غازي إنه فنان راحل؛ إلا انه موجود بيننا والسبب يعود إلى أن هذا الفنان ملأ الحياة وشغل الدنيا، إنه من النماذج القليلة التي مرت على الحياة التشكيلية في سورية. اجتماعياً؛ كان له طابع خاص هو محب ويحب ويتبادل الحب مع الناس، عندما تلتقي به، تجد أنه عبارة عن نافورة من الحب، له صوته الجميل ذو رنة معينة وابتسامته خاصة، كما كان لحبه للناس وللعلاقات الإنسانية التي كان يشبكها بين الجميع أثرا كبيرا في حياته، وقد قدم للكثيرين يد المعونة والمساعدة ولاسيما للفنانين الناشئين.»

«أنا أرسم للذي يريد أن يرى لوحاتي، أنا أرسم لنفسي، أرسم للناس، أحب أن يجد الناس قضاياهم ومشاعرهم وأفكارهم وأحاسيسهم في لوحاتي، أحب أن يروا أنفسهم وحياتهم في لوحاتي، لذلك أرسم لهم وأصر أن أرسم لكل الناس وليس لي وحدي أو لطبقة معينة تتذوق الفن»

الفنان التشكيلي “أنور الرحبي” أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين، ورفيق درب الفنان “الخالدي”: «غازي الخالدي؛ الذاكرة التي لا تنسى أبدا، هو الأكثر قدرة على إعطاء الصغير من المفردات؛ مساحة كبيرة، هذا الرجل لا يتكرر أبدا للأسباب التالية؛ أولاً الشخصية التي امتلكها، مختلفة في التعامل مع الإبداع والأصدقاء وبالتالي حتى في سهراته وجلساته فهو المضحك المبكي، أما ما يتعلق بالشخصية الإنسانية لغازي الخالدي، فهو يبكي كثيرا وعاطفي إلى حد أحيانا يقول فيه أنني متعب وأنا ضعيف، هو إنساني لحد ينفي نفسه بالواقع على سبيل المثال عندما توفيت والدته بقي عشرة أيام يقول أمي ورسمها بعمل يعتبر أجمل ما رسم الجلسة لامرأة.»

مؤلفاته

للفنان الخالدي حوالي عشرة كتب في النقد التشكيلي بينها:

غازي الخالدي برهان كركوتلي فنان الغربة والحرمان
  • أربعون عاما من الفن السوري
  • ناس من دمشق
  • سعيد تحسين
  • فنانون تشكيليون سوريون

حياته الأسرية

والده هاشم بن أديب الخالدي كان بائعاً للأدوات الكهربائيّة في شارع الدرويشية تجاه سوق الحميديّة بدمشق، والدته فطنت زنبركجي، وأسرتهم مؤلفة من أربعة أخوة وأختان. تزوج من السيدة وديعة مسلم الحافظ ولديه منها ولدين شابين.

وفاته

نعى اتحاد الفنانين التشكيليين ومنظمة طلائع البعث الفنان الدكتور محمد غازي الخالدي الذي وافته المنية مساء يوم 20 كانون الأول 2006 عن عمر ناهز الثانية والسبعين نتيجة مرض عضال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !