ثوار

نزيه مؤيد العظم

أحد قادة الثورة السورية الكبرى.

نزيه مؤيد العظم
نزيه مؤيد العظم

نزيه مؤيد العظم (1890-1977) سياسي سوري من دمشق، كان أحد قادة الثورة السورية الكبرى وهو صهر الدكتور عبد الرحمن الشهبندر.

البداية

ولِد نزيه مؤيد العظم بدمشق وهو سليل أسرة سياسية عريقة، وكان والده تقي الدين مؤيد العظم من الملّاكين الكبار. دَرس في المدارس الدينية في سوق البزورية وأكمل تحصيله العِلمي في الجامعة الأميركية في بيروت. وعند تخرجه سنة 1913 سيق إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني وخَدم في بلدة عاليه بجبل لبنان ثمّ وفي اللد في فلسطين. خلال الخدمة العسكرية حَصل شجار بين نزيه مؤيد العظم وضابط عثماني أدّى إلى مقتل الأخير وهرب الأول إلى مصر قبل صدور قرار إعدام بحقه. وقد ظل مؤيد العظم مقيماً في القاهرة حتى سقوط الحكم العثماني في سورية مع نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918.(1)

تحالفه مع الشهبندر

في مطلع العشرينيات تعرّف مؤيد العظم على طبيب والده الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، فأُعجب به كثيراً وأصبح من مريديه وأنصاره. كانت تجمعهم معرفة قديمة من أيام الدراسة في جامعة بيروت الأميركية، وقد تزوّج الشهبندر من سارة مؤيد العظم، أخت نزيه نزيه مؤيد العظم، ما متّن التحالف بينهما عشيّة تأسيس حزب الشعب في حزيران 1925. أنتسب مؤيد العظم إلى حزب الشهبندر وفي شهر تموز من العام نفسه، حمل السلاح مع صهره وتوجه معه إلى جبل الدروز لمناصرة سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى.

لعب مؤيد العظم دوراً محورياً في تهريب السلاح من السويداء إلى غوطة دمشق، وشارك في الكثير من المعارك بنفسه، فصدر قرار إعدام غيابي بحقه، أجبره على ترك سورية والهروب إلى الحجاز، بينما هرب الشهبندر إلى مصر. ومن مكة توجه مؤيد العظم إلى اليمن، حيث حصل على لجوء سياسي من الإمام يحيى حميد الدين.

معارضة حكم الكتلة الوطنية

عاد نزيه مؤيد العظم إلى دمشق بعد صدور عفو عنه في تموز 1930، وعَمل مع رئيس الوزراء السابق رضا باشا الركابي، الذي ترشّح لأول انتخابات رئاسية في سورية سنة 1932. وفي سنة 1937، صدر عفو عن الشهبندر وعاد إلى سورية ليقود المعارضة ضد حكم الكتلة الوطنية، الممثل بشخص رئيس الحكومة جميل مردم بك.(2) اعترض الشهبندر ومعه نزيه مؤيد العظم على معاهدة عام 1936 المبرمة بين رئيس الكتلة هاشم الأتاسي ورئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم، وقالوا إنها أضاعت حقوق سورية وأعطت فرنسا الكثير من الامتيازات دون أن تأخذ وعداً صريحاً بالاستقلال. ردّ الرئيس مردم بك على هذه الانتقادات بوضع الشهبندر قيد الإقامة الجبرية في داره وشدد المراقبة الأمنية على تحركات نزيه مؤيد العظم، الذي مُنع من المشاركة في أي اجتماع سياسي.

اغتيال الشهبندر

قُتل عبد الرحمن الشهبندر داخل عيادته الطبية بدمشق يوم 6 تموز 1940 وعلى الفور، وجّهت أصابع الاتهام إلى قادة الكتلة الوطنية: جميل مردم بك وسعد الله الجابري ولطفي الحفار. ذهب جوزيف جميّل، أحد رجالات الاستخبارات الفرنسية في سورية، إلى منزل نزيه مؤيد العظم وقال له بوضوح: “اقتلوا بالمقابل واحداً من الكتلة الوطنية!”(3)

رُتب بعدها اجتماع سرّي بين الجناة ومدير شرطة دمشق صفوح مؤيد العظم، تقرر فيه توجيه الاتهام رسميّاً إلى زعماء الكتلة الوطنية، وقدّم نزيه مؤيد العظم ادعاء شخصي ضدهم نيابة عن شقيقته. هَرب مردم بك ورفاقه  إلى العراق وشُكلت محكمة خاصة لمحاكمتهم في دمشق، قررت تبرئتهم بعد عدة جلسات نظراً لعدم توفر أي دليل جنائي ضدهم.

الوفاة

غاب نزيه مؤيد العظم عن المشهد العام بعد جريمة مقتل الشهبندر، وعاش طويلاً من بعدها حتى وفاته عن عمر ناهز 87 عاماً سنة 1977. وقد جُمعت أوراقه الخاصة في متحف الوثائق التاريخية بدمشق وصدرت في كتاب سنة 2004، قامت بتحقيقه الدكتورة دعد الحكيم.

المصدر
1. دعد الحكيم. صفحات من حياة نزيه مؤيد العظم، (وزارة الثقافة. دمشق. 2006) 7-10.2. دعد الحكيم. صفحات من حياة نزيه مؤيد العظم، (وزارة الثقافة. دمشق. 2006) 248.3. نصوح بابيل. صحافة وسياسة: سورية في القرن العشرين (دار رياض نجيب الريّيس، لندن 1987)، 147

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !