أدباء وكتابأعلام وشخصيات

عبد القادر المغربي

عالم دين، فقيه له ونائب رئيس مجمع اللغة العربية (1941-1956)

الشيخ عبد القادر المغربي
الشيخ عبد القادر المغربي

عبد القادر بن مصطفى المغربي (20 كانون الثاني 1867 – 7 حزيران 1956)، أديب وعالم مجدد في اللغة والدين، أسس جريدة “البرهان” في طرابلس الشّام وكان مديراً لتحرير جريدة الشرق التي أصدرها جمال باشا بدمشق أثناء الحرب العالمية الأولى. وفي عهد الملك فيصل الأول، ساهم في إنشاء وزارة المعارف السورية وكان وأحد مؤسسي مجمع اللغة العربية ونائباً لرئيسه، إضافة لتدريس مادة اللغة العربية في الجامعة السورية.

البداية

ولد عبد القادر المغربي في مدينة اللاذقية حيث كان والده يعمل قاضياً، وهو سليل أسرة تعود أصولها إلى المغرب العربي وكان جده إمام الأحناف في تونس. تولّى والده الشيخ مصطفى المغربي نيابة القضاء في اللاذقية وطرابلس الشام  قبل تعيينه رئيساً لمحكمة الميدان الشرعية بدمشق. درس المغربي على يد والده واتنقل معه سنة 1892 إلى إسطنبول حيث لازم الشيخ جمال الدين الأفغاني. سافر بعدها إلى مصر وتعلّم على يد الشّيخ محمد عبده، ليعود بعدها إلى طرابلس ويُعيّن عضواً في مجلس معارفها لغاية عام 1893 عندما ألقي القبض عليه بسبب أفكاره المناهضة لسياسات السلطان عبد الحميد الثاني ودعوته للإصلاح الديني ومطالبته ِبالتجديد وصون حرية التعبير والتفكير.

جريدة البرهان

أُطلق سراحه بعد بضعة أشهر وتوجه المغربي عائداً إلى مصر ليعمل محرراً في جريدة “الظاهر” أولاً ثم في المؤيد سنة 1905. نشط في ميدان الصحافة العربية وصار يكتب مقالات دورية في صحبفة المقتبس. دافع عن جمعية الاتحاد والترقي التي أطاحت بالحكم الحميدي ورحّب بالدستور العثماني التي فرضته على السلطان عبد الحميد قبل تنازله عن العرش سنة 1909. وفي سنة 1911 أسس صحيفة “البرهان” في طرابلس وظلّ يديرها لغاية اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914.

كلفه جمال باشا، قائد الجيش الرابع، بتأسيس مدرسة صلاح الدين الأيوبي في القدس مع زميله الشيخ عبد العزيز جاويش، وعمل فيها مُدرساً لمادتي السيرة النبوية وفنون البلاغة. أُرسل بعدها إلى المدينة المنورة لتأسيس مدرسة مماثلة ولكنّه لم يفلح بسبب ظروف الحرب وضعف موارد الدولة العثمانية فعاد إلى دمشق بطلب من جمال باشا وعُيّن مديراً لتحرير جريدة الشرق التي كانت تصدرها الدولة حتى نهاية العام 1918، تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى وانسحاب الجيش العثماني عن سورية.

مع مجمع اللغة العربية

قرر عبد القادر المغربي البقاء في دمشق وبايع الأمير فيصل حاكماً عربياً على سورية في 3 تشرين الأول 1918. عينه الأمير فيصل عضواً في مجلس المعارف، الذي تحوّل إلى وزارة المعارف في المملكة السورية. وفي 30 تموز 1919 انضم الشّيخ المغربي إلى مجمع اللغة العربية كما أصبح سنة 1923 عضواً في الهيئة التدريسية في الجامعة السورية عند تأسيها. وبعدها بسنوات، عُيّن مشرفاً على دار الكتب الوطنية وانتُخب نائباً لرئيس المجمع محمّد كرد علي في 15 آب 1941، وظل ّ يشغل هذا المنصب إلى حين وفاته.

ألقى في المجمع سبعين محاضرة في مواضيع مختلفة ومنها:

  • صفحة من تاريخ أدبنا الاجتماعي
  • مخطوط تاريخي دمشقي
  • نبأ عجب من أنباء العرب
  • فصحاء الأعراب
  • سائح يصف العالم الإسلامي
  • يهود الشام منذ مئة عام
  • شهداء النساء في نشأة الإسلام
  • الأولاد وتربيتهم
  • عثرات الأفمام
  • حقوق المرأة في الإسلام
  • مناظرة عالمين في مجلس المأمون
  • بلاغة الجاحظ
  • اليابان: هل يعرفها العرب، وبماذا كانوا يسمونها؟
  • ابن خلدون في المدرسة العادلية الكبرى
  • أمثال العرب مرآة أخلاقهم
  • الكتب والتأليف في الإسلام
  • الثقالة والثقلاء
  • بين الأدبين: القديم والحديث

كما نشر في مجلّة المجمع، بدءًا من المجلد الأول سنة 1921 ولغاية المجلد الحادي والثلاثين سنة 1956، مقالات وبحوث ومحاضراته وفتاواه اللغوية واستدراكاته وتصحيحاته اللغوية، إضافة إلى تراجم الأعلام وصدر له ضمن مطبوعات المجمع كتابان:

وفي سنة 1932 اختير الشيخ عبد القادر المغربي عضواً عاملًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأسهم بنصيب وافر في أعماله ونشر مقالات وبحوثًا في مجلته. ومن أهم مواقفه في الدفاع عن لغة الضاد ثورته العارمة ردًّا على اقتراح عبد العزيز فهمي استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية. وفي سنة 1949 اختير عضوًا في المجمع العلمي العراقي.

مؤلفاته

وضع الشّيخ المغربي مجموعة من الكتب القيمة عن اللغة العربية، منها:

الوفاة والتكريم

توفي الشّيخ عبد القادر المغربي بدمشق عن عمر ناهز 88 عاماً يوم 7 حزيران 1956 ودفن في مقبرة الفواخير على سفح جبل قاسيون. أقام له مجمع اللغة العربية حفل تأبين على مدرّج الجامعة السورية، تحت رعاية رئيس الجمهورية شكري القوتلي. وقد أطلق اسمه على شارع في القاهرة وسميت مدرسة باسمه في منطقة كفرسوسة بدمشق.

 

 

المصدر
1. عبد الغني العطري. عبقريات وأعلام (دار البشائر، دمشق 1996)، 187-195

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !