أدباء وكتابأساتذة وتربويونتشكيليون

عفيف البهنسي

مؤرّخ وعالم آثار وفنان تشكيلي

عفيف بن رفيق البهنسي (17 نيسان 1928 – 2 تشرين الثاني 2017)، مؤرّخ وعالم آثار وفنان تشكيلي سوري. ينحدر من عائلة دمشقيّة عريقة تعتبر من الأشراف، تولّى العديد من أفرادها أمور الفقه والسياسة والقضاء. وهو أوّل نقيب لنقابة الفنون الجميلة، وعضو مؤسس في اتحاد الكتّاب العرب. كما أنّه مؤسس كلية الفنون الجميلة ومراكز الفنون التشكيليّة في سوريّة، وأوّل رئيس لمجلس إدارة مركز أبحاث التاريخ والفنون في إسطنبول عام 1980. بالإضافة إلى أنّه مؤسس جمعية أصدقاء دمشق، وله عدد كبير من المؤلفات في الفن والآثار والعمارة، والتي تُرجم الكثير منها إلى لغاتٍ أجنبية. كما شارك في تأليف موسوعات عالمية ووضع كتباً بلغات أجنبية عديدة.

البداية

ولد عفيف البهنسي في حي الشهداء في دمشق، وقضى جميع مراحل حياته الدراسيّة فيها، كما حصل على إجازة دار المعلمين، وإجازة في الحقوق 1950 ثمّ دبلوم في الحقوق الإداريّة من جامعة دمشق أيضاً، انتقل بعدها إلى باريس حيث درس الفن في معهد أندره لوت، ودرس تاريخ الفن في معهد اللوفر، بعدها حصل على الدكتوراه في تاريخ الفن عام 1964 بعنوان “الاستشراق والفن الحديث”، وأخرى عام 1978 بموضوع فلسفة الفن العربي من جامعة باريس السوربون.

الحياة المهنية

اهتم بمجال الفن التشكيلي وكان يمارسه منذ أن كان يافعاً بتوجيه الفنان ميشيل كرشه، وشاركه هذا الاهتمام كلاً من زملاؤه غازي الخالدي وطارق الشريف، شارك بتأسيس جمعية أصدقاء الفن مع الفنانين صلاح الناشف وأدهم اسماعيل وغيرهم، حيث أقاموا العديد من المعارض، وكانوا يقومون بتعليم التصوير مجاناً للهواة.

كما كان البهنسي مسؤولاً عن العديد من الحملات الاستكشافيّة في المديرية العامة للآثار والمتاحف السوريّة بالتعاون مع ما لا يقل عن ألف عالم آثار من كلّ أنحاء العالم من أجل البحث والتنقيب عن آثار سوريّة.

ساهم في بناء بانوراما حرب تشرين التحريرية المستلهم من خصائص العمارة الدمشقية، وكذلك بناء صرح الشهيد الشهير ضمن لجنة عليا من الاختصاصين، بالإضافة إلى بناء متحف التاريخ العسكري، فضلاً عن دوره البالغ الأهمية في تأسيس 23 متحفاً في دمشق والمحافظات الأخرى منها متحف الرقة ومتحف بصرى ومتحف السويداء الوطني وقلعة حلب، كما كان له الفضل في تطوير المتحف الوطني الشهير في دمشق.

أدّى خدمته العسكرية الإلزامية 1956، وخلال فترات الراحة انصرف إلى ممارسة الفن التشكيلي (الرسم والنحت) والنقد الفني، وكذلك كتابة القصة القصيرة قي مجلة الآداب اللبنانية التي كان يرأسها يوسف إدريس، ومما كتب فيها قصتي “الخبز والنسيان”، و”وجهي المعفّر بتراب الوطن”، وقام كذلك بترجمة كتاب الغثيان لجان بول سارتر، وكتاب فانسان فان خوخ للكاتب إيرفنغ ستون.

عمل كمدرّس لمادّة تاريخ الفن والعمارة في كلية الفنون الجميلة منذ تأسيسها عام 1959، ومادّة العمارة في كلية الهندسة المعمارية، ومادّة جمالية الأدب العربي في كلية الآداب في جامعة دمشق، كما أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى أنّه حاضر في جامعات عربيّة وأجنبية عدّة كجامعة بغداد وجامعة الدعوة في طرابلس، وجامعة كاليفورنيا، وجامعة الملك سعود.

تزوّج من المصورة التشكيلية ميسون الجزائري وله منها خمسة أولاد (إياد وأنس ويولا وكنان وعمر)، كان ضمن لجنة ثلاثيّة للإشراف على حماية مدينة صنعاء وترميم عماراتها وبنيتها التحتيّة تحت رعاية اليونسكو، وبالتعاون مع كوادر الآثار اليمنية.

مناصب تقلّدها

كُتب عنه

حاول كتاب «عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة» للدكتور عزت السيد أحمد الصادر عن وزارة الثقافة 2008 الإحاطة به، كذلك كتب عنه الناقد سعد القاسم “مذكرات عفيف بهنسي” الصادر عام 2020 عن دار البشائر للطباعة والنشر، فضلاً عن أنّه كتب سيرته الذاتية بنفسه “عفيف بهنسي مسيرة العمر والعرفان”  قبل وفاته بعامين، ويوجد في دمشق شارع باسمه في منطقة المهاجرين، حي الحبوبي.

المؤلفات

الأوسمة والميداليات

الوفاة

توفي عفيف البهنسي 2 تشرين الثاني 2017 في مدينة دمشق، عن عمر يناهز التاسعة والثمانين، وتمّ تشييعه من مسجد الروضة في دمشق، حيث دُفن في مقبرة الشيخ رسلان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !