عبد الفتاح المزين (1 كانون الثاني 1945) ممثل سوري من مواليد دمشق، بدأ حياته الفنية من خلال مسلسل حمام الهنا عام 1968، كما شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، منها (أبو كامل، الدغري، زمن البرغوت، حارة الياقوت، نصف ملغ نيكوتين).
يتمتع المزين بشعبية كبيرة لدى الجمهور السوري والعربي، وقد ترك المزين بصمة واضحة في الدراما السورية فهو أحد أهم الممثلين السوريين الذين قدموا أعمالا فنية خالدة. انضم إلى نقابة الفنانين السوريين في عام 1970.
تميز المزين بأدواره المتنوعة فجسد شخصيات مختلفة ومتنوعة من الكوميدية إلى الدرامية. من أشهر أدواره الكوميدية دوره في مسلسل مرايا مع الفنان ياسر العظمة، ودوره في مسلسل يوميات مدير عام مع الفنان أيمن زيدان. وفي عام 1990 قدم المزين الدور الأهم في حياته والذي بقي ملازماً له طيلة مسيرته وهي شخصية زاهي أفندي في مسلسل أبو كامل.
مسيرته
أسس عبد الفتاح المزين مع زملائه في الدراسة بالثانوية التجارية فرقة مسرحية قدموا خلالها عدة مسرحيات عرض بعضها لسجناء قلعة دمشق، في حوار إعلامي صرح الفنان عبد الفتاح مزين بعدم رضاه عن مسيرته الفنية والأعمال الدرامية التي قدمها على مدار 63 سنة، وسط أمنياته بأن تُعرض عليه شخصية جديدة ومختلفة لم يظهر بها من قبل، تضيف إلى تاريخه، وأعرب مزين عن شعوره بالندم لاختياره التمثيل مهنة يعتمد عليها، إذ خابت آماله بشكل كبير، ولم يحصل على حقه في الموهبة التي يمتلكها بحسب تعبيره.
حياته الشخصية
يعتبر عبد الفتاح المزين أن وفاة والدته من أصعب المواقف التي مر بها طيلة فترة حياته، حيث لا يرغب في إعادة ذلك الحدث إلى ذاكرته أو التفكير به. يصف المزين نفسه بالعاطفي، معبراً عن حبه العميق لزوجته، التي يعتبر أنه ظلمها في بداية زواجهما، بسبب طيشه وسفره الدائم من أجل العمل. ولديه منها ابنة وحيدة تدعى لبنى بالإضافة إلى شابين.
جوائز
وسام الاستحقاق السوري عام 2016.
جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عام 2018 عن دوره في فيلم نصف ملغ نيكوتين.
حسن تحسين بن صالح الفقير (1880 – 21 تموز 1948) ولد في حي الشاغور في دمشق لأسرة ترجع بجذورها لمنطقة مدائن صالح في شمال شبه الجزيرة العربية. هو رجل عسكري سوري حمل رتبة فريق ولقب الباشوية وشغل منصب وزير الحربية في مملكة الحجاز، خدم في جيش الدولة العثمانية ثم في الجيش العربي تحت قيادة يوسف العظمة زمن الملك فيصل الأول. كان رجلاً شجاعًا ومقدامًا، وذو رأي سديد، وهو من أبطال معركة ميسلون وقائد الجبهة.
سيرته
الجيش العثماني
تخرج من الكلية الحربية في استانبول عام 1905 ثم صار مدرساً في تلك الكلية، وفي الحرب العالمية الأولى قاد الفرقة العربية المحاربة في أوروبا وحقق انتصارات في حرب البلقان وتمكن من اختراق خط دفاع نهر الدانوب ودخل بقواته مدينة بوخارست عاصمة رومانيا، ثم قاد جبهة زغانا. أصبح حاكماً على مدينة سالونيك اليونانية في 9 تشرين الثاني لعام 1912.
خلال حرب البلقان الأولى بين اليونان والدولة العثمانية خاض الباشا معركتي [Sarantaporos] و [Giannitsa] في عام 1912 كقائد لفرقته العربية من بين الفرق العسكرية الخمس العثمانية في تلك المعارك، ولينهي بعد ذلك خدمته في تلك الحرب بتوقيعه اتفاقية معاهدة لحقن الدماء بينه وبين القسطنطين نائب جيش الملك اليوناني.
الجيش العربي
عاد إلى دمشق عام 1918 فعمل مع رفاقه على تأسيس الجيش العربي، وكان آمرا للواء الاول في دمشق ثم كلف بمواجهة الفرنسيين وقيادة معركة الدفاع عن دمشق ضدهم بتوليه قيادة الفرقة الأولى في معركة ميسلون.
بعد المعركة أصدر الفرنسيون حكماً غيابياً عليه بالإعدام فهاجر للأردن حيث أنشأ مع آخرين قيادة خارجية للثورة السورية، ثم سافر إلى الحجاز حيث عين مستشاراً وقائداً عسكرياً للشريف حسين، ومن ثم عين وزيراً للدفاع في عهد الملك علي بن الشريف حسين ورفع الى رتبة فريق ونال لقب الباشا عسكريا. وبعدها غادر إلى اليمن وعين مستشاراً عسكرياً للإمام يحيى حميد الدين من العام 1930 وحتى 1944.
احتفظ بعلم معركة ميسلون (العقاب) خوفاً منه على هذا العلم أن تمسه أياد لا يرضاها، حتى عاد إلى دمشق عام 1944، فسلمه إلى رئيس الجمهورية السورية حينها شكري القوتلي في حفل بهيج بتاريخ 28/9/1946. وقد حاولت فرنسا الحصول على هذا العلم بأي وسيلة كانت وقلبت أحياء دمشق للحصول عليه ولم تستطع (العلم موجود الآن في المتحف الحربي بدمشق).
الأوسمة التي نالها
منحته الدولة العثمانية وحليفتها الألمانية أعلى أوسمتهما. نال من الأوسمة العثمانية النيشان المجيدي الخامس والنيشان المجيدي الرابع وميدالية الحرب وميدالية الغاية وميدالية الامتياز الفضية. وكذلك وسام الصليب المقدس الألماني.
تمت تصفيته من قبل عملاء ألمان يهود في 7/21/ 1948 وهو يحاول تأسيس جيش شعبي في سورية لتحرير فلسطين بعد حصول النكبة. صُلي عليه في الجامع الأموي بجنازة رسمية ودُفن في مقبرة باب الصغير.
معركة ميسلون
الاستعداد
بعث الباشا حسن تحسين الفقير قائد الفرقة الأولى إلى دمشق ليطلب من لواء المدفعية الذي يقوده العقيد محمد علي بطارية صحراء سريعة لتعزيز مدفعية الجبهة، ونظم جبهة الدفاع أثناء الهدنة بحيث عبأ فيها اثني عشر مدفعاً، وهذا ما كان لديه منها أربعة مدافع ميدان سريعة بقيادة النقيب طه من طرابلس الشام، ومعه ملازمان أخران وستة مدافع جبلية سريعة بقيادة المقدم بكداش، وكان معه الملازم أول رشيد عطفة وملازم آخر، ووضع أحد هذه المدافع الجبلية السريعة في الخط الأمامي عند منعطف الطريق لضرب الدبابات المباشر إذا نجت من الألغام، و أخر على تل عال خلف الجبهة لضرب الطائرات مع الضابط حمزة، ومدفعان أوقص (أوبوس) وعليهم ملازم أول، وأخذ هو و صدقي الكيلاني قائد لواء المدفعية مدفعين من مدافع بطارية الصحراء السريعة التي جلبها من دمشق بقيادة النقيب بهاء الدين الصواف مع الملازم ضياء، ووضعها على تل يشرف على طريق التكية ومحطتها، ولم يعلم محلها غيرهم أبدا، ووضع مدفعين بمنعطف على الطريق العام لضرب الدبابات فيما إذا اخترقت الجبهة.
توزيع القوات على الجبهة
الحق الباشا حسن تحسين القوات المتطوعة بقائد اللواء الأول المقدم حسن الهندي وقسمت على فوجين، فوج يرابط في الجبهة بين الطريق العام إلى الشمال بقيادة الضابط حسني توكلنا، وفوج آخر من الطريق العام إلى الجنوب بقيادة الضابط أبو الخير الجابي. وكان بين ضباط الفوج النقيب عارف العنبري، والملازم منيب الطرابلسي، والملازم جميل الدهان. وبين ضباط الفوج الثاني فوزي المبيض وضباط أخرون. وأعطي لكل فوج رشاشات ثقيلة وخفيفة.
أرسل سرية الحرس الملكي بقيادة النقيب محمد العجلوني إلى اللواء الأول لحماية الجناح الأيمن، و أرسل 300 من الهجانة بقيادة المقدم مرزوق التخيمي لحماية الجناح الأيسر أمام قرية دير العشاير. وألحق بهم 60 من الخيالة النظاميين بقيادة النقيب عزت الساطي مع سرية رشاش بقيادة النقيب هاشم الزين والملازم عبد الله عطفة وكل من الملازم صلاح عرب أوغلي ومحمود الهندي. وألحق الخيالة المتطوعة من أبناء حي الميدان وعددهم 115 بالنقيب عزت الساطي.
تحضير الألغام
كلف الباشا حسن تحسين الفقير النقيب تحسين العنبري بتجهيز ثلاثة ألغام كبيرة أولها تحت الجسر والثاني على الطريق العام والثالث قرب نقطة القيادة. وأن يصنع لكل لغم جهاز اشتعال خاص به، ليقوم ضابط أخر بنسف الألغام عند قدوم الدبابات الفرنسية.
تأمين الاتصالات والإشارة
كلف الباشا النقيب تحسين العنبري بربط الألوية والقطع المشاركة بالمعركة ومراكز التموين والإسعاف مع قيادة الفرقة ومع دمشق. وجعل مركز القيادة على مرتفع عال في منطقة اللواء الاول. وأرسل مئة مقاتل من دمشق من الاحتياط ومدفعيين جبليين وعدة رشاشات إلى كفر يابوس في الجناح الأيمن بقيادة قائد اللواء الثاني المقدم توفيق العاقل وبرفقته المقدم حسني الطرابلسي وضابط أخر برتبة ملازم.
فشل المفاوضات مع الجيش الفرنسي
ظهر يوم 23 تموز حضر وزير الحربية يوسف العظمة إلى الجبهة وأخبر الضباط بفشل المفاوضات مع الجانب الفرنسي وأن الهدنة مددت 12 ساعة. ولكن فرنسا أرسلت طائراتها خلافاً لشروط الهدنة وأخذت تقصف الجبهة برشاشاتها، وقد شاهد وزير الحربية ذلك بنفسه وبقي في الجبهة حتى غروب الشمس وأبلغ قائد الجبهة حسن تحسين الفقير بأنه سيعود في الليل ليموت معه، ولكن الفقير أخبره بأن بقاءه في العاصمة أنفع للجبهة من تواجده فيها ولكن العظمة أصر على الرجوع. وفي تمام منتصف تلك الليلة عاد وزير الحربية للجبهة وأخبر قائد الجبهة بأنه عاد ليموت مع الرجال ميتة مشرفة.
المعركة
قبل انتهاء الهدنة بنصف ساعة باشر الفرنسيون صباح يوم المعركة في 24 تموز 1920 حوالي السادسة صباحاً بتجهيز المدفعية والرشاشات على سفوح الجبال المقابلة للجيش العربي فأمر يوسف العظمة قائد لواء المدفعية العقيد صدقي الكيلاني بتجهيز المدفعية للرمي. وفي تمام السادسة والنصف بدأت الحرب وفي مقر القيادة الذي جعله الضباط قرب خط المعركة بخمسين متر لبث الحماس في الجنود أجتمع كل من العظمة والفقير والكيلاني والهندي.
وبعد استشهاد وزير الحربية تقدمت إحدى كتائب المشاة بالجيش الفرنسي مندفعة كالسيل من فم وادي القرن واستعرت نيران معركة جديدة استمرت حتى الساعة 12 والنصف حيث سقطت قنبلة مدفع أمام مقر القيادة وأصابت شظاياها ساق الباشا تحسين الفقير ليدخل في غيبوبة لمدة نصف ساعة.
كان لخبرة الفريق حسن تحسين الفقير الكبيرة الدور الهام بالحفاظ على ما تبقى من الجيش، حيث أمر پانسحاب جزء من الجيش ليشكل نسق ثاني في منطقة الهامة وترك المقدم حسن الهندي ليواصل الاشتباك مع الفرنسيين والانسحاب تدريجياً ولولا ذلك لكان هلك الجيش عن بكرة أبيه.
عباس النوري (8 كانون الثاني 1952)، ممثل سوري من مواليد حي القيمرية في دمشق القديمة. أدى عدداً من أشهر الشخصيات الرجالية التي ظهرت على الدراما السورية فهو “محمود” في مسلسل “أيام شامية”، “القادري” في مسلسل “رجاها”، “المعلم عمر” في مسلسل “ليالي الصالحية”، “الشيخ مالك” في مسلسل “مربى العز”، ودوره الأشهر “أبو عصام” في مسلسل باب الحارة”، وغيرهم.
برصيده الكثير من الأعمال في الإذاعة والتلفزيون والسينما، كما خاض عباس النوري تجربة التقديم التلفزيوني في برنامج “لحظة الحقيقة” (2011).
مسيرته
كان عباس النوري محبًا للتمثيل منذ صغره، حيث شكَل في شبابه فرقة مسرحية كانت تؤلف وتخرج وتتحمل كافة التكاليف الخاصة بالبروفات، وقد أطلق عليها “مسرح الضوء”. حرص عباس النوري على تنمية موهبته التمثيلية خلال دراسته الجامعية، حيث بدأ بالعمل مع كبار المخرجين في مسارح دمشق. من أهم المسرحيات التي مثل فيها في ذلك الوقت هي مسرحية “رسول من قرية تميرة للبحث عن قضية السلم والحرب” للكاتب المصري محمود دياب والمخرج فواز الساجر، وشاركه فيها حينها أبرز أبناء جيلة نذير سرحان وسلوم حداد وبسام كوسا.
بدأت مسيرة عباس النوري التلفزيونية في أواخر السبعينات، عندما زار المخرج سليم صبري الكلية التي يدرس فيها، واختاره ليشارك معه في سهرة تلفزيونية حملت اسم “سمر”. لقي معارضة شديدة من أهله خصوصا من والده لأنه دخل الفن وعائلة عباس النوري جميعها تعمل في مهن مختلفة إلا هو فضل دخول الفن.. ولكن بعد 30 سنة من الفن والتمثيل شجعه والده.
تعرض الفنان عباس النوري إلى إشاعات كبيرة تخص مقتله، أولها كانت في مطلع نيسام من عام 2012، عندما انتشرت شائعات حول مقتله إثر انفجار ساحة السبع بحرات، والثانية كانت في شهر أيار 2013، حيث انتشرت إشاعة وفاته في إحدى المعارك، انتشار النار في الهشيم، بسبب وجود صورتين ملفقتين تدل على موته.
آراؤه
إلى جانب التمثيل عرف عباس النوري بآراءه المثيرة للجدل ذات السقف العالي سواء في الفن أو التاريخ أو السياسة، فقد أثارت تصريحاته عن القائد الإسلامي التاريخي صلاح الدين الأيوبي جدلا، بوصفه إياه بال “كذبة” واستهجن وجود تمثال لصلاح الدين الأيوبي بوسط دمشق، وأضاف النوري أن “ما يعرف عن تحرير صلاح الدين للقدس غير صحيح، وأنه تم بشروط صليبية بدون معارك”، على حد وصفه.
أما في الدين فقد أعرب عباس النوري، عن استغرابه من تنصيب بعض المؤذنين في المساجد لرفع الأذان على الرغم من عدم امتلاكهم ملكة الصوت الجميل والأسلوب الصحيح لتأديته. “أنا بستغرب حتى اللحظة.. ليش مثلاً ما بوحدوا الأذان؟.. بـ تمنى نلاقي حل لصوت بعض المؤذنين”.
تكريمات وجوائز
فوز مسلسله “الاجتياح” بجائزة إيمي العالمية 2007.
تكريم عن مسيرته الفنية وكأفضل ممثل في مهرجان “أدونيا” 2007.
جائزة أفضل ممثل دور رئيسي عن مسلسل “ليس سرابا” 2008
جائزة أفضل ممثل عن مسلسل “ليس سرابا” بمهرجان الإذاعة والتلفزيون 2008
تكريم من ملتقى الإعلام العربي 2009
تكريم من مهرجان الهلال الذهبي للفن والدراما 2023 في بغداد، وذلك عن مجمل مشواره الفني
حياته الشخصية
تزوج عباس النوري من الكاتبة السورية عنود خالد عام 1989، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم رنيم، وريبال، وميّار النوري الذي دخل المجال الفني بدوره كمخرج.
مقبولة شلق (1921 – 1986)، شاعرة وكاتبة وحقوقية، رائدة من رائدات سورية والوطن العربي في أدب الأطفال والدفاع عن حقوق النساء، عرفها قراؤها لمدة عشر سنوات بإسمها المستعار “فتاة قاسيون”، قبل أن تخرج وتطالب بحقوقها في الشوارع وعلى خشبات المنابر.
لديها تاريخ نضالي طويل ضد الاستعمار الفرنسي لسورية فهي من اللواتي شاركن في أول مظاهرة نسائية خرجت في شوارع دمشق، وقد ألقت فيها كلمة حماسية نُشرت في جريدة فتى العرب، وكانت حينها في السادسة عشر من العمر.
كتبت قصصاً تمجد فيه البطولة والفداء، كما في قصتها، (عرس من نوع جديد) التي ألقتها في ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد عروس جنوب لبنان “سناء محيدلي”. انتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب، وكانت عضواً مؤسساً في جمعية أصدقاء دمشق، وجمعية القصة والرواية.
نشأتها
ولدت مقبولة شلق في دمشق في كنف أسرة دمشقية متدينة، والدها “حمدي الشلق” من كبار قضاة دمشق، بدأت دراستها في الخامسة من عمرها، نالت الشهادة الابتدائية في الحادية عشرة من العمر، لتتابع دراستها الإعدادية والثانوية في مدرسة تجهيز البنات، أنهت مرحلتها الثانوية في المعهد الفرنسي العربي (الحرية)، انتسبت إلى كلية الحقوق عام 1941 وتخرجت عام 1944 فكانت أول فتاة سورية، تحمل إجازة في الحقوق من الجامعة السورية، ورابع فتاة تتخرج من جامعة دمشق.
مسيرتها
عملت مدرسة لمادتي التربية الوطنية والتاريخ في مدرسة تجهيز البنات بدمشق لمدة 5 سنوات، وشاركت في مؤتمر عصبة مكافحة الفاشية باسم طالبات تجهيز دمشق، كما كان لها نشاطات وطنية عدة كالعمل مع جمعية اليقظة الشامية، كما زارت رفقة الوفد السوري مدينة بورسعيد المصرية بعيد العدوان الثلاثي عليها، وألقت هناك قصيدتين حماسيتين، أعجب بهما رجال الثورة، وكبار المسؤولين.
تعد مقبولة الشلق من أبرز الناشطات الاجتماعيات في سورية قبيل الاستقلال أو بعده، بدأت ثورتها على وضع المرأة في سورية مذ أن كانت طالبة، فكتبت وخطبت، واشتركت في الجمعيات النسائية، وحاضرت في المنتديات مطالبة بحقوق المرأة، وبضرورة مساواتها بالرجل في بعض الميادين، بسبب معاناتها التي بدأت بانتسابها إلى معهد الحقوق، توكيداً منها للمطالبة بحق المرأة في التعليم والعمل، حيث لم يتقبلها عدد من الأساتذة، فتصدوا لها، لما عرف عنها من جرأة، فتجاهل بعضهم وجودها، وتعمد البعض الآخر ترسيبها في الفحص، ليثنيها -عبثاً- عن متابعة الدراسة، فضلاً عن مضايقات زملائها الطلاب، وبالرغم من ذلك استطاعت نيل إجازتها في الحقوق.
استمرت معانات مقبولة شلق بعد التخرج حين سدت في وجهها كل السبل، حيث اشترط عليها بعض الأساتذة عدم مزاولة المحاماة، حينها تدخل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وضمها إلى سلك التعليم، سافرت مقبولة برفقة زوجها الدكتور مصباح المالح، الذي أوفد من قبل الجيش العربي السوري إلى فرنسا للتخصص في جراحة الفم والأسنان. فطلبت إحالتها على الاستيداع من خدمتها كمعلمة في مدرسة تجهيز البنات، وأثناء وجودها في باريس اختصت في رعاية الأمومة والطفولة، في جامعة السوربون.
وعند عودتها من فرنسا، استمرت معاناتها لانعدام توفر دور الحضانة لأطفالها، مما اضطرها إلى الاستقالة لتقوم برعاية أولادها، وفيما بعد، لاقت الكثير من المعاناة في سبيل العودة للعمل، لولا أن جاءها الفرج على يد صديقها حافظ الجمالي وزير التربية آنذاك، فباشرت عملها في مكتبة الوزارة، مما أتاح لها فرصة الكتابة.
أسست مقبولة الشلق عام 1952 “جمعية رعاية الطفولة والأمومة” في قرى الغوطتين وبلدتي دمر وداريا، فكانت أول جمعية تعمل على خدمة أهل الريف، والعناية بنسائه، وتقديم المساعدة الصحية لأطفاله، بمساعدة كل، “من نبيلة الموصلي، ومرام جندلي، ومنور إدلبي”.
مؤلفاتها
بدأت مقبولة الشلق كتابة الشعر في مرحلة مبكرة، وكتبت القصة القصيرة في عام 1935 ثم اتجهت إلى كتابة المقالة في المرحلتين الثانوية والجامعة، تحدثت فيها عن بعض المشاكل الاجتماعية القائمة، أحبت دمشق، فأهدتها كتابها الأول (قصص من بلدي) كذلك أحبت الأطفال، فكتبت لهم كثيراً من القصص، تدعوهم إلى حب الطبيعة، والعمل ومقاومة الاعتداء، وشاركت بنشر الكثير من قصص الأطفال في العديد من المجلات والصحف.
أما عن نتاجها الشعري، فقد نشرت قسما منه في ديوانها (أغنيات قلب)، عام 1982 وهو مجموعة من الشعر الوجداني والقومي، يقع في /125/ صفحة من القطع الكبير.
من مؤلفاتها:
قصص من بلدي، اتحاد الكتاب العرب 1978
عرس العصافير – مجموعة قصصية هادفة للأطفال، 1979
مغامرات دجاجة – مجموعة قصصية مصورة للأطفال، دار الفكر 1981
أغنيات قلب – ديوان شعر، صدر بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب 1982
سيدة الثمار – ديوان شعر، منشورات وزارة الثقافة 1985
نهاد علاء الدين (19 شباط 1942)، المعروفة باسمها الفني (إغراء) ممثلة سورية اشتهرت بأداء الأدوار الجريئة، وهي من أبرز الممثلات في السينما السورية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين. كتبت إغراء سيناريوهات الكثير من الأفلام التي قامت ببطولتها وعملت في الإنتاج السينمائي. نالت العديد من الجوائز في مهرجانات في سوريا وخارجها.
لقّبها بعض العاملين في الشأن السينمائي السوري في سبعينات القرن العشرين بلقب “بريجيت باردو السينما السورية”، وقدمت خلال مسيرتها الفنية التي امتدت ما يقارب الأربعين عاماً العشرات من الأفلام التي كرستها نجمة سينمائية سورية تتمتع بظهور خاص.
كما قدمت في مسيرتها عدداً قليلاً من المسلسلات التلفزيونية منها “الدولاب” و”الجرح القديم”، وكادت تعود إلى الشاشة الصغيرة من خلال مشاركة في مسلسل “عناية مشددة” مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد عام 2015، ومسلسل “شارع شيكاغو” مع المخرج محمد عبدالعزيز عام 2021 لكنّ التجربتين لم تكتملا.
مسيرتها
البداية
البداية كانت عندما انطلقت نهاد علاء الدين إلى القاهرة مع شقيقتها “سحر” وكان عمرها لا يتجاوز الثلاثة عشر عاماً، وهي تمنّي النفس بالعمل في الفن، كانت تحب الرقص الشرقي، فكان هدفها الأول مسرح الفنانة المصرية الشهيرة تحية كاريوكا التي وجدت فيها طاقة فنية جيدة، فقدمتها للسينما المصرية.
شاركت في أول أفلامها الذي حمل عنوان “عودة الحياة” للمخرج زهير بكير الذي أطلق عليها لقب إغراء حيث شاركت في الفيلم مع كبار نجوم السينما المصرية منهم أحمد رمزي ومها صبري ومحمود المليجي وظهرت في الفيلم كوجه جديد مع محمود عبدالعزيز، ثم قدمت فيلما ثانيا حمل اسم “الحب الأخير” مع النجمة السينمائية الشهيرة هند رستم وأحمد مظهر وزهرة العلا وكان من إخراج محمد كامل حسن، ومن ثم فيلم “الغجرية” بمشاركة هدى سلطان وشكري سرحان ومحمود المليجي وعبدالسلام النابلسي.
العودة
عبارة “مازلت صغيرة” التي ترددت كثيرا على مسامعها خلال وجودها في مصر سببت لها صدمة شخصية ووقفت حائلا دون رغبتها بالمزيد من المحاولات، فعادت أدراجها إلى دمشق حيث عملت بعد فترة في السينما السورية فقدمت عام 1964 فيلم “عقد اللولو” مع النجمين دريد لحام ونهاد قلعي، ثم فيلم “بدوية في باريس” ثم فيلم “نزوات امرأة” الذي أخرجه وديع يوسف وهو من إنتاج شركة الغانم التي قدمت لها معظم إنتاجاتها السينمائية، وتتالت العروض عليها وقدمت خلال الفترة اللاحقة العديد من الأفلام منها: “عاريات بلا خطيئة” و”غزلان” و”امرأة تسكن وحدها” و”رحلة حب” و”راقصة على الجراح” و”بنات للحب” و”أموت وأحبك مرتين” و”الحسناء وقاهر الفضاء” و”وداعا للأمس” و”الصحفية الحسناء” و”الحب المزيف” و”فتيات حائرات” و”امرأة لا تبيع الحب” و”أسرار النساء” و”بنات الاستعراض” و”امرأة في الهاوية” وفيلمها الأخير كان “المكوك” عام 1992 وهو من إخراج غنام غنام وشاركها الفيلم صباح عبيد، وعلي الكفري وممدوح الأطرش.
شهرتها
تعد إغراء، أول ممثلة عربية تؤدي أدواراً عارية في سينما الشرق الأوسط، وعكس الكثير من ممثلات جيلها، رفضت إغراء الاعتذار عن أي دور غير “لائق”، ودافعت عن حريتها الجنسية بطريقة غير مسبوقة في مجتمع يعتبر محافظاً. أول مشهد عار لها، كان في فيلم الفهد عام 1970 مع الفنان أديب قدورة وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإخراج نبيل المالح عن رواية حيدر حيدر “الفهد”، والذي يعتبر أحد الأفلام التي أسست للسينما الحديثة في سوريا في مواجهة سطوة السينما المصرية، تقول إغراء عن هذه التجربة إن المنتج والمخرج شعرا أن قصة الفيلم وحدها لن تكون جذابة، لذلك طلبا منها وهي تؤدي دور زوجة البطل تصوير مشهد وهي عارية. مؤكدة أنها كانت تعلم أن القيام بذلك في سوريا سيعرضها لانتقادات كبيرة. ورغم فشل الفيلم والانتقادات التي تعرضت لها بسبب هذا الدور، رفضت إغراء توجيه اللوم للمخرج والمنتج، مؤكدة أنها أدت هذا المشهد برضاها التام.
فليكن جسدي جسراً تعبر عليه السينما السورية في سبيل التقدم والإنتشار
غابت إغراء عن المشهد السينمائي السوري منذ بداية تسعينات القرن الماضي ولم تشارك في أيّ عمل سينمائي أو تلفزيوني. لكنها عادت إلى شاشة السينما مجددا من خلال فيلم روائي قصير حمل عنوان “أزمة قلبية” وهو من تأليف وإخراج عمرو علي ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
كتابة السيناريو والإخراج
عملت في الإخراج السينمائي الذي وجدت فيه شغفها الفني فأنجزت أفلام “بنات الكاراتيه” و”بنات الاستعراض” و”أسرار النساء” و”امرأة لا تبيع الحب”. كذلك كتبت سيناريوهات بعض أفلامها منها “أموت مرتين” و”أحبك” و”عاريات بلا خطيئة” و”الصحفية الحسناء” وقدمت أربعة أفلام من إنتاجها، وهي بذلك الفنانة السورية الوحيدة التي عملت في تفرعات المهن السينمائية المختلفة.
وثائقي
قال عنها المخرج السوري الشهير عمر أميرالاي في مشروع سينمائي كان سيقدمه عن تجربتها “مشروعي إعادتها بحقيقتها إلى الشاشة، فلقد كان لهذه النجمة المفتونة بالفن السابع مشروعا قاتلت من أجله لسنوات. وهي تمتلك من الجرأة التي تحسد عليها، وهي مثال للمرأة الحرة وأعتقد أن من يتملقون جواريهم ويجلدون زوجاتهم لن يعجبهم هذا الفيلم”.
لم يسمح القدر بأن يتم المخرج عمر أميرالاي إنجاز الفيلم عن الفنانة السورية إغراء، فرحل بعد أن حضّر له وكاد يصوره عام 2011. ونفذ الكاتب فارس الذهبي فيلما وثائقياً عنها تناول حياتها حمل اسم “اغراء تتكلم“.
حياتها الشخصية
تزوجت إغراء من المخرج محمد حلمي الذي يصغرها بالسن، وليس لديها أولاد.