عبد الرؤوف بن عطا الله الكسم (1932) سياسي سوري من دمشق، كان قيادياً في حزب البعث وأصبح رئيساً للوزراء في عهد حافظ الأسد من عام 1980 ولغاية عام 1987. سُمّي عضواً في لجنة الحكم التي شكلها الأسد أثناء فترة مرضه عام 1984، وكان رئيساً لمكتب الأمن القومي من عام 1987 حتى عام 2000.
البداية
وُلد عبد الرؤوف الكسم في دمشق، وكان والده الشيخ عطا الله مفتياً وعالِم دين مرموقاً منذ عام 1918. درس في مدارس دمشق وفي جامعتها، حيث نال شهادة من كلية الآداب سنة 1953، ثم أكمل دراسته العليا في إسطنبول، وفي كلية الهندسة المعمارية في جامعة جنيف، ومنها نال شهادة الدكتوراه. عاد بعدها إلى دمشق وأسس مكتب “المعران” للدراسات الهندسية عام 1965، كما أصبح أستاذاً في جامعة دمشق. سُمّي رئيساً لقسم الهندسة المعمارية، ثم عميداً لكلية الفنون الجميلة من سنة 1964 ولغاية عام 1970.
العلاقة مع حافظ الأسد
تحالف الكسم مع وزير الدفاع حافظ الأسد يوم انقلابه على الرئيس نور الدين الأتاسي في 16 تشرين الثاني 1970، ونشط في صفوف حزب البعث الذي كان قد انتسب إليه منذ مرحلة الشباب المبكر من خلال أخيه بديع الكسم، أحد البعثيين الأوائل. في سنة 1979، عيّنه الأسد محافظاً لمدينة دمشق، وهو المنصب الذي لم يستمر به طويلاً نتيجة تعيينه رئيساً للوزراء في 9 كانون الثاني 1980.
الكسم رئيساً للحكومة
اصطدم الكسم مع رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري وزعيم ميليشيا سرايا الدفاع، فحاول تقليم أظافره ومنعه من التدخل في الشؤون الحكومية، كما كانت تربطه علاقة متوترة للغاية مع وزير الدفاع مصطفى طلاس. استغله حافظ الأسد في حربه مع الإخوان المسلمين، لكون الكسم مسلماً سنياً من عائلة عريقة وابن المفتي الأسبق للجمهورية، وطلب إليه المساعدة على منع الإضراب العام الذي دعا إليه الإخوان في دمشق. تعرّض لمحاولة اغتيال في شهر آب من العام 1980، قبل هجوم الطليعة المقاتلة (الجناح العسكري للإخوان المسلمين) على مبنى الأركان العامة وسط دمشق في أيلول 1981، وقيامهم بتفجير مبنى التجنيد العام في شارع الأزبكية في تشرين الثاني من العام نفسه.
وقف مع الأسد في مواجهته مع رفعت عندما حاول الأخير القيام بانقلاب عسكري عام 1984، وأثناء مرض رئيس الجمهورية، عُيّن الكسم عضواً في لجنة الحكم المصغرة التي شكلها الأسد، والمؤلفة من وزير الدفاع مصطفى طلاس، وزير الخارجية عبد الحليم خدام، رئيس أركان الجيش حكمت الشهابي، وعبد الله الأحمر وزهير مشارقة ممثلين عن حزب البعث.
بذريعة الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، ولأجل تمويل المجهود الحربي في لبنان، فرض الكسم حظراً على استيراد معظم المواد الغذائية الرئيسية مثل الموز، ومعها المواد الاستهلاكية مثل المحارم، كما أسس المحاكم الاقتصادية التي قامت باعتقال عدد كبير من التجار والصناعيين، وهندس الاقتصاد السوري على الطريقة السوفيتية، بدعم وتوجيه من حافظ الأسد.
رئيساً لمكتب الأمن القومي
بعد إقالة حكومته في عام 1987، سُمّي عبد الرؤوف الكسم رئيساً لمكتب الأمن القومي في سورية. وفي آذار 2000، رافق الأسد إلى جنيف لحضور القمة الأخيرة مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. فاوض نظيره الأمريكي ساندي بيرغر وكان متشدداً في موقفه من عملية السلام السورية الإسرائيلية، ولكنه أقيل من منصبه بعد وفاة حافظ الأسد في 10 حزيران 2000، ومن مهامه الحزبية كافة. غاب عن الأنظار بشكل كامل في عهد بشار الأسد، حتى ظهوره في إحدى مناسبات كلية العمارة عام 2024، قبل أشهر من سقوط النظام السوري.
المناصب
محافظ دمشق (1979-1980)
- سبقه في المنصب: فاروق الحموي
- خلفه في المنصب: محمد السيوفي
رئيس وزراء سورية (9 كانون الثاني 1980 – 1 تشرين الثاني 1987)
- سبقه في المنصب: محمد علي الحلبي
- خلفه في المنصب: محمود الزعبي