أحمد اللحّام (1883-1958)، ضابط سوري من دمشق تسلّم رئاسة مديرية أركان الجيش في عهد الملك فيصل الأول وكان عضواً في المجلس الحربي المُشرف على معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920. انتسب إلى الكتلة الوطنية وانتخب عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور سورية الجمهوري الأول عام 1928. وفي عهد الرئيس شكري القوتلي كان قائداً لشرطة دمشق سنة 1944.
البداية
ولِد أحمد اللحّام بدمشق ودرس في المدرسة الحربية في إسطنبول. التحق بالجيش العثماني وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى شارك في معارك الدردنيل شمال غرب تركيا. ومع نهاية الحرب وسقوط الحكم العثماني بمشق سنة 1918 عاد إلى مدينته وبايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية.
مديراً لإدارة الأركان وعضو مجلس حربي سنة 1920
شارك أحمد اللحّام في تأسيس الجيش السوري وعمل مع مجموعة من الضباط على تعريب الكتب العسكرية التركية. عينه الأمير فيصل مديراً لهيئة الأركان العامة التابعة لديوان الشورى الحربي وكان مسؤولاً عن شُعب العمليات والاستخبارات والتسليح. عيّن صديقه الضابط عارف التوّام مديراً للتسليح وجاء بضابط آخر من دمشق يُدعى شريف الحجار مديراً لاستخبارات الجيش. وعندما دخلت سورية في مواجهة مع فرنسا إبان إنذار الجنرال هنري غورو في 14 تموز 1920، شكل مجلس حربي بدمشق للإشراف على جاهزية الجيش، برئاسة الأمير فيصل الذي كان قد أصبح ملكاً على البلاد، وسمّي اللحام عضواً فيه مع وزير الحربية يوسف العظمة.
أشرف المجلس الحربي على معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920، التي هُزم فيها الجيش السوري واستشهد الوزير يوسف العظمة. خلع الملك فيصل عن العرش وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، أما أحمد اللحام فحكم عليه بالإعدام من قبل الفرنسيين ولكنه هرب إلى فلسطين قبل أن يتمكنوا من إلقاء القبض عليه. ومن فلسطين، توجه إلى إمارة شرق الأردن وظل مقيماً فيها لغاية صدور عفو عنه سنة 1922.
مع الكتلة الوطنية
عاد أحمد اللحام إلى سورية وترشح لعضوية مجلس دمشق البلدي وفاز بها سنة 1924. وبعدها بثلاث سنوات شارك في تأسيس الكتلة الوطنية وفاز بعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع دستور سورية الجمهوري الأول سنة 1928. وفي سنة 1936، سمّي مستشاراً عسكرياً لدى وفد الكتلة الوطنية الذي توجه إلى باريس برئاسة هاشم الأتاسي وكانت له اليد العليا في مناقشة البنود المتعلقة بمستقبل الجيش والامتيازات العسكرية التي حصلت عليها فرنسا عند التوقيع على معاهدة عام 1936. عاد وفد الكتلة إلى دمشق في أيلول 1936 وفي الانتخابات التي جرت نهاية ذلك العام فاز اللحام بعضوية المجلس النيابي، ممثلاً عن مدينة دمشق. وفي سنة 1944 وبعد انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية، عُيّن قائداً لشرطة دمشق.
في عهد الاستقلال
مع جلاء الفرنسين عن سورية في 17 نيسان 1946 سمّي أحمد اللحام أميناً عاماً لوزارة الدفاع. بقي في منصبه على الرغم من تغير الحكومات وفي حرب فلسطين سنة 1948 اصطدم مع قائد الجيش حسني الزعيم الذي كان يَعُدُه مخادعاً ويُحذر الرئيس القوتلي منه. وعندما تسلم الزعيم مقاليد الحكم بعد انقلابه على القوتلي يوم 29 آذار 1949، كانت أولى قراراته طرد أحمد اللحام من وزارة الدفاع واعتقاله بعد أن رفض الاعتراف بشرعية الانقلاب.
مؤلفاته
تقاعد أحمد اللحام من العمل السياسي يومها وتفرغ للبحث في تاريخ الحروب الإسلامية. وفي سنة 1986 أصدر كتابًا بعنوان عبقرية خالد بن الوليد العسكرية الذي قدّم له الشيخ علي الطنطاوي. كما وضع مذكرات لم تُنشر، أودعت في عهدة وزير الدفاع مصطفى طلاس وانتقلت بعدها إلى مكتبة المؤرخ يوسف جميل نعيسة.
الوفاة
توفي أحمد اللحام عن عمر ناهز 75 عاماً سنة 1958.