شفيق بن درويش جبري (19 كانون الثاني 1898 – 23 كانون الثاني 1980)، شاعر وأديب سوري من دمشق، يعد من أشهر الأدباء السوريين والعرب في النصف الأول من القرن العشرين. انتُخب عضواً في مجمع اللغة العربية وكان عميداً لكلية الآداب في الجامعة السورية سنة 1947.
البداية
ولد شفيق جبري في حيّ الشاغور بدمشق وكان والده من أغوات الشّام، عمل في تجارة الأغنام وحقق ثروة كبيرة. دَرَس جبري في المدرسة العازارية في منطقة باب توما وعمل موظفاً في أول حكومة عربية أقيمت بدمشق بعد انسحاب القوات العثمانية سنة 1918. عينه رئيس الحكومة رضا الركابي مترجماً ومفتشاً على المطبوعات الحكومية وسمّي بعدها أميناً عاماً لوزارة الخارجية في عهد الوزير عبد الرحمن الشهبندر (أيار – تموز 1920) وعند فرض الانتداب الفرنسي نُقل جبري إلى وزارة المعارف، مديراً لمكتب الوزير محمد كرد علي في أيلول 1920.
النتاج الأدبي
وفي سنة 1924 عُيّن شفيق جبري مديراً لمدرسة الآداب العليا في دمشق، وبعد تحويلها إلى كلية وضمها إلى الجامعة السورية سنة 1947 بات عميداً لها. نظّم الشعر باكراً في حياته وكان ينشر أشعاره ومقالاته الأدبية في جريدة المهذّب اللبنانية ومجلّة الرسالة المصرية ابتداء من العام 1933. أعجب النقّاد بشعره وأثنوا عليه، وتحديداً بعد رثائه للملك فيصل الأول سنة 1933 والملك فؤاد الأول سنة 1936. وفي زمن الوحدة السورية – المصرية عُين عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وكان له موقف لافت في تأييد ومباركة الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة سنة 1961، عندما هجا الرئيس جمال عبد الناصر بقصيدة عصماء، أدّت إلى منع تداول أشعاره في مصر حتى سنة 1971.
مجمع اللغة العربية
وفي 1 تشرين الأول 1926 انتُخب شفيق جبري عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق وبعدها أصبح عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1950 ثم عضواً مؤازراً في المجمع العلمي العراقي عام 1970. وألقي في مجمع اللغة العربية ثلاث محاضرات نشرت في مجلة المجمع:
- أناتول فرانس (المجلّد السابع، الجزء الرابع 1927)
- حياة الألفاظ (المجلّد الثامن، الجزء الخامس 1928)
- المعتزلة الجاحظية (المجلّد 11، الجزء العاشر 1930)
مؤلفاته
وقد صدر له عدة كتب ودراسات أدبية ومنها:
- المتنبي: مالئ الدنيا وشاغل الناس (دمشق 1930)
- الجاحظ: معلّم العقل والأدب” (دمشق 1932)
- العناصر النفسية في سياسة العرب (القاهرة 1945)
- بين البحر والصحراء (القاهرة 1946)
- دراسة الأغاني (الجامعة السورية 1951)
- أبو فرج الأصبهاني (القاهرة 1955)
- محاضرات عن محمّد كرد علي (القاهرة 1957)
- أنا والشعر (القاهرة 1959)
- أنا والنثر (القاهرة 1960)
- أرض السحر (دمشق 1962)
وقد نُشرت بعض كتبه بعد الوفاة ومنها:
- نوح العندليب (دمشق 1984)
- أحمد فارس الشدياق (بيروت 1987)
- دراسة عن أحمد شوقي (دمشق 1997)
- يوميات الأيام (دمشق 1997)
- رحلة إلى أوروبا على صخور صقلية (دمشق 1997)
- أفكاري – 3 أجزاء (دمشق 1999-2000)
الوفاة
توفي شفيق جبري عن عمر ناهز 82 عاماً في 19 كانون الثاني 1980. تكريماً له ولمنجزاته الأدبية، أطلق اسمه على أحد مدرجات جامعة دمشق وسمّي شارع باسمه وسط العاصمة السورية.