حركات سياسية

جمعية العروة الوثقى بدمشق

جمعية قومية في جامعة دمشق (1949-1952)

جمعية العروة الوثقى، جمعية قومية طُلابية أُسست في الجامعة السورية خلال رئاسة الدكتور قسطنطين زريق (1949-1952) وكانت تتبع لجمعية مماثلة تنشط في جامعة بيروت الأمريكية منذ عام 1918. ارتبط اسمها بالدكتور زريق وضمت عدداً من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية والعراقية، لعل أبرزهم الدكتور جورج حبش، مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أعضاء جمعية العروة الوثقى في بيروت سنة 1937
أعضاء جمعية العروة الوثقى في بيروت سنة 1937

البداية

ولِدت جمعية العروة الوثقى بين طلاب جامعة بيروت الأميركية نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان بين مؤسسيها الطالب السوري في كلية التاريخ قسطنطين زريق وطالب قسم إدارة الأعمال اللبناني محيّ الدين نصولي، الذي أصبح وزيراً في مرحلة الاستقلال ومندوب لبنان في الأمم المتحدة سنة 1957.

وقد دعمهم أستاذ مادة الرياضيات إبراهيم الدادا الدمشقي، الذي كتب كلمات نشيد الجمعية وكان رئيساً للجنتها الإدارية الأولى. وبعدها بعام واحد، أصبح الدادا مُترجماً للجنة كينغ كراين الأمريكية خلال زيارتها إلى سورية.

ولقد نص قانون جمعية العروة الوثقى على أن غاية الجمعية “ممارسة الخطابة والكتابة باللغة العربية الفصحى.” (غنما 57)

تقيدت الجمعية بهذا النص وظلّت ترعى المناظرات وتعمل على تقوية فنّ الخطابة لدى أعضائها، مع طباعة مجلّة مخصصة لهم ولأنشطتتهم، سُمّيت “العروة الوثقى” وصدر عددها الأول في كانون الثاني 1924.

مجلة العروة الوثقى
مجلة العروة الوثقى

في سنة 1934 عاد الدكتور زريق إلى الجامعة الأميركية وانتُخب رئيساً لجمعية العروة الوثقى، وبعدها بسنوات أصبح رئيساً للجامعة السورية فقام بنقل التجربة الناجحة إلى طلابه في سورية.

العروة الوثقى في دمشق

تنادى عدد من شباب الجامعة السورية، وخاصة من كلية الطب، لتأسيس فرع من العروة الوثقى بعد تولّى الدكتور زريق رئاسة الجامعة، وكان بينهم الدكتور نادر توكل والدكتور بسام الصواف والأستاذة أديبة الصبان والدكتور أحمد الفحام والأستاذة بشرى الكسم والدكتور أنور تيناوي والدكتور مروان محاسني، الذي أصبح بعد سنوات طويلة رئيساً لمجمع اللغة العربية بدمشق. وقد عملوا على تفعيل الشعور القومي في الجامعة السورية وتنظيم مُحاضرات في المناسبات الوطنية.

وفي العام الدراسي 1950-1951 انتسب عدد من طلاب كلية الحقوق إلى الجمعية مثل جودت البارودي وممدوح رحمون ورشيد البارودي وعمر الرباط ورشاد الجنان ووليد الكزبري. وكان العديد من الطلاب يرغبون بالانتساب إليها لكن إدارةالجامعة السورية كانت حريصة على أن يكون منتسبيها من النخبة. وقد أصدرت الجمعية السورية مجلة تحمل اسمها، تحت إشراف الدكتور زريق، كانت تحتوي على مقالات لكبار الأدباء والمفكرين.

ومن ضمن المواضيع التي طرحت في مناظرات الجمعية في دمشق: “إلغاء التعليم الديني في المدارس السورية أنفع للبلاد من بقائه،” “أي أنفع للبلاد: البقاء فيها أم الهجرة.”

بلغ نشاطها ذروته بالمظاهرة الكبرى التي قام بها الأعضاء في كانون الثاني 1952 ضد حكم العقيد أديب الشيشكلي وحاولوا الخروج من الجامعة إلى شوارع دمشق. وتصدت لهم قوات الشرطة، المدعومة من الشرطة العسكرية، وقام عناصرها باقتحام حرم الجامعة السورية. تصدى الدكتور زريق لهذه القوات وحمى طلابه من الرصاص، ولكنه تعرض للضرب من قبل عناصر الشرطة والجيش، فقدم استقالته وتوجه إلى لبنان، حيث تم انتخابه رئيساً بالوكالة للجامعة الأميركية في بيروت.

النهاية

وقد توقف نشاط جمعية العروة الوثقى في دمشق عند سقوط حكم الشيشكلي في شباط 1954. أمّا في بيروت فقد استمرت حتى سنة 1955 عندما تم حلها بطلب من السلطات بسبب مظاهرة كبرى نُظمت ضد حلف بغداد، مما أحرج حكومة الرئيس كميل شمعون الموالية للغرب وفرض على رئيس الجامعة قسطنطين زريق حلّ الجمعية التي كان قد أسسها قبل أربعة عقود.

أعضاء جمعية العروة الوثقى من الطلبة السوريين في جامعة بيروت الأميركية:

المصدر
أمجد ذيب غنما. جمعية العروة الوثقى: نشأتها ونشاطتها (دار رياض نجيب الريّس، بيروت 2002)، 32. نفس المصدر، 160-1613. نفس المصدر، 65

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !