فنانون

خالد تاجا

ممثل سوري

خالد تاجا
خالد تاجا

خالد تاجا (6 تشرين الثاني 1939 – 4 نيسان 2012) ممثل سوري من دمشق، بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن العشرين ولكن شهرته الحقيقية جاءت في مرحلة متقدمة من حياته بعد مشاركته في مسلسل أيام شامية سنة 1992.

برع في الأدوار الاجتماعية، وكان أشهرها مسلسل الفصول الأربعة بجزئيه، والتاريخية عبر مشاركته في معظم أعمال المخرج حاتم علي. وكان قبل وفاته يعد من نجوم سورية الأوائل، وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني محمود درويش لقب ” أنطوني كوين العرب.”

البداية

ولد خالد تاجا بحيّ ركن الدين بدمشق لعائلة من أصول كردية، عانت من ظروف مادية قاصية. كان يهرب من المدرسة ليحضر السينما الصامتة وأفلام طرزان وزورو، ثم يعود إلى المنزل ويحاول تقليد المشاهد التي كان يراها على الشاشة. وعندما أراد قراءة كتاب إعداد الممثل للكاتب كونستانتين ستانيسلافسكى، لم يتمكن من شرائه نظراً للفقر الشديد التي كانت تعاني منه عائلته فقرر سرقته. برزت ميوله الفنية باكراً وكان محباً للرسم والشعر أيضاً وقد نظّم قصيدة عن مقتل الزعيم الأمريكي المناهض للعنصرية مارتن لوثر كينغ:

أمريكا تنظم الوجود وتدمغ الجلود

أمريكا تصنف البشر وتصنع الحدود

وتمنع الزنوج من رؤية النصب الذي أقيم في طرف المحيط

لمن دفن هناك وفقد الحياة، من أجل من؟ من أجل تمثال صمم

قضت الظروف أن تنسلخ عن روحها أمريكا

يا أخوتي الزنوج

يا شركائي في الدخول إلى الحياة وفي الخروج

يا شركائي في الهواء وفي المياه وفي الشجر

قفوا معي ورددوا معي هذا القسم

باسم الدموع الهامرة على اللحوم الضامرة

سنحطم الحجر

وسنصنع ابتسامة تغمر البشر

ونمتطي سروجاً نسيجها خيال

تحملنا بعيداً عن عالم الجسد

سروجاً مروجاً تنام في السهول

تعانق السماء لأنها سماء

سنركب حصاناً كذاك البرق

حصاناً مجنحاً له ألف ساق

ونطوي التلال ونطوي الجبال ونطوي الصحارى بلمح البصر

لنسأل عن بشر تائهين

ونحملهم معنا لظفر

ونحضنهم لأننا بشر لأنهم بشر

مرحلة المسرح

بدأت مسيرته الفنية سنة 1955 عبر فرقة المسرح الحر التي كان يقودها عبد اللطيف فتحي، أحد رواد المسرح السوري. شاركه في عملين، مسرحية “حرامي غصب عنو” سنة 1958 و”مرتي قمر صناعي” سنة 1960، ومن التمثيل انتقل إلى الكتابة والإخراج المسرحي، وضمت أعماله المبكرة مسرحية ‏”بالناقص زلمة” و “خدّام الأكابر” التي شارك في بطولتها وألف مسرحية “المجنون” التي لم تبصر النور ‏بسبب عدم قدرته على إيجاد ممول.

حالد تاجا مع عبد اللطيف فتحي في سبعينيات القرن العشرين.
حالد تاجا مع عبد اللطيف فتحي في سبعينيات القرن العشرين.

تأخر تاجا في دخول الدراما التلفزيونية – علماً أنها كانت السبب الرئيسي في نجوميته اللاحقة – ولم يشارك في افتتاح التلفزيون السوري سنة 1960 ولا في أي من مسلسلات الأبيض والأسود في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. وكانت انطلاقته السينمائية سنة 1966 في فيلم سائق الشاحنة الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في دمشق ولعب فيه دور البطولة، تم توقف عن التمثيل لعقد كامل، من سنة 1978 ولغاية عام 1988، وذلك لإصابته بسرطان الرئة الذي أجبره على إجراء عملية لاستئصال إحدى رئتيه.

مرحلة النجومية

خالد تاجا- التغريبة الفلسطينية
خالد تاجا في التغريبة الفلسطينية

عاد إلى التمثيل في نهاية السبعينيات عبر سلسلة من الأفلام التجارية وكان مسلسل أيام شامية نقطة تحول في مسيرته الفنية، يوم اختاره المخرج بسام الملّا للمشاركة في أول أعماله ذات طابع البيئة الشامية سنة 1992. حقق العمل نجاحاً منقطع النظير ووجد خالد تاجا نفسه نجماً – للمرة الأولى في حياته – وهو في منتصف العقد الخامس من عمره. وفي العام نفسه كانت مشاركته في بطولة مسلسل الدغري مع النجم دريد لحام وبعدها بسنتين لعب دور رئيسي في المسلسل الكوميدي الشهير يوميات مدير عام مع المخرج هشام شربتجي.

وفي نهاية التسعينيات كانت له بطولة المسلسل الاجتماعي الشهير الفصول الأربعة، من إخراج حاتم علي، تكررت تجربته معه في معظم أعمال علي التاريخية الناجحة، مثل الزير سالم (2000)، صلاح الدين الأيوبي (2001)، صقر قريش (2002)، ربيع قرطبة (2003) وصولاً إلى مسلسل التغريبة الفلسطينية (2004) والذي وبسببه شبهه الشاعر محمود درويش بالممثل العالمي أنطوني كوين.

حياته العائلية

تزوج خالد تاجا أكثر من مرة، زوجته الأول كانت المغنية السورية سحر المقلي التي قتلت في إحدى نوادي دمشق الليلية سنة 1981. اقترن بعدها بالفنانة نائلة الأطرش ودام زواجه منها ثمانية عشرة عاماً.

وفاته

تجددت معركته مع المرض في السبعين من عمره، وعرض الملك عبد الله الثاني نقله بطائرة خاصة لتلقي العلاج في عمّان ولكنه فضل البقاء بدمشق وفيها توفي صباح 4 نيسان 2012. كتب على شاهدة قبره كلاماً اختاره بنفسه قبل الوفاة: “مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب زرعت النور بقلب من رآها لحظة ثم مضت.”

الأعمال المسرحية

  • مسرحية حرامي غصب عنه (1958 – إخراج وتأليف عبد اللطيف فتحي)
  • مسرحية شقية للإيجار (1960 – إخراج تيسير السعدي، تأليف حكمت محسن)
  • مسرحية مرتي قمر صناعي (1963 – إخراج وتأليف عبد اللطيف فتحي)
  • مسرحية خدّام الأكابر (تأليف وتمثيل)
  • مسرحية بالناقص زلمة (تأليف وتمثيل)
  • مسرحية آه من حماتي
  • مسرحية الناس اللي تحت
  • مسرحية النعمان عاشور
  • مسرحية غوليمانوف
  • مسرحية في أخر الليل
  • مسرحية انتظار عبد الفتاح

الأعمال السينمائية

الأعمال التلفزيونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !