عزت بن محمد خير حصرية (1914 – 4 تشرين الثاني 1975)، صحفي سوري من دمشق أسس جريدة العَلَم اليومية وترأس تحريرها من سنة 1944 ولغاية عام 1963. اشتهر بمقالاته الوطنية وبدعمه لحقوق العمال، وكان أحد مؤسسي اتحاد نقابات العمال سنة 1932 وعضواً في لجنته التنفيذية. وبعد تعاقده من الصحافة سنة 1963 رفض مغادرة سورية كبقية زملائه الصحفيين وعمل على ترمين البيوت القديمة والأضرحة والحفاظ على أحياء مدينة دمشق القديمة.
البداية
ولد عزت حصرية في حي القيمرية ودرس في مدرسة الملك الظاهر لكنّ ظروف الحياة الصعبة اضطرته إلى العمل باكراً قبل تجاوزه الثانية عشرة من عمره. عمِل مُنضداً في إحدى مطابع دمشق وتابع تعليمه عن طريق الدراسة الحرة وحضور بعض المحاضرات في كلية الحقوق التابعة للجامعة السورية. تعلّم الفرنسية على يد أحد المبشرين ونال دبلوم من الأكاديمية العربية العليا للترجمة.
بدأ مسيرته الصحفية بكتابة عمود أسبوعي في صحيفة الشعب اليومية، وكانت معظم مواضيعه تدور حول حقوق العمال والطبقة الكادحة، إضافة لقضية استقلال سورية عن الانتداب الفرنسي. شارك في تأسيس اتحاد نقابات العمال سنة 1932 وانتخب غضواً في مجلسه التنفيذي.
العمل السياسي
كان عزت حصرية من أشدّ المعجبين بالدكتور عبد الرحمن الشهبندر، الزعيم الوطني الأشهر في ثلاثينيات القرن العشرين. عمل مع الشهبندر وفي صفوف حركته المعارضة للكتلة الوطنية وحكومة الرئيس جميل مردم بك في الفترة ما بين 1936-1939. وفي سنة 1942 أنضم إلى جريدة الاستقلال العربي المعارضة للكتلة، بعد وفاة صاحبها توفيق جانا، وعُيّن رئيساً للتحرير. أطلق بعدها مطبوعة خاصة به باسم مجلّة الأنوار، كانت تعنى بالشؤون الفكرية والأدبية ولكنها لم تستمر طويلاً.
جريدة العَلَم
وفي سنة 1944 أسس جريدة العَلَم اليومية التي تميزت بخطها الوطني المعارض للفرنسيين. وبعد تحرير البلاد وجلاء القوات الفرنسية عن سورية سنة 1946 أشترى مطبعة حديثة في شارع خالد بن الوليد وحوّل غلاف صحيفته من الأبيض والأسود إلى الملوّن. حققت العَلَم نجاحاً كبيراً في أوساط المثقفين الشباب واشتُهرت بدعمها للعمال والفلاحين والحرفيين، ما جعلها صحيفة شعبية لكل الناس وليس فقط للنخب. دخل الحصري في مغامرة سنة 1954، يوم قرر دمج صحيفته مع صحيفة القبس بعد وفاة صاحبها نجيب الريّس، وأصدر مع عائلته صحيفة يومية بإسم القبس العلم، لم تنجح ولم تستمر إلا أسابيع محدودة. وبعد إغلاقها، عادت “العلم” إلى شكلها القديم وهويتها المستقلة.
أيدت الوحدة السورية المصرية سنة 1958 ولكنها سرعان ما انقلبت ضدها بسبب السياسة البوليسية التي فُرضت على سورية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. ونظراً لدعمها لانقلاب الانفصال الذي أطاح بالوحدة قام حزب البعث بسحب ترخيصها مع سائر المطبوعات السورية عند وصوله إلى الحكم في 8 آذار 1963.
ما بعد العلم
أدين عزت عصرية بدعم الانفصال وجُرّد من حقوقه المدنية، ومع ذلك رفض مغادرة دمشق مثل معظم زملائه الصحفيين كما رفض أيضاً التقاعد المبكر وتوجه إلى العمل الأهلي. كان قد انتخب عضواً في مجلس دمشق البلدي منذ عهد الرئيس أديب الشيشكلي في مطلع الخمسينيات، وبعدها بعشر سنوات ونيّف، أصبح عضواً في لجنة المقامات والأضرحة ولجنة صندوق مقابر المسلمين ولجنة أحياء مدينة دمشق القديمة ولجنة تجميل وتسمية شوارع العاصمة السورية. ساهم في ترميم جامع الشيخ رسلان الدمشقي وجامع بلال الحبشي وجامع الكزبري في سهل الزبداني الذي أنشأه عمّه والد زوجته، الصناعي محمد رفيق الكزبري.
الوفاة
توفي عزت حصرية في 4 تشرين الثاني 1975 ودُفن بجوار الشيخ أرسلان الدمشقي في منطقة باب توما.