البحصة، حيّ تجاري يقع غربي سوق ساروجا، بين ساحة المرجةوبوابة الصالحية، كان في الماضي القديم يُعرف بالبهنسية أو الطاووسية وأطلق على قسمها الجنوبي اسم “الحُسودية.” أمّا عن تسمية “البحصة” فهي مأخوذة عن العامية الدمشقية وتعني الحصاة (مفرد حصى)، وذلك لوقوع المنطقة على الحافة الشمالية من نهر بردى، حيث كان يظهر على ضفتيه تربة مفروشة بالحصى النهري. أقامت الدولة العثمانية فيها مدرستها الرشدية العسكرية نهاية القرن التاسع عشر وفي النصف الثاني من القرن العشرين تحولت المنطقة إلى سوق تجاري متخصص ببيع وصيانة الكمبيوترات وملحقاتها، فيه عدد من الفنادق متوسطة التصنيف.
ولد جميل زكريا في دمشق ودَرَس في الكلية الحربية في إسطنبول. وعند تخرجه فيها ضابطاً خيالاً التحق بالجيش العثماني وفُرز في اليونان سنة 1897. وفي سنة 1908 عُيّن مرافقاً عسكرياً للجنرال يحيى حياتي بك قبل تعيينه مرافقاً لجمال باشا، قائد الجيش الرابع في سورية سنة 1915. بقي مع العثمانيين ورفض الانشقاق مثل الكثير من الضباط العرب عند إعلان الثورة العربية الكبرى سنة 1916. وعند سقوط الحكم العثماني في دمشق في أيلول 1918، قرر الانفصال عن الأتراك والإتحاف بالجيش الوطني الذي أنشأه الأمير فيصل بن الحسين، حاكم سورية الجديد.
في العهد الفيصلي
عينه الأمير فيصل مدرساً في مدرسة الفروسية التي أقيمت على مشارف دمشق، بقيادة الضابط نزهت المملوك، وفي 24 تموز 1920 خاض معركة ميسلون مع وزير الحربية يوسف العظمة وأصيب بجروح بالغة. استشهد العظمة وهرب الملك فيصل إلى فلسطين، أما جميل زكريا فتم نقله إلى المستشفى الحميدي لتلقي العلاج، وقرر الاحتفاظ بالرصاصات التي أخرجت من جسده، وساماً لمقاومته الفرنسيين قبل احتلالهم دمشق. وقد بقيت هذه الرصاصات ضمن مقتنيات ابنه المؤرخ والفنان التشكيلي عاصم زكريا حتى وفاته بدمشق سنة 2020.
السنوات الأخيرة والوفاة
وعند خروجه من المستشفى، وجد نفسه مسرحاً من الخدمة العسكرية بعد أن قامت فرنسا بحلّ الجيش السوري، فانتقل زكريا إلى القضاء وعُيّن رئيساً لقضاء مدينة حمص العسكري. استقال من منصبه بعد مدة ودرس الحقوق في الجامعة السورية، ليعمل في المحاماة حتى وفاته سنة 1934.
الأزبكية، حيّ سكني في شارع بغداد وسط مدينة دمشق، بُني في النصف الأول من القرن العشرين وقد تكون تسميته جاءت نسبة لميدان الأزبكية الشهير في القاهرة، إعجاباً بالمصريين وتقرباً منهم، أو إلى الأمير أزبك بن عبد الله الظاهري، نائب دمشق في العصر المملوكي. شهد حيّ الأزبكية تفجيراً إرهابياً يوم 29 تشرين الأول 1981، أودى بحياة ما يفوق عن 200 شخص من المدنيين والعسكريين ودمّر ثلاثة مبان، منها شعبة التجنيد التابعة للجيش السوري. وقد نُسب التفجير يومها إلى حركة الإخوان المسلمين.
برج الروس – أو برج الرؤوس – منطقة سكنية وتجارية بين محلّة باب توما ومنطقة القصّاع، كانت من المنتزهات المعروفة بدمشق قبل إعمارها في النصف الأول من القرن العشرين. أخذت شكلها السكني في زمن الانتداب الفرنسي وسُمّيت ببرج الروس نسبة لقائد المغول تيمورلنك الذي بنى فيها برجاً من رؤوس ضحاياه الدمشقيين سنة 1400، لبث الرعب في نفوس يوم عزو المدينة وحرقها، وقد خفف الاسم بالعامية ليُصبح “برج الروس.”
بحرة الدفّاقة، بحرة قديمة كانت بين سوق العصرونية والمدرسة العادلية الكبرى، مقابل شارع الشّيخ بدر الدين الحسني في باب البريد. تغيرت معالمها مع مرور الزمن وأصبحت سبيلاً يُعرف باسم سبيل بنت البواشي إلى أن تمت إزالته سنة 1944.