الشهر: يناير 2023

  • ميشيل عفلق

    ميشيل عفلق
    ميشيل عفلق

    ميشيل عفلق، (10 كانون الأول 1910 – 23 حزيران 1989) مفكر قومي عروبي سوري ومؤسس حزب البعث مع صديقه صلاح الدين البيطار. منذ التأسيس في نيسان 1947 كان عفلق هو منظر الحرب الأول وواضع نظرياته الفلسفية والعقائدية، بينما تولّى البيطار إدارة الشؤون الحزبية اليومية. في مطلع الخمسينيات اندمج حزب عفلق مع الحزب الاشتراكي العربي وبات يُعرف من يومها بحزب البعث العربي الاشتراكي. بقي ميشيل عفلق أميناً عاماً للحزب في سورية من يوم التأسيس ولغاية عام 1966، عندما تم نفيه بأمر من اللواء صلاح جديد، مهندس انقلاب 23 شباط. عاش مدة في لبنان ثم انتقل إلى العراق حيث حلّ ضيفاً مكرماً على الرئيس صدام حسين حتى وفاته سنة 1989.

    البداية

    ولد ميشيل عفلق في حيّ الميدان الدمشقي لعائلة مسيحية أرثوذوكسية من الطبقة الوسطى. أصول أبيه يوسف عفلق كانت من راشيا الوادي (لبنان حالياً)، أما والدته سمية زيدان فهي من مدينة حمص. درس في مدارس دمشق الفرنسية الحكومية وقرأ كثيراً في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة، إضافة لأشعار المتنبي والمعري التي تأثر بها كثيراً. أوفدته الحكومة السورية سنة 1929 إلى فرنسا للدراسة في جامعة السوربون، وفي باريس تعرف على صديقه صلاح الدين البيطار، وهو مسلم من الميدان أيضاً. كلاهما تأثر بالحضارة الغربية وبالحزب الشيوعي الفرنسي. خلال سنوات دراسته الجامعية اعتنق الفكر الاشتراكي الماركسي، وكان يدعو لتحرير العرب من القوى التقليدية الأرستقراطية، ومن الهيمنة الأوروبية.

    النشاط السياسي في زمن الانتداب

    بعد رجوعه إلى سورية 1934، عمل عفلق مدرساً لمادة التاريخ في ثانوية التجهيز الأولى بدمشق، وبدأ يبشر بأفكاره في أوساط الطلاب والشباب. كما نشط في محاربة الانتداب الفرنسي وأسس جماعة سياسية خاصة به، أطلق عليها اسم  “الإحياء العربي.” أصدرت بيانها الأول في شباط 1941. وما لبثت هذه الجماعة أن وضعت مبادئها القومية موضع التنفيذ عندما أعلنت تأييدها لانتفاضة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضد الاحتلال البريطاني، عن طريق “حركة نصرة العراق.”

    تأسيس البعث

    اتخذ عفلق اسماً جديداً لجماعته وهو “البعث” مستوحى من مجموعة فكرية قومية كانت نشطة في أوساط المثقفين في زمن الانتداب بقيادة المفكر زكي الأرسوزي. وقد فجر هذا الأمر خلافاً عقائدياً مع الأرسوزي، الذي طالما اتهم عفلق بسرقة فكرة “البعث” منه، وعدم دعوته للمشاركة في مؤتمر تأسيس الحزب، الذي عُقد في دمشق يوم 7 نيسان 1947. ضمّ الحزب الجديد عدداً من المدرسين والمفكرين والكتاب، مثل الدكتور مدحت البيطار والدكتور جمال الأتاسي والشاعر سليمان العيسى، وفي جلستهم الأولى قاموا بانتخاب ميشيل عفلق عميدا للحزب، ووضعوا شعاره المعروف: “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.”  وقد انتخب صلاح البيطار أميناً عاماً للحزب وفي 17 حزيران 1947، وضع دستور للحزب شارك عفلق بكتابته، تلاه صحيفة يومية سياسية بعنوان البعث، تولّى عفلق رئاسة تحريرها.

    ميشيل عفلق مستقبلاً سلطان باشا الأطرس في مقر حزب البعث بدمشق.
    ميشيل عفلق مستقبلاً سلطان باشا الأطرس في مقر حزب البعث بدمشق.

    مع حسني الزعيم (29 آذار – 14 آب 1949)

    اشترك حزب البعث في المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وتطوع عفلق للقتال في جيش الإنقاذ مع فوزي القاوقجي في تشرين الثاني 1947. وعندما اشتدت انتقاداته لحكومة الرئيس جميل مردم بك، صدر أمر باعتقاله في ربيع العام 1948 كما تم تعطيل صحيفة البعث لمدة ثلاثة أسابيع. وقد أيد عفلق الانقلاب العسكري الأول الذي أطاح بحكم رئيس الجمهورية شكري القوتلي في 29 آذار 1949، وحاول التعاون مع حسني الزعيم، ولكن خلافاً عقائدياً حلّ بينهما فأمر الزعيم باعتقاله مجدداً ونقله إلى سجن المزة، مع حظر الحزب وتعطيل جريدة البعث. وفي المعتقل تعرض عفلق لتعذيب شديد، أجبره على توقيع بيان تنصّل من أفكاره الحزبية.

    ميشيل عفلق خلال تطوعه في جيش الإنقاذ سنة 1947.
    ميشيل عفلق خلال تطوعه في جيش الإنقاذ سنة 1947.

    وزيراً سنة 1949

    بعد سقوط حسني الزعيم وإعدامه في 14 آب 1949، شُكلت حكومة وحدة وطنية برئاسة هاشم الأتاسي، ضمّت جميع الأحزاب العاملة في البلاد، سمّي فيها ميشيل عفلق وزيراً للمعارف. كانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يتولّى فيها عفلق منصباً حكومياً في حياته، وقد استمرت حتى 14 كانون الأول 1949.

    معارضاً للشيشكلي

    سارع عفلق لتأيد الانقلاب العسكري الذي قام به العقيد أديب الشيشكلي في 29 تشرين الثاني 1951، ظنّاً منه أن الأخير، ونظراً لتوجهاته القومية السابقة، كان سيعمل مع البعث نحو وحدة عربية شاملة. ولكنّ الشيشكلي أصدر قراراً بحلّ جميع الأحزاب، تماماً كما فعل حسني الزعيم من قبله، وأمر باعتقال كل من ميشيل عفلق وصلاح البيطار. هرب عفلق إلى لبنان ولحق به البيطار، حبث تعاونا مع أكرم الحوراني، المنفي أيضاً بسبب مواقفه المعارضة لحكم الشيشكلي. وفي المنفى تم دمج حزب البعث مع الحزب العربي الاشتراكي الذي كان الحوراني قد أسسه سنة 1950، ليُصبح اسم الحزب الرسمي من يومها حزب البعث العربي الاشتراكي.

    ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني سنة 1952.
    ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني سنة 1952.

    عاد ثلاثتهم إلى سورية بعد سقوط الشيشكلي في شباط 1954، وخاض حزبهم الانتخابات النيابية وفاز بسبعة عشر مقعداً من أصل مقاعد مجلس النواب، وكان عددها 147 مقعداً. فاق هذا النجاح الباهر كل تطلعات وتوقعات عفلق، وكان سببه شعبية أكرم الحوراني في الأرياف ولدى المؤسسة العسكرية. أصبح عفلق رئيساً لأكبر كتلة نيابية في سورية، ما أدى إلى انتخاب الحوراني رئيساً لمجلس النواب وتسلّم صلاح البيطار حقيبة الخارجية في حكومة صبري العسلي سنة 1956.

    عهد الوحدة مع مصر 1958-1961

    أجمع قادة حزب البعث على تأيد الرئيس جمال عبد الناصر عند تأميم قناة السويس ورد العدوان الثلاثي سنة 1956 وكانوا أول المطالبين بتحقيق وحدة اندماجية مع مصر عام 1958. فاوض صلاح البيطار على تلك الوحدة بصفته وزيراً للخارجية، ولم يُمانع، لا هو ولا ميشيل عفلق، اشتراط عبد الناصر حلّ جميع الأحزاب السياسية في سورية قبل قيام الجمهورية العربية المتحدة.

    خمد البعث سياسياً خلال سنوات الوحدة احتراماً لرغبة عبد الناصر، وعُيّن صلاح البيطار وزيراً للثقافة، وأصبح أكرم الحوراني نائباً للرئيس الجمهورية. ولكنّ علاقة البعث مع عبد الناصر لم تبق على حالها وتعرضت لعدة أزمات ما أدى إلى استقالة الوزراء البعثيين من مناصبهم، وتأييد صلاح البيطار وأكرم الحوراني للانقلاب العسكري الذي أسقط جمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961.

    انقلاب 8 آذار 1963

    هذا التأييد لم يسري على كل البعثيين، بل فقط على مجموعة من السياسيين المدنيين، لا على العسكر. وكانت لجنة عسكرية سريّة قد أشأت في القاهرة لحماية الوحدة سنة 1959، ضمت حافظ الأسد وصلاح جديد ومحمد عمران وغيرهم (جميعهم لم يكونوا على علاقة جيدة مع ميشيل عفلق). وفي 8 آذار 1963 نفذ أعضاء اللجنة العسكرية، دون علم مسبق من عفلق، انقلاباً عسكرياً على رئيس الجمهورية ناظم القدسي، بالتعاون مع مجموعة من الضباط الناصريين بقيادة اللواء زياد الحريري. وكان ذلك بعد شهر واحد فقط من نجاح رفاقهم في العراق، الذين استولوا على الحكم بعد مقتل عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963. وكان الهدف من الانقلاب السوري استعادة الوحدة مع مصر ونسف كل ما جاء في مرحلة الانفصال.

    خلال السنوات 1963-1966، حكم عفلق سورية بشكل غير مباشر عن طريق صلاح البيطار الذي أصبح رئيساً للحكومة، والفريق أمين الحافظ، حليفهم الذي بات رئيساً للدولة في تموز 1963. في عهدهم صدرت قرارات عزل مدني بحق معظم السياسيين القدامى، بتهمة شرعنة “جريمة الانفصال” وتم إلغاء تراخيص سبعة وأربعين مطبوعة، ما بين مجلّة أسبوعية وصحيفة يومية، باستثناء جريدة البعث.

    ميشيل عفلق جاساً بين رئيس الدولة أمين الحافظ ووزير الداخلية نور الدين الأتاسي بعد 8 آذار 1963.
    ميشيل عفلق جاساً بين رئيس الدولة أمين الحافظ ووزير الداخلية نور الدين الأتاسي بعد 8 آذار 1963.

    أسس مجلس قيادة للثورة على غرار المجلس الذي ظهر في مصر أعقاب ثورة 23 يوليو 1952، وصدر عنه قرار بحلّ كل الأحزاب السياسية، باستثناء البعث الذي أصبح حزباً حاكماً للدولة، دون أن يذكر ذلك جهارة في الدستور المؤقت. كما شهد عهد الثلاثي ميشيل عفلق – صلاح البيطار أمين الحافظ صدور قرارات تأميم بحق أكثر من 200 مؤسسة اقتصادية من مصارف ومصانع وشركات خاصة، كان أوسع وأشمل من قرارات التأميم الصادرة في عهد عبد الناصر سنة 1961.

    انقلاب 23 شباط 1966

    في 23 شباط 1966 حصل انقلاب جديد في سورية بقيادة اللواء صلاح جديد، تم فيه اعتقال رئيس الدولة أمين الحافظ ونفي ميشيل عفلق وصلاح البيطار خارج سورية، مع أمر صريح بأن لا يعودا إليها أبداً. توجهوا بداية إلى بيروت، قبل أن يفترقا إثر إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975، حيث انتقل عفلق إلى العراق وذهب صلاح البيطار إلى فرنسا. وقد حلّ عفلق ضيفاً مكرماً على الرئيس صدام حسين عند توليه الحكم سنة 1979، الذي أعاد له الاعتبار بصفته رئيساً مؤسساً لحزب البعث في وقت كان رفاقه في سورية قد نزعوا عنه هذا اللقب وأصدروا قراراً غيابياً بحقه بالإعدام بتهمة “الخيانة العظمى.”

    الوفاة

    كان دور عفلق في العراق دوراً تشريفياً ليس له وزن في رسم سياسات البلاد الخارجية والداخلية. وقد توفي ميشيل عفلق في إحدى مستشفيات باريس عن عمر ناهز 79 عاماً في 23 حزيران 1989 ونقل جثمانه إلى بغداد حيث أجريت له جنازة رسمية، حضرها صدام حسين وأمر بتشيد تمثال لعفلق بصفته “الأب المؤسس” للبعث. تم إزالة التمثال والقبر معاً بعد الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003.

    رأي ابن ميشيل عفلق

    وفي سياق الحديث عن شخصية ميشيل عفلق وتفكيره، قال نجله إنه لم يكن مولعاً بالفكر الشيوعي على عكس ما اتهمه به بعض المفكرين والمراقبين، لافتا إلى أن إطلاقه فكرة “البعث” جاءت بعد اطلاعه على العلاقة بين العروبة والاسلام. ولفت إلى الخطاب الذي ألقاه عفلق على مدرج الجامعة السورية بمناسبة عيد المولد النبوي يوم 5 نيسان 1943، حيث أشاد بالرسول رسالة الإسلام الحضارية.

    مسألة إسلامه

    في عام 1989 ادّعت الحكومة العراقية أن ميشيل عفلق كان قد اعتنق الإسلام ديناً قبل مماته، ولم يصدر أي تأكيد أو نفي لا من عائلته أو من أصدقائه المقربين. أعلن في بغداد يومها أنه تم العثور على رسالة في مصحف شريف قيل إن ميشيل عفلق كان يحمله ويقرأ به، وقد أعلن فيها اسلامه وأطلق على نفسه اسم: أحمد ميشيل عفلق.

    عفلق مع صدام حسين عام 1988.

    أكدت عائلة ميشيل عفلق – في وقت لاحق- هذه الرواية وقالت أنه كتب الرسالة وهو على متن طائرة تعرضت لخلل فني في أجواء بغداد عام 1980. وقد شكك بعض المقربين منه في هذه الرواية وقالوا إن صدام حسين اخترعها بالكامل للتخلص من الانتقادات اللاذعة التي كانت تطاله من قبل آية الله الخميني، يوم كان كان الإعلام الإيراني يتهمه بالخنوع لرجل “مسيحي ملحد”.

    مؤلفاته

    بدأ عفلق الكتابة في تشرين الأول عام 1935 وكان آخر ما كتبه هو “الديمقراطية والوحدة عنوان المرحلة الجديدة” عام 1989، في ذكرى إنشاء الحزب وانتهاء الحرب العراقية الإيرانية. ومن كتبه:

    المناصب

    أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية (7 نيسان 1947 – 23 شباط 1966)
    وزيراً للمعارف (14 آب – 14 كانون الأول 1949)
  • مؤسسة مياه عين الفيجة

    بناء لجنة مياه عين الفيجة

    مؤسسة مياه عين الفيجة، هي مؤسسة حكومية مسؤولة عن تأمين مياه الشرب لسكان محافظة دمشق وريفها، تقع على جانب شارع النصر في قلب العاصمة السورية. وقد أسسها لطفي الحفار، نائب رئيس غرفة تجارة دمشق سنة 1922، بالتعاون مع رئيس الغرفة عارف الحلبوني ورئيس بلدية دمشق يحيى الصواف وسامي باشا مردم بك وفارس الخوري وغيرهم من الأعيان.

    خلفية تاريخية

    كان سكان مدينة دمشق، قبل ثلاثينيات القرن الماضي، يشربون مياه نهر بردى وفروعه الملوثة، ويشكون من أضرارها الصحية، حيث كانت دمشق محرومة من المياه الصالحة للشرب، ما تسبب بالأمراض للأهالي، كالتيفوئيد والزحار والكوليرا، وفق ما ذكره الكاتب السوري وصفي زكريا في كتابه الريف السوري (دمشق 1957) وكان الرومان أول من جر مياه عين الفيجة، بعد اكتشافهم لها، بدليل وجود أقبية أثرية حول النبع وأنفاق شُقت في جبال وادي بردى، وجرت محاولات عدة لمد دمشق بالمياه النظيفة بشكل منتظم وبإشراف مؤسسي.

    مرحلة التأسيس

    قرر تجار الشّام تأسيس شركة مساهمة وطنية، كانت الأولى من نوعها بين القطاع العام والخاص، هدفها “نقل مياه نبع عين الفيجة وتوزيعها على أهالي مدينة دمشق” مقابل مبلغ من المال يدفعونه سنوياً عن كميات المياه التي يطلبون الاشتراك بها، شرط أن تكون مرتبطة بالملك، لا يجوز التنازل عنها أو بيعها إلا مع بيع العقار، وتُسَّجل ملكية المياه في الصحيفة العقارية لجميع دور دمشق. شُكلت لجنة للحصول على الامتياز القانوني باسم “مدينة دمشق” ضمّت الأسماء التالية:

    طلبت اللجنة استشارة فنية من حكومة الرئيس صبحي بركات، فأرسل المهندس المائي رشدي سلحب إلى غرفة التجارة الذي قدّم تقريراً مفصلاً للأعضاء وقدّر أن تكاليف المشروع ستصل إلى 150 ألف ليرة عثمانية ذهبية. قرر لطفي الحفار فتح الاكتتاب العام على هذا الأساس، بعد الحصول على كافة الموافقات القانونية، ليباع المتر الواحد من الماء بالتقسيط لمن يرغب بقيمة 30 ليرة ذهبية.

    كان ذلك في شباط عام 1924، بدأت الأعمال الإنشائية، ولكنها توقفت بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى. تشكلت لجنة جديدة لإعادة تفعيل المشروع بعد انقطاع دام ثلاث سنوات ضمت عدداً من الوجهاء: لويس قشيشو – إكليل مؤيد العظم – وموسى طوطح (مجلس الطائفة اليهودية) – محمد سعيد اليوسف، نجل أمير الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف. وقد أنشأوا جمعية ملّاكي المياه، ذهبت رئاستها لعبد الحميد دياب، التاجر والصناعي الذي ارتبط اسمه لاحقاً بالشركة الخماسية، وطلب الحفار من المؤسسين تأجيل أقساط كل المستثمرين وأصحاب الأسهم الذين تضرروا من تدمير أملاكهم ومتاجرهم خلال العدوان الفرنسي على دمشق. رفع عدد العمال لحفر أربعين نفقاً إضافياً في الجبال بين دمشق ونبع الفيجة، ووضِع خزّان جديد على أعلى قمة من جبل قاسيون، كان أكبر بأربع مرات من خزّان الصالحية الأساسي، لتلبية حاجات سكان دمشق الجدد.

    دُشِّن المشروع في 3 آب 1932 بحضور رئيس الجمهورية محمد علي العابد، الذي خطب وبارك جهود الأهالي والتجار، ثم تلاه فارس الخوري على المنبر وخطب قائلاً:

    أجل إن أمّتنا فقيرة بالمال، ولكنها غنية بالإيمان الوطني، ومتى كان للأمة إيمانها فإنها تكون قادرة على صنع المعجزات.

    كانت هذه المرحلة بحق مرحلة التأسيس في تاريخ توزيع مياه دمشق بشكل فني حديث وقد أحيطت بعناية ورقابة فائقتين حتى أتت غاية في الإتقان بالرغم من أن تقنية شق الأقنية وأعمال البيتون المسلح لم تكن متقدمة في ذلك الحين كما هي عليه الآن.

    وقد ظلّت “لجنة عين الفيجة” كما كانت تسمى تعمل كإدارة مستقلة تشرف عليها الدولة من خلال الأنظمة التي كانت مطبقة، ومجلس الإدارة حتى عام 1958، عندما قامت الوحدة مع مصر وأحدثت وزارة الشؤون البلدية والقروية التي أنيط بها الإشراف على مرافق مياه الشرب، وبالتالي صدر قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم (192) تاريخ 7/4/1958 والذي اعتبرت بموجبه لجنة عين الفيجة مؤسسة عامة.

    بناء المؤسسة

    يطلق على المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها، التي تأخذ من هذا البناء الجميل مقراً لها، إسم “مؤسسة عين الفيجة” لأنه كان المصدر الوحيد لمياه المدينة. تمت إشادة هذا البناء في عام 1937 خلال فترة الانتداب الفرنسي، وقد بني على الطراز الدمشقي القديم.

    صورة حديثة لمبنى مؤسسة الفيجة
    صورة حديثة لمبنى مؤسسة الفيجة

    عُهد إلى المهندس عبد الرزاق ملص وضع مخططات بناء هذه المؤسسة وتنفيذه، وأنيطت أعمال الزخرفة العربية داخلاً وخارجاً إلى الفنان محمد علي الخياط، وكان هذا أول عمل يضع فيه مشروعاً جديداً مستمداً من الفن العربي القديم، ويشرف على تنفيذه. من أجل أن نعرف القيمة الفنية لهذا البناء يحسن بنا أن نستعرض النقاط الآتية:

    العناصر الزخرفية

    يصنف إطار باب القاعة الرئيسية في الطبقة العليا من الفن الكلاسيكي أو البيزنطي، وهو مقتبس من باب قصر الحير الغربي المعاد إنشاؤه في المتحف الوطني بدمشق. درابزين الطبقة العليا يعتمد على الفن العباسي والفاطمي، ثم زيد عليه مستحدثات الفن المملوكي بالتطعيم والترصيع. التعابير  النجمية المستعملة في السقوف والأبواب مقتبسة من الفن العربي في العهد الأيوبي. الخيوط الزخرفية، الألواح الرخامية المجزعة في الواجهة الخارجية مستمدة من فن العهد المملوكي.

    أما البوابة الكبرى الخارجية، فمجموعة النوافذ الثلاث لها أمثالها في الفن الأندلسي والمغربي. الرخام المجزع وصناعة الفسقيات مستمدة من الفن العربي منذ العهد الأيوبي والمملوكي حتى أواخر العهد العثماني، وهو فن عربي أصيل ازدهر خاصة في بلاد الشام.

      توزيع العناصر الزخرفية

    إذا وقفنا أمام البناء على بعد معقول، نشعر لأول وهلة، أننا أمام بناء مهيب، له تقاسيم وملامح البناء العربي الأصيل، الجبهة والقلب والجناحان كل ذلك متكافئ، وهو مختوم في الأعلى بطنف متوج بزخارف مسننة رشيقة. يعتمد توزيع هذه العناصر الزخرفية على التماثل والتناظر والتساوي والتعادل. الألوان متناسبة ومتسقة وتميل إلى الرشاقة والزهو أحياناً.

    إذا دخل المرء إلى الردهة ثم البهو في الطبقة الأرضية ورفع رأسه إلى الأعلى، ناله شعور بالدهشة والإعجاب، سقف وراءه سقف ودرابزونات مشبكة تحصر المنظر إلى سقف عال جداً يستمد النور من نوافذ جانبية، ترسل الضوء متكسرا على الجوانب المزخرفة، متدرجاً إلى الأسفل. تميل ألوان خشب الجوز إلى التجانس والوقار.

    عندما يصعد المرء إلى الطبقة العليا، يقترب من العناصر الزخرفية، فيزيد إعجابا بها، يطوف الدرابزونات الخشبية، فيعجب من دقة صنعها وجمال شكلها، وتلوح له السقوف القريبة وترويسات الأبواب، فيشعر أنها تتكافأ مع الساحات غير المزخرفة. فإذا اتجه جنوباً راعته واجهة القاعة الرئيسية (قاعة لجنة عين الفيجة) بغنى زخارفها ورشاقتها وجمالها.

    ثم يقع بصره على الأرض، فيرى تحفة فنية تعتبر أية في فن الترخيم والتجزيع، وهي فسقية لطيفة، تحيط بها حصيرة من الرخام المجزع قوامها أشكال هندسية ونجوم وخيوط تتشابك فتؤلف لوحة ملونة رائعة.

    أما القاعة الرئيسية فقد كسيت جدرانها بحلقة دمشقية (عجمية)، عليها تاريخ تجديد  من سنة 1211هـ وركب فيها سقف خشبي قديم نقل إليها من دار السقا أميني في دمشق وهو يعود إلى أول القرن 12.

    الأعمال الفنية

    هي متنوعة تنوعاً كبيراً في هذا البناء نلخصها فيما يلي:

    1 ـ نحت الحجر: يبدو ذلك في الواجهة الخارجية، ونميز منه خاصة نحت التعابير النباتية في الأجزاء الزخرفية نحتاً بارزاً مندمج الأطراف حسب الأسلوب الفاطمي.

    2 ـ تقوير وتخريق الزخارف الحجرية: يقص الحجر ويخرق لإحداث ثقوب نافذة،  تبدو بسببها الزخارف واضحة. تعتمد هذه الصنعة في الأغلب على التعابير الهندسية، وتعود للعهد الأموي.

    3 ـ تجزيع الرخام: وهو تقطيع الرخام الملون إلى أجزاء هندسية وتركيبها بدقة. بدأت هذه الصنعة منذ العهد الاتابكي في سورية، ونضجت في العهدين الأيوبي والمملوكي. نرى هذه الصنعة بلوحتين مثبتتين في الواجهة وفي الفسقية وحصيرتها وترخيم الأرض في البهو.

    4 ـ يغلب في هذا البناء نحت الخشب حسب الأسلوب العباسي وحسب الأسلوب الفاطمي، وهذا واضح في واجهة الباب الثاني الدرابزونات وواجهة القاعة الرئيسية في الطبقة العليا.

    5 ـ تخريط الخشب: خرط الخشب لصنع الدرابزين المشبك وتسليح النوافذ العليا في المنور الأعلى فوق البهو، وصنع أعمدة رفيعة ضمنت في بعض تفاريج الدرابزونات.

    6 ـ تخريم الخشب: لإحداث الزخارف النافذة استعملت هذه الصنعة لتسليح زجاج النوافذ في الواجهة. هذه الصنعة معروفة في آثار العهدين الأيوبي والمملوكي. يعتمد في الأغلب على التعابير الهندسية.

    7 ـ تشبيك الخشب وتعشيقه: هذه الصنعة استعملت في صنع السقوف والأبواب الداخلية. وهي معروفة منذ العهد الأيوبي في صنع المنبر والأضرحة الخشبية والأبواب. تعتمد هذه الصنعة على الموضوعات والتعابير الهندسية وخاصة الاطباق النجمية، والمضلعات المتعددة الرؤوس.

    8 ـ التنزيل: وهو تنزيل العظم في الخشب لتجميله، ويكون أما بتنزيل خيوط أو فصوص هندسية في العناصر الزخرفية، عرفت هذه الصنعة جيداً في العهد المملوكي وخاصة في القرن الثامن الهجري ـ الرابع عشر الميلادي.

    9 ـ الترصيع: وهنا يتمثل بتزيين عقد شبك الدرابزونات بأنصاف كرات عظيمة فسيفسائية.

    10 ـ التدهين بالأصباغ الملونة والذهب: هذه الصنعة معروفة على الخشب منذ العهد الأموي. استمرت الصنعة، لكنها نضجت في العهدين الأيوبي والمملوكي ثم العهد العثماني. وقد برعت إيران بهذه الصنعة إلى درجة وسمت الحلقات الخشبية في الدور الشامية بسمتها، فسميت (عجمي). اتجهت هذه الصنعة أخيراً إلى تضمين الحلقات الخشبية والسقوف صوراً ومشاهد ثم أدخلت المرايا ضمن الزخارف.

    11ـ الأعمال الفنية المعدنية: منتحلة من الزخارف في العهدين الأيوبي والمملوكي وخاصة فان طارقتي باب القاعة الرئيسية مقتبستان من ذلك العصر.

    12 ـ الكتابات: منفذة بالخط الثلث والكوفي، وهي من أثر الخطاط بدوي،  أما الكتابة الكوفية المزواة على الخشب فقد اقتبس طريقتها السيد بشير الخياط (نجل المرحوم محمد علي) من بعض الكتب الفنية.

    13 ـ نقل عناصر زخرفية من أبنية قديمة وتركيبها في هذا البناء كسقف القاعة الرئيسية واللوحات الزخرفية في أعلى الجدران من القاعة الرئيسية.

    في المدخل ردهة صغيرة تطالعنا فيها واجهة خشبية ذات بابين، وفي الأعلى لوحة من الخشب الباهت كتب فيها بالخط الكوفي الهندسي المزوى آية قرآنية:

    (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)

    [الواقعة 68-70].

  • حكومة الفريق أمين الحافظ الثانية والأخيرة

    الرئيس أمين الحافظ
    الرئيس أمين الحافظ

    حكومة الفريق أمين الحافظ الثانية والأخيرة، جاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 3 تشرين الأول 1964 واستمرت بالعمل لغاية 23 أيلول 1965.

    ومن أهم الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة صلاح الدين البيطار الرابعة

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الرابعة، جاءت بتكليف من رئيس المجلس الرئاسة اللواء أمين الحافظ يوم 14 أيار 1964 واستمرت بالعمل لغاية 3 تشرين الأول 1964.

    ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة اللواء أمين الحافظ الأولى

    الرئيس أمين الحافظ
    الرئيس أمين الحافظ

    حكومة اللواء أمين الحافظ الأولى، جاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 13 تشرين الأول 1963 واستمرت بالعمل لغاية 4 أيار 1964.

    التشكيلة الوزارية

    من الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    • صدور عفو عام عن الجرائم السياسية المرتكبة منذ 8 آذار 1963.
    • مشاركة الرئيس أمين الحافظ في مؤتمر القمة المنعقد في مصر يوم 13 كانون الثاني 1964.
    • إعادة افتتاح المركز الثقافي السوفياتي بدمشق يوم 2 شباط 1964، المُغلق منذ سنة 1958.
    • حملة اعتقالات واسعة في حمص يوم 22 شباط 1964.
    • انتخاب شبلي العيسمي أميناً عاماً مسعداً لحزب البعث في آذار 1964.
    • الإعلان عن اكتشاف شبكة تجسس ألمانية في دمشق يوم 3 آذار 1964.
    • تأليف لجنة لوضع دستور مؤقت للبلاد في 24 آذار 1964.
    • وقوع مواجهات دامية مع الإخوان المسلمين في حماة يوم 15 نيسان 1964.
    • إعلان الدستور المؤقت في 25 نيسان 1964، المؤلف من 82 مادة.
    • تأسيس مجلس رئاسة من خمسة أشخاص، برئاسة أمين الحافظ.

    معلومات عامة

  • نذير العظمة

    نذير العظمة

    نذير العظمة (1930 – 27 كانون الثاني 2023) ناقد وباحث وأديب من مواليد مدينة دمشق، يعد من أوائل الشعراء الذين كان لهم دور في تطوير القصيدة العربية الحديثة، فزاوج بين الحداثة والأصالة، كما ابتكر القصيدة المدورة الموزونة دون قافية.

    حياته المهنية

    خريج كلية الآداب بجامعة دمشق، وحاصل على الدكتوراه في فلسفة الأدب من الولايات المتحدة عام 1969، وعلى ماجستير في الأدب الإنكليزي من جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية عام 1965، وهو مجاز باللغة والأدب من الجامعة السورية عام 1950.

    عمل أستاذاً في عدد من الجامعات الأميركية، وأستاذاً لمادة الأدب الحديث في جامعة الملك سعود بالرياض، وشارك في تأسيس مجلة شعر ومجلة الأدب الحديث بالإنكليزية لاتحاد الكتاب العرب.

    عين “العظمة” مستشاراً لوزارة الثقافة بمهرجان أبو العلاء المعري لمدة خمس سنوات، وكان مشاركاً بالإعداد لتكريم بدوي الجبل، وعمر أبو ريشة، ونزار قباني، وشفيق جبري، ومحمد الماغوط، وكان رئيساً لتحرير جريدة البناء، وله العديد من المقالات في الدوريات والصحف العربية.

    شغل “العظمة” منصب عضو مجلس كلية الآداب، وأستاذ زائر لجامعتي هارفارد، وجورج تاون، ورئيس لجنة الملاك والترقية في جامعة بورتلاند الرسمية بأميركا، وسكرتير خازن لجمعية الاستشراق الأميركية من غرب أميركا وكندا، ومديراً لقسم المعلومات في مؤسسة أبي ذر الغفاري بلبنان، وعضو بجمعية الاستشراق الأميركية ويعتبر من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية.

    شارك “العظمة” بمهرجانات أدبية عديدة في العالم منها في إيران وتركيا والهند والاتحاد السوفييتي سابقاً، وألقى من خلال مشاركته محاضرات عدة حول البعد الحضاري والثقافي لسورية المعاصرة والقديمة.

    انتمى إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي في أربعينات القرن الماضي، وتولى مسؤولية رئيس المكتب السياسي للحزب في الشام، ومثّل الحزب في عضوية القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، ومُنح رتبة الأمانة، وحاز العديد من الٲوسمة، والتنويهات منها وسامي الواجب، والثبات، حاز على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية لعام 2014.

     مؤلفاته

    برصيد نذير العظمة مؤلفات تتجاوز 55 كتاباً منشوراً منها 15 مجموعة شعرية، و 20 كتاباً نقدياً بحثيا،ً و10 ترجمات، و10 مسرحيات، وروايتان منها “شريف الأندلسي” التي عرضت لفترة من الزمن على مسرح الحمراء، ومن المسرحيات الشعرية التي أخرجت بالإذاعة السورية “ابن الأرض”، وأخرى نثرية كمسرحية “سيزيف الأندلسي” عام 1975 التي عرضت في الرباط بذكرى الألفية ومسرحية “المرايا” عام 1992.

    وفاته

    توفي الراحل في دمشق لأسباب طبيعية عن عمر ناهز 93 عاماً.

  • حكومة صلاح الدين البيطار الثالثة

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الثالثة، جاءت بتكليف من رئيس مجلس قيادة الثورة أمين الحافظ في 4 آب 1963 واستمرت بالعمل لغاية 12 تشرين الثاني 1963.

    التشكيلة الوزارية

    ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    • سفر صلاح البيطار إلى بغداد والإعلان عن مشروع لإقامة وحدة اقتصادية كاملة مع العراق في 2 أيلول 1963.
    • زيارة الرئيس العراقي عبد السلام عارف إلى سورية في 18 تشرين الأول 1963 والتوقيع وحدة اقتصادية وعسكرية بين البلدين.
    • عقد المؤتمر القومي السادس في دمشق بين 5-23 تشرين الأول 1963، وظهور تيار يميني وآخر يساري داخل الحزب.
    • تعديل قسم ضباط الجيش في 3 تشرين الثاني 1963 وإدخال نص حول ضرورة العمل لتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية.

    معلومات عامة

  • حكومة صلاح الدين البيطار الثانية

     

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الثانية، جاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 14 أيار 1963 واستمرت بالعمل لغاية 4 آب 1963.

    التشكيلة الوزارية

    ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة صلاح الدين البيطار الأولى

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الأولى، هي الأولى أيضاً في عهد البعث وجاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 9 آذار 1963 واستمرت بالعمل لغاية 11 أيار 1963.

    التشكيلة الوزارية

    وعدت حكومة البيطار باستعادة الوحدة مع مصر ومعاقبة كل من شارك في عهد الانفصال. وفي 14 آذار 1963 توجه البيطار إلى القاهرة للاجتماع مع الرئيس جمال عبد الناصر وطرح العودة إلى الوحدة ضمن شروط جديدة، ولكن الجانب المصري لم يقبل بها.

    ومن الأحداث التي جرت في عهد هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة

    الرئيس خالد العظم
    الرئيس خالد العظم

    حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة، جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية ناظم القدسي في 17 أيلول 1962 واستمرت بالعمل لغاية 8 آذار 1963.

    مرض خالد العظم خلال تواجده في رئاسة الحكومة ودخل المستشفى عدة مرات، ما استدعى تكليف أسعد الكوراني برئاسة الوزارة بالوكالة، بعد استقالة نائب الرئيس بشير العظمة. وقد استقال من الحكومة أيضاً وزراء الصحة والمالية التموين والإعلام والتربية والإصلاح الزراعي، ولكن خالد العظم لم يُعين غيرهم وأسند وزاراتهم وكالة إلى آخرين أعضاء في هذه الحكومة. في 16 شباط 1963 تولّى أسعد الكوراني وزارة الإعلام، إضافة لكونه وزيراً للعدل والأوقاف ونائباً لرئيس الحكومة، وبات الدكتور عزت الطرابلسي وزيراً للمالية والاقتصاد، وعُيّن اللواء عزيز عبد الكريم وزيراً للتربية، إضافة لمنصبه الأصلي وزيراً للداخلية.

    ومن أهم الأحداث التي جرت في عهد هذه الحكومة كان الإحصاء الذي أجري في 5 تشرين الأول 1962، والذي نجم عنه فرز أكراد سورية إلى ثلاث فئات: فئة تحمل الجنسية السورية، وفئة مجردة منها مسجلين في القيود الرسمية على أنهم أجانب، وفئة أخيرة من الأكراد المجرّدون من الجنسية غير مقيدين في سجلات الأحوال المدنية، أطلق عليهم وصف “مكتوميّ القيد”

    وفي 8 آذار 1963 وقع انقلاب عسكري في دمشق بقيادة اللواء زياد الحريري مع مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين، أدى إلى اعتقال رئيس الجمهورية، ولجوء رئيس الحكومة إلى مقر السفارة التركية بدمشق، تجنباً للاعتقال.

    ومن الأحداث التي جرت خلال حكم وزارة العظم الخامسة والأخيرة:

    • سحب ترخيص جريدة البعث في 8 تشرين الأول 1962، بسبب انتقاداتها المتكررة للعهد.
    • انطلاق مفاوضات مع الاتحاد السوفيتي في 15 تشرين الأول 1962 لتمويل سد الفرات
    • تأسيس مجلس الإرشاد القومي في 3 تشرين الثاني 1963، برئاسة وزير الإعلام.
    • انعقاد مؤتمر التنمية الاقتصادية في حلب ما بين 7-10 تشرين الثاني 1962، تحت رعاية وبحضور الرئيس العظم.
    • إضراب المعلمين في سورية يوم 8 كانون الأول 1962.
    • مظاهرات دامية في درعا مطالبة بإسقاط حكومة العظم يوم 12 كانون الثاني 1963.
    • إغلاق الحدود مع لبنان لمنع تسلل الناصريين في 13 كانون الثاني 1963.
    • مظاهرات ضد الحكومة في الجامعة السورية يوم 14 كانون الثاني 1963.

    معلومات عامة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !