دار أطلس، مكتبة ودار نشر أسسه سمعان حداد في دمشق سنة 1956، التي وصلها قادماً من فلسطين. حقق الدار سمعة طيبة في الأوساط الثقافية وكان مقره في شارع الصالحية ملتقى للمثقفين والكتاب العرب، ومكاناً تدور في الحوارات الفكرية والنقاشات الوطنية. نشر دار أطلس مئات العناوين من روايات وكتب فلسفية ودينية وتاريخية، ونظّم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية مثل نوادي الكتاب قبل إغلاق المكتبة سنة 2000 والبقاء على دار النشر فقط الذي نُقل مقره إلى شارع العابد. ومن أهم منشوراته كتاب العرب والعثمانيون للمؤرخ السوري عبد الكريم رافق وترجمة كتاب تاريخ سورية ولبنان في عام واحد 1860-1861 للكاتبة مارينا بانتيشينكوفا، الذي نقله إلى اللغة العربية زياد الملا.
خان أبو الشامات، خان أثري يقع شمال شرقي العاصمة السورية على الطريق الآخذ إلى مدينة تدمر الأثرية. بُني في العصر الروماني في القرن الثالث الميلادي، وفيه مجموعة من المراصد على جبل أبو الشامات البركاني الذي يبلغ ارتفاعه نحو 720 متراً. يُشرف الجبل على إطلالة واسعة ممتدة نحو الشرق إلى خان التراب وقصر صيقل، ونحو الجنوب إلى المنطقة البركانية حتى تل دكوة وباتجاه مكحول وأسيس ونحو الغرب إلى الضمير وباتجاه دمشق، ونحو الجنوب الغربي إلى بير قصب وباتجاه تل أصفر.
وصف الموقع
في سنة 1928 زار الرحّالة النمساوي ألويس موسيل خان أبو الشامات ووضع له وللمرصد مخططاً كاملاً، وبعدها بسنتين، جاء زميله الفرنسي أنطوان بوادبار ليصف بعض تفاصيل الخان قائلاً:
الخان أو القصر: مخططه مربع طول ضلعه نحو 50 م، وسماكة جدرانه 3م، وهي مبنية بطراز الحبتين بحجارة كبيرة نسبياً، استخدمت في البناء غرزات طولية وعرضية، وهو مزود بأبراج مربعة في الزوايا مبنية بحجارة أكبر نسبياً، والبوابة في الشمال الشرقي، وفي الباحة بناءان طويلان إضافة إلى الغرف المحيطة. وإلى الشرق منه بركة ما، وعند البرج الشمالي الشرقي بئر.
مخطط خان أبو الشامات
وقد وصف المرصد بالقول:
المرصد: يقع على قمة الجبل، سور أبعاده 53 × 45 م، وسماكته 130 سم، مدخله من الغرب، وفي وسطه برج مربع تقريباً أبعاده 7.75 × 7.2 م، وسماكة جدرانه 140 سم، بابه في الشمال، وأمامه سور خاص به أبعاده 11.7 × 7.75 م، وبركة في الزاوية الشمالية الشرقية، ويلاحظ النظام الخاص بالدخول حيث لا يمكن الدخول إلى البرج إلا عبر الممر المتعرج وعلى شكل رتل واحد.
رأى أنطوان بوادبار صليباً محفوراً على ساكف مُلقى أمام الواجهة الشمالية للبرج، وفسر ذلك بأنه ربما يكون من بقايا مزار مسيحي أقيم فوق معبد سابق. وأضاف في شرحه لبرج الحراسة: أبعاده 6 × 6م، وله فناء مسور أبعاده 7 × 7.15م.
الموقع اليوم
تهدم خان أبو الشامات ولم يبق منه إلا بقايا البرج الجنوبي الشرقي، ويعتقد أنه لو أزيلت الردميات عنه يمكن أن تظهر تفاصيله على نحو جيد. ولم يبقَ من المرصد إلا آثار لبعض الجدران المتهدمة، وتحول برج الحراسة إلى كومة من الحجارة تنتشر حولها عشرات الصخور البازلتية التي نقشت بكتابات صفويّة ويونانية ورسوم مختلفة. وبقية المنشآت المذكورة اختفت معالمها تماماً نتيجة أعمال التخريب التي أصابت الموقع.
عبد الرحمن آل رشي (7 أيلول 1934 – 12 نيسان 2014) ممثل سوري من دمشق وأحد مؤسسي نقابة الفنانين السوريين. تميز بصوته الجهوري وإجادته للغة العربية الفصحى وقد اشتهر من خلال مشاركته في العيد من الأعمال البدوية وفي مسلسلات تاريخية مثل صقر قريش (1979)، نور الدين الزنكي (1984)، العبابيد (1997) وصلاح الدين الأيوبي (2011)، قبل انتقاله إلى أعمال البيئة الشامية مع المخرج بسام الملّا، ابتداء من مسلسل الخوالي سنة 2000 وصولاً للأجزاء الأولى من مسلسل باب الحارة الذي حقق له جماهيرية عربية واسعة.
البداية
ولد عبد الرحمن آل رشي في حي ركن الدين وهو سليل عائلة كردية معروفة وشركسي من طرف أمه. نشأ وسط أسرة شديدة الالتزام رفضت ميوله الفنية بشدة، وعند وفاة والده عام 1955، قرر امتهان التمثيل المسرحي. التحق بأندية الفنانين الهواة وشارك في العديد من المسرحيات مثل الملك هو الملك للكاتب السوري سعد الله ونوس، ومسرحية الأخوة الأعداء للكاتب الألماني فريدريك شيلر. انتقل بعدها إلى الدراما الإذاعية ومن صم إلى التلفزيون السوري عند تأسيسه سنة 1960. ومن أعماله المبكرة في التلفزيون مسلسل مذكرات حرامي مع المخرج علاء الدين كوكش، الذي تعاون معه مجدداً في الكثير من أعمالها ومن مسلسل راس غليص البدوي الشهير.
مسيرته الفنية
اعتمد عبد الرحمن آل رشي على سماته الشخصية والموهبة الخالصة التي كان يتمتع بها، وانتشر اسمه سريعاً في العالم العربي، إذ قدّم على شاشة السينما ثمانية من أشهر الأفلام السورية، منها المخدوعون (1972) وكفر قاسم (1974). وظهر في أعمال غنائية كآداء تمثيلي وصوت مرافق مثل أوبريت الضمير العربي وأغنية أنا سوري آه يا نيّالي التي باتت من أشهر الأغنيات الوطنية السورية. وفي رصيده عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، مثل البركان (1989) ونهاية رجل شجاع (1994) وأخوة التراب (1997)، قبل انتقاله من الأعمال التاريخية والدينية إلى مسلسلات البيئة الشامية، ابتداء من مسلسل الخوالي مع المخرج بسام الملّا سنة 2000، الذي فتح أفق لتعاون غني بينهما نتج عنه مشاركته في الجزء الأول والثاني من مسلسل باب الحارة الشهيرة في السنوات 2006-2007. واختتم آل رشي مسيرته الفنيّة بتجسيد شخصية “أبو سالم،” زعيم حارة الشاغور في مسلسل الغربال سنة 2014.
وفاته
توفي عبد الرحمن آل رشي عن عمر ناهز 83 عاماً يوم 12 نيسان 2014.
بسام بن أدهم الملّا (13 شباط 1956 – 22 كانون الثاني 2022) مخرج تلفزيوني سوري، وعراب ما بات يُعرف بدراما البيئة الشامية. حقق شهرة محلية واسعة من خلال أعماله المبكرة في مرحلة التسعينيات، ومنها مسلسل الخشخاش ومسلسل كان يا مكان، قبل تفرده بأعمال البيئة الشامية ابتداءً من مسلسل أيام شامية سنة 1992.
أسس هذا العمل لسلسة من المسلسلات الدمشقية الناجحة، مثل الخواليوليالي الصالحية، وصولاً إلى باب الحارة الذي حقق نجاحاً عربياً كاسحاً كان الأوسع انتشاراً في تاريخ الدراما السورية، والأكثر ربحاً ورواجاً في تاريخ شركة MBC المنتجة.
البداية
ولد بسام الملّا في حي ركن الدين بدمشق لأم لبنانية وأب سوري. لم بسام يكمل تحصيله العلمي، وأدخله والده إلى قسم المحاسبة في التلفزيون السوري حيث تعرف على عدد من المخرجين مثل علاء الدين كوكش الذي تعلّم منه أصول الإخراج التلفزيوني، وانتقل إلى إخراج برامج المنوعات، وكان أشهرها بساط الريح مع الإعلامي مروان صواف.
نقطة التحول في مسيرته الفنية جاءت سنة 1989 يوم دعاه المنتج داوود شيخاني لإخراج الجزء الأول من مسلسل الأطفال كان يا مكان، الذي كتبه شيخاني بنفسه. حقق العمل نجاحاً جماهيراً في سورية، لينتقل الملّا من بعدها إلى ثاني أعماله الدرامية، وهو مسلسل الخشخاش الذي كتبه الدكتور فؤاد شربجي ولم يكن نجاحه أقل من نجاح كان يا مكان.
بسام الملّا في بداياته.
مسلسل أيام شامية
في سنة 1992 كان العمل الدرامي الشهير أيام شامية، الذي كتب نصه الكاتب الفلسطيني أكرم شريم ولعب دور البطولة فيه عدد من النجوم القدامى، مثل رفيق سبيعيوناجي جبر. أخرجهم بسام الملّا من شخصياتهم النمطية المعروفة (أبو صياح وأبو عنتر) وقدمهم إلى المشاهد العربي بطريقة جديدة ومتطورة، إضافة لإطلاق شهرة عدد من الفنانين الشباب، مثل عباس النوريوبسام كوسا. وكان العمل نقطة تحول في مسيرة الفنان خالد تاجا الذي كان قد عمل ممثلاً منذ مطلع السبعينيات ولكنه لم يحقق النجومية إلا من خلال مسلسل أيام شامية وهو في العقد الخامس من عمره.
كان النجاح الكبير لثنائي عباس النوري – بسام كوسا أحد الأسباب الرئيسية لانطلاق بسام الملّا نحو بطولة مشتركة جديدة لهما في مسلسل باب الحارة، الذي كتب قصته مروان قاووق وصوّر بجزئيه الأول والثاني سنة 2006، دون التفكير وقتئذ بجزء ثالث. تدور أحداث المسلسل في حارة افتراضية في دمشق القديمة أيام الحكم العثماني، سمّيت بحارة الضبع، وكان الجزء الأول يحكي قصة صراع بين حلاق الحارة وحكيمها أبو عصام (عباس النوري) والإدعشري الأزعر (بسام كوسا). نجاح الجزء الأول من باب الحارة فاق كل التوقعات، وعلى الرغم من انسحاب بسام كوسا من الجزء الثاني، أسس لثنائية جديدة بين عباس النوري والفنان سامر المصري، الذي لعب دور العكيد (القبضاي) أبو شهاب.
بسام الملا مخرجاً للجزء الأول من باب الحارة مع بسام كوسا وعلي كريم.
وبعد الجزئين الأول والثاني (2006-2007) عاد باب الحارة بموسمه الثالث سنة 2008، مع نفس طاقم النجوم ونفس الكاتب والمخرج. غاب الملّا عن الجزء الرابع من المسلسل واكتفى بالإشراف عليه درامياً، مع دعوة شقيقه مؤمن الملّا لإخراجه، وغاب معه كل من عباس النوري وسامر المصري ودخلت عليه النجمة منى واصف. عاد النوري إلى المسلسل بموسمه السادس، ولكن بسام الملّا لم يخرج أي جزء من بعد الخامس نظراً لخلافات مع الكاتب وتراجع في صحته، ليتوالى عدد من المخرجين مهمة إخراج المسلسل من بعده، ومنهم عزّام فوق العادةوناجي طعمي ومحمد زهير رجب.
صباح الجزائري (11 تموز 1955) ممثلة سورية، اكتشفها الفنان دريد لحام وبدأت مسيرتها الفنية معه في تمثيلية ملح وسكر المتممة لمسلسل صح النوم الكوميدي الشهير سنة 1973. حققت نجومية عربية واسعة من خلال مشاركتها في بطولة مسرحيات ضيعة تشرين (1974)، غربة (1976) وكاسك يا وطن (1979)، قبل أن تغيب عن صدارة الساحة الفنية في مطلع الثمانينيات، لتعود للصدارة من خلال مسلسل باب الحارة الشهير مع المخرج بسام الملا سنة 2006. برصيدها أكثر من 80 عملاً فنياً في التلفزيون والمسرح والسينما ونالت لقب “سندريلا الشاشة السورية” بالرغم من أنّها لم تدرس التمثيل في حياتها.
البداية مع دريد لحام
ولدت صباح الجزائري بدمشق ودرست في مدارسها الحكومية، وقد أختارها دريد لحام في سن مبكر لتأدية دور “الباحثة الاجتماعية” في تمثيلية ملح وسكر سنة 1973. أسست التمثيلية لمرحلة تعاون وثيق مع دريد – تخللها زواج سريع لم يستمر طويلاً – وقد شاركته بطولة الجزء الثاني من مسلسل صح النوم ومسرحيات ضيعة تشرين (1974) وغربة (1976) وصولاً لمسرحية كاسك يا وطن التي لعبت فيها دور المقدمة وعُرضت للمرة الأولى في مهرجان قرطاج الدولي في تونس سنة 1979. كما شاركت دريد لحام وشقيقتها سامية الجزائري في مسلسل وين الغلط مطلع الثمانينيات، إضافة لعدد من الأفلام السينمائية.
تجارب تلفزيونية مختلفة
في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، كانت لها مشاركات تلفزيونية أخرى بعيداً عن دريد لحام، كدورها في مسلسل بريمو مع المخرج رياض ديار بكرلي سنة 1977 ومسلسل الدروب الضيقة سنة 1980 ومسلسل الأطفال الأردني قمر البر والبحر. بعد انفصالها عن دريد لحام انسحبت الجزائري من عروض مسرحية كاسك يا وطن في لبنان وحلّت مكانها الفنانة سلمى المصري، ثم غابت عن التمثيل لعقد كامل من الزمن وانتقلت إلى بيروت للزواج ثانية.
عادت صباح الجزائري إلى الشاشة سنة 1989 لمشاركة أسعد فضة ورشيد عساف في المسلسل الدرامي قلوب دافئة، وفي العام التالي شاركت في المسلسل الأردني وادي الغزلان. كان لها ظهور مميز في الجزء الأول من المسلسل الدرامي الأخوة سنة 1994، إلى جانب هاني الرومانيوجمال سليمان. كما تُعد مشاركتها بشخصية “نرجس” في مسلسل العبابيد في عام 1996 من أهم الأدوار التي لعبتها، قبل مشاركتها في المسلسل الفانتازي الموت القادم من الشرق الذي أخرجه نجدة إسماعيل أنزور، ولعبت فيه دور “سمية”.
صباح الجزائري وعباس النوري في مسلسل باب الحارة سنة 2006.
أعمال البيئة الشامية
في عام 2000 قدمت صباح الجزائري أول أعمالها في البيئة الشامية بمسلسل الخوالي مع المخرج بسام الملا، قبل مشاركتها بطولة مسلسل باب الحارة اعتباراً من جزئه الأول سنة 2006. حقق باب الحارة نجاحاً منقطع النظير في العالم العربي واشتهرت من خلاله صباح الجزائري بدور “أم عصام”
كان العمل نقلة نوعية في مسيرتها الفنية، قدمها بشكل مختلف وجديد إلى الجمهور العربي الفتي الذي لم يشاهد أعمالها السابقة. وقد شاركت في عام 2004 بمسلسل عائد إلى حيفا المأخوذ عن رواية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني قبل مشاركتها في مسلسل نزار قباني مع المخرج باسل الخطيب، حيث أدت دور والدة نزار قباني.
تجارب مختلفة
في عام 2008، ومع استمرار مشاركتها في أجزاء باب الحارة المتتالية، لعبت دور صاحبة ملهى ليلي في مسلسل وحوش وسبايا، لتدخل من بعدها في تجارب متنوعة ومختلفة، مثل المسلسل الكوميدي زمان الصمت، ومسلسل البيئة الشامية الداية والجزء الثاني من مسلسل أهل الراية سنة 2010. وسعت الجزائري من أعمالها الشامية من يومها، وشاركت في مسلسلات زمن البرغوت ومسلسل طاحون الشر والجزء الثاني من مسلسل عطر الشام سنة 2017.
شقيقتها الفنانة سامية الجزائري، وهي متزوجة من رجل الأعمال اللبناني رباح التقي، ولديهما ثلاثة أبناء هم كرم، ورشا، وترف التقي وجميعهم دخلوا المجال الفني.
ولد رياض ديار بكرلي في حي ركن الدين في دمشق، كان والده ضابطاً في الشرطة السورية أيام الانتداب الفرنسي. درس في مدرسة الملك العادل، وفي مطلع شهر آب من عام 1960 عُيّن مديراً للاستوديو في التلفزيون السوري بعد أسابيع من افتتاحه – يوم كانت البرامج تُبث على الهواء مباشرة من قمّة جبل قاسيون – وظل في منصبه لمدة ثمانية أشهر قبل أن ينتقل إلى الإخراج التلفزيوني. كان الفنان عبد اللطيف فتحي يومها من نجوم سورية الأوائل، وبينما كان التلفزيون يبث برنامج “المسرح الصغير- عرائس” فتح عبد اللطيف باب الأستوديو دون إنذار، فطلب إليه ديار بكرلي ألا يتحرك، حتى إذا جاء وقت الفاصل الموسيقي قال له: “يا أستاذ عبد اللطيف أنت خالفتَ النظام، كيف تسمح لنفسك أن تدخل علينا ونحن على الهواء؟”
بعد انتهاء الإرسال اتصل مدير التلفزيون صباح قباني بديار بكرلي وطلب منه زيارته في الإدارة. فلما التقاه أثنى على نشاطه وتقيده بالنظام، وأخبره بأن عبد اللطيف فتحي اشتكى منه وطلب نقله كعقوبة إلى دائرة المنوعات. كان المخرج خلدون المالح يرأس دائرة المنوعات يومها، فعمل رياض ديار بكرلي معاوناً له، وقدما معاً برنامج “سهرة دمشق” بطولة الثنائي دريد لحامونهاد قلعي.
أعماله التلفزيونية
في سنة 1962، أخرج تمثيلية بعنوان “أستاذ ترلم” للقصاص الشعبي حكمت محسن، بطولة تيسير السعديوهالة شوكت. أوفد بعدها إلى ألمانيا الغربية لاتباع دورة إخراجية في تلفزيون مدينة كولونيا استمرت حتى مطلع عام 19،63 وعمل مخرجاً في محطة تلفزيون فرنكفورت لمدة ثلاثة عشر شهراً. سافر رياض ديار بكرلي إلى الرياض سنة 1965 للمشاركة في تأسيس التلفزيون السعودي، وفي سنة 1967 قدّم برنامجاً تمثيلياً في سورية منوعاً بعنوان “سلامات” تضمن فقرات غنائية كوميدية، كتبته زوجته رويدا الجراح بالتعاون مع الكاتب الفلسطيني أحمد قبلاوي.
وفي سنة 1977 أخرج ديار بكرلي أول مسلسلاته الدرامية الطويلة بعنوان بريمو، تأليف أحمد قبلاوي أيضاً وبطولة هاني الرومانيورفيق سبيعيوفهد كعيكاتي. حقق العمل نجاحاً جماهيراً كبيراً، تلاه عدد من البرامج الأسبوعية الناجحة مثل “صور من العالم” ومسابقات “اقرأ” وصولاً للبرنامج الديني سبحان الله عام 1989، الذي قدمته الممثلة ثراء دبسي. وبعدها كان مسلسل “شخصيات ومواقف” وهو عبارة عن حلقات متصلة ومنفصلة في آن واحد، جاء بعده عام 1992 العمل الاجتماعي الأشهر في مسيرة رياض ديار بكرلي بعنوان الأخوة، بطولة جمال سليمانوصباح الجزائري.
وفي عام 1993 قدم مسلسل عن البيئة الساحلية بعنوان الخطوات الصعبة، تأليف مروان صقر، ثم أخرج مسلسل الحب والكراهية، من تأليف عبد النبي حجازي، سيناريو رويدا الجراح، الذي تناول قضايا الفساد، وكان الأول في مسيرته الذي يتم تصويره خارج الاستديو. بعدها بعام أخرج الجزء الثاني من مسلسل الأخوة، وفي سنة 1999 قدم مسلسلاً مأخوذ عن قصة للأديب حسيب كيالي بعنوان تلك الأيام، وهو عمل كوميدي ساخر يتناول البيئة الإدلبية في خمسينيات القرن العشرين بما فيها من صراعات عائلية وسياسية، لعب فيه سليم صبري دور البطولة، وشارك فيه محمد خير الجراحوسلاف فواخرجي وغيرهم من نجوم الدراما السورية.
في الفترة 1968-1975، تعاون رياض ديار بكرلي مع دريد لحام وجميل ولاية وعمر حجو في تأسيس نقابة الفنانين السوريين وكُلِّفَ برئاسة دائرة المنوعات ورئاسة دائرة التمثيليات في التلفزيون السوري. وفي سنة 1981 أصبح رئيساً لدائرة المخرجين قبل تسميته مديراً لدائرة الإنتاج التلفزيوني. إضافة لكل ما سبق، انتُخب عضواً في مجلس إدارة نقابة الفنانين، ونائباً لنقيب الفنانين وأمين سر النقابة حتى عام 1989.
الوفاة
توفي رياض ديار بكرلي في دار السعادة للمسنين بدمشق في 30 تشرين الثاني 2019.
ولد عزت الطرابلسي في حي باب سريجة بدمشق، ودرس في مكتب عنبر وفي كلية الحقوق في الجامعة السورية. نال شهادة الدكتوراة في القانون والعلوم السياسية من جامعة باريس، حيث تعرف على وزير سورية المفوض خالد العظم، الذي قال أنه من خيرة الشبان الذين درسوا في فرنسا وحازوا الدكتوراه في العلوم المالية.
مرفأ اللاذقية
عاد الطرابلسي إلى دمشق ومارس المحاماة من عام 1934 وحتى عام 1938، إضافة لعمله مدرساً في الجامعة السورية لغاية عام 1947. أنتقل بعدها إلى سلك القضاء وعُيّن قاضياً في محكمة الأملاك العقارية، وعند تشكيل حكومته الثالثة قرر الرئيس خالد العظم تكليفه بتأسيس وترأس مرفأ اللاذقية سنة 1950. شُكل مجلس إدارة برئاسة عزت الطرابلسي، مؤلف من ممثلين عن الحكومة والقطاع الخاص، وسمّي بعدها الطرابلسي مديراً عاماً للجمارك ثم أميناً عاماً وزارة المالية.
الدكتور عزت الطرابلسي، حاكماً لمصرف سورية المركزي سنة 1956.
تأسيس المصرف المركزي
كلفه رئيس الجمهورية شكري القوتلي برئاسة لجنة لإعداد نظم مجلس النقد والتسليف، المؤسس بموجب المرسوم التشريعي رقم 87 الصادر في عهد الرئيس أديب الشيشكلي عام 1953. سُمح له بالاستعانة بمن يرغب من الخبراء الدوليين لتأسيس مصرف سورية المركزي، واستعان الطرابلسي بخبرات فرنسية وسويسرية، وأصبح أول حاكماً للمصرف اعتباراً من 1 آب 1956. طرح اسمه لتولّي حاكمية مصرف مركزي للجمهورية العربية المتحدة سنة 1960. ولكن المشروع لم ير النور واستبعد الطرابلسي عنه بسبب معارضته الشديدة لتوحيد العملة في أقليمي جمهورية الوحدة. وقد شرح موقفه برسالة طويلة للرئيس جمال عبد الناصر مما أشاع خلافاً كبيراً بينهما، ولولا صلابة موقفه لذهبت التغطية النقدية لليرة السورية أدراج الرياح. رفض تحديد ولايته عند انتهائها في 31 تموز 1961، ورشح زميلة الدكتور حسني الصواف لخلافته.
الطرابلسي وزيراً
بعد انقلاب الانفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة سنة 1961، نشط الطرابلسي في مهاجمة السياسية الاشتراكية القائمة في عهد عبد الناصر، قبل تعيينه وزيراً للاقتصاد في حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة في أيلول 1962. أوكلت إليه مهمة إعادة تأهيل الاقتصاد السوري ونزع الصبغة الاشتراكية عنه، وكان يسعى – بالتعاون مع رئيس الحكومة – إلى ابطال قرارات التأميم الصادرة في تموز 1961، مع إعادة النظر في قانون الإصلاح الزراعي الذي أصدره عبد الناصر في أيلول 1958. اقترح إعادة ملكية المصانع والأملاك المؤممة إلى مالكيها الأصليين وتعويض أصحاب الأراضي والمصانع عن خسارتهم المادية في سنوات الوحدة. وعلى الرغم ديناميكية الأسس التي وضعها وعمليتها لم توضع قيد التنفيذ بسبب الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الانفصال يوم 8 آذار 1963.
عزت طرابلسي يشرح عمل مصرف سورية المركزي سنة 1957، بحضور الرئيس شكري القوتلي وإمام اليمن محمد البدر، ويقف خلفه رئيس مجلس النواب ناظم القدسي ورئيس الحكومة صبري العسلي.
في الخليج العربي
كان عزت الطرابلسي يومها خارج سورية، يقود وفداً حكومياً إلى ألمانيا الغربية لأجل الحصول على دعم مالي تمويل لمشروع سد الفرات. أعفي من منصبه غيابياً وجرّد من حقوقه المدنية بتهمة المشاركة “بجريمة الانفصال” كما أطلقوا عليها، فانتقل إلى السعودية وعُيّن مستشاراً اقتصادياً لحكومتها قبل تسميته مستشاراً خاصاً للملك فيصل عند توليه العرش سنة 1964. انتقل بعدها إلى إمارة أبو ظبي وأصبح مستشاراً مالياً للشيخ زايد بن سلطان، مكلفاً بوضع نظم مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، الذي افتتح سنة 1972.
بنك لبنان والمهجر
أوكلت له المهام نفسها في الكويت وفي سنة 1987، دعي للإقامة في بيروت وتسلّم إدارة بنك لبنان والمهجر، أحد أنجح المصارف العربية في حينها، قبل تعيينه رئيساً لمجلس إدارته.
وفاته
توفي الدكتور عزت الطرابلسي في بيروت يوم 6 كانون الأول 2000 عن عمر ناهز السابعة والثمانون عاماً.
مؤلفاته
ألّف عزت الطرابلسي عدّة كتب ومنها:
الزراعة في سورية (باللغة الفرنسية).
الخطوط الكبرى للسياسة الاقتصادية والاجتماعية في سورية.
دراسات في المالية العامة والموارد العامة والضرائب والقروض (بالاشتراك مع الوزير عوض بركات).
المناصب
حاكماً لمصرف سورية المركزي (1 آب 1956 – 31 تموز 1961)
نبيل المالح (28 أيلول 1936 – 24 شباط 2016)، مخرج ومنتج وكاتب سيناريو سوري، تنوعت إنجازاته السينمائية بين الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية والتجريبية، كان أشهرها فيلم الفهد الروائي الطويل (1972)، وفيلم الكومبارس (1993). وكان فيلمه غراميات نجلا سنة 2001 أول فيلم سينمائي سوري يصوّر بكاميرا رقمية (ديجيتال)، وقد شاركت أعماله في مهرجانات عالمية وحصدت العديد من الجوائز.
البداية
ولد نبيل المالح في دمشق، وهو سليل عائلة فنية عريقة من الطبقة الوسطى، درس في الجامعة السورية وحاز على شهادة الماجستير في الاخراج من جامعة السينما في براغ، مع أن طموحه الأولي كان دراسة الفيزياء النووية. شارك كممثل بدور صغير في أحد الأفلام التشيكية، وبعد عودته إلى سورية تعاقد مع المؤسسة العامة للسينما لإخراج عدد من الأفلام الوثائقية، كان أولها “حلب عاصمة الشمال” سنة 1965. أتبعه بفيلم “لون وحياة” وفي سنة 1970 أخرج وثائقي “إيقاع دمشقي” عن الفنون التقليدية والحديثة، ومنها الفن التشكيلي الذي شهد نهضة كبيرة في ستينيات القرن العشرين.
الأعمال الفلسطينية والسياسية
أولى أفلام نبيل المالح الروائية القصيرة تناولت مأساة الشعب الفلسطيني بكل جوانبه، من الاحتلال والتهجير إلى مخيمات اللجوء في الوطن العربي. في “إكليل الشوك” مثلاً، الذي عُرض سنة 1969، أظهر فتاة فلسطينية من مخيم القابون تحلم بالانتقال إلى دمشق الذاهلة والمشغولة عنها وعن أحلامها، وفي رجال تحت الشمس (1970) تناول العمل الفدائي الفلسطيني. جاء بعده فيلم “النافذة” عن جرائم الاستعمار الحديث، ووثائقي “نابالم” (1971) عن الجرائم الأمريكية في حرب فيتنام. وفي فيلم “الزبد – اللعبة الأبدية” سنة 1972 تحدث عن أحوال العمال والصيادين والشغيلة، وصولاً إلى فيلم فلاش عن الاستبداد والقمع والتسلط، الذي لم تتجاوز مدته دقيقة ونصف الدقيقة وقد وصفه النقّاد بأنه “أقصر فيلم روائي طويل”.
من ثم أخرج المالح فيلم بقايا صور (1973)، والسيّد التقدمي (1974)، قبل تقديم فيلم الكومبارس (1993) الذي قام بكتابته وكان من بطولة بسام كوسا وسمر سامي. رصد فيه هموم ومشاكل شابين يعيشان تحت وطأة الفقر، وقد حصد الفيلم عدة جوائز عربية وعالمية كجائزة أفضل إخراج من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان السينما العربية الذي كان ينظمه معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس، إضافة لجائزة من مهرجان ريميني السينمائي الدولي في إيطاليا.
تجارب مختلفة بعد سنة 2000
في مطلع الثمانيات، تعرض نبيل المالح إلى اعتداء جسدي في إحدى شوارع دمشق، شدّ بعده الرحيل إلى اليونان ليؤسس شركته الإنتاجية الخاصة “إيبلا للإنتاج” قدّم من خلالها عدداً من الأفلام الوثائقية قبل عودته إلى سورية سنة 2000 لإنتاج فيلم “العتمة المضيئة” عن فاقدي البصر وأهمية دمجهم في المجتمعات المحلية. بالتعاون مع عمرو السواح، أخرج فيلم ع الشام ع الشام (2006)، عن آثار الهجرة الداخلية على الريف والمدينة، تلاه فيلم بورتريه من القامشلي (2007) الذي أنتجه لصالح الهيئة السورية لشؤون الأسرة.
الأفلام الوثائقية
في فيلم «شهرزاد» (2007) يدور الحديث عن المرأة السورية بين الواقع والدستور والقوانين، عن شهرزاد الألف الثاني بعد الميلاد -كما يقول الوثائقي نفسه – وهي ترزح تحت نير الخفض الاجتماعي والاضطهاد الذكوري وعجز القوانين عن حمايتها. بينما تناول الفيلم الوثائقي «مخرج يبحث عن شيخ الشباب» (2007) حياة الزعيم الوطني فخري البارودي، وفيه ظهر المطرب الكبير صباح فخري وهو يؤدي قصيدة البارودي الشهيرة بلاد العرب أوطاني. أما «الكرستال المقدس» (2008) فتناول تاريخ وحاضر دمشق الأثيرة دائماً لديه، وفي «متحدون في المهجر» (2011) تناول قضية اللاجئين العراقيين في سورية، وهو آخر أعمال نبيل المالح في دمشق قبل مغادرته إلى منفاه الاختياري في الإمارات العربية المتحدة.
الوفاة
وكان المالح قبل سفره قد كتب سيناريو مسلسل أسمهان الذي أخرجه شوقي الماجري وكان يحضر لسلسة وثائقية عن تاريخ سورية الحديث، بالتعاون مع الكاتب سامي مروان مبيّض، سجّلت منها بعض الحلقات ولكنها لم تكتمل. توفي نبيل المالح في مدينة دبي عن عمر ناهز 80 عاماً يوم 24 شباط 2016.
محمد البغدادي (1930 – 17 آذار 2020) بروفيسور وأستاذ جامعي سوري متخصص في الفيزياء النظرية ومؤلف أكبر موسوعة فيزيائية باللغة العربية. أسس بالمغرب أول مختبر للفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس وكان أول من أدخل مفاهيم النسبية العامةوميكانيكا الحقول الكمية على الدروس الجامعية، ووصف الطاقات العليا باستخدام الحالات الطوبولوجية.
البداية
ولد محمد البغدادي في دمشق والتحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية، وبعد تخرجه فيها أُرسل في بعثة حكومية إلى فرنسا لنيل درجة الدكتوراه في الرياضيات ودراسة الفيزياء، ولا سيما الفيزياء النظرية (theoretical physics) التي تتناول النظريات الفيزيائية وتبحث في حلولها الرياضية والمعادلات الفيزيائية لاستنباط القوانين لتفسير سلوك الأجسام.
مسيرته المهنية
بعد عودته من فرنسا عمل أستاذاً في كلية الهندسة بالجامعة السورية، لينتقل بعدها إلى المغرب كخبير في مناهج تدريس الرياضيات والفيزياء لدى منظمة اليونسكو، قبل أن يستقر في الرباط ويؤسس أول مختبر للفيزياء النظرية بكلية العلوم في جامعة محمد الخامس. ويعد الدكتور محمد البغدادي أحد مؤسسي القسم العربي في الجامعة، وتخرج من تحت يده أجيال من المتخصصين في مجال الفيزياء، من مغاربة وعرب في المراحل الجامعية كافة. وضع مؤلفات وترجمات عدة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية، أغلبها في الفيزياء النظرية وتاريخ العلوم. كما حقق إنجازات في مجال البحث العلمي وعمل على تطوير علوم الفيزياء في المركز الدولي في مدينة تريستي الإيطالية، مع صديقه البروفيسور الباكستاني محمد عبد السلام (الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء النظرية).
موسوعة أسس الفيزياء المعاصرة
بعد تقاعده من العمل بدأ البروفيسور البغدادي كتابة موسوعته الفيزيائية، متنقلاً بين جامعة دمشقوجامعة بواتييه الفرنسية وجامعة محمد الخامس في الرباط. اختار أن تكون باللغة العربية وهو عمل موسوعي ضخم اشتغل به عدة سنوات بمفرده دون أي مساعدة أو دعم مادي. تتألف موسوعة أسس الفيزياء المعاصرة من خمس مجلدات وتعد الأولى من نوعها باللغة العربية، وقد قسّمها إلى خمسة أقسام في فروع الفيزياء الرئيسية:
المجلد الأول: الميكانيك التقليدي والنسبوي.
المجلد الثاني: الميكانيك الإحصائي والثرموديناميك.
المجلد الثالث: الكهرومغناطيسية والضوء.
المجلد الرابع: ميكانيكا الكم.
المجلد الخامس: الفيزياء الإحصائية.
حاول البغدادي جاهداً ألا يترك مجالاً من مجالات الفيزياء النظرية، إلا وقد تطرق إليه، وفتح أمام القراء أبوابه، فكانت الموسوعة شاملة متكاملة قدر الإمكان. وقد وصف الموسوعة بأنها: “تعطي كل ما يطلبه الفيزيائي المتشبع بالرياضيات لإتمام دراسته والانفتاح على ما بعد السنوات الأولى من التعليم الجامعي.”
وفاته
توفي الدكتور محمد البغدادي عن عمر ناهز 90 عاماً يوم 17 آذار 2020.
خان أبو الشامات، خان أثري يقع شمال شرقي العاصمة السورية على الطريق الآخذ إلى مدينة 
عبد الرحمن آل رشي (7 أيلول 1934 – 12 نيسان 2014) ممثل سوري من دمشق وأحد مؤسسي نقابة الفنانين السوريين. تميز بصوته الجهوري وإجادته للغة العربية الفصحى وقد اشتهر من خلال مشاركته في العيد من الأعمال البدوية وفي مسلسلات تاريخية مثل 
التكريمات
في الخليج العربي
نبيل المالح (28 أيلول 1936 – 24 شباط 2016)، مخرج ومنتج وكاتب سيناريو سوري، تنوعت إنجازاته السينمائية بين الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية والتجريبية، كان أشهرها فيلم 
