الشهر: سبتمبر 2023

  • ناديا خوست

    الدكتورة ناديا خوست
    الدكتورة ناديا خوست

    ناديا خوست (1935)، أديبة سورية من دمشق، بدأت مسيرتها في ستينيات القرن العشرين واشتهرت بأدبها المرتبط بمدينة دمشق. تنوع نتاجها الأدبي، بين الرواية والقصة والمقال والمسرحية، ولها مساهمة كبيرة في حماية إرث دمشق المعماري والحفاظ على أحياءها التاريخية، عبر عضويتها في لجنة حماية مدينة دمشق القديمة.

    البداية

    ولدت ناديا خوست في حي سوق ساروجا ودرست بكليّة الآداب – قسم الفلسفة – في الجامعة السورية، ثمّ نالت شهادة الدكتوراة في الأدب المقارن من الاتحاد السوفييتي عن أطروحة بعنوان “أدب تشيخوف وأثره على الأدب العربي.”

    قصة الشيخ علي الطنطاوي

    في مذكرته، أورد قضي دمشق الشيخ على الطنطاوي هذه القسة عن ناديا خوست، يوم كانت طالبته في المدرسة:

    كان عندي بنت أحسها شركسية، صارت الآن كاتبة معروفة في سورية سمها ناديا خوست، قالت: تسمح لي أن أكتب عنك؟ قلت: نعم. فقالت بمكر ظاهر: ولو كتبت عنك ما لا يرضيك؟ قلت: أكتبي ما شئت، لكن التزمي الصدق وحدود الأدب. فكتبت قطعة لا تزال عندي بخطها، وقد مر عليها الآن أكثر من ثلث قرن، تصفني وصفاً يضحك عليّ كل من قرأه، تسخر مني وتهزأ بزيي وشكلي وحركاتي، ولكن لقطفة مكتوبة كتابة جيدة. أعطيتها الدرجة العالية على أسلوبها، لأنه كان في الحق أسلوباً أدبياً ممتازاً، وأحلتها على لجنة التأديب في المدرسة.

    المسيرة الأدبية

    عادت إلى دمشق وفي سنة 1967، صدرت مجموعتها القصصية الأولى بعنوان أحب الشام، التي حظيت بإعجاب النقّاد والأدباء. انتسبت إلى اتحاد الكتّاب العرب سنة 1977 وبعدها بأشهر خُصص له مقالاً أسبوعياً في جريدة تشرين، ظلّت تكتبه لما يزيد عن ثلاثين سنة. رفضت مغادرة دمشق عند بدأ الحرب السورية سنة 2011 وشاركت في مؤتمر الحوار الوطني الذي ترأسه وزير الخارجية فاروق الشرع. عينت عضواً في المجلس الوطني للإعلام وفي عام 2016 حصلت على جائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة.

    حماية دمشق القديمة

    وفي السبعينيات وعبر عضويتها في لجنة حماية دمشق القديمة لعبت ناديا خوست دوراً كبيراً في حماية حارات الشّام من الإهمال ومنع هدم الكثير من دورها التاريخية وتسجيلها على قائمة التراث العالمي، ولها يعود الفضل في الحفاظ على منزل الزعيم الوطني فخري البارودي في حي القنوات، وجعله تابعاً لجامعة دمشق، وتحويل منزل وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة في منطقة المهاجرين إلى متحف تابع لوزارة الدفاع وجعل منزل رئيس الحكومة خالد العظم في ساروجا متحفاً للوثائق التاريخية يتبع لوزارة الثقافة.

    المؤلفات

  • سهام ترجمان

    الدكتورة سهام الترجمان
    الدكتورة سهام ترجمان

    سهام بنت فهمي ترجمان (1 كانون الأول 1932 – 26 تموز 2023)، أديبة سورية من دمشق وصاحبة كتاب يا مال الشّام المرجعي الذي صدر سنة 1978 وحقق رواجاً كبيراً في سورية والوطن العربي وترجم إلى عدة لغات. قدّمت برامج ثقافية في إذاعة دمسق وعملت محرّرة في مجلّة الجندي العربي، ورئيسة تحرير مجلّة فلاش التي كانت تصدر بالإنكليزية عن الإدارة السياسيّة للجيش والقوّات المسلّحة.

    البداية

    ولدت سهام ترجمان في حيّ العمارة بمدينة دمشق، وترجع أصول والدتها عزيزة علي قاسم إلى الجزائر. حصلت على الشّهادة الابتدائيّة من مدرسة زبيدة للبنات والثانويّة من مدرسة التجهيز الأولى للبنات، التحقت بعدها بكليّة الآداب – قسم الفلسفة – في الجامعة السورية وتخرّجت فيه سنة 1955.

    العمل الصحفي

    بدأت حياتها العمليّة في إذاعة دمشق كمحرّرة ومذيعة في برنامج الجندي سنة 1956 وقدّمت عدداً من البرامج الثقافيّة ومنها برنامج “فنجان قهوة،” وكانت مدّته نصف ساعة مسائية كلّ أحد. عملت محرّرة في مجلّة الجندي العربي، ورئيسة تحرير مجلّة فلاش التي كانت تصدر بالإنكليزية عن الإدارة السياسيّة للجيش والقوّات المسلّحة. أثناء الوحدة السوريّة المصريّة تنقّلت بين الدولتين في عدّة مهمّات صحفيّة، وعملت كمراسلة لمجلّات مصريّة معروفة مثل روز اليوسف وآخر ساعة. عُيّنت مديرة قسم التخطيط الإعلامي والثقافي في الإدارة السياسيّة – فرع الإعلام – ثم مستشارة ثقافيّة في مركز الدراسات العسكريّة والإستراتيجيّة في وزارة الدّفاع.

    سهام ترجمان ودمشق.
    سهام ترجمان ودمشق.

    العمل الأدبي

    كتبت سهام ترجمان في عدد من الألوان الأدبية، واعتنت بمدينة دمشق بشكل خاص. أولى مؤلفاتها وأشهرها كان كتاب يا مال الشام عن المظاهر الاجتماعيّة التراثيّة الشاميّة، كالعرس الشامي، والسيران (النزهات)، والزغاريد، وتوصيف السهرات النسائيّة وما يتمّ فيها من تندّر بالأمثال والنّكت والطرائف، إلى جانب استعادتها بعض الأحداث الاجتماعية بأسلوبها السهل ولهجتها الشاميّة المحببّة. صدر الكتاب سنة 1978 وتُرجم إلى اللغة الإنكليزية 1994 بعنوان ابنة دمشق.

    أمّا كتابها “رسالة إلى الطيار الإسرائيلي الذي قتل زوجي” فيعدّ مرجعاً توثيقياً عن حرب تشرين، عبّرت فيه عن نكبتها في استشهاد زوجها الرائد فؤاد محفوظ، بعد زواج لم يستمر إلا سنتين. وفي سنة 1983 أصدرت روايتها الأولى بعنوان آه… يا أنا عن دار طلاس للدراسات والنشر، وألحقتها برواية جبل الشيخ في بيتي سنة 1986. نالت شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري عن كتابها فرقة المعتزلة الذي يتناول أثر المعتزلة والعقل في الفلسفة الإسلاميّة.

    البرامج الإذاعية

    • برنامج الجندي (1956)
    • برنامج المرأة
    • برنامج فنجان قهوة
    • برنامج الحقيبة الدبلوماسية
    • برنامج القوات المسلحة
    • برنامج حماة الديار
    • برنامج الوجه الآخر

    مؤلفاتها

    الوفاة

    توفيت سهام ترجمان في دمشق عن عمر ناهز 90 عاماً يوم 26 تموز 2023، ودفنت في مقبرة الباب الصغير.

     

     

     

  • المدرسة الكاملية

    المدرسة الكاملية، أو “دار القرآن والحديث التنكزية،” مدرسة قديمة من العهد المملوكي، تقع داخل مدينة دمشق القديمة، بالقرب من قصر العظم في سوق البزورية. بُنيت في أوائل القرن الرابع عشر على يد الأمير المملوكي سيف الدين تنكز، وكُتب على اللوح الحجري الذي يعلو مدخلها: “أنشأ هذه المدرسة المباركة وأوقفها على القراء المشتغلين بالقرآن العظيم والفقهاء المسمعين للحديث النبوي الملك الأشرف السيفي التنكزي النظري كافل الممالك الشريفة بالشام المحروسة وذلك في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.” جددت في عهد الشيخ كامل القصاب سنة 1908 وكانت من أفضل دمشق وأشهرها في النصف الأول من القرن العشرين.

    الطراز المعماري

    للمدرسة واجهة حجرية وباب تعلوه العديد من الزخارف ومتوج بالمقرنصات على النمط المملوكي، وتتميز بالحجارة الضخمة التي بنيت منها. تتألف من طابقين، الأول يضم عدداً من الغرف مع فسحة، والثاني فيه غرفاً صفية، لها جميعها أبواب ونوافذ خشبية. وحافظت المدرسة على طرازها وبنائها مع استمرار عمليات الترميم فيها على يد ورثة الشيخ القصاب.

    عهد الشيخ كامل القصاب

     

    انتقلت ملكية المدرسة بين أشخاص وجهات مختلفة، فتحولت تارة مكاناً للسكن وأخرى مدرسة لتعليم القرآن، مع الحفاظ على بنائها الأساسي. وفي سنة 1908 انتقلت ملكيتها إلى الشيخ محمد كامل القصاب، أحد أشهر مُدرسي دمشق الذي أعاد لها مكانتها كمدرسة علمية مرموقة وأدخل إليها طرق التعليم الحديث. عُرفت في عهده باسم “الثانوية الدمشقية العثمانية” وأصبحت من أهم المدارس الثانوية في البلاد، وكانت شهادتها تُقبل في معهد الطب العثماني بداية وفب الجامعة السورية لاحقاً.  أسس فيها “جمعية العلماء،” بهدف نشر العلم والمعرفة، ومنها انطلق أنصاره من المجاهدين لمواجهة الفرنسيين في معركة ميسلون سنة 1920. بعد وفاة كامل القصاب عام 1954 انتقلت إدارة المدرسة إلى ابنه ثم حفيده، وتحولت إلى مدرسة ابتدائية، وهي اليوم مدرسة خاصة تتبع لوزارة التربية السورية وتضم مراحل التعليم الأساسي تحت اسم “المدرسة الكاملية الهاشمية.” وقد كتبت على حجر أعلى باب المدرسة هذه العبارة: “جدد عمارة وبناء هذه المدرسة من ماله الخاص الفقير إلى الله تعالى محمد كامل القصاب.”

    مدرسون طلاب

    علّم في المدرسة الكاملية نخبة من أساتذة سورية ومنهم الأمير عارف الشهابي والدكتور عبد الرحمن الشهبندر والمحامي عبد الوهاب الإنكليزي والأديب خير الدين الزركلي. وتخرج فيها أسماء لامعة بمجالات مختلفة، ومنهم:

     

  • محمد علي الحلبي

    الرئيس محمد علي الحلبي
    الرئيس محمد علي الحلبي

    محمد علي الحلبي (1937 – 19 أيلول 2016)، سياسي سوري من دمشق وعضو في اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي. عُين محافظاً على مدينة دمشق في نهاية عهد الرئيس نور الدين الأتاسي. تسلّم رئاسة مجلس الشعب في عهد الرئيس حافظ الأسد قبل تعيينه رئيساً للحكومة من 27 آذار 1978 ولغاية 9 كانون الثاني 1980. تكريماً له وبعد استقالة حكومته، عين سفيراً في الاتحاد السوفيتي من سنة 1982 ولغاية عام 1988.

    البداية

    ولد محمد علي الحلبي في دمشق ودرس في مدارسها الحكومية وفي جامعة دمشق، حيث نال شهادة في الفلسفة من كلية الآداب. انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في شبابه وفي سنة 1955 بدأ حياته المهنية مدرساً في ثانويات الجولان قبل سفره إلى الكويت ليعمل في التدريس من سنة 1959 ولغاية عام 1964.

    محمد علي الحلبي مع نظيره اللبناني الدكتور سليم الحص.
    محمد علي الحلبي مع نظيره اللبناني الدكتور سليم الحص.

    رئيساً للحكومة السورية (1978-1980)

    أيد وزير الدفاع حافظ الأسد في صراعه مع اللواء صلاح جديد وفي شباط 1969 سمّي محافظاً لمدينة دمشق. وبعد وصول الأسد إلى السلطة عينه رئيساً لمجلس الشعب من حزيران 1973 ولغاية 9 آذار 1978. بعدها بأيام معدودة كلفه الرئيس الأسد بتشكيل الحكومة السورية، خلفاً لحكومة عبد الرحمن الخليفاوي. شهدت حكومته تقارباً ملحوظاً مع العراق كاد أن يؤدي إلى إقامة وحدة بين البلدين لولا تسلّم صدام حسين الحكم في تموز 1979. وفي عهده وقعت قطيعة تامة مع مصر إبان التوقيع على اتفاقة كامب ديفد في 17 أيلول 1978. داخلياً زادت وتيرة الاغتيالات من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وكانت ذروتها حادثة مدرسة المدفعية في حلب التي نفّذها تنظيم الطليعة المقاتلة وراح ضحيتها ثمانون مجنداً يوم 16 حزيران 1979.

    سفيراً في موسكو

    تكريماً له عين الحلبي سفيراً في موسكو سنة 1982 وكان شاهداً على مرحلة تصدع الاتحاد السوفيتي في عهد ميخائيل غورباتشوف. بقي في موسكو حتى سنة 1988 وأنهى حياته السياسية من بعدها.

    الوفاة

    توفي محمد علي الحلبي بدمشق عن عمر ناهز 79 عاماً يوم 19 أيلول 2016.

    المناصب

    محافظ مدينة دمشق (23 شباط 1969 – 21 تموز 1971)
    • سبقه في المنصب: محمد السيوفي
    • خلفه في المنصب: الدكتور محمد ياسين الأسطة
    رئيساً لمجلس الشعب (27 حزيران 1973 – 9 آذار 1978)
    • سبقه في المنصب: فهمي اليوسفي
    • خلفه في المنصب: محمود حديد
    رئيساً للحكومة السورية (27 آذار 1978 – 9 كانون الأول 1980)

    سفيراً في الاتحاد السوفيتي (1982-1988)

    • سبقه في المنصب: جبر الكفري
    • خلفه في المنصب: عصام النائب
  • عبد السلام العجيلي

    الدكتور عبد السلام العجيلي
    الدكتور عبد السلام العجيلي

    عبد السلام بن ويس العجيلي (1 كانون الثاني 1918- 5 نيسان 2006)، طبيب وأديب وسياسي سوري من الرقة، يعدّ أحد أهم كُتّاب القصة القصيرة في سورية والوطن العربي. تنوع نتاجه الأدبي بين القصة والرواية، وبرع في الشعر الساخر وكان أحد مؤسسي تجمع عصبة الساخرين الأدبية. تطوع في جيش الإنقاذ وخاض حرب فلسطين سنة 1948، وفي عهد الانفصال تسلّم حقائب وزارية عدة منها الثقافة والإعلام والخارجية. تُرجمت أعماله إلى لغات أجنبية واعتمدت بعضها كنصوص أدبية في المناهج التربوية السورية، وصفه الشاعر نزار قباني بالقول: “العجيلي أروع بدوي عرفته المدينة، وأروع حضري عرفته البادية”

    البداية

    ولد عبد السلام العجيلي في مدينة الرقة لعائلة عشائريّة ميسورة الحال. نشأ في بيئة بدوية تعود أصولها إلى الموصل وحاز على الشهادة الابتدائية سنة 1929، قبل أن ينتقل إلى حلب لإكمال دراسته. ولكنّه توقّف عن التعليم لعارضٍ صحي وعاد إلى مدينته وقضى فيها أربع سنوات يقرأ ويطالع الأعمال الأدبية بأنواعها المختلفة. عاد إلى حلب سنة 1938 ودخل مدرسة التجهيز الأولى التي نال منها شهادته الثانوية ثم سافر إلى دمشق درس الطب في الجامعة السورية. وعند تخرجه سنة 1945، كان أول طبيب في الرقة وافتتح فيها عيادة خاصة ظلّ يعمل بها حتى أيامه الأخيرة.

    العجيلي في جيش الإنقاذ سنة 1948.
    العجيلي في جيش الإنقاذ سنة 1948.

    حرب فلسطين سنة 1948

    بدأ عبد السلام العجيلي نشاطه السياسي باكراً، وفي سنة 1947 انتُخب نائباً عن الرقة في مجلس النواب، نظراً لشعبيته الكاسحة في المدينة. كان أصغر النواب سناً، واستمر عمله في المجلس ثلاث سنوات، لغاية وقوع انقلاب حسني الزعيم وحل البرلمان في 1 نيسان 1949. وعند صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية شهر تشرين الأول من العام 1947 تطوّع النائب العجيلي في جيش الإنقاذ مع زميله أكرم الحوراني نائب حماة للقتال في فلسطين. عُيّن في فوج اليرموك الثاني تحت قيادة أديب الشيشكلي وخدم في منطقة الجليل الأعلى من شمالي فلسطين، وكان أحد ثلاثة أطباء في جيش الإنقاذ. شارك العجيلي في معركة تل العزيزيات وفي الهجوم على بلدة جدين الذي باء بالفشل. وكان المسؤول عن مرافقة الجرحى إلى دمشق للإشراف على معالجتهم في مستشفيات العاصمة. وعند دخول القوات النظامية السورية الحرب في 15 أيار 1948 انسحب العجيلي من جيش الإنقاذ وعاد إلى عيادته الطبية في الرقة.

    بنت الساحرة سنة 1948

    وفي سنة 1948 وتزامناً مع مشاركته في حرب فلسطين، أصدر العجيلي أول مجموعاته القصصيّة بعنوان بنت الساحرة عن دار مجلّة الأديب البيروتيّة. حقّق الكتاب نجاحاً فورياً وفازت إحدى قصصه “قطرات الدم” بمسابقة مجلّة الصباح السورية التي كان يُصدرها الصحفي عبد الغني العطري. تتألف بنت الساحرة من عشر قصص قصيرة، وفيها لجأ العجيلي الى استعراض ثقافته اللغوية الواسعة أمام القرّاء، مستعملاً مفردات قاموسية لم تكن شائعة آنذاك. ومن بنت الساحرة انطلق العجيلي نحو احتراف الكتابة، إضافة لعمله الطبي والإنساني الذي لم يتخلَّ عنه يوماً في حياته.

    الحياة الأدبية

    تأثرت كتاباته بما رآه في أسفاره، وتحديداً بعد زيارة فرنسا سنة 1951، فكتب حكايات من الرحلات ودعوة إلى السفر وخواطر مسافر. وفي سنة 1962 أصدر كتابه الشهير المقامات، وهو عبارة عن مجموعة نصوص ومقامات ساخرة، وشارك الكاتب أنور قصيباتي في روايته ألوان الحب الثلاثة سنة 1970. من ناحية أخرى جمع ما ألقاه من أدب الرثاء في كتاب وجوه الراحلين، وبرع في الشعر الساخر وهو ما دفعه إلى الانضمام إلى تجمع “عصبة الساخرين الأدبية”.

    وزيراً في حكومة الانفصال

    ظلّ العجيلي بعيداً عن السياسة في مرحلة الخمسينيات ولكنه أيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958. بيد أنّه سرعان ما تراجع عن موقفه بسبب الدولة البوليسية التي ظهرت في سورية وقرارات التأميم الصادرة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تموز 1961. عارض انقلاب الانفصال من حيث المبدأ. وعدّ أن الوحدة كان يجب تطويرها وتصحيح أخطائها بدلاً من فضّها بهذا الشكل العنيف الذي قال إنه لا يخدم مصلحة أحد إلا إسرائيل.

    وبعد انقطاع عن عالم السياسة منذ حلّ المجلس النيابي سنة 1949، عاد وزيراً للثقافة والإرشاد القومي في حكومة الدكتور بشير العظمة سنة 1962. وأسندت إليه لاحقاً وزارة الإعلام. وعند شغور حقيبة الخارجية. أسندت إليه بالوكالة قبل إسنادها إلى جمال الفرا. حافظ على حياده السياسي قائلاً: “لم أنتسب لأي حزب سياسي حفاظاً على حريتي في التفكير وفي التصرف”. وفي عهده في وزارة الثقافة افتتح مسرح أبي خليل القباني بدمشق. برعاية من رئيس الجمهورية ناظم القدسي. طلب إليه الرئيس تسلّم وزارة الإعلام مجدداً في حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة في أيلول 1962 ولكنه امتنع وفضّل العودة إلى الطبّ والكتابة.

    العجيلي مع رئيس الجمهورية ناظم القدسي سنة 1962.
    العجيلي مع رئيس الجمهورية ناظم القدسي سنة 1962.

    مؤلفاته

    ومن أبرز مؤلفات العجيلي:

    الوفاة

    توفي الدكتور عبد السلام العجيلي في 5 نيسان 2006. وأُطلق اسمه على أحد أحياء مدينته. وافتُتحت قاعة باسم “عبد السلام العجيلي” في المركز الثقافي في مدينة الرقة وفيه عرضت أعماله وصوره. وأقامت مديرية الثقافة في الرقة ملتقى سنوياً بعنوان “ملتقى عبد السلام العجيلي للإبداع الروائي.”

    الجوائز والتكريمات

    • جائزة مجلة الحديث عن مسرحية “أبي العلاء المعري” سنة 1937.
    • جائزة إذاعة لندن عن قصيدة “الجندي في ميدان القتال.”
    • جائزة مجلّة الصباح عن قصة “قطرات الدم” سنة 1943.
    • وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة من الرئيس السوري بشار الأسد.

     

  • المجلس التمثيلي لدولة دمشق

    بناء العابد في ساحة المرجة حيث عقدت جلسات مجلس دمشق التمثيلي سنة 1923.
    بناء العابد في ساحة المرجة حيث عقدت جلسات مجلس دمشق التمثيلي سنة 1923.

    المجلس التمثيلي لدولة دمشق، برلمان محلي في زمن دولة الاتحاد السوري، افتتحت أولى جلساته في 12 تشرين الثاني 1923 واستمر بالعمل لغاية 31 كانون الأول 1924. أنُتخب بديع مؤيد العظم رئيساً للمجلس التمثيلي، مع أعضاء ممثلين عن حمص وحماة والنبك وجيرود والسلمية والقنيطرة وغيرها من المدن، وعقد جلساته في بناء العابد مكان اجتماع آخر برلمان سوري – المؤتمر السوري العام – قبل ثلاث سنوات.

    أعضاء مجلس دولة دمشق التمثيلي:

    وعند شغور مقعد وزير الحربية الأسبق النائب عبد الحميد باشا القلقطجي بسبب وفاته سنة 1925، جرت انتخابات فرعية فاز فيها أحمد مختار الشريف بالنيابة عن دمشق.

     

     

     

     

  • المؤتمر السوري العام

    أعضاء المؤتمر السوري العام في 8 آذار 1920.
    أعضاء المؤتمر السوري العام في 8 آذار 1920.

    المؤتمر السوري العام، أول سلطة تشريعية في الوطن العربي وأول برلمان منتخب في سورية، أنشأ في عهد الأمير فيصل بن الحسين واستمر بالعمل من 3 حزيران 1919 ولغاية 19 تموز 1920. ضم نواب عن سورية الطبيعية تولّى أعضاؤه مهمة مفاوضة لجنة كينغ كراين الأمريكية المرسلة إلى سورية من قبل الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، إضافة لوضع دستور سورية الملكي وتتويج الأمير فيصل ملكاً على البلاد في 8 آذار 1920.

    البداية

    أول ذكر للمؤتمر السوري – قبل تأسيسه – جاء على لسان الأمير فيصل أمام مستقبلية في بيروت يوم 3 أيار 1919، وأعاد ذكره في بهو السراي الحكومي بدمشق يوم 5 أيار. دعا الأمير لإجراء انتخابات وفقاً لقانون الانتخاب العثماني، بعد أشهر فقط من سقوط الحكم التركي في سورية، وجرت الانتخابات في مناطق سورية الداخلية، أمّا في المناطق الساحلية والجنوبية ونظراً لوجود قوات أجنبية فيها اكتفت الدولة بتوكيل النواب في مناطقهم وحضورهم إلى دمشق للمشاركة في أولى جلسات المؤتمر في مقر النادي العربي.

    اختلاف حول الجلسة الأولى

    اختلفت الروايات حول تاريخ عقد الجلسة الأولى، بين وزير المعارف آنذاك ساطع الحصري ووزير العدل يوسف الحكيم، وكلاهما يقول إنها كانت في 3 حزيران 1919، أما صبحي العمري وهو من ضباط الملك فيصل فقال إنها جرت في 7 حزيران 1919. ثم جاء سكرتير المؤتمر محمد عزة دروزة ليقول إن الجلسة الأولى عُقدت في نهاية شهر حزيران، وذهب خالد العظم في مذكراته أبعد من ذلك وقال إنها كانت في منتصف شهر تموز من العام 1919. ولكن جميعهم متفقون أن الجلسة الأولى كانت بحضور الأمير فيصل، الذي ألقى خطاباً حماسياً فيها ودعا أعضاء المؤتمر لمقابلة اللجنة الأمريكية المرسلة من قبل الرئيس وودرو ويلسون لشرح موقف سورية من الانتداب التي تنوي فرنسا فرضه على سورية، والتي وصلت فلسطين بتاريخ 15 حزيران. والمؤكد أيضاً أن الجلسة الأولى شهدت انتخاب هاشم الأتاسي، نائب حمص، رئيساً للمؤتمر السوري، ويوسف الحكيم ومرعي باشا الملاح نواباً له. وانتخب محمد عزة دروزة سكرتيراً للمؤتمر وسمّي نجيب الأرمنازي كاتباً لمحاضر الجلسات.

    الأمير فيصل مع أعضاء لجنة كينغ كراين.
    الأمير فيصل مع أعضاء لجنة كينغ كراين.

    منجزات المؤتمر

    التقى رئيس المؤتمر ونوابه بلجنة كينغ كراين وشرح لهم خطورة فرض الانتداب الفرنسي على سورية دون موافقة الشعب المنطقة وشرح لأعضاء اللجنة رغبة السوريين بالاستقلال التام وغير المشروط، وأن يكون فيصل بن الحسين ملكاً دستورياً عليهم، ممثلاً عن أبيه الشريف حسين بن علي، ملك الحجاز وقائد الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين.

    وبعد نقل جلسات المؤتمر إلى بناء العابد في ساحة المرجة، ناقش النواب عدة مواضيع جوهرية، كان أبرزها إعطاء المرأة السورية حق الانتخاب والترشح لمناصب حكومية. وانبثق عن المؤتمر لجنة مصغرة لصياغة دستور سورية ملكي، برئاسة هاشم الأتاسي وعضوية ثيودور أنطاكي وسعد الله الجابري ووصفي الأتاسي وحكمت الحراكي غيرهم. وفي 8 آذار 1920 نظّم رئيس المؤتمر حفل كبير وسط ساحة المرجة، وفيه جرت مراسيم تتويج الأمير فيصل ملكاً على البلاد مع رفض اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور في فلسطين.

    النهاية

    وعند تعيين هاشم الأتاسي رئيساً لمجلس الوزراء في 5 أيار 1920 ذهبت رئاسة المؤتمر إلى الشيخ رشيد رضا الذي في عهده تم التصويت على مسودة الدستور وتبنيها من قبل أعضاء المؤتمر. وكانت آخر جلسة للمؤتمر قد عقدت بتاريخ 19 تموز 1920، أي قبل خمسة أيام من معركة ميسلون بين الجيش السوري والقوات الفرنسية المتقدمة من سهل البقاع. اختلت دمشق عسكرياً وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، مع تنحية الملك فيصل عن العرش وحلّ المؤتمر السوري العام.

    أعضاء المؤتمر السوري العام

    نواب سورية الداخلية

    دمشق

    حلب

    حمص

    حماة

    دوما

    • محمود الشيشكلي

    الزبداني

    • سعيد رمضان

    القنيطرة

    • محمد الفاعور
    • خليل أبو الريش

    حوران

    • ناصر فواز
    • نسيب الأطرش

    قطنا

    بعلبك

    الهرمل

    • تامر حمادة

    حاصبيا

    • فائز الشهابي

    راشيا

    • فؤاد غلمية

    إدلب

    • زكي يحيى
    • فؤاد عبد الكريم
    • أحمد العياشي

    حارم

    إعزاز

    • جلال القدسي
    • فاتح المرعشلي

    الباب

    • شريف درويش

    المعرة

    منبج

    • محمود نديم

    أنطاكية

    دير الزور

    • فاضل عبود
    • نوري الفتيح

    نواب سورية الساحلية وجبل لبنان

    اللاذقية

    • منح هارون
    • صبحي الطويل
    • محمد الشريف
    • محمد خير

    جبلة

    • ناجي علي أديب

    بيروت

    طرابلس

    صيدا

    صور

    عكار

    • عبد الفتاح الشريف

    الكورة

    • توفيق المفرج

    حصن الأكراد

    • دعاس الجرجش

    جبل لبنان

    • إبراهيم الخطيب
    • سعيد طليع

    المتن

    • رشيد نفاع

    نواب سورية الجنوبية (فلسطين وشرق الأردن)

     

    القدس

    يافا

    • يعقوب العيسى
    • راغب الدجاني

    حيفا

    عكا

    • إبراهيم الكعكي
    • عبد الفتاح السعدي

    صفد

    • عبد الرحمن النحوي
    • صلاح الدين قدورة

    طبريا

    • يوسف العاقل
    • طاهر الطبري

    الخليل

    الناصرة

    • حسين الزعبي

    طولكرم

    غزة

    • رشيد الشوا
    • سعيد مراد

    الكرك

    • عيسى المدانات

    معان

    • خليل التلهوني

    عجلون

    • سليمان السويدي

    إربد

    • عبد الرحمن الرشيدات

    السلط

    • سعيد أبو ناجي
    • سعيد الصليبي

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    الطفيلة

    عبد المهدي محمود

     

     

     

     

     

     

     

    مرجعيون

    مراد غلمية

     

     

     

     

     

  • عبد الكريم النحلاوي

    عبد الكريم النحلاوي
    عبد الكريم النحلاوي

    عبد الكريم النحلاوي (1927)، ضابط سوري من دمشق وقائد انقلاب الانفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة مع مصر في 28 أيلول 1961. أعاد الحياة البرلمانية إلى سورية وعندما لم تعجبه نتائجها انقلب عليها وأمر باعتقال رئيس الجمهورية ناظم القدسي ورئيس الحكومة معروف الدواليبي في 28 آذار 1962. هدد باستعادة الوحدة لو استمرت الطبقة السياسية الحاكمة بتحييده عن السلطة وطالب بحلّ المجلس النيابي المنتخب نهاية عام 1961. تمرد بعض ضباط الجيش على النحلاوي وعقدوا مؤتمراً في مدينة حمص يوم 1 نيسان 1962 تقرر فيه إقصاؤه عن الجيش ونفيه خارج البلاد. عاد إلى دمشق في كانون الثاني 1963 وحاول مجدداً القيام بانقلاب عسكري – هو الثالث في أقل من ثلاث سنوات – ولكنه لم ينجح.

    البداية

    ولد عبد الكريم النحلاوي في حي قبر عاتكة بدمشق ودرس في مدارسها قبل التحاقه بكلية حمص الحربية وتخرج فيها سنة 1950. لم يشارك في أي من الانقلابات العسكرية الأولى، وفي زمن الوحدة السورية – المصرية عُيّن معاوناً لمدير شؤون الضباط في الجيش الأول، وهو الجيش السوري في الجمهورية العربية المتحدة. عارض التهميش الكبير الذي تعرض له الضباط من قبل نظرائهم المصريين، وفي مقدمتهم المشير عبد الحكيم عامر، ممثل الرئيس جمال عبد الناصر في سورية. وعدّ أن قانون الإصلاح الزراعي الصادر في أيلول 1958 كان مضراً بحق الأسر الدمشقية الكبرى، وكان له رأي مشابه في قرارات التأميم التي صدرت عن عبد الناصر في تموز 1961. ومن هنا بدأ بالتحضير لانقلاب عسكري يصوّب أخطاء الوحدة مستغلاً الصراعات الدائرة يومئذ بين عبد الحكيم عامر وعبد الحميد السراج، نواب رئيس الجمهورية. وعند استقالة السراج من منصبه في 22 أيلول انشغلت المخابرات المصرية بملاحقة أنصاره وإطلاق سراح كل المعتقلين في سجونه، وقرر النحلاوي التحرك وقتها، دون الإدراك أنه سيقضي بشكل نهائي على الجمهورية العربية المتحدة.

    انقلاب الانفصال

    تواصل النحلاوي مع مجموعة من الضباط الدمشقيين الناقمين على المشير عامر، وفي مقدمتهم العميد موفق عصاصة والمقدم حيدر الكزبري وصهره المقدم مهيب الهندي، رئيس أركان اللواء 72. وفي صباح 28 أيلول 1961 تحركوا مجتمعين ونفذوا انقلابهم معلنين أن لا هدف لديهم إلا إصلاح الجيش وتصويب أوضاع الوحدة فقط، دون المس بجوهرها ورئيسها. تقدمت قواتهم نحو العاصمة دمشق لاحتلال مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين، ومعها مبنى رئاسة الأركان ومنزل المشير الكائن في منطقة الروضة. كان المقدم النحلاوي في الثالثة والثلاثين من عمره يومها ودخل في مفاوضات مباشرة مع المشير عامر، عارضاً طلباته على القيادة المصرية. تظاهر المشير بقبول الطلبات واستأذن مدة لمناقشتها مع عبد الناصر على الهاتف. وعندما علم النحلاوي أن عبد الناصر لم يكن صادقاً في وعده، قرر المضي نحو إسقاط العهد بأكمله، وفي مساء اليوم نفسه أشرف على ترحيل عبد الحكيم عامر عن دمشق ومعه عدد من الوزراء العسكريين ورئيسه المباشر في إدارة شؤون الضباط، العقيد المصري أحمد علوي.

    عبد الكريم النحلاوي ومهيب الهندي ويقف بينهما محمود اللحام.
    عبد الكريم النحلاوي ومهيب الهندي ويقف بينهما محمود اللحام.

    شكل مجلس عسكري لإدارة البلاد، برئاسة النحلاوي الذي تسلّم إدارة شؤون الضباط في سورية. تقرر استعادة الحكم البرلماني وتعيين الدكتور مأمون الكزبري رئيساً للحكومة للإشراف على انتخابات نيابية ورئاسية نهاية العام نفسه. وإلى حين الانتهاء من ذلك، حكم النحلاوي وجماعته سورية ولقبوا مجتمعين بشلّة الشّوام. اعترض الرفاق على تسلّط النحلاوي وتفرده باتخاذ كل القرارات المصيرية فرد باعتقال زملائه فيصل سري الحسيني وحيدر الكزبري، وكلاهما من رموز انقلاب الانفصال. وعندما اعترض رئيس الحكومة مأمون الكزبري على اعتقال قريبه حيدر الكزبري، أجبره النحلاوي على الاستقالة في 21 تشرين الثاني 1961.

    الانقلاب الثاني: 28 آذار 1962

    أجريت الانتخابات البرلمانية والرئاسية بموعدها وفاز الدكتور ناظم القدسي برئاسة الجمهورية. بدأ عهده في 14 كانون الأول 1961 وشكلت أول حكومة برئاسة الدكتور معروف الدواليبي، الذي أراد تقليم أظافر النحلاوي وصحبه لكيلا يكون لهم دور في مستقبل سورية. ردّ النحلاوي على هذا التمادي بعنف، وفي 28 آذار 1962 قام بانقلاب جديد واعتقل الدواليبي ورئيس الجمهورية وأودعهما في سجن المزة.

    طالب النحلاوي بحل مجلس النواب المنتخب حديثاً وباستقالة حكومة الدواليبي، وشملت اعتقالاته كل رؤساء الحكومات السابقين، ومنهم صبري العسلي وخالد العظم ولطفي الحفار، المتقاعد والمعتزل العمل السياسي منذ منتصف الخمسينيات. في سنوات لاحقة، كتب كل من قائد الجيش اللواء عبد الكريم زهر الدين ومدير الأمن العام مطيع السمّان في مذكراته أن انقلاب النحلاوي الثاني جاء بتخطيط وتنفيذ من المخابرات المصرية وذلك للانتقام من قادة الانفصال المدنيين، وهو ما نكره النحلاوي بشدة في لقائه مع قناة الجزيرة سنة 2010. انتفض قائد الجيش ضد انقلاب النحلاوي ومعه قائد سلاح الجو اللواء وديع مقعبري الذي دعا إلى اجتماع في كبير في المنطقة الوسطى – عُرف لاحقاً بمؤتمر حمص – تقرر فيه إطلاق سراح القدسي والدواليبي مع كل المعتقلين السياسيين من سجن المزة، ونفي عبد الكريم النحلاوي وجماعته خارج البلاد اعتباراً من 2 نيسان 1962.

    الانقلاب الثالث

    بعدها بتسعة أشهر وردت أنباء من مخابرات الجيش أن النحلاوي يحضر لانقلاب جديد، وبأنه دخل الأراضي السورية من معبر باب الهوى يوم 10 كانون الثاني 1963. استنفرت القطعات العسكرية وأذيع البحث عنه مع أمر اعتقاله حينما وجد. ولكنه فاجأ الجميع وتوجه لمقابلة رئيس الجمهورية في قصره، ومن ثم التقى مع قائد الجيش عبد الكريم زهر الدين، أحد المسؤولين الرئيسين عن إبعاده وتسريحه في أعقاب مؤتمر حمص. وبحسب ما ورد في مذكرات زهر الدين أنه قال للنحلاوي: “ماذا تريد يا عبد الكريم من هذا البلد الذي أشعلته؟ ماذا تريد من هذا الجيش الذي مزقته تمزيقاً؟ هل تريد الحكم؟ أرحل يا نحلاوي…أرحل فوراً وإلا ساراني مضطراً إلى اعتقالك في سبيل تأمين الهدوء والراحلة للجيش والشعب.”

    أجاب النحلاوي: “يا سيدي أنا وضعت دمي على كفي يوم 28 أيلول وأصبحت بين عشية وضحاها خارج البلد الذي خلصته من أكبر طاغية وأقسى حكم ديكتاتوري. أني لا أطمع بالحكم ولا بالمراكز ولو كنت فعلاً أطمع بذلك لما تأخرت في الحصول عليه. غير أني أود العودة إلى بلدي لأعيش فيه كمواطن عادي فقط.”

    سنوات المنفى

    أمنيته بالعيش في سورية لم تحقق وأجبر على المغادرة مجدداً بضغط من قيادة الجيش، وعند وصول حزب البعث إلى السلطة بعدها بشهر ونيّف صدر بحقه قرار عزل مدني وحُكم غيابياً أمام القضاء. توجه النحلاوي إلى السعودية وعمل محاسباً في شركة بخشان، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية. رفض لسنوات طويلة الإدلاء بأي تصريح ولكنه كسر صمته سنة 2010 وأجرى سلسلة مقابلات مع الإعلامي المصري أحمد منصور، بثّت على قناة الجزيرة.

    عبد الكريم النحلاوي في الولايات المتحدة مع الباحث السوري سعيد فنصة.
    عبد الكريم النحلاوي في الولايات المتحدة مع الباحث السوري سعيد فنصة.
  • زياد الحريري

    اللواء زياد الحريري
    اللواء زياد الحريري

    زياد بن عز الدين الحريري (1929 – 5 أيلول 2015)، ضابط سوري من مدينة درعا وأحد قادة انقلاب 8 آذار 1963 الذي أطاح بجمهورية الانفصال ورئيسها الدكتور ناظم القدسي. تعاون مع اللجنة العسكرية لحزب البعث وسمّي رئيساً للأركان العامة من 8 آذار ولغاية 8 تموز 1963. تقلّد وزارة الدفاع مدة قصيرة في حكومة صلاح الدين البيطار قبل تسريحه من الجيش واتهامه بمحاولة انقلاب ضد حلفائه البعثيين.

    البداية

    ولد زياد الحريري في مدينة درعا ودرس في كلية حمص الحربية وتخرج فيها سنة 1948. اتبع دورة تطبيقات مشاة في فرنسا وتدرج في المراتب العسكرية لغاية وصوله إلى قيادة اللواء السادس بالوكالة في منطقة الكسوة زمن الوحدة السورية – المصرية. أحب الرئيس جمال عبد الناصر وآمن به، كما عارض ضمنياً الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961.

    في عهد الانفصال

    عمل مع العهد الجديد ولم يخالف قادته، وفي مقدمتهم عبد الكريم النحلاوي مهندس انقلاب الانفصال الذي تسلّم إدارة شؤون الضباط وجعله قائداً بالأصالة للواء السادس وأرسله إلى السعودية لشرح موقف سورية من عبد الناصر. ولكنه وقف في وجه النحلاوي وعارض الانقلاب الجديد الذي قام به يوم 28 آذار 1962. بعدها بأربعة أيام شارك الحريري في مؤتمر حمص الذي دعا إليه قائد سلاح الجو اللواء وديع المقعبري وتقرر فيه عزل النحلاوي من الجيش وإطلاق سراح رئيس الجمهورية المعتقل في سجن المزة.

    انقلاب 8 آذار 1963

    ظلّ الحريري في سره طواقاً للوحدة وأجرى اتصالاته مع بعض الضباط المُسرّحين للقيام بانقلاب عسكري يُعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2 أيلول 1961. التقى بمحمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد، وجميعهم أعضاء في اللجنة العسكرية لحزب البعث، ولكن الأخير يقول، في حوار له مع الكاتب البريطاني باتريك سيل أنهم هم من طلبوا الاجتماع بالحريري وليس العكس، عارضين عليه التعاون معهم لكونه يكبرهم سناً وخبرة عسكرية. ويضيف الأسد أنه قبل مشاركتهم الانقلاب مقابل تعيينه رئيساً لأركان الجيش. وفي 8 آذار 1963 وقبل صدور مرسوم تعيين الحريري ملحقاً عسكرياً في بغداد، نُفّذ الانقلاب وأمر وعُزل رئيس الجمهورية ناظم القدسي قبل اعتقاله في مطلع شهر نيسان. شُكل مجلس لقيادة الثورة، على غرار المجلس الذي شكله الضباط الأحرار في مصر إبان ثورتهم سنة 1952. رُفع زياد الحريري إلى رتبة “لواء” وسمّي رئيساً لأركان الجيش وفي 14 أيار 1963 وزيراً للدفاع في حكومة صلاح البيطار الثانية.

    اللواء الحريري (يمين) في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة سنة 1963.
    اللواء الحريري (يمين) في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة سنة 1963.

    في رئاسة الأركان العامة

    أولى مهامه كان التوجه إلى القاهرة ضمن وفد رفيع، بقيادة رئيس مجلس قيادة الثورة الفريق لؤي الأتاسي، للتفاوض مع عبد الناصر على استعادة الوحدة ولكن ضمن شروط ومعطيات جديدة. ولكنهم عادوا إلى دمشق خالي الوفاض بعد أن رفض الرئيس المصري معظم مقترحاتهم. داخلياً، طهّر الحريري المؤسسة العسكرية من كل الضباط المعارضين له وللوحدة، وأمر باعتقال ومحاكمة ضباط الانفصال ومعهم قائد الجيش السابق عبد الكريم زهر الدين.

    محاولة الانقلاب الثاني

    تقاسم أعضاء اللجنة العسكرية الحكم مع زياد الحريري، وتسلّم البعثيين مناصب حساسة مهمة في الدولة ومنها رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية وقيادة سلاح الطيران. قرر الحريري القيام بانقلاب جديد للتخلص منهم والتفرد بالسلطة، وتواصل مع ضباط اللواء السادس الذي كان يقوده قبل تسلّمه رئاسة الأركان، ومع الرائد سليم حاطوم الذي ظنّه من أنصاره. ولكن الأخير بلّغ اللجنة العسكرية بنية الحريري القيام بانقلاب أثناء سفره إلى الجزائر، فرد ضباط البعث بجملة تسريحات بغيابه طالت أنصاره ومؤيديه. وعند عودته إلى دمشق تسلّم الحريري قرار إعفائه من الجيش وتعيينه سفيراً متجولاً فوق العادة في أوروبا. لم يعترض ولم يقاوم، وانتقل للعمل في أوروبا حسب الأصول، أما أنصاره فلم يقفوا مكتوفي الأيدي وردّ أحدهم، الضابط الناصري جاسم علوان بانقلاب عسكري في 18 تموز 1963، تم سحقه من قبل وزير الداخلية أمين الحافظ.

    سنواته الأخيرة والوفاة

    في نهاية الستينيات انتقل زياد الحريري للعيش في بيروت حتى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975. عاد إلى دمشق والتزم الصمت المطلق لغاية وفاته عن عمر ناهز 86 عاماً يوم 5 أيلول 2015.

    المناصب

    رئيساً لأركان الجيش السوري (9 آذار – 8 تموز 1963)

    وزيراً للدفاع (14 أيار – 8 تموز 1963)

  • وصفي المالح

    وصفي المالح
    وصفي المالح

    وصفي بن عبد الله المالح (1897 – 1 كانون الثاني 1990) ممثل ومؤلف مسرحي سوري من دمشق، امتدت مسيرته الفنية من مرحلة العشرينيات إلى نهاية الستينيات. أسس نادي الفنون الجميلة الذي تخرج فيه عدد من نجوم المسرح في سورية، وشارك في عشرات الأعمال التاريخية، ومنها مسرحية مجنون ليلى للشاعر المصري الكبير أحمد شوقي عند عرضها بدمشق سنة 1944.

    البداية

    ولد وصفي المالح في دمشق ونشأ في زقاق البيمارستان القريب من سوق الحميدية. درس في كتّاب جامع العصرونية وفي مدرسة الملك الظاهر ونظراً لتفوقه اختاره مدير المدرسة محمد سعيد مراد من بين 70 طالباً ليكون خطيباً في حفلات نهاية العام الدراسي واحتفالات المولد النبوي.

    مع الملك فيصل الأول

    إبان انسحاب الجيش التركي من دمشق شارك في استقبال الأمير فيصل بن الحسين في 3 تشرين الأول 1918، وبعد مرور أسبوع من تسلمه زمام الأمور في البلاد أصدر الأخير فرماناً بتسمية وصفي المالح مديراً لمدخرات القصر الملكي في منطقة المهاجرين، جاء ذلك بناء على تزكية من صهره عبد الله العشا المسؤول عن الدائرة الأميرية استمر المالح في منصبه تسعة أشهر قبل أن يستقيل بطلب من والده الذي أراد له العمل بتجارة الأقمشة الحريرية والأجواخ. ظل وفيّاً للملك فيصل طوال حياته وعند وفاته سنة 1933 – بعد أن أصبح المالح فناناً محترفاً – كتب مسرحية عن حياته بعنون “فيصل من العرش إلى القبر” عُرضت بدمشق في 12 أيار 1934.

    وصفي المالح أمام بقاليته في السنجقدار سنة 1923.
    وصفي المالح أمام بقاليته في السنجقدار سنة 1923.

    الكتابة في الصحف والمجلات

    في فترة مبكرة من حياته، بدأ المالح بنشر النوادر المضحكة في مجلّة الإخاء الكائنة في سوق الحميدية ثم في جريدة جراب الكردي لصاحبها توفيق جانا، وكان يتمرّن في عيادة شقيقه فهمي طبيب الأسنان على المداواة وتلبيس الأسنان الذهبية. بعد وفاة والدهما عام 1923 دعاه صديقه نصوح العظم لافتتاح بقالية في محلّة السنجقدار وذلك لينسيه حزنه على فراق أبيه. فتح البقالية وفيها كان يبيع أصناف الشاي الفاخر والبسكويت الإنكليزي والشوكولاتة والدخان والطوابع وأدوات التصوير الفوتوغرافي، إلا أنه وفي شهر آذار من عام 1924 سلّمها وانتقل إلى رئاسة تحرير جريدة “حط بالخرج” لهاشم خانكان وبدأ الكتابة في جريدة أبو العلاء لصاحبها الصحفي راغب العثماني. وأخيراً أسس في  السنجقدار سنة 1928 استوديو لتصوير الهويات وتحميض الأفلام وطبعها.

    نادي الكشاف الرياضي

    انتقلت أسرة وصفي المالح من دارها في الجسر الأبيض إلى دار جديدة في شارع خالد بن الوليد وكانت شرفتها تطل على نادي الكشاف الرياضي للتمثيل والموسيقا والرياضة، وكان يحوي مسرحاً يستوعب 1500 مقعداً، وغرف وأدوات رياضية وآلات موسيقية. وفي مساء الخميس الأول من شهر أيلول عام 1928 رأى من شرفة الدار الجديدة باحة النادي تغص بجمهور غفير جاء لمشاهدة مسرحية “حمدان الأندلسي” كان التمثيل والإخراج والإضاءة والمناظر على غاية من الجمال والإتقان والإبداع، فتاقت نفسه للانتساب لهذا النادي وقابل صديقه الفنان عبد الوهاب أبو سعود وسأله: «هل يمكن أن أنتسب إلى ناديكم وأجرب نفسي لأول مرة في حياتي بالتمثيل البدائي؟ أو بالصعود إلى خشبة المسرح بدون كلام؟ أو بدور لا يتجاوز الخمس كلمات؟ فإن شعرت بأنني أستطيع مقابلة الجمهور، ثابرت على العمل وإلا أكون من الأعضاء المؤازرين.»

    قُبل طلب انتسابه إلى الفرقة في 10 آب 1928 وأسند إليه دور الوزير الأول في مسرحية “صلاح الدين الأيوبي” التي عُرضت في مطلع شهر كانون الثاني 1929 بحضور رئيس الحكومة الشيخ تاج الدين الحسني. فاز عرض “صلاح الدين الأيوبي” باستحسان الجمهور وكتب الصحفي سامي الشمعة وقال: «إن الشاب وصفي المالح الذي تطأ قدماه المسرح لأول مرة كان موفقاً إلى حد بعيد.» بقي المالح في مسرح الكشاف الرياضي لحين إغلاق أبوابه في تشرين الثاني 1929، بعد أن لعب أدواراً في مسرحيات صلاح الدين الأيوبي، هاملت، تسبا، البرج الهائل، لويس الحادي عشر، حياة المقامر، لولا المحامي، عواطف البنين.

    تأسيس نادي الفنون الجميلة

    وبعد إغلاق مسرح الكشاف الرياضي بأربعين يوم، شارك المالح في تأسيس نادي الفنون الجميلة وعُيّن مديراً للإدارة. قرر النادي أن يقيم حفلته الأولى في مساء 12 تموز 1932 وهو اليوم السابع من استلام محمد علي العابد رئاسة الجمهورية، حيث عرضت مسرحية “الماريشال مونمرانسي” على مسرح أوبرا العباسية القريب من محطة الحجاز. كانت كلفة الحفلة 300 ليرة ذهبية، ومجموع الدخل 750 ليرة، والربح الصافي للنادي 450 ليرة ومن هذه النتيجة أسرع النادي واستأجر داراً واسعة جداً بمنطقة ساروجة قرب ستي زيتونة، فكان الطابق الأول عبارة عن مدخل يليه غرفة للآذن ثم قاعة كبيرة تتسع لتسعين شخصاً ومطبخاً وحماماً وغرفة متوسطة الحجم، أما الطابق الثاني فالقاعة فيه تستوعب 195 مقعداً.

    لبى النادي دعوة الرئيس محمد علي العابد الذي رغب بإقامة عرض مسرحي خاص في القصر الجمهوري بتاريخ 30 تموز 1932، حيث قدم المالح وصحبه فقرات من مسرحيات تاريخية. وأصبح النادي من حينها مساء كل خميس يقوم بإحياء حفلات سمر للعموم على مسرحه الخاص، ويقدم تمثيل، موسيقا، غناء، فصول ضاحكة، نوادر فكاهية، ومنوعات من الزجل، وسحب يانصيب وحدد رسم الدخول بثلاثة فرنكات. ولم يقتصر نشاطه على مدينة دمشق وانتشر إلى حمص وحلب وصولاً إلى مدينة زحلة في لبنان قبل أن يغلق أبوابه أغلق في 15 كانون الثاني 1970. عمل وصفي المالح أيضاً في التدريب على التمثيل في النادي الغساني، نادي الفجر، نادي النسر السوري، ودرب طلاب الكلية العلمية الوطنية في سوق البزورية، وطلاب مدرسة اللاييك في شارع بغداد، والآسية في باب توما والمدرسة المحسنية.

    السفر إلى القاهرة

    بعد عرض مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء أحمد شوقي على خشبة سينما عائدة سنة 1944، نهض المالح وخاطب بالجمهور وتحدث عن هموم الفنانين السوريين، مقارناً بين وضعهم المعيشي ووضع زملائهم في فرقة يوسف وهبي في مصر. استمع إليه يومها رئيس الحكومة سعد الله الجابري الجالس في الصف الأول ومعه نائب دمشق فخري البارودي ودعوه إلى القصر الجمهوري لمقابلة رئيس الجمهورية شكري القوتلي. عرض القوتلي على المالح السفر إلى مصر للاستفادة من تجربتها الفنية الغنية، مع زميله الفنان تيسير السعدي. وعندما تعذرت وزارة المال على تأمين نفقات الوفد، قرر القوتلي تمويل البعثة من ماله الخاص. وفي القاهرة قام الشاعر نزار قباني والذي كان حينها يشغل رئاسة الديوان في القنصلية السورية برعاية المالح والسعدي وعرفهم على كبرى مخرجي مصر. وله يعود الفضل في التحاق المالح والسعدي بفرقة يوسف وهبي في القاهرة. عاد المالح إلى دمشق سنة 1946 وقابل الرئيس القوتلي وشكره على منحته، وأخبره أنه جاهز لتأسيس الفرقة القومية السورية إذا توفر المسرح اللائق، إلا أن الرئيس طلب التريث.

    العودة إلى دمشق

    أسس المونولوجيست الشعبي سلامة الأغواني استديو لتسجيل التمثيليات الإذاعية عام 1951، ودعي وصفي المالح للتأليف فيه وبيع إنتاجه لشركة أسطوانات “علم فون” بأمريكا. كتب عدة حلقات تاريخية وتمثيليات غنائية وضاحكة، وفي سنة 1953 تسلّم وظيفة أمين سر نقابة المصورين بدمشق، وانتخب بعدها بأشهر رئيساً لنقابة الممثلين. ومن 1954 ولغاية عام 1958، أصبح رئيساً نادي الفنون الجميلة.

    بين التلفزيون والسينما

    عمل وصفي المالح في التلفزيون السوري عند تأسيسه في زمن الوحدة مع مصر ولكنه كان مقلاً جداً في أعماله، وبقي المسرح هاجسه الأول والأخير. كل أدواره التلفزيونية كانت ثانوية جداً، ومنها مشاركته كضيف في مسلسل حمام الهنا مع الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي سنة 1968. عُيّن سنة 1961 ممثلاً في مديرية الفنون التابعة لوزارة الإرشاد القومي، وفي نهاية العام نفسه في إذاعة دمشق قبل أن يصبح انتخابه رئيساً لنقابة الفنانين، خلفاً للنقيب المؤسس دريد لحام. وكانت له ثلاث تجارب سينمائية، مع دريد ونهاد والممثلة المصرية شادية في فيلم خياط للسيدات سنة 1969، مع طلحت حمدي وملك سكر في فيلم فدائيون حتى النصر الذي سنة 1970، الذي لعب فيه دور شخصية يهودية، وأخيراً في فيلم السكين عام 1972 مع رفيق سبيعي وسهير المرشدي.

    الفنانة ماري بغدادي
    الفنانة ماري بغدادي

    الحياة الشخصية

    تزوج المرة الأولى من ابنة عمه التي أصابها مرض السل وتوفيت بسببه، ثم خطب قريبة له وقبل عقد القرآن بأيام تبين أنها أخته بالرضاعة ففشل الزواج، بحسب ما جاء في مذكراته. أما تجربته الثالثة – وهي التي لم تكلّل بالزواج – فكانت مع الممثلة ماري بغدادي التي التقاها في معمل والدها الصغير حيث كانت تساعده في صنع الأحذية. كانت فتاة جميلة الوجه وصاحبة صوت حسن، ولعبت دور ليلى العامرية في مسرحية مجنون ليلى التي كانت سبب سفره إلى مصر. أحبها المالح وطلب يدها من والدها الذي رفض بسبب اختلاف الأديان. وبعد أخذ ورد بارك الأب خطبتهما من المالح ثم تراجع وأخذها بقوة السلاح إلى زحلة وزوجها لأحد أقربائه.

    وفاته

    في أيامه الأخيرة، كان يستقبل الفنانين الشباب في بيته، ومنهم عباس النوري وعلي كريم، ليتلوا عليهم من خبرته الطويلة في المسرح. وضع مذكراته عن تاريخ المسرح في سورية، والتي تعد من أهم المراجع التاريخية عن الفنون، وذلك قبل سنوات قليلة من وفاته عن عمر ناهز 93 عاماً يوم 1 كانون الثاني 1990.

    الأعمال المسرحية

    • مسرحية الطبيب والمحامي (1 كانون الأول 1932 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية فيصل من العرش إلى القبر (12 أيار 1934 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية أمينة من الكوخ إلى القصر (17 آب 1935 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية استقالة إبليس (2 تشرين الأول 1938 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية عواطف وعواصف (14 تموز 1939 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية المالك الأزرق (20 تشرين الثاني 1941 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية انتقام (25 كانون الأول 1948 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية طريق النصر (2 كانون الثاني 1962 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية أنا في خدمة العلم (20 كانون الأول 1946 – تأليف وتمثيل)
    • مسرحية الاستقلال يؤخذ ولا يعطى (18 نيسان 1947 – تأليف وتمثيل)

    البرامج الإذاعية والتلفزيونية

    اشترك بعشرات البرامج التلفزيونية كان أولها في 15 كانون الأول 1962 مع الفنان أسعد فضة وألف حوالي 120 تمثيلية إذاعية مع ثماني مسلسلات إذاعية.

    الأعمال السينمائية

    الأعمال التلفزيونية

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !