أدباء وكتابسياسيون ورجال دولة

عبد السلام العجيلي

طبيب وأديب وسياسي سوري

الدكتور عبد السلام العجيلي
الدكتور عبد السلام العجيلي

عبد السلام بن ويس العجيلي (1 كانون الثاني 1918- 5 نيسان 2006)، طبيب وأديب وسياسي سوري من الرقة، يعدّ أحد أهم كُتّاب القصة القصيرة في سورية والوطن العربي. تنوع نتاجه الأدبي بين القصة والرواية، وبرع في الشعر الساخر وكان أحد مؤسسي تجمع عصبة الساخرين الأدبية. تطوع في جيش الإنقاذ وخاض حرب فلسطين سنة 1948، وفي عهد الانفصال تسلّم حقائب وزارية عدة منها الثقافة والإعلام والخارجية. تُرجمت أعماله إلى لغات أجنبية واعتمدت بعضها كنصوص أدبية في المناهج التربوية السورية، وصفه الشاعر نزار قباني بالقول: “العجيلي أروع بدوي عرفته المدينة، وأروع حضري عرفته البادية”

البداية

ولد عبد السلام العجيلي في مدينة الرقة لعائلة عشائريّة ميسورة الحال. نشأ في بيئة بدوية تعود أصولها إلى الموصل وحاز على الشهادة الابتدائية سنة 1929، قبل أن ينتقل إلى حلب لإكمال دراسته. ولكنّه توقّف عن التعليم لعارضٍ صحي وعاد إلى مدينته وقضى فيها أربع سنوات يقرأ ويطالع الأعمال الأدبية بأنواعها المختلفة. عاد إلى حلب سنة 1938 ودخل مدرسة التجهيز الأولى التي نال منها شهادته الثانوية ثم سافر إلى دمشق درس الطب في الجامعة السورية. وعند تخرجه سنة 1945، كان أول طبيب في الرقة وافتتح فيها عيادة خاصة ظلّ يعمل بها حتى أيامه الأخيرة.

العجيلي في جيش الإنقاذ سنة 1948.
العجيلي في جيش الإنقاذ سنة 1948.

حرب فلسطين سنة 1948

بدأ عبد السلام العجيلي نشاطه السياسي باكراً، وفي سنة 1947 انتُخب نائباً عن الرقة في مجلس النواب، نظراً لشعبيته الكاسحة في المدينة. كان أصغر النواب سناً، واستمر عمله في المجلس ثلاث سنوات، لغاية وقوع انقلاب حسني الزعيم وحل البرلمان في 1 نيسان 1949. وعند صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية شهر تشرين الأول من العام 1947 تطوّع النائب العجيلي في جيش الإنقاذ مع زميله أكرم الحوراني نائب حماة للقتال في فلسطين. عُيّن في فوج اليرموك الثاني تحت قيادة أديب الشيشكلي وخدم في منطقة الجليل الأعلى من شمالي فلسطين، وكان أحد ثلاثة أطباء في جيش الإنقاذ. شارك العجيلي في معركة تل العزيزيات وفي الهجوم على بلدة جدين الذي باء بالفشل. وكان المسؤول عن مرافقة الجرحى إلى دمشق للإشراف على معالجتهم في مستشفيات العاصمة. وعند دخول القوات النظامية السورية الحرب في 15 أيار 1948 انسحب العجيلي من جيش الإنقاذ وعاد إلى عيادته الطبية في الرقة.

بنت الساحرة سنة 1948

وفي سنة 1948 وتزامناً مع مشاركته في حرب فلسطين، أصدر العجيلي أول مجموعاته القصصيّة بعنوان بنت الساحرة عن دار مجلّة الأديب البيروتيّة. حقّق الكتاب نجاحاً فورياً وفازت إحدى قصصه “قطرات الدم” بمسابقة مجلّة الصباح السورية التي كان يُصدرها الصحفي عبد الغني العطري. تتألف بنت الساحرة من عشر قصص قصيرة، وفيها لجأ العجيلي الى استعراض ثقافته اللغوية الواسعة أمام القرّاء، مستعملاً مفردات قاموسية لم تكن شائعة آنذاك. ومن بنت الساحرة انطلق العجيلي نحو احتراف الكتابة، إضافة لعمله الطبي والإنساني الذي لم يتخلَّ عنه يوماً في حياته.

الحياة الأدبية

تأثرت كتاباته بما رآه في أسفاره، وتحديداً بعد زيارة فرنسا سنة 1951، فكتب حكايات من الرحلات ودعوة إلى السفر وخواطر مسافر. وفي سنة 1962 أصدر كتابه الشهير المقامات، وهو عبارة عن مجموعة نصوص ومقامات ساخرة، وشارك الكاتب أنور قصيباتي في روايته ألوان الحب الثلاثة سنة 1970. من ناحية أخرى جمع ما ألقاه من أدب الرثاء في كتاب وجوه الراحلين، وبرع في الشعر الساخر وهو ما دفعه إلى الانضمام إلى تجمع “عصبة الساخرين الأدبية”.

وزيراً في حكومة الانفصال

ظلّ العجيلي بعيداً عن السياسة في مرحلة الخمسينيات ولكنه أيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958. بيد أنّه سرعان ما تراجع عن موقفه بسبب الدولة البوليسية التي ظهرت في سورية وقرارات التأميم الصادرة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تموز 1961. عارض انقلاب الانفصال من حيث المبدأ. وعدّ أن الوحدة كان يجب تطويرها وتصحيح أخطائها بدلاً من فضّها بهذا الشكل العنيف الذي قال إنه لا يخدم مصلحة أحد إلا إسرائيل.

وبعد انقطاع عن عالم السياسة منذ حلّ المجلس النيابي سنة 1949، عاد وزيراً للثقافة والإرشاد القومي في حكومة الدكتور بشير العظمة سنة 1962. وأسندت إليه لاحقاً وزارة الإعلام. وعند شغور حقيبة الخارجية. أسندت إليه بالوكالة قبل إسنادها إلى جمال الفرا. حافظ على حياده السياسي قائلاً: “لم أنتسب لأي حزب سياسي حفاظاً على حريتي في التفكير وفي التصرف”. وفي عهده في وزارة الثقافة افتتح مسرح أبي خليل القباني بدمشق. برعاية من رئيس الجمهورية ناظم القدسي. طلب إليه الرئيس تسلّم وزارة الإعلام مجدداً في حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة في أيلول 1962 ولكنه امتنع وفضّل العودة إلى الطبّ والكتابة.

العجيلي مع رئيس الجمهورية ناظم القدسي سنة 1962.
العجيلي مع رئيس الجمهورية ناظم القدسي سنة 1962.

مؤلفاته

ومن أبرز مؤلفات العجيلي:

الوفاة

توفي الدكتور عبد السلام العجيلي في 5 نيسان 2006. وأُطلق اسمه على أحد أحياء مدينته. وافتُتحت قاعة باسم “عبد السلام العجيلي” في المركز الثقافي في مدينة الرقة وفيه عرضت أعماله وصوره. وأقامت مديرية الثقافة في الرقة ملتقى سنوياً بعنوان “ملتقى عبد السلام العجيلي للإبداع الروائي.”

الجوائز والتكريمات

  • جائزة مجلة الحديث عن مسرحية “أبي العلاء المعري” سنة 1937.
  • جائزة إذاعة لندن عن قصيدة “الجندي في ميدان القتال.”
  • جائزة مجلّة الصباح عن قصة “قطرات الدم” سنة 1943.
  • وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة من الرئيس السوري بشار الأسد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !