
بدر الدين دياب (1905-1974)، رجل أعمال وصناعي سوري من دمشق، كان أحد مؤسسي الشركة الخماسية وقد تولّى رئاسة مجلس إدارتها من سنة 1946 وحتى صدور قرار تأميمها في زمن الوحدة مع مصر سنة 1961.
البداية
ولد بدر الدين دياب في دمشق وهو ابن تاجر الأقمشة أحمد دياب، أحد أعيان سوق مدحت باشا. عمل مع شقيقه الأكبر أمين دياب على تأسيس معمل للجوخ، وفي استيراد البضائع من اليابان، وتصدير الأقمشة إلى فلسطين. عُيّن بدر الدين دياب مديراً لحسابات الشركة العائلية قبل أن يدخل شريكاً مع أشقائه ويصبح اسم المؤسسة “دياب إخوان.” توسعت أعمال الأسرة، فدخل الأخوة شركاء في معمل للكبريت في منطقة القابون، ثم دخلوا مجتمعين في الشركة الخماسية عند تأسيسها سنة 1946.
الشركة الخماسية
أُشهرت الخماسية بتاريخ 9 كانون الثاني 1946 وحُدد رأس مالها بعشرة ملايين ليرة سورية، رُفع عام 1948 إلى خمسة عشر مليوناً لشراء معمل للنسيج من الولايات المتحدة قوامه 400 آلة نول، بعد أن قرر المؤسسون توسيع أعمالهم لتشمل الصناعة والتجارة معاً. وقد بدأت الخماسية الإنتاج في معمل غزل القطن والحرير، وتنوّعت أنشطتها لتشمل التريكو، وصبغ الأقمشة ثم بيعها في الأسواق المحلية والعالمية. واشترت معملاً للصابون مجاوراً لمعملها في منطقة القابون، وأسست مصنعاً للصابون الكيماوي. أضيف الصابون والزيوت النباتية إلى منتجات الخماسية، كذلك ساهم المؤسسون في معامل صناعة السكر والزجاج وفي محالج القطن في مدينتي حماة وإدلب.
وقد حققت الشركة الخماسية نجاحاً باهراً وكان بدر الدين دياب رئيساً لمجلس إدارتها إلى أن طالها قرار التأميم الصادر عن الرئيس جمال عبد الناصر في الأشهر الأخيرة من سنوات الوحدة السورية المصرية سنة 1961.
في زمن الانفصال
تعرض بدر الدين دياب إلى مضايقات عدة في زمن الوحدة ومن ثم في مرحلة الانفصال التي أطاحت بجمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961. فقد أمر العقيد عبد الكريم النحلاوي باعتقاله في آذار 1962، عندما قام بانقلاب عسكري على رئيس الجمهورية ناظم القدسي. زج بدر الدين دياب في سجن المزة مع رفاقه في الخماسية، عبد الهادي الرباط وعبد الحميد دياب، دون توجيه أي اتهام سياسي لهم. لكن قيادة الجيش رفضت الاعتراف بانقلاب النحلاوي وأمرت بإطلاق سراح جميع المعتقلين في 1 نيسان 1962.
الوفاة
وبعد خروجه من السجن ذهب بدر الدين دياب إلى بيروت ومكث فيها عشر سنوات، ثم عاد إلى دمشق وتوفي فيها عن عمر ناهز 69 عاماً في شباط 1974.