
مسلّم السيوفي (1883-1957)، تاجر وصناعي سوري، كان رئيساً لغرفة تجارة دمشق ما بين 1941-1957.
البداية
ولِد مسلم السيوفي في حيّ الشاغور الدمشقي ودَرَس في مدارسه قبل أن يلتحق بالعمل التجاري مع والده في صناعة وحياكة الخيوط الحريرية وتحويلها إلى أقمشة فاخرة يتم بيعها محلياً وتصديرها إلى فلسطين ومصر.
قام بشراء أنواع حديثة من الحرير من فرنسا وفَتح معملاً للنسيج في منطقة دمّر القريبة من دمشق،
ولكن تجارته مع فلسطين بدأت تتراجع نظراً للمعارك والاضطرابات بين الأهالي والعصابات الصهيونية المُسلحة في مطلع العشرينيات.
ثم وصل الخيط الحريري الصناعي المستورد من اليابان، الذي غزا الأسواق السورية والعربية بسبب رخص سعره وقربه من الخيط الطبيعي.(1)
العمل التجاري
في مطلع العشرينيات ساهم مسلّم السيوفي في جر مياه نيع عين الفيجةإلى العاصمة دمشق وشارك في بناء مقر مؤسسة الفيجة في شارع النصر، كما كان أحد من مؤسسي معمل الإسمنت في دمّر مع كلّ من فارس الخوري وخالد العظم.
وعند تفرّغ خالد العظم للعمل السّياسي وتوليه وزارة الخارجية عام 1939 خلفه مسلّم السيوفي في إدارة المعمل حتى عام 1941. وكان السيوفي أيضاً من مؤسسي شركة الكونسروة مع الرئيس شكري القوتلي، وخدم لسنوات طويلة في مجلس إدارتها، ومن مؤسسي شركة التبريد في حيّ البرامكة، المتخصصة بتخزين وتبريد جميع أنواع الفواكه والخضار والأجبان.(1)
رئيساً لغرفة تجارة دمشق 1941-1957
انتُخب مسلّم السيوفي رئيساً لغرفة تجارة دمشق عام 1941، خلفاً لصهره تاجر الأقمشة محمّد خير دياب، الذي توفي وهو في المنصب بعد مرض عُضال. أشرف السيوفي على عمل الغرفة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وفي مطلع عهد الاستقلال، وكان مُقرباً من الرئيس شكري القوتلي. وقد حافظ على منصبه في الغرفة على الرغم من كل الانقلابات التي عصفت بسورية منذ نهاية الأربعينيات، ورفض تبوء أي منصب سياسي.
الوفاة
توفي مسلّم السيوفي في دمشق وهو رئيساً لغرفة تجارتها عن عمر 74 عام 1957، وخلفه في المنصب الحاج محمّد عادل الخجا، أحد شركاء الشركة الخماسية.(2)
عائلة السيوفي
تعرّض مسلّم السيوفي لعددٍ من المصائب والمحن في حياته، لعل أكبرها كارثة حريق منزل أُسرته في حيّ الشاغور خلال العدوان الفرنسي على مدينة دمشق سنة 1925. هرب هو وأفراد الأُسرة إلى منزل أحد أقربائهم، وعند العودة وجدوا أن كل ممتلكاتهم قد التهمها الحريق، بما في ذلك وثائق العائلة وأوراقها التجارية وأموالها. وقد اشتهر ابنه رفيق السيوفي كأمين عام وزارة المالية السورية وكان أحد المصرفيين الكبار في سورية قبل تأميم المصارف زمن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.