عارف بن حسن الحلبوني (1872-1936)، تاجر سوري من دمشق انتُخب رئيساً لغرفة تجارتها سنة 1922 وكان أحد مؤسسي مشروع جر مياه نبع عين الفيجة من وادي بردى إلى العاصمة السورية.
البدايات
ولد عارف الحلبوني في حيّ القنوات وكان والده من الأعيان، بنى قصراً فاخراً لأسرته في زقاق المنلا غرب محطة الحجاز، وصارت المنطقة كلها تعرف من يومها بحيّ الحلبوني. عمل الحلبوني في تجارة الحرير الطبيعي وتزوّج من سيدة دمشقية من عائلة الدالاتي (عمّة بهيرة الدالاتي زوجة الرئيس شكري القوتلي).
رئيساً لغرفة تجارة دمشق
انتسب الحلبوني إلى غرفة تجارة دمشق وانتُخب رئيساً لها سنة 1922. افتتح عهده بتنظيم معروض باسم تجار الشّام، قُدّم إلى السلطات الفرنسية الحاكمة احتجاجاً على إلزام السوريين بعملة ورقية جديدة، بدلاً من الذهب العثماني، وعلى التعاريف الجمركية المفروضة على البضائع الصادرة من دمشق إلى فلسطينولبنان.
مشروع مياه عين الفيجة
في سنة 1922، تعاون مع لطفي الحفار، نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، على إنشاء مشروع حيوي لجر مياه نبع عين الفيجة من وادي ىردى إلى العاصمة السورية. أسسوا شركة مساهمة لنقل وتوزيع المياه وشكلوا لجنة للحصول على الامتياز القانوني ضمّت الحلبوني والحفار ومعهم مستشار المشروع فارس الخوري ورئيس البلدية يحيى الصوّاف والتاجر مسلّم السيوفي ونائب رئيس الدولة في حينها الوجيه سامي باشا مردم بك. بدأت الأعمال الإنشائية سنة 1924 ولكنها توقفت لمدة ثلاث سنوات بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى ودشن المشروع بشكله النهائي في 3 آب 1932، بحضور رئيس الجمهورية محمد علي العابد.
الوفاة
توفي عارف الحلبوني في دمشق عن عمر ناهز 65 عاماً سنة 1936.
الاستقلال العربي، صحيفة يوميّة ظهرت بدمشق بعد ثلاثة أسابيع من انسحاب الجيش العثماني في نهاية الحرب العالمية الأولى. صدر عددها الأول في 14 تشرين الأول 1918 وجاءت على أنقاض جريدة الشرق الحكومية العثمانية التي كان يُصدرها جمال باشا في زمن الحرب.
في عهد الأمير سعيد الجزائري
بعد انسحاب الجيش العثماني في 26 أيلول 1918 استولى حاكم دمشق المؤقت الأمير سعيد الجزائري على مكاتب الشرق في حيّ السنجقدار وأعاد تسميتها بجريدة “الاستقلال العربي.” كُلّف صديقة الروائي معروف الأرناؤوط برئاسة التحرير وعُيّن الصحفي عثمان قاسم مديراً. بقيت الصحيفة تصدر حتى بعد إقالة الأمير سعيد عن الحكم في 1 تشرين الأول 1918 وكُتِب على ترويسة صفحتها الأولى: “جريدة من العرب للعرب.”صَدرت “الاستقلال العربي” بصفحتين من القطع المتوسط، وأصبحت بعدها تصدر بأربع صفحات لغاية توقفها في مطلع عهد الأمير فيصل في 18 شباط 1919. تفرغ يومها معروف الأرناؤوط لإصدار صحيفة خاصة به باسم فتى العرب، وأغلقت “الاستقلال العربي” أبوابها لغاية عام 1937، يوم اشترى الصحفي الفلسطيني توفيق جانا امتيازها وأعاد إصدارها بحلة جديدة.
الاستقلال العربي في السنوات 1937-1948
صدر عددها الجديد بأربع صفحات من القطع الكبير في 6 تشرين الأول 1936، حاملاً الرقم التسلسلي للعدد الأخير في 18 شباط 1919. أشرف جانا على سياسات الصحيفة وكلّف الأديب فؤاد الشايب بكتابة معظم افتتاحياتها. وبعد وفاة توفيق جانا سنة 1941 تسلّم ابنه عدنان إدارة “الاستقلال العربي” وعيّن الصحفي عزت حصرية رئيساً للتحرير لغاية عام 1946، عندما قرر الأخير الانفصال عنها لتأسيس صحيفة خاصة به. تولّى عدنان الملوحي رئاسة التحرير من بعده وفي عهده توقفت “الاستقلال العربي” عن الصدور بسبب تراجع حاد في الإعلانات التجارية في أعقاب حرب فلسطين عام 1948.
شارك أحمد اللحّام في تأسيس الجيش السوري وعمل مع مجموعة من الضباط على تعريب الكتب العسكرية التركية. عينه الأمير فيصل مديراً لهيئة الأركان العامة التابعة لديوان الشورى الحربي وكان مسؤولاً عن شُعب العمليات والاستخبارات والتسليح. عيّن صديقه الضابط عارف التوّام مديراً للتسليح وجاء بضابط آخر من دمشق يُدعى شريف الحجار مديراً لاستخبارات الجيش. وعندما دخلت سورية في مواجهة مع فرنسا إبان إنذار الجنرال هنري غورو في 14 تموز 1920، شكل مجلس حربي بدمشق للإشراف على جاهزية الجيش، برئاسة الأمير فيصل الذي كان قد أصبح ملكاً على البلاد، وسمّي اللحام عضواً فيه مع وزير الحربية يوسف العظمة.
أشرف المجلس الحربي على معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920، التي هُزم فيها الجيش السوري واستشهد الوزير يوسف العظمة. خلع الملك فيصل عن العرش وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، أما أحمد اللحام فحكم عليه بالإعدام من قبل الفرنسيين ولكنه هرب إلى فلسطين قبل أن يتمكنوا من إلقاء القبض عليه. ومن فلسطين، توجه إلى إمارة شرق الأردن وظل مقيماً فيها لغاية صدور عفو عنه سنة 1922.
مع الكتلة الوطنية
عاد أحمد اللحام إلى سورية وترشح لعضوية مجلس دمشق البلدي وفاز بها سنة 1924. وبعدها بثلاث سنوات شارك في تأسيس الكتلة الوطنية وفاز بعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع دستور سورية الجمهوري الأول سنة 1928. وفي سنة 1936، سمّي مستشاراً عسكرياً لدى وفد الكتلة الوطنية الذي توجه إلى باريس برئاسة هاشم الأتاسي وكانت له اليد العليا في مناقشة البنود المتعلقة بمستقبل الجيش والامتيازات العسكرية التي حصلت عليها فرنسا عند التوقيع على معاهدة عام 1936. عاد وفد الكتلة إلى دمشق في أيلول 1936 وفي الانتخابات التي جرت نهاية ذلك العام فاز اللحام بعضوية المجلس النيابي، ممثلاً عن مدينة دمشق. وفي سنة 1944 وبعد انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية، عُيّن قائداً لشرطة دمشق.
في عهد الاستقلال
مع جلاء الفرنسين عن سورية في 17 نيسان 1946 سمّي أحمد اللحام أميناً عاماً لوزارة الدفاع. بقي في منصبه على الرغم من تغير الحكومات وفي حرب فلسطين سنة 1948 اصطدم مع قائد الجيش حسني الزعيم الذي كان يَعُدُه مخادعاً ويُحذر الرئيس القوتلي منه. وعندما تسلم الزعيم مقاليد الحكم بعد انقلابه على القوتلي يوم 29 آذار 1949، كانت أولى قراراته طرد أحمد اللحام من وزارة الدفاع واعتقاله بعد أن رفض الاعتراف بشرعية الانقلاب.