مسرح زهرة دمشق، مقهى ومسرح أنشأ في مدينة دمشق نهاية القرن التاسع عشر وتمت إزالته سنة 1952. عمِلت فيه بديعة مصابني وفيه كان أول عرض مسرحي في زمن الملك فيصل الأول سنة 1919. وقد زاره الفنان العالمي شارلي شابلن سنة 1932 وهو في طريقه إلى مصر، وحضر افتتاح فيلمه الشهير أضواء المدينة.
البداية
أنشأ التاجر المسيحي حبيب الشمّاس مسرح زهرة دمشق عند زاوية ساحة المرجة وجادة السنجقدار. كان في بدايته ملهى ليلي، عملت فيه بديعة مصابني كنادلة قبل أن تحترف الرقص وانطلق من على مسرحه الفنان زكي مراد.
توسيع المبنى
أضيفت إليه شاشة عرض سينمائي سنة 1918 مع توسيع صالة العرض وإضافة طابق ثالث وإقامة شرفات كبيرة تتسع حوالي 800 متفرج. وقد تغير اسمه فأصبح “سينما باتيه – زهرة دمشق” بعد تعاقد حبيب الشمّاس مع شركة باتيه الفرنسية، لكي يُصبح وكيلها الحصري في سورية. وقد وضع فرقة موسيقية على أبوب المسرح للعزف وسط ساحة المرجة واستقطاب الزبائن، لكي تنتقل بعدها إلى الداخل لمرافقة العروض السينمائية الصامتة في حينها.
زيارة شارلي شابلن
وفي سنة 1932 حل النجم العالمي شارلي شابلن ضيفاً في سينما زهرة دمشق لحضور افتتاح فيلمه الكوميدي أضواء المدينة قبل توجهه إلى مصر.
في عهد الملك فيصل
وبعد انسحاب القوات العثمانية عن دمشق ومبايعة الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية، قام حبيب الشمّاس باستضافة الفنان عبد الوهاب أبو سعود على خشبة مسرح زهرة دمشق، لعرض أول مسرحية سياسية في مرحلة ما بعد التحرير من الدولة العثمانية، كان عنوانها “جمال باشا السفّاح.”
وكانت أحداث المسرحية تدور عن الحياة في دمشق خلال عهد جمال باشا حاكم سورية في زمن الحرب العالمية الأولى، وكانت مسرحية سياسية ناقدة من تأليف الصحفي والروائي معروف الأرناؤوط. وقد حضر الأمير فيصل عرض مسرحية “جمال باشا السفّاح” في سينما زهرة دمشق، يرافقه الحاكم العسكري رضا باشا الركابي وجميع أعضاء الحكومة السورية.
بداية النهاية
في أواخر العشرينيات، أحرق الجزء الخلفي من مسرح زهرة دمشق إثر حريق كبير حصل في جادة السنجقدار، فتوقف العمل في صالة السينما وتحول المكان إلى مطعم وملهى وكاباريه، أفقده الكثير من زبائنه القدامى من كبار القوم.
النهاية
أزيل المبنى بالكامل عند تنظيم المنطقة سنة 1952، في عهد رئيس الدولة فوزي سلو، وأقيمت مكانه عمارة إسمنتية يشغل اليوم بعض منها فندق سمير وسط ساحة المرجة.(1)