زقاق المحكمة، زقاق دمشقي في سوق الخياطين، قبالة مسجد الخياطين إلى منطقة الحريقة. يُنسب إلى محكمة الباب الشرعية التي كانت فيه في العهد العثماني، وقد سمّيت بالباب نسبة إلى سلطة الدولة العثمانية، الممثلة بالباب العالي. قديماً كان الزقاق يُعرف بحارة بلاطة وتحول اليوم إلى منطقة مخصصة بصناعة وبيع الجوارب.
انتسب أحمد الشرباتي في شبابه إلى جمعية التحرير العربي التي كانت قد أنشأت على يد فريد زين الدين، صديقه من أيام الدراسة في بيروت.(2) انتقل معهُ إلى عصبة العمل القومي في مطلع شهر آب من العام 1933، وهي عبارة عن تنظيم سياسي سري كان يسعى إلى طرد الفرنسيين من سورية ولبنان والإنكليز من العراقوفلسطين.(3) أصدر مع رفاقه في العصبة جريدة “العمل القومي” وأسسوا نظيماً عسكرياً باسم “أشبال العروبة،” ولكنهم عانوا من ضيق في مواردهم المالية ومن معارضة الكتلة الوطنية لنشاطهم في سورية. رفضت عصبة العمل القومي المشاركة في أي مفاوضات سياسية مع الفرنسيين وعارضت ذهاب وفد من الكتلة الوطنية إلى باريس لمناقشة مستقبل سورية مع رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم سنة 1936. ولكن أحمد الشرباتي قرر تحدي هذا القرار وقام بتأييد معاهدة عام 1936 التي أبرمتها الكتلة الوطنية في فرنسا، معتبراً أنها تخدم المصلحة الوطنية السورية العليا، ما أدى إلى فصله عن عصبة العمل القومي بداية عام 1937.(4)
وفي 28 كانون الأول 1946، سُمّي أحمد الشرباتي وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس جميل مردم بك، مُكلفاً بتجهيز الجيش السوري وتسليحه قبل دخول القوات العربية في فلسطين. كانت علاقة الشرباتي متوترة مع عدد من ضباط الجيش، وفي مقدمتهم قائد الشرطة العسكرية حسني الزعيم الذي طالب بإقالته لسوء أمانته المالية والأخلاقية.(10) ولكن القوتلي رفض الأخذ بنصائح الشرباتي وأبقى على الزعيم، فكتب الوزير في مذكراته: “لا أخاف على جنودي من الموت على جبهات القتال، فهذا واجبهم وهذا شرفهم، ولكني أخاف عليهم من الموت بسبب فساد وجهل قادتهم العسكريين.” (11)
على الرغم من الحظر المفروض على بيع السلاح للعرب، حاول أحمد الشرباتي شراء السلاح من دول أوروبا الشرقيةوأسبانيا، بواسطة شخصيات مدنية مثل الصناعي حنين صحناوي والنواب زكي الخطيبوعادل أرسلان.(12) وقد وضع ثروة أسرته الطائلة في خدمة المؤسسة العسكرية، وأسس مصنعاً لصواريخ قصيرة المدى بالقرب من دمشق، بالتعاون مع خبراء عراقيين.(13)
حرب فلسطين والاستقالة سنة 1948
وعندما بدأت حرب فلسطين في 15 أيار 1948، حقق الجيش السوري تقدماً ميدانياً ملحوظاً، وقام باحتلال مستعمرة سمخ وتوجه نحو جسر بنات يعقوب، ولكنه سرعان ما أجبر على التراجع بسبب سوء خطوط الإمداد. وقد أدى هذا التراجع السريع إلى خروج مظاهرات عارمة ضد الشرباتي في دمشق، حيث قام المتظاهرون بالهجوم على صالة سيارات جنرال موتورز في شارع العابد التي كان يملكها الوزير، وتم تحطيمها بالكامل.(15)
وفي 18 أيار 1948، قدم أحمد الشرباتي استقالته من وزارة الدفاع، وعُيّن رئيس الحكومة جميل مردم بك خلفاً له، كما تم تعيين حسني الزعيم قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة، بدلاً من اللواء عبد الله عطفة.(16) شُكّلت لجنة برلمانية للتحقيق مع الشرباتي، وتعرض لهجوم عنيف تحت القبة من قبل النواب أكرم الحورانيوعبد الرحمن كيالي، اللذين وجهوا إليه تهماً وصلت إلى حد الخيانة العظمى.(17) ولكن التحقيق القضائي أثبت براءة الشرباتي من كل التهم الموجهة إليه، ومنها شراء السلاح الفاسد وعدم تحضير الجيش عسكرياً ومعنوياً قبل إرساله فلسطين. (18)
في عهد الانقلابات العسكرية
عند وقوع الانقلاب الأول في 29 آذار 1949، سافر أحمد الشرباتي إلى مصر، تجنباً للملاحقة من قبل حسني الزعيم الذي قام باعتقال رئيس الجمهورية شكري القوتلي. وقد تعرض الشرباتي إلى محاولة اغتيال داخل بهو فندق شبرد في القاهرة، تبيّن لاحقاً أنها كانت مدبرة من قبل حسني الزعيم الذي لم يغفر له محاولة إقصائه عن الجيش خلال فترة توليه وزارة الدفاع.(19) عاد الشرباتي إلى دمشق بعد الإطاحة بحسني الزعيم ومقتله في 14 آب 1949، ليتم اعتقاله سنة 1951 بسبب معارضته لحكم العقيد أديب الشيشكلي.(20)
معارضاً لجمهورية الوحدة 1958-1961
واعتقل للمرة الثانية في بداية عهد الوحدة السورية المصرية بأمر من مدير المخابرات العسكرية عبد الحميد السراج، لوصفه الرئيس جمال عبد الناصر وعهده بعبارة “علي بابا والأربعين حرامي.”(21) كان الشرباتي معارضاً للطريقة التي أُقِيمت بها جمهورية الوحدة، وقد رفض مقابلة عبد الناصر خلال زيارته إلى دمشق في شباط 1958، محذّراً من خطورة النهج الاقتصادي الذي كان يريد أتباعه في سورية. وكان آخر نشاط سياسي قام به أحمد الشرباتي هو دعم انقلاب الانفصال الذي أطاح بالجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961، حيث دعا عدد من السياسيين القدامى إلى منزله (مقر السفارة الباباوية اليوم) وأصدروا بياناً داعماً للانقلاب في 2 تشرين الأول 1961.(22)
الوفاة
غاب الشرباتي عن أي نشاط سياسي من بعدها وتفرغ كلياً للعمل التجاري والهندسي في الكويتوالعراقوالسعودية، وتوفي في بيروت عن عمر ناهز 67 عاماً يوم 25 تشرين الأول 1975.
عائلة الشرباتي
تزوج أحمد الشرباتي من سيدة ليتوانية تُدعى سكايدرا فابا، كان قد تعرّف عليها في قبرص سنة 1938. كانت من عائلة مسيحية محافظة وله منها ثلاثة أولاد: عصام وعائدة ونورا التي تزوجت بعد رحيل والدها بسنوات من الزعيم اللبناني وليد جنبلاط.
باب الجامع الأموي الجنوبي، وهو الباب المقابل لسوق القوّافين (سوق الصاغة). وقد تعددت تسميات هذا الباب وأُطلق عليه اسم باب الزيادة وباب القوّافين وباب القبلة.
اختلف المؤرخون في أصل تسمية باب الجابية، وقال البعض إنه يعود إلى قرية الجابية شرقي بلدة نوى في حوران، التي كانت في زمن الأمويين من أهم قرى المنطقة وقبلهم أقام فيها بني جفنة الغسّانيون. وبعد دخول بلاد الشّام في الإسلام، اتخذ العرب من هذه القرية جنداً (إقليماً إدارياً) وتقاسموا فيها غنائم معركة اليرموك. نزل إليها الخليفة عمر بن الخطاب للتداول مع الصحابة في شؤون الفتح وفيها بويع مروان بن الحكم حاكماً على الدولة الإسلامية. وهناك رواية ثانية – وهي أقرب إلى الخيال – مفادها أن اسم “باب الجابية” كان نسبة لضريح وليّة صالحة تُدى “ستي جابية.”
باب الجابية في العصر الحديث
في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ظهر قصر الوجيه الدمشقي أحمد رفيق باشا الشمعة في باب الجابية، وكان ممتداً من محلّة القنوات مروراً بباب سريجة. عرف قصر الباشا بحديقته الواسعة التي كانت تُفتح يومياً للعوام، وفيه أقيمت مأدبة على شرف الإمبراطور الألماني غليوم الثاني يوم زيارته دمشق سنة 1898. وكان الشمعة زعيماً في باب الجابية وممثلاً لأهل المنطقة أمام الدولة العثمانية في إسطنبول لغاية عزله سنة 1900.
سيق الكثير من أبناء منطقة باب الجابية إلى الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى، وفي مطلع عهد الملك فيصل الأول سنة 1918، عُيّن الضابط الدمشقي صبحي العمري قائداً عسكرياً في باب الجابية. وفي زمن الانتداب الفرنسي قصفت منطقة باب الجابية سنة 1925 وخرجت منها المظاهرات والإضرابات تأييداً للثورة السورية الكبرى. وعند إحصاء سكان دمشق في زمن الانتداب، حدد عدد سكان المنطقة بقرابة 1950 نسمة، جميعهم من المسلمين.
جمعية الإخاء العربي، جمعية سياسية قومية كانت الأولى من نوعها في الدولة العثمانية، تأسست في إسطنبول يوم 2 أيلول 1908 وكانت تسعى للحفاظ على أحكام الدستور العثماني. تعاونت مع جمعية الاتحاد والترقي الحاكمة على رفع شأن الولايات العربية في النواحي الاقتصادية والثقافية وكانت تُدافع عن مصالح العرب في إسطنبول.
جاء في المادة الأولى من ميثاقها بأنها:
نشأت في دار الخلافةومؤلفة من أبناء العرب العثمانيين على اختلاف مللهم. ويحق لكل فرد من أبناء العرب أن يكون عضواً في جمعية الإخاء العربي العثماني بشرط أن يكون متصفاً بحسن الخلق والشهرة، غير محكوم عليه بجرم جنائي ولا ساقط من حقوقه المدنية.
على عكس بقية الجمعيات التي ظهرت قبل الحرب العالمية الأولى، لم تكن جمعية الإخاء العربي سرية وكانت تعمل في العلن وبمعرفة الدولة العثمانية. أولى نشاطاتها كان تنظيم مظاهرة كبيرة في إسطنبول لاستقبال النواب العرب المنتُخبين إلى مجلس المبعوثان في كانون الأول 1908.
البعض قال أنه تسميته تعود إلى أمير يُدعى ثورى، كان مقيماً في دمشق قبل عصر الإسلام، ولكن الأصح أنه سُمّي على اسم أحد ملوك السلاجقة، ثورى زوج زمرّد خاتون.
بساتين النيرب، منطقة خضراء واسعة كانت تقع غربي مدينة دمشق، بينها وبين الربوة وتصل إلى محيط الصالحية على سفح جبل قاسيون الغربي. وكانت تُقسم إلى قسمين: النيرب الأعلى والنيرب الأدنى (أو الأسفل). النيرب الأعلى كان بين نهري ثوراويزيد ويمتد من الجسر الأبيض حتى بساتين الدوّاسة (حيّ نوري باشا اليوم). أمّا النيرب الأدنى فيمتد بين نهري ثوراويزيد جنوباً وصولاً إلى منطقة المالكي اليوم وحيّ أبي رمانة. وكانت المنطقة من أشهر منتزهات دمشق والبعض كان يصفها بالنيربان.