جميل آقبيق (1882 – 30 كانون الثاني 1942)، رجل دين سوري من دمشق وأحد شيوخ الطريقة الشاذلية. ولد في دمشق وكان والده ضابطاً في الجيش العثماني. دَرَس علوم الدين وتبحّر في الطريقة الشاذلية على يد الشيخ محمود أبو الشامات وقضى حياته في التدريس في زاويته الكائنة زقاق الحجاج، قبل وفاته عن عمر ناهز 60 عاماً يوم 30 كانون الثاني 1942.
تلّة النجارين، حارة تصل بين شارع ناصيف باشا وتلّة النجارين، تقع جنوبي سوق مدحت باشا. كان لها أهمية في زمن الآراميين، حيث قصر حاكم دمشق في تلك المرحلة، وقد سمّيت بتلّة النجارين في العصر الحديث بسبب وجود عدة ورشات نجارة فيها.
تلّة القاضي، زقاق في حي القيمرية يقع على منحدرين من الأرض، وقد نُسب إلى قاضي مجهول الهوية في القرن العاشر الهجري، بدليل ورود ذكره في كتاب مفاكهة الخلّان في حوادث الزمانلابن طولون. ويقع بالقرب منها سوق القاضي وقد تُعرف التلّة أيضاً باسم “تلّة سوق القاضي.”
تلّة الشعيرية، حارة دمشقية مرتفعة على تلّة في محلّة مئذنة الشحم بالقرب من بحرة الأسعدية، تعود إلى العهد المملوكي. وكلمة “الشعيرية” في العامية الدمشقية تعني القضبان الرفيعة المصنوعة من سميد القمح، تجفف وتضاف إلى الرز أو البرغل تفنناً أو إلى الحساء (الشوربة).
تلّة السمّاكة، يُعتقد أن هذا الموقع كان مركز مدينة دمشق في العصر الآرامية، وهي عبارة عن تلّة تبلغ أعلى بقعة في المدينة وترتفع عن سوية أرضها حوالي 10-12 متراً. أمّا تسمية “السمّاكة” فلا يُعرف مصدرها وقد تكون سريانية الأصل من جذر “سمّق” أي أحمر، ومنها “سمّاقوتا” أي الحُمرة أو الاحمرار.
تلّة الحجارة، حارة دمشقية واصلة بين جادة باب توما وشارع باب شرقي، كانت تُعرف بدرب الحجر لكثرة الأحجار المنحوتة فيها والتي استخدمت العهود القديمة لمعارة الأبنية على واجهتي الشارعين. ويُصطلح على تسمية قسم الحارة المتقاطع مع شارع باب شرقي اسم “طالع القبّة.”
وحين سقطت دمشق في يد الحلفاء يوم 1 تشرين الأول 1918 انتقل إلى حمص ومنها إلى طرابلس التي وصلها في 16 تشرين الأول. مرّ الأمير فيصل – حكام سورية الجديد – يطرابلس ورُتّب اجتماع بينه وبين القاوقجي في منزل مفتي المدينة عبد الحميد كرامي. أعجب الأمير فيصل بشجاعته الاستثنائية ودعاه إلى دمشق ليكون أحد مؤسسي الجيش السوري. عُيّن قائداً لسرية خيالة في مدينة حماة، وبعد تتويج الأمير فيصل ملكاً على سورية في 8 آذار 1920 كُلّف بحماية داره الكائنة بمنطقة العفيف القريبة بدمشق. شارك في معركة ميسلون مع وزير الحربية يوسف العظمة وتمكن من إسقاط طائرة حربية فرنسية فوق مزرعة لآل الحسيبي في منطقة الصبورة. أستُشد العظمة في ميسلون وسقط حكم الملك فيصل وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. أمّا فوزي القاوقجي، فقرر الانضمام إلى جيش الشرق الفرنسي وعُيّن قيه برتبة نقيب نهاية العام 1920.
الثورة السورية الكبرى
عمل مع الفرنسيين لغاية اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925، تاريخ انشقاقه عن جيش الشرق وانضمامه إلى صفوف سلطان باشا الأطرش. قاد مجموعة من الجنود المنشقين من معرة النعمان إلى مدينة حماة وفي 4 تشرين الأول 1925، بدأ بمهاجمة ثكنات الفرنسيين والاستيلاء على أسلحتهم. أرسلت فرنسا تعزيزات عسكرية من دمشق لفك الحصار عن حماة واستمرت المعارك مع القاوقجي لغاية 7 تشرين الأول 1925. استشهد يومها 334 من رجاله وحُكم عليه بالإعدام فهرب إلى تركيا ومنها إلى السعودية.
أوفدته لجنة الدفاع عن فلسطين إلى القدس لمساندة الحاج أمين، ووصلها مع 150 من رجاله في 1 آب 1936. أعلن القاوقجي عن إطلاق “ثورة عربية من سورية الجنوبية” ضد الإنكليز والصهاينة، وخاض معارك عدة في فلسطين منها معركة بلعا في 3 أيلول 1936 ومعركة جبع في قضاء جنين يوم 24 أيلول 1936. ولكن مفتي القدس تعامل معه بحذر شديد وريبة، واتهمه بمحاولة شق صف الثوار الفلسطينيين. وقد أدى هذا التنافس الشخصي بينهما إلى حالة من الجفاء استمرت حتى وفاة الحسيني سنة 1974.
ثورة رشيد عالى الكيلاني
وبعد القضاء على الثورة الفلسطينية، عاد القاوقجي إلى العراق وعاش في بغداد حتى صدور قرار نفيه إلى كركوك بسبب قربه من رئيس الحكومة ياسين باشا الهاشمي، الذي أطيح به سنة 1936 بموجب انقلاب عسكري قاده الضابط العراقي بكر صدقي. وفي سنة 1941 شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنكليز في العراق، ما أدى صدور قرار إعدام بحقه من قبل القضاء العسكري العراقي. مُنع من دخول فلسطينوالأردنومصر، فحاول العودة إلى سورية متحدياً قرار الإعدام الصادر بحقه منذ سنة 1920. وتمكن من التسلل إلى بادية تدمر، فأغارت عليه الطائرات البريطانية في 9 حزيران 1941 وأصابته إصابة بالغة نُقل في إثرها إلى دير الزور، ثم إلى حلب وبعدها ألمانيا حيث خضع لعلاج طويل في هينزا كلينيك.
المرحلة الألمانية (1941-1947)
وصل ألمانيا في منتصف الحرب العالمية الثانية وأعلن عن دعمه المطلق للزعيم النازي أدولف هتلر. أقام القاوقجي في برلين وتزوج من سيدة ألمانية وحاول جاهداً الحصول على دعم عسكري من هتلر لحركات التحرر في الوطن العربي ولكنه تصادم مجداً من المفتي أمين الحسيني، المقيم أيضاً في برلين، والذي حذّر هتلر منه وقال: القاوقجي جاسوس بريطاني.” لم تقنع هتلر هذه الادعاءات، وبقي القاوقجي في برلين ضيفاً معززاً عند الرايخ الثالث لغاية انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط العاصمة الألمانية بيد الحلفاء مع انتحار هتلر في 30 نيسان 1945. اعتقله الجيش السوفيتي في 29 أيار 1946 وأطلق سراحه بعد شهرين ووضعه قيد الإقامة الجبرية. بقي في برلين حتى سنة 1947، عندما سُمح له بالمغادرة فشدّ الرحال إلى القاهرة ومن بعدها توجه إلى طرابلس، ومنها إلى بيروت وصولاً إلى دمشق.
أطلق اسم فوزي القاوقجي على شارع رئيسي في كل من دمشق وحلب في سورية، وطرابلسوالكورة في لبنان والعاصمة الأردنية عمّان، وسميت مدرسة باسمه في حماة، وأخرى في حلب تم افتتاحها سنة 1974.
ورث مقعبري ورفاقه طائرات غير مخصصة للقتال عن الفرنسيين، من طراز Piper Cub PA-18 الأمريكية ذات المحرك الصغير، و Tiger Moth البريطانية. وكان مقعبري أول طيار سوري يحلّق منفرداً في سماء دمشق في عيد الجلاء الأول يوم 17 نيسان 1946. ونال لقب “شيخ الطيارين” الذي أطلقه عليه رئيس الجمهورية شكري القوتلي في 26 تشرين الأول 1946.
حرب فلسطين سنة 1948
في شباط 1948 تخرج وديع مقعبري من مدرسة الطيران التي شارك في تأسيسها والتحق بعد ثلاثة أشهر بالقوات السورية المقاتلة في حرب فلسطين. دخل الأجواء الفلسطينية بطائرته المدنية “هارفرد،” بعد أن عدّلها لتصبح حربية وأضاف عليها مقعد مخصص للطيار الحربي لكي يتمكن من إسقاط القنابل يدوياً فوق الأهداف الإسرائيلية، وكانت أيضاً من مخلفات الفرنسيين في سورية أو من بقايا معارك إيطاليا في ليبيا.
مديراً لمدرسة الطيران
رفض وديع مقعبري المشاركة في جميع الانقلابات العسكرية التي عصفت بسورية، ابتداءً من انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي سنة 1949، وصولاً إلى الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم أديب الشيشكلي سنة 1954. وفي عهد حسني الزعيم أرسل إلى فرنسا لاتباع دورة عسكرية، استمرت من نيسان 1949 وحتى آب 1950. عاد بعدها إلى سورية وعُيّن مديراً لمدرسة الطيران الحربي في مطار النيرب (مطار حلب)، وكان ذلك في عهد الرئيس هاشم الأتاسي.
آمراً لسلاح الطيران وقائداً للقوى الجوية
وفي حرب السويس سنة 1956 كُلّف وديع مقعبري برصد طيران التجسس البريطاني أثناء طلعاته الجوية فوق الأراضي السورية. أسقط يومها طائرة كانبيرا بريطانية قادمة من قبرص وفي صيف العام 1957، عُيّن قائداً للقوى الجوية. انتقل إلى الجيش الأول في زمن الوحدة السورية المصرية سنة 1958، وهو جيش سورية في الجمهورية العربية المتحدة. سرّح الرئيس جمال عبد الناصر معظم الضباط السوريين المتمنين إلى حزب من الأحزاب السياسية، ومنهم رئيس الأركان الشيوعي عفيف البزري، ولكنه أبقى على مقعبري في منصبه لأن مستقل ولكونه لم يشارك في أي من الانقلابات العسكرية. عمل مقعبري على مسح الأراضي السورية في زمن الوحدة ووضع خرائط عسكرية حديثة للجيش الأول، إضافة لدراسة شاملة عن ضرورة تأسيس كلية حديثة للطيران، فيها فرع خاص للطيران المدني وآخر للعسكريين، مع قسم للفنيين.
مقعبري والانفصال
كان اللواء مقعبري خارج سورية عند انقلاب مجموعة من الضباط على جمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961. وأثناء غيابه في موسكو شارك نائبه موفق عصاصة في انقلاب الانفصال، دون علمه أو موافقته. عاد مسرعاً إلى دمشق ورفض تأييد الانقلاب، ولكنه بالمقابل لم يعترضه. وفي المقابل، لم تطاله التسريحات التي أمر بها مهندس الانقلاب عبد الكريم النحلاوي وبقي في منصبه في سلاح الطيران.
مؤتمر حمص سنة 1962
وفي 28 آذار 1962، وقع انقلاب جديد في سورية، نفذه النحلاوي ضد رئيس الجمهورية ناظم القدسي، المنتخب حديثاً قبل ثلاثة أشهر. وفي هذه المرة لم يكتف مقعبري بعدم تأييد الانقلاب بل قرر الوقوف في وجهه، معتبراً أن تصرفات النحلاوي تضر بمصلحة الجيش السوري ووحدته. انضم إلى مجموعة من الضباط المعارضين للنحلاوي، بقيادة قائد الجيش اللواء عبد الكريم زهر الدين، وفي 1 نيسان 1962، دعا إلى اجتماع كبير في نادي ضباط المنطقة الوسطى، أطلق عليه اسم مؤتمر حمص، تقرر فيه نزع الشرعية عن انقلاب النحلاوي. ترأس مقعبري المؤتمر وتقرر فيه عودة الحياة النيابية والإفراج عن رئيس الجمهورية المعتقل في سجن المزة. عزل المؤتمر النحلاوي وأمر بنفيه خارج البلاد، وتكفل زهر الدين ومقعبري بتطهير المؤسسة العسكرية من أعوانه.
الاعتقال سنة 1963
عُزل اللواء وديع مقعبري عن منصبه وسرّح من الجيش بعد ثلاثة أيام من انقلاب 8 آذار 1963، الذي جاء بقيادة اللواء زياد الحريري مع مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين. دعوا إلى استعادة الوحدة مع مصر ووعدوا بمعاقبة كل من شارك في عهد الانفصال، من مدنيين وعسكريين. اعتُقل وديع مقعبري في 11 آذار 1963 ونقل إلى سجن المزة ليقضي فيه 111 يوماً قبل إطلاق سراحه من قبل رئيس الدولة أمين الحافظ. وتدخل لأجله يومها اللواء ذحافظ الأسد، أحد طلاب وديع مقعبري القدامى والذي تسلّم سلاح الطيران خلفاً للواء نور الله حاج إبراهيم في 1 أيار 1963.
الوفاة
اعتزل وديع مقعبري العمل العسكري من يومها وتفرغ للتجارة حتى نهاية التسعينيات. وعند تقاعده من العمل بشكل كامل انتقل للعيش في لبنان. عاد إلى دمشق بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011 وفيها توفي عن عمر ناهز 94 عاماً في 31 كانون الثاني 2018.
تطوع للقتال مع فوزي القاوقجي في جيش الإنقاذ نهاية عام 1947، وعندما دخل الجيش السوري أرض المعركة في 15 أيار 1948، عاد ناصر إلى صفوفه. تعرف يومها إلى رئيس الأركان حسني الزعيم وشاركه النقمة على الطبقة السياسية الحاكمة بدمشق التي حمّلت العسكريين وزر هزيمة الجيش السوري في فلسطين. حضر اجتماع برئاسة الزعيم في مدينة القنيطرة يوم 13 شباط 1945 تقرر فيه رفع عريضة إلى رئيس الجمهورية شكري القوتلي تطالب باعتقال ومحاكمة النائب فيصل العسلي، نظراً لتهجمه المتكرر في المجلس النيابي على قائد الجيش وأعوانه.
في عهد حسني الزعيم
وعندما رفض القوتلي الاستماع إلى مطالبهم، شارك محمد ناصر بالانقلاب العسكري الذي أطاح به يوم 29 آذار 1949، بقيادة حسني الزعيم. عينه الزعيم عضواً في مفاوضات الهدنة مع إسرائيل، التي شُكلت برعاية الأمم المتحدة، ولكنّ فراقاً حلّ بينهما عندما حاول الزعيم تجاوز الوفد المفاوض والتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون.
الخلاف مع أديب الشيشكلي
وفي 14 آب 1949 شارك العقيد ناصر في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم وعُيّن رئيساً للشعبة الثانية وعضواً في مجلس العقداء. كان خارج البلاد يوم وقوع الانقلاب الثالث في 19 كانون الأول 1949، الذي قاده العقيد أديب الشيشكلي ضد قائد الجيش اللواء سامي الحناوي. عارض طموحات الشيشكلي السياسية والعسكرية، وفكر الأخير بتسريحه ولكنّه لم يفعل، نظراً لشعبية محمد ناصر بين الضباط. فضّل إبعاده عن دمشق وأمر بتعينه ملحقاً عسكرياً في السفارة السورية في إيران. وعندما أمسك الشيشكلي بزمام الأمور، استدعاه من طهران وعينه آمراً لسلاح الطيران، علماً أن محمد ناصر كان ضابط مشاة، لا علم له بشؤون الطيران الحربي.
حادثة الاغتيال
وفي 31 تموز 1950 أطلق مجهولون النار على سيارة محمد ناصر عند مفرق كيوان وهو عائد من مركز قيادته في منطقة المزة. أصيب إصابة بالغة نُقل على أثرها إلى المستشفى الفرنسي. وأمام حشد من الضباط، ومنهم توفيق نظام الدين، أدخل أصبعه في فمه، الذي كان يسيل فيه الدم بغزارة، وكتب بدمه أسماء الجناة على سرواله العسكري: المقدم إبراهيم الحسيني، مدير الشعبة الثانية، ومعاونه عبد الغني قنوت، وكلاهما كانوا من رجال الشيشكلي الأوفياء. بعدها بدقائق، فارق محمد ناصر الحياة وهو في السادسة والثلاثين من عمره. شيّع من الجامع الأموي بموكب رسمي تقدمه رئيس الحكومة ناظم القدسيوالشيشكلي ردُفن في مسقط رأسه في جبلة.
المحاكمة
شكّلت محكمة خاصة للتحقيق في الجريمة، برئاسة القاضي إسماعيل قولي، قررت تبرئة الحسينيوقنوت، بتدخل مباشر من الشيشكلي. وقيل يومها إن الشيشكلي أراد التخلص من محمد ناصر لأنه كان يشكل خطراً حقيقياً على شعبيته داخل المؤسسة العسكرية وسيكون عقبة في سعيه للوصول إلى الحكم، الذي تحقق بالفعل في تشرين الأول 1951، أي بعد سنة وأربعة أشهر من اغتيال محمد ناصر.
العائلة
تزوج محمد ناصر من نعمت الأيوبي، وهي سليلة عائلة دمشقية معروفة، وله منها بنت واحدة، الدكتورة صبا ناصر، التي كانت سفيرة سورية في فرنسا سنة 2002.
المناصب
آمراً لسلاح الطيران (19 كانون الأول 1949 – 31 تموز 1950)